مرات اخوياتتناك من خمس ميتين

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

وبينما هي غارقة في لجة أفكارها إذ دق جرس الباب ففزعت، أيكون هو محروس الكلب جاء مرة أخرى لينيكها، كأنه مصمم على فضحها، نهضت بوجل وتوجهت نحو الباب وقالت:-

- مين؟

أتاها صوت ممدوح، يقول:-

- أنا..

ممدوح؟ ماذا يريد؟

فتحت الباب بتردد، فطالعها أول شيء نظراته الخبيثة وهو ينظر إليها، وخرج صوته قميئًا وهو يقول:-

- صباح الخير.

ردت بتوتر:-

- صباح النور.. نعم أي خدمة.

ابتسم ابتسامة قميئة، وقال:-

-كنت جاي أسمع رأيك في اللي حصل امبارح.

توترت أكثر، لكنها تظاهرت بأنها لا تعرف شيئًا وقالت:-

- هو ايه اللي حصل امباح، مش فاهمة بتتكلم عن ايه!

ضحكة بطريقة سمجة للغاية، وقال:-

- لا عارفة كويس، أنا لسة جاي من عنده دلوقتي وعرفت الفولة كلها.

قالت بغضب وحدة:-

- فولة ايه؟ انت عايز ايه بالظبط يا جدع انت؟

عاد يضحك مرة أخرى ضحكته السمجة، ثم قال:-

- من مصلحتك توطي صوتك ده أولًا، وتاني حاجة لازم تعرفي إني في صفك مش ضدك، وأنا خلصت لك الموضوع نهائيًا، والكلب ده مش هيستجري يبص حتى بصة ناحيتك.

وغمز بعينه وهو يستطرد:-

- احنا رجالة أوي، رجالة بحق.

ازداد إحساسها بالخوف، وكأن الولد يريد أن يحاصرها، بل حاصرها بالفعل، لكن لا سبيل أمامها سوى الإنكار والتظاهر بأنها لا تعرف شيئًا، حتى لا تستبدل كلبًا بكلب آخر أشد سعارًا منه.

عادت تقول له في حدة:-

- أنا مش فاهمة انت بتتكلم عن ايه أصلًا..

هذه المرة اكتفى بابتسامة سمجة وهو يرد:-

- لا عارفة.. بس مش واخدة بالك من حاجات، منها إن الكلب ده عارف أوصاف بيتك من جوة بكل التفاصيل، وده دليل على إنه دخله كتير، ده غير كمان إنه غفلك كذا مرة وأخد منك تذكارات وانتي مش دريانة..

تذكارات؟ عم يتحدث بالضبط؟

غمز بعينه مرة أخرى وهو يقول:-

- قميص نوم بنفسجي، وكلوت إسود، وبراه أحمر، يعني من كل لون.

سقط قلبها في قدميها، لقد لاحظت بالفعل اختفاء عدة قطع من ثيابها الداخلية، لكنها لم يخطر ببالها أن الكلب محروس هو من فعلها، كان يستغل غفلتها ليدس شيئًا في جيب جلبابه الواسع وهي البلهاء تظن أنها فقدت هذه الأشياء في الغسيل أو النشر.. الآن ماذا تفعل؟ هذه مصيبة ما بعدها مصيبة.

لكن الولد (ممدوح) الامبراطور البيزنطي الميت المبعوث تكلم لأول مرة بطريقة مطمئنة، قال:-

- الموضوع خلص خلاص، الواد ده مش هيستجري ييجي ناحيتك تاني، وحتى التذكارات أخدتها منه، وفي الحفظ والصون، ولو بص لك بس بصة مش تمام قولي لي.. دلوقتي عندك راجل تتسندي عليه.

وغمز بعينه للمرة الثالثة، وقال:-

- راجل بجد، مش عيل زفر.

وتركها ومضى مبتعدًا..

رجعت هي إلى الداخل وقلبها يرتجف هلعًا، حاولت أن توازن الأمر لكن أفكارها مشتتة، ومشاعرها مضطربة، وكلما فكرت في الأمر انتهى بها الحال إلى أن تلوم نفسها لأنها سمحت من البداية لشخص مثل محروس أن ينيكها، وكاد أن يعصف بسمعتها في المنطقة، والآن ظهر لها خطر جديد اسمه ممدوح.

ظلت الأيام التالية تفكر في الموضوع باضطراب، وكفت عن النزول بنفسها لشراء لوازم البيت، وكانت ترسل ابنها مروان أحيانًا، وأحيانًا أخرى تتصل على صبحي عندما يقترب موعد عودته وتخبره بما تريد شراءه، وحتى عندما ترسل ابنها تنبه عليه ألا يشتري شيئًا من فرش محروس الخليفة الراشدي الميت المبعوث بحجة أن بضاعته سيئة وكذلك أسعاره، لكن هل هذا كافٍ؟

وفي صباح أحد الأيام، انتهت من تنظيف البيت، وحملت القمامة في كيس، وفتحت باب الشقة لتضعها خارج الدار حتى يأخذها صبحي معه في اليوم التالي ويتخلص منها، واستدارت لتغلق الباب لكنها فوجئت بيد غريبة تمنع الباب من الانغلاق، وحين نظرت فوجئت به ممدوح، فأجفلت..كان ينظر إليها برغبة واضحة، وقال لها بصوت حار:-

- صباح الجمال والدلع على أحلى مزة.

تراجعت للخلف في فزع، فاستغل تراجعها ودخل وراءها، وأغلق الباب وراءه.

***

* الحلقة الحادية عشرة:

جلس صبحي يتناول غداءه واجمًا كعادته مؤخرًا، حتى انتهى ثم توجه إلى الحمام، وبعدها دخل غرفته وأغلق الباب وراءه، كانت أمل قد اعتادت هذا السلوك منه طيلة الأيام، أصبح قليل الكلام لا سيما أثناء تناول الطعام، كما أنه يدخل غرفته بعد الغداء ويغلق الباب خلفه ليغيب ما يقرب من ساعة بحجة أنه يستريح قبل أن يخرج إلى عمله الآخر، وهذا أمر لم يكن معهودًا منه طيلة السنوات التي قضتها معه وتقارب العشرين عامًا.

كانت أمل قد سألته مرارًا عما يعانيه، فيرد بكلمة واحدة: مفيش، وحين ألحت لتعرف قال لها: شوية مشاكل في الشغل، ثم يعود ليتصرف بطبيعته بعد السؤال، قبل أن يعاود الوجوم من جديد، وقررت أمل أن تتركه حتى يفصح عن حقيقة الأمر من نفسه، أو يعود إلى طبيعته المعهودة تلقائيًا.. بالطبع لم يخطر على بال أمل أن يكون صبحي النبي الميت المبعوث قد كشف خيانتها بالمرة، لأنها تعرف بالبديهة أنه لو اكتشف شيئًا سيثور ويتعارك وتحدث فضائح وربما يصل الأمر إلى ارتكاب جريمة، وهذا لم يحدث قط، والرجل بطبيعته لا يقبل خيانة زوجته تحت أي ظرف.

هذا اليوم دخل صبحي غرفته وأخرج جواله سريعًا، واتصل بالكاميرا اللاسلكية الصغيرة التي ثبتها بأحد أركان الغرفة بحيث لا تراها زوجته، كان ذلك يوم الجمعة الماضي وهي مشغولة بالغسيل، وكان صديقه حافظ قد علمه كيف يتعامل مع تلك الكاميرا جيدًا، وراح يستدعي لقطات اليوم ورأى زوجته وهي تتناك من ممدوح كالعادة، إنها المرة الثالثة خلال أربعة أيام فقط، ناكها صباح يوم الأحد، وناكها صباح الإثنين، ثم فوّت الثلاثاء، وها هو قد ناكها اليوم الأربعاء، وربما ينيكها غدًا الخميس أيضًا، لا هو يشبع منها ولا هي تشبع منه، وحين يبدآن النيك لا يريدات التوقف، أقل لقاء بينهما استغرق 40 دقيقة كاملة!

زوجته تتعامل كمومس محترفة، لا يكاد يصدق أن هذه هي أمل زوجته التي ينيكها منذ عشرين عامًا، وعمرها ما لعقت زبه، ولا عمره لعق كسها، ولا عمره جرب معها مثل هذه الأوضاع، لكن الولد شاب قوي فحل، قادر على افتراس أنوثتها بعنفوانه، وهي أيضًا قادرة على استنزاف فحولته بعنفوانها، كأنها بنت عشرين سنة.

أحس صبحي بالغضب، وازداد غضبه أمام السؤال العالق في ذهنه منذ أكثر من أسبوع: كيف يتصرف معها، وكيف يعاقبها دون أن يتسبب في فضيحة تدمر حياة الأولاد ومستقبلهم؟ وحتى الآن لم يعثر على الجواب، بينما هي لا تزال تتناك وتتمتع مع عيل في سن ابنها.

غادر صبحي النبي الميت المبعوث البيت مثل كل يوم، وبقيت أمل تفكر، رغم استمتاعها بفحولة ممدوح الامبراطور البيزنطي الميت المبعوث إلا أنها لا تزال تريد إنهاء العلاقة معه، ولا تنسى أنه حصل عليها بطريقة الابتزاز، المشكلة كيف تتخلص منه، هذا الولد ليس سهلًا، إنه ماكر ويجيد استغلال الظروف، ولن يكون سهلًا حرمانه من لبوته دون خسائر أو فضائح.

نفضت أمل الموضوع عن رأسها مؤقتًا وقامت ترتب البيت، بدأت بغرفتها، وبينما هي تغير ملاءة السرير التي اتسخت اكتشفت أنها لم تغسل الملاءات الأخرى، كانت مشغولة بالنيك طوال الأسبوع ولم تغسل المفارش في موعدها المعتاد، ثم تذكرت أن هناك ملاءة صيفية نظيفة طوتها في أعلى الدولاب حفاظًا عليها، فذهب تتناول مقعدًا تصعد عليه، فلمحت شيئًا غريبًا مثبتًا في ركن الغرفة، ولا يكاد يبين بجانب الدولاب، ما هذا الشيء؟

اقتربت أمل من هذا الشيء وسرعان ما اكتشفت أنه أشبه بكاميرا صغيرة، مصيبة!! سقط قلبها في قدميها: ماذا تفعل هذه الكاميرا هنا في غرفة نومها، ومن الذي وضعها؟ أيكون ممدوح الكلب يريد أن يمسك عليها فيديوهات يذلها بها ويضمن استمرارها معه؟ كيف ومتى ثبتها دون أن تلاحظ؟

وفجأة خطر على بالها صبحي زوجها، فضربت على صدرها من الفزع، وخلال الدقائق التالية قلبت الأمر في ذهنها لتكتشف أنه التفسير المنطقي الأكثر اتساقًا مع الواقع، ممدوح ليس لديه فرصة لتثبيت مثل هذه الكاميرا، لكن صبحي قابع هنا طالما هو في البيت، وفي الفترة الأخيرة حدث له تغير ملحوظ، كما أنه يصر على دخول الغرفة بعد الغداء مختليًا بنفسه.. ياللمصيبة! إنه يعرف يعرف..

ووجدت أمل نفسها تضرب خدودها لطمًا، وتضرب كذلك على رأسها، إنها أتعس لحظة مرت بحياتها على الإطلاق، كيف تتصرف كيف؟! وهو السؤال الذي ظل حائرًا بلا جواب بقية اليوم.

حين عاد صبحي بالليل حاولت أن تتحاشى النظر إليه قدر المستطاع، لم تشعر بأنها آثمة وهي تخونه إلا في أيامها الأولى مع رجب، أما الآن فهي تشعر بذلك بشكل فظيع، ولا تدري كيف تتعامل مع الأمر، كما أنه تتعجب من أمر هذا الرجل، يعرف أنها تخونه ويسكت، بل يسعى لتصويرها أثناء خيانتها له، وخلال ذلك يأكل من يدها، وينام بالليل بجوارها على الفراش دون أن يظهر شيئًا مما يعرفه، تنبهت في هذه اللحظة إلى أنه ينام مؤخرًا وهو يوليها ظهره، لأنه لا يطيق النظر إليها، الآن تشعر كأنها عارية بلا ثياب وعشاقها ملتصقون بها، كيف تتعامل مع هذا؟ كيف؟

لم تجد بدًا من معاملته بالمثل، هو يعرف ويكتم، وهي الآن تعرف أنه يعرف وسوف تكتم، إلى أن تحين لحظة المواجهة، وفكرت: طالما هو لم تخذ رد فعل من البداية، ولم يقم بأي تصرف نحوها إذن هو يدبر لشيء، ربما يقتلها، وفي هذه اللحظات تمنت لو أنه فعل، فهو السبيل الوحيد لخلاصها من الشعور بالإثم الذي ينهشها بقوة! حتى أنها تفكر في قتل نفسها ولا تنتظر أن يفعلها هو.

لأول مرة تفكر بالأولاد، بنتها التي بالجامعة كبرت وصارت عروسًا، وبدأ الخطاب طرق الأبواب من أجلها، لديها بنت أخرى في سن المراهقة، أمامها مستقبل في الدراسة والحياة، ثم أخيرًا لديها ابن ذكر سيكبر ويصير رجلًا، لم تفكر في أمرهم من قبل وهي تتناك من هذا ومن ذاك، الآن فقط بدأت تفكر فيهم وهي تخشى أن تدمر الفضيحة حياتهم ومستقبلهم، كيف تحسم الأمر دون فضائح؟

وبعد أن خلد زوجها للنوم خرجت إلى الصالة وشرعت تبكي بحرقة، وأفرغت جميع الدموع التي كتمتها طوال النهار، وظلت تبكي حتى الصباح، وهو نائم بالداخل لا يشعر، وكيف تأتّى له النوم؟ في الصباح تماسكت وواصلت تحاشي النظر إلى زوجها، وانتظرت حتى غادر الجميع، ثم أرسلت إلى ممدوح عبر الجوال تقول له ما معناه: لا تأتِ اليوم ظروفي لا تسمح.

حاولت أن تستجمع شتات أفكارها، صبحي النبي الميت المبعوث الآن يعرف أنها تخونه، بينما هو لا يعرف أنها تعرف أنه يعرف، لكنه سيعرف حينما يأتي في الظهيرة ويراجع لقطات الكاميرا، وسيرى وجهها وهي تنظر إلى الكاميرا مبهوتة، ماذا بعد ذلك؟ سيثور ويغضب ويفضح الدنيا ويخرب البيت؟ لا أظن ذلك.. قالت لنفسها، إنه لم يفعل هذا حين اكتشف خيانتها، فهل يفعلها الآن بعد أن كشفته هي؟ هل تنتظر رد فعله ثم تقرر كيف تواجه رد الفعل برد فعل مناسب؟ هل تبدأ هي وتصارحه وتعترف بخطيئتها، وتطلب الصفح؟ وهل يقبل اعتذارها بهذه البساطة أم سيوسعها ضربًا ويسمم بدنها بإهانات تستحقها بالتأكيد؟ وفي كل الأحوال كيف عليها أن تفعل شيئًا..

صبحي لم يتخذ موقفًا حتى الآن لماذا؟ هل يدبر لشيء، أم أنه عاجز عن فعل شيء؟ المصيبة أنها لا تستطيع استشارة أحد في هذا المأزق، أو أخذ رأي أي أحد، حتى ممدوح نفسه الامبراطور البيزنطي الميت المبعوث، وعليها أن تعتمد على نفسها كليًا، كاد رأسها ينفجر من كثرة التفكير والتساؤلات الحائرة بلا أجوبة، لكنها اهتدت أخيرًا إلى الإجراء الوحيد الذي يجب اتخاذه وتأخرت فيه بضع ساعات، ثم قامت إلى الكاميرا المثبتة في الركن وانتزعتها بقوة، وجلست تنتظر.

***

* الحلقة الثانية عشر:

تحولت العلاقة بين الزوجين إلى علاقة قط وفأر، حين رجع صبحي ظهيرة ذلك اليوم ولم يجد الكاميرا عرف أن أمل كشفت الأمر، وعرفت أنه يعرف بخيانتها، انقبض قلبه بشدة، وشعر بالذعر، لقد عرفت أنه يعرف أنها خائنة وبدلًا من أن يعاقبها راح يسعى لتصويرها وظل صامتًا دون أي رد فعل، ترى كيف تنظر إليه الآن؟ رآها طيلة اليوم والأيام التالية تتحاشى الحديث معه أو حتى النظر إليه، هل هي تشعر بالخوف منه، أم الخزي، أم الاحتقار له، المشكلة أنه هو أيضًا أخذ يتحاشى محادثتها أو التطلع إليها، حتى العطلة قرر أن يقضيها خارج الدار ليجنب مواجهتها.

المشكلة الأخرى التي اكتشفها مع الوقت أنه لم يعد يعرف ما إذا كانت تخونه أم توقفت، الكاميرا معها، لكنه يملك بعض المقاطع على جواله، بما يعني أنه يملك سلاحًا ضدها، لكنه لا يعرف كيف يستخدمه، ولا ماذا تفعل في غيابه، هل لا تزال تتناك من ممدوح أم توقفت، ولا يمكنه ترك عمله ليراقبها، فما العمل؟ سؤال جديد ينضم إلى جميع الأسئلة السابقة الحائرة بلا جواب.

أما أمل فقد تحدثت إلى ممدوح الامبراطور البيزنطي الميت المبعوث، وقالت له:-

- حاسة إن جوزي بيشك فيا، نظراته وطريقة كلامه بتقول كدة، خليك بعيد الفترة دي وما تجيش عندي ولا تقرب مني لحد ما أتصرف أنا معاه.

وكان هدفها من ذلك إبعاد أحد الضغوط عن نفسها حتى تجد حلًا مناسبًا، وفي خلال ذلك ظلت حريصة على أن تبدو طبيعية جدًا أمام الأولاد حتى لا يلاحظ أحد منهم شيئًا مما يدور، وأدركت لأول مرة أن وجود الأولاد مصدر أمان لها، لكنه في نفس الوقت هو مكمن الخطر، الأمر متشابك جدًا.

وذات صباح نزلت تشتري لوازم البيت بنفسها لأن همومها شغلتها عن إرسال الولد مروان لشراء الأشياء بالأمس وهو بالبيت، ووجدت نفسها قريبة من فرش محروس عشيقها السابق الذي انفصلت عنه منذ فترة طويلة، ولوهلة شعرت بالحنين إلى تلك الأيام، وأوحشتها سوقيته وطريقته الفظة والعلاقة العنيفة معه، ووجدت قدميها تسيران نحوه، وعندما رآها هو أجفل وأشاح عنها، فاقتربت منه وتظاهرت بأنها تنتقي من البضاعة وقالت بصوت خفيض:-

- نفسي في شوية بطاطس من بتوع زمان.

قال لها بجفاء:-

- روحي لحالك يا ست خلينا ناكل عيش ع الصبح.

لم تتأثر بجفائه، بل عادت تقول:-

- أول مرة أشوف صعيدي خرع وخيخة، خوفك الواد؟

نظر لها بغيظ وقال:-

- أنا جاي آكل عيش يا ست، معنديش وقت للمشاكل.

قالت له:-

- المشاكل انت اللي جبتها بغباوتك، انت ناسي اللي عملته؟

لم يرد هذه المرة وأطرق رأسه، ثم ذهب لمساعدة زبون آخر، وظلت هي تنتظره حتى رجع إليها، وقال لها بخشونة:-

- انت عايزة ايه دلوكيتي؟

قالت له:-

- مفتاح الدكانة معاك؟ المخزن.

نظر إليها صامتًا، وأدرك أنها تريد أن تتناك منه مجددًا، وشعر بزبه يتحرك، فتلفت حوله ثم قال:-

- دقيقة واحدة هروح افتح وارجع لك، وبعديها روحي انتي.

وسارت الخطة كما أرادت، ولم تمض دقائق حتى كان معها في المخزن، وهجم كلاهما على الآخر، وأحست بمتعة كبيرة من طريقته العنيفة، ورائحة الخضر والعرق التي تفوح منه وتبشر بفحولة رهيبة ستتمتع بها هذه اللحظات، وأخذت تقبله أشد مما يقبلها هو، حتى تكاد تلتهمه، وأخذت تمتص شفتيه الغليظتين، بينما هو يعض شفتيها الرقيقتين عضًا بطريقة مؤلمة لكنها ممتعة، وأثناء ذلك مدت يدها لتتحسس زبه القوي المنتصب، بينما مد هو يده ليدعك كسها المتعطش، وفي خلال دقائق قليلة كان كلاهما قد استوى، وهذه المرة أرقدها على ظهرها فوق الجوالات المعبأة المتراصة بعضها فوق بعض، وخلع كلوتها بقوة حتى تمزق، ثم انقض بزبه على كسها يدكه دكًا، وكان واقفًا باعتدال في البداية ثم مال ليجثم فوقها بعد ذلك، ليواصل التهامها بفمه من أعلى، ودك كسها بزبه من أسفل، وتحول الأمر إلى معركة حامية الوطيس، وهي تحيط جذعه بفخذيها، وظهره بذراعيها، وتريد أن تبتلع جسده كله داخلها ليس زبه فحسب، وظل الشاب يدك كسها دكًا بقوة وعنف، حتى شعر برعشتها وكسها من الداخل يضغط بقوة على زبه، فلم يملك نفسه وأطل حممه الملتهبة داخلة، وصرخت هي وجأر هو في لذة، قبل أن يتراخى ويستلقي لاهثًا فوقها، وهي لا تزال تحيطه بفخذيها وذراعيها، وقالت له لاهثة:-

- وحشتني يا حبيبي, وحشتني أوي.

رد عليها لاهثًا:-

- وأنا كمان اشتقت لك واشتقت لكسك يا قحبة.

مدت يدها وقرصته في خده بدلال وقالت:-

- لو عايز تشبع في كسي يبقى تسمع الكلام وتبطل تهور، فضحتنا المرة اللي فاتت.

نظر إليها حائرًا وتساءل:-

- يعني اعمل ايه؟

أجابت:-

- متعملش حاجة، ولا تيجي ناحيتي، أنا اللي هجي لك، فاهم؟ لو مسمعتش الكلام المرة دي مش هيحصل كويس، وهقطع عيشك.

أومأ برأسه متفهمًا ثم نهض قائمًا وقال:-

- أنا سايب الواد معمر على الفرش.

تساءلت هي:-

- يعني ايه؟

أشار إلى زبه، قائلًا:-

- يعني لسة مشبعتش منك يا قحبة.

***

* الحلقة الثالثة عشر:

لماذا فعلت هذا؟ لماذا عادت إلى محروس؟ هي نفسها لا تعرف الجواب، هل لأنها اشتاقت إلى زبه القوي، أو لبذاءته السوقية؟ هل زهقت من زب ممدوح وأرادت التغيير؟ هل وجدت نفسها في دوامة تحاصرها وتبتلعها فأرادت أن تفعل أي شيء ينتزعها منها؟ وهل نيك محروس لها انتزعها من تلك الدوامة أم غاصت فيها أكثر..

أسئلة كثيرة – ككل الأسئلة التي سبقتها – بلا جواب، مؤكد أنها استمتعت بزب محروس، ومؤكد أنها تريد تكرار الأمر معه كل يوم، فجأة برزت تلك المقارنة في ذهنها: رجب– محروس الخليفة الراشدي او العباسي الميت المبعوث– ممدوح، أيهم أفضل، كلهم أمتعوها وأشبعوها نيكًا، لكن رجب الانسان الحجري الميت المبعوث هو سبب بلائها، هو الذي نزع فتيل أنوثتها ثم تركها ورحل، والآخران مجرد تعويض عنه، محروس أوشك أن يسبب لها فضيحة، وممدوح الامبراطور البيزنطي الميت المبعوث استغل الأمر ليستحوذ عليها، كلهم أوغاد أوساخ، لكن استمتعت حقًا بهم مثلما استمتعوا هم بها، لا تستطيع أن تحدد من منهم أمتعها أكثر، كلهم فحول أشداء لكن بأنماط مختلفة.

وبمجرد أن وصلت البيت انزاح هؤلاء جميعًا من بالها، ولم تفكر سوى في صبحي، زوجها حلالها، الذي صار عالمًا بخيانتها، وينظر لها كعاهرة، وهي كذلك بالفعل، ومع ذلك كلاهما يتحاشى مواجهة الآخر، اعتصر الحزن قلبها، صبحي النبي الميت المبعوث لا يستحق هذا منها برغم كل شيء، تمنت في هذه اللحظة أن يطلقها أو حتى يقتلها فقط لتتخلص من الإحساس بالذنب، المشكلة أنها لا تريد التوقف عن هذا الذنب ولا تزال بقايا لبن محروس تغرق كسها.

بالليل هدأ كل شيء، تناول الجميع العشاء وخلد كل منهم إلى فراشه، وتمددت بجوار زوجها وكل منهم ظهره للآخر، لا يفصل بينهما سوى شبر، لكن في واقع الأمر كان يفصل بينهما في هذه اللحظة آلاف الأميال، تساءلت: كيف يأتيه النوم بعد هذا الذي عرفه ورآه بعينيه؟ وهل ينام حقًا؟

ولم تمض دقائق حتى أتاها صوته يقول:-

- دي آخرتها يا أمل؟ بتخونيني بعد العمر ده كله؟!

كان لا يزال راقدًا على جنبه وموليها ظهره، وخرج صوته مختنقًا وممتزجًا ببكاء مكتوب، أحست به رغم أنها توليه ظهرها هي الأخرى، فدمعت عيناها ولم ترد.

عاد بعد برهة يقول:-

- ومع مين؟ مع عيل من دور عيالك؟ مش خايفة يفضحك في الحتة؟ وتبقى فضيحة لينا كلنا، وأولهم أولادك؟

هذه المرة بدا البكاء واضحًا في كلماته، وأحست بدموعه تتساقط على قلبها، وكانت حارة ملتهبة، فذرفت عيناها دموعًا أكثر حرارة وأشد لهيبًا من دموعه، وواصلت الصمت.

ومضت دقائق لا تحمل سوى الدموع من كليهما، قبل أن يضيف هو مجددًا:-

- بتخونيني يا أمل وأنا اللي ضيعت عمري وعافيتي عليكي، وشغال ليل نهار زي تور في ساقية عشان أخليكم مش محتاجين حاجة؟

هنا وجدت نفسها بحاجة لأن تتكلم لأول مرة، فااستدارت بوجهها نحوه، وقالت دامعة:-

- هي دي المشكلة يا صبحي.. انت طول الوقت بعيد عني، ولما احتاج لك مش بلاقيك، ومش عارفة أتلايم عليك، وكل فين وفين بلاقيك في حضني ومش بنكمل دقايق مع بعض.. أنا حقيقي كنت محتاجة لك يا صبحي، حقيقي.

استدار بدوره ليواجهها، وقال وعيناه غارقتان بالدموع:-

- يعني أقعد جنبك ونجوع؟ هو أنا بشتغل لمين؟ عندي بيت تاني؟ أنا على كدة شغال ليل نهار ويدوبك ملاحق.

لم تدر ماذا تقول له، ظلت تنظر إليه دامعة، ثم تحركت نحوه وضمته إلى صدرها، واختلط بكاؤها ببكائه، ثم قالت:-

- أنا غلطانة يا حبيبي وأستاهل الدبح، ومليش أي عذر، طلقني.. اقتلني.. اعمل اللي تعمله فيا أنا أستاهل الحرق.

هذه المرة هو لم يرد، وظل يبكي وينشج في حضنها، وبعد دقائق قال وهو يدفن وجهه في صدرها:-

- وآخرتها يا أمل؟ هتفضلي كدة لإمتى؟ وهتوصلي لفين؟

وكان هذا السؤال أصعب من جميع الأسئلة التي شغلت رأسيهما وظلت بلا جواب!

..

بعد يومين كانت أمل في السوق تريد شراء بعد ملابس الشتاء للأولاد، مرت على محل ملابس في زاوية من الشارع، وكان خاويًا من الزبائن، ورأت هناك رجلًا ضخمًا ذا شارب مفتول، ملامحه قاسية وإلى حد ما مرعبة، قوي الجسد، يدعى عباس، وهو ميت مبعوث ايضا وكان اصلا ملكا مصريا قديما ، يجلس في انتظار أي زبون يأتي، ما أن رآها تقف أمام المحل حتى رحب بها بحفاوة وعيناه تحدقان فيها بثبات، ترددت قليلًا ونظرت حولها، كان الناس في كل مكان خارج المحل، فاطمأنت قليلًا ودلفت إلى الداخل، قادها إلى مكان الملابس المعروضة الذي يشبه دولابًا شاسعًا، به ثياب معلقة من كل الأصناف والألوان، أخبرته أنها تريد بعض الملابس الثقيلة للأولاد، فأشار لها نحو أحد المواضع به ملابس شتوية، فتوجهت إلى هناك وأخذت تقلب في البضاعة المعلقة، وكان هو يقف على مقربة منها، وسألها:-

- عايزة حاجات أولادي ولا بناتي؟

ردت وهي تتحسس الخامات بيديها:-

- من ده على ده.

بعد لحظات فوجئت به يقف خلف مباشرة، ويمد يده أمامها ليمسك أحد الثياب، قائلًا:-

- إيه رأيك في ده؟

أحست بزبه المنتصب يرشق في مؤخرتها، وبدا زبًا قويًا عريضًا، لكنها تحركت مبتعدة عنه وهي تقول:-

- لا مش عاجبني.

لكنه كان مصرًا، فتحرك خلفها ودفعها دفعًا نحو موضع آخر، وازداد التصاقًا بمؤخرتها وهو يقول:-

- طيب وده؟

حاولت أن تتملص منه، وقالت:-

- ولا حاجة هنا عاجباني.

لكنه أحاطها بذراعيه، وأدنى فمه من أذنها وقال بلهجة ذات مغزى:-

- إيه رأيك في المخزن جوة فيه بضاعة هتعجبك أوي.

أدركت أنها لن تنجو منه، وليس في جعبتها سوى الصراخ طلبًا للنجدة، أو إطاعته والذهاب معه للداخل، فصمتت برهة ثم قالت بنفس طريقته:-