حياتنا حلم داخل حلم لدى كائن اخر

Story Info
Our life is a dream within a dream of another being.
2.8k words
0
17
00
Story does not have any tags
Share this Story

Font Size

Default Font Size

Font Spacing

Default Font Spacing

Font Face

Default Font Face

Reading Theme

Default Theme (White)
You need to Log In or Sign Up to have your customization saved in your Literotica profile.
PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

حياتنا حلم داخل حلم لدى كائن اخر او تجربة لكائنات ذكية

Our life is a dream within a dream of another being, or an experience of intelligent beings

أحيانا نسأل أنفسنا هذا السؤال، هل الحياة والواقع مجرد حلم؟ وكيف يمكننا أن نفرق بين الواقع والحلم؟ وما الذى يثبت لنا أننا لا نعيش فى حلم؟.

عادة ما تكون مدة الأحلام “قصيرة” نسبيا على الأقل عند مقارنتها بالحياة فى الواقع، فإن الحلم يستغرق فترة قصيرة جدا قبل الاستقياظ منه مقارنة بالواقع الذى يستمر لمدة طويلة جدا عند مقارنته بالحلم، فإذا كانت الحياة والواقع هما أيضا حلم فلما لا نستقيظ منه سريعا كما يحدث فى بقية الاحلام؟ لماذا هذا الحلم بالذات أى الواقع يستمر لهذه المدة الطويلة؟.

حياتنا مجرد وهم وخيال، وأننا نحلم كثيرا ونعتقد أثناء الحلم أن ما نراه هو الحقيقة الواقعية ثم نستيقظ بعد ذلك لنجد أن ما عشناه فى المنام كان وهما، فمن يدرينا أن حياتنا هى حلم طويل لم نستيقظ منه بعد.

فنحن عندما نحلم نشعر أثناء الحلم بأن كل ما نمر به فى الحلم واقعى ملموس، نشعر بأن كل شىء حقيقى سواء كان الحلم طيبا جميلا أو حلم ملىء بالشر والقبح، نشعر أننا نعيشه بكل تفاصيله بكل ما فيه من أحداث وعندما نستيقظ نسأل أنفسنا هل كان هذا حلم؟ فأنا كنت أشعر بكل ما يدور فى الحلم وكأنه حقيقى وكل شىء أتخيله حقيقى، أكاد المس كل ما فيه وأتحسسه بيدى بل وأحيانا يصعب على أنفسنا أن نصدق أن هذا مجرد حلم.

فماذا فعلا لو كان حياتنا هيا مجرد حلم طويل وسوف نستيقظ منه حتما وأن كل ما أحاط بنا فى الحياة من ألم وحزن ووداع وانسكار وخذلان هو مجرد حلم قد يكون طويلا فعلا ولكننا سنستيقظ منه حتما، وكذلك كل ما نشعر به من راحة سعادة وفرح هى أشياء زائلة ومجرد قشور وستنتهى يوما وسنستيقظ جميعا من الحلم يوما ولكن سنستيقظ أين. فماذا فعلا لو كانت حياتنا هى مجرد حلم طويل لم نستيقظ منه بعد؟.

هل تخيلت أن تكون حياتك مجرد حلمٍ لواقع آخر؟!

هل نحن نعيش في حلم؟ إنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يُطرح فيها سؤال عميق كهذا، وليست أيضاً المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يحاول فيها العلماء والمفكّرون الإجابة عن هذا التساؤل ذي الأبعاد الفلسفية. فالسؤال بدأ مع الفيلسوف الصيني شوانغ تزو قبل أكثر من ألفي سنة، وربما قبله، سأقوم في هذه الكلمات بترتيب بعض الأفكار في هذا المجال، والتسلسل في عرضها، في محاولة للوصول لإجابة شافية ترضي الفضول وتُشبع شغف الإنسان لمعرفة الحقيقة.

الحلم واليقظة

الحلم كما نعرفه هو تخيّلات تحدث أثناء النوم، حيث يقوم الدماغ باستدعاء صور في الذاكرة بطريقة عشوائية، ويقوم بتركيبها، ليتم عندها تأليف مشهد قد يكون مفهوماً أو غير ذي معنى أبداً، وكما أن الأمور تُعرف بأضدادها، يمكن القول إن اليقظة هي نقيض الحلم. ونحن حين نصف حالنا خلال اليوم باليقظة فهذا الوصف هو بالنسبة للنوم أو الحلم. بمعنى آخر، نحن نجزم في يومنا أننا يقظون لأننا نقارن أنفسنا مع حالتنا خلال النوم، فعندما نرى أنفسنا غير نائمين نعتبر تلقائياً أننا في يقظة، فمن دون النوم أو الحلم لم نكن لنعرف اليقظة، أو نستعمل هذا المصطلح من أساسه.

تجربة أفلاطون وخداع العقل

قديماً، قدّم أفلاطون تجربةً تبيّن سهولة تعريض العقل للخداع، فلو قمنا بإبقاء مجموعة من الناس، منذ ولادتهم، في غرفة صغيرة مع مجموعة من الخيالات التي تنعكس أمامهم على الحائط، ولو تكلمنا مع الناس في الغرفة من وراء الحائط فسيعتقدون أن هذه الأصوات قادمة من الأشياء التي يرونها أمامهم (الخيالات). وبإمكانهم أيضاً أن يجزموا متأكدين من ذلك، فهم لا يعرفون شيئاً آخر في العالم غيرهم هم والخيالات التي يرونها معهم. فحدود العالم بالنسبة لهم هي هذه الغرفة الصغيرة، ولا بدّ أن تلك الأصوات آتية مما يرونه أمامهم. بهذه الطريقة نكون قد خدعنا عقولهم بكذبة صدقوها وآمنوا بها ولم يشككوا بها قطّ! ولكن ماذا لو كشفنا عنهم الحـجـاب وأخرجناهم من غرفتهم تلك إلى العالم الأكبر؟

إذا أخذنا العبرة من تلك التجربة فيمكننا طرح العديد من الأسئلة عن الكثير من المعتقدات التي كوّناها في حياتنا ضمن عالم المعرفة المحدود بين أيدينا، فلو كُشف لنا الحـجـاب عن عالم أكبر من المعرفة، كما كُشف في تجربة أفلاطون، هل من الممكن أن نبقى جازمين أن صفة اليقظة التي نطلقها على يومياتنا هي تامة ومطلقة؟ ماذا لو كانت يقظتنا هذه مجرّد حلمٍ لواقع آخر؟

الحلم الواعي

لنعُد إلى أحلامنا التي نعرفها، يحدث مع الكثير من الناس أن عايشوا ما يسمّى بالحلم الواعي. وهو حلم يدرك فيه النائم أثناء نومه أنه يحلم، وقد يبدأ بالتدخل في حلمه والتأثير فيه. في هذا النوع من الحلم يكون النائم واعياً بمشاعره وأحاسيسه، وفي الوقت ذاته يكون واعياً أنه يحلم.

في دراسة نشرت عام 2016، فإن 55% من البشر عايشوا الحلم الواعي لمرة واحدة على الأقل في حياتهم. بينما يختبر 23% من البشر الحلم الواعي مرة على الأقل في الشهر. يحدث مثلاً أن ترى في الحلم أنك تقرأ نصّاً معيناً فتشيح نظرك عنه للحظة، ثم تنظر من جديد فترى النص قد تغيّر، عندها، وأثناء نومك، تدرك أنك تحلم، وقد تتابع في حلمك أو تستيقظ.

إذا كان يحدث للنائم أن يحلم حلماً واعياً ويدرك أنه في حلم، أليس من الممكن الآن أنك تعيش حلماً وأنت مُدْرِك أنك في حلم لواقع آخر؟ فإن كنا ننام ونحن في الحلم ندرك أننا نحلم، فيمكننا تقبّل فكرة أننا الآن في حلم وأننا مدركون أننا نحلم.

ولكن إذا كانت حياتنا مجرد حلم فمن هو صاحبه؟ بمعنى آخر، لو نمت على سريرك وعايشت الحلم الواعي وأدركت خلال حلمك أن صاحب الحلم هو أنت، فخلال حياتك الآن وفي يومك من يكون صاحب الحلم الذي تعيشه؟

هل عالمنا حقيقي ؟

لا احد يعلم، قد نكون في محاكاة، ادمغتنا هي الحقيقية فقط، او ان دماغك الحقيقي فقط، او نحن كلنا مجرد حلم في مخيلة كائن وحيد يطوف في الكون. او قد تكون الحياة على كوكب الارض مجرد تجربة كائنات فضائية اذكى منا.

لو كنا في حلم كائن ما، فهل كل هذه الأحداث والتفاصيل وكل ما يحدث من أحداث بتفاصيلها وكل هذه التفاعلات بين البشر وبعضهم هي حلم ؟ الذي من المفترض أنه يكون من نسج خيالك أو من دماغك أو إنعكاس لما تمرّ به في هذه الأيام أو مررت به في يومك قبل نومك وعادة ما يكون الحلم أحداث بدون تفاصيل أو أحداث غير مترابطة مع بعضها،

هل عندما ننام ونحلم بدورنا نكون نحلم داخل حلم هذا الكائن؟

لو كان كذلك، إذًا علينا إعادة البحث وتغيير مفهومنا عن ماهية الأحلام.

حسنًا، ولو كنا في برنامج محاكاة فهل بمقدور برنامج محاكاة أن يخترع كل تلك الأحداث بكل تلك التفاصيل الدقيقة وكل تلك التفاعلات بين البشر وبعضهم؟

وهل الوقوع والواقعية واضحة وأصلية؟

ما طرحت هكذا سؤال؟ وما وجه الإستفادة التي قد تعود عليك لو حصلت على الإجابة الأكيدة النهائية؟

تستفيد المعرفة وتسهيل الحياة وتوصيل الأمور ببعضها، فقد نستخلص منها أمرا فيزياء يجعلنا يمكن أن ننتقل لكل مكان لحظيا بسرعة الضوء حتى خارج المجرة!!

و إن كنا حلم كائن ما فكيف سننتقل هنا من مكان لآخر طالما أن عقل هذا الكائن هو الذي خلق كل هذا، ولو كنا محاكاة كمبيوتر ما فهل سنستطيع مثلًا التلاعب بالبرنامج الذي اخترعنا بالأصل لنفعل ذلك،

ثم ستكون كل المجرات والأماكن الأخرى من نسج خيال عقل هذا الكائن الحالم أو من نسج برمجة ذلك الكمبيوتر ومشغلوه وبالتالي فإنجازنا سيكون داخل نطاق ذلك الخيال

سؤال ديكارت إجابته عند ديكارت نفسه، وهو أنموذج عقيم وأظن أن كانط أو أحد الإنجليزيين قد قضى على هذه المقولة السخيفة التي لا تعبر ولا تحكي عن حقيقة.

لكن كيف نعرف الحقيقة؟

وكيف نتأكد من صحة الحقائق؟

حتى لو عرفت الشك فإن الشك ليس بشيء

هل توجد حقيقة وكي نعلم ان هنالك حقيقة كيف سنثبتها .

ما هي الحقيقة أولا ؟

في حالة الحقيقة تعني أن ما نعيشه و ما يحيط بنا ليس مزيفا , فنعم عالمنا حقيق

و أما إذا كنا نعيش في محاكاة و ليس عالم الحقيقي , إلا أننا نحن البشر نعتبر تلك المحاكاة هي الحقيقة و العالم الآخر هو المزيف

هذا من الأسئلة التي حيرتني الصراحة، و يبدو أن هذا التساؤل منتشر في الفكر الأنساني بشكل أوسع مما كنت لأعتقد فتحدث عنه شكسبير في مسرحياته و انعكس تساؤله في عبارات مثل : ما الحياة إلا مسرح كبير و نحن جميعاً ممثلون، و كذلك في قوله الحياة مجرد حلم عابر.

هل من الصحيح الاستدلال على "حقيقية" وجودنا بالحواس التي وصفها ديكارت بالخادعة؟

الأشياء التي نستدل بها على الحياة كالأحساس بالألم عن طريق اللمس ، هل هي أصلاً طرق مجدية؟

الفرق بين الحقيقة والحلم هو فقط انك لا تشعر بألم في الحلم. قد يكون هذا الكون في خيالك انت فقط كما ان الحلم في خيالك انت.

ولهذا يوجد معتقد غريب اسمه solipsism.

يعتقد معظم الفلاسفة الواقعيون بأنّ امتلاك ما حولنا لصفات الواقعية يجبرنا على الإعلان بأنّه حقيقي.

نعم حقيقي بالنسبة لنا, لكننا لا نرى الوجود على حقيقته, فالرؤية لدى الإنسان اصطلاحيه فقط, أي بمعنى هذا ما وجدنا عليه الوجود

ماذا لو أننا نحيا في محاكاة حاسوبية؟

17 أكتوبر 2021

ماذا لو أننا نحيا في محاكاة حاسوبية؟

هل أنا موجود؟ ماذا عنك؟ هل أنت موجودٌ أيضًا؟

لطالما اقتصرت هذه الأسئلة على الفلاسفة فقط، أما العلماء فيركزون فقط على فهم العالم من حولنا ولم هو بهذا الشكل، أما أفضل التخمينات حاليًا فمتوقفة بشكل أو بآخر على ما يتوصل إليه العلم والفلسفة معًا.

يعتقدُ العديدُ من الفيزيائيين وعلماء الفلك والتكنولوجيا أنّنا نحيا في محاكاة حاسوبية ضخمة، وأنَّنا نعيشُ ضمن عالم افتراضي مصفوفيّ (Matrix)، يُخيَّلُ إلينا أنَّه عالمٌ حقيقي.

قد يصعبُ عليك تصديقَ ذلك، فكيف يمكن لوزن الكأس في يدكَ، ونكهة القهوة، وكُلِّ تلك الأصوات من حولك، وغيرها من التجارب أن تكون مزيّفة!

ولكن عندما تُلقي نظرة على التطور الهائل للحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في العقود الأخيرة، بالإضافة إلى كُلِّ تلك الألعاب الحاسوبية المتطورة التي تحاكي عوالم افتراضية، ستجدُ أن ما يدّعيه العلماء قابل للتصديق.

ثمّة العديد من الأفلام التي ناقشت ذلك، أشهرها فيلم المصفوفة «The Matrix» حين يكون البشر مُحتَجَزين في عالمٍ افتراضي، ويتعامل هؤلاء البشر مع عالمهم كما لو أنَّه حقيقي.

ولم يكن فلم المصفوفة «The Matrix» أول من تناول هذا الموضوع، فقد سبَقَه فيلم « Videodrome» للمخرج دايفد كرونينبرغ «David Cronenberg» عام 1983 وكذلك فيلم «Brazil» للمخرج تيري غيليام «Terry Gilliam» عام 1985.

وتحظى فكرة المحاكاة الحاسوبية بدعم كبير، ففي حزيران من عام 2016 أكد إيلون ماسك أن احتمال كون عالمُنا حقيقي هو 1 بالمليار فقط، في حين يرى راي كيرزويل « Ray Kurzweil» مطوّر الذكاء الاصطناعي في شركة غوغل أن العالم الذي نحيا فيه قد يكون تجربة علمية يجريها بعض طلاب الثانويّة في عالم آخر.

وفي شهر نيسان من العام 2016 ناقش العديد من الفيزيائيين هذه القضيّة في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك. لكن لا أحد من هؤلاء يدعي أننا كائنات مادية محتجزَة في حجرات، متصلين بأجهزة تنقلنا إلى عالم آخر نظنّ أن أنه حقيقي كما هو الحال في فيلم «The Matrix».

وقد اقترح عالم الفلك آلان غوث «Alan Guth» من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أنه من الممكن أن يكون كوننا حقيقي وتجربة مخبريَّة في الوقت نفسه، إذ من الممكن أن يكون من خلق كوننا ذكاء اصطناعي خارق، كما يخلق علماء الأحياء مستعمراتٍ من الكائنات الدقيقة، وقال غوث: (مبدئيًا، ما من شيء ينفي إمكانية خلق كونٍ من مادة وطاقة حقيقيين في انفجار عظيم صناعي).

من الممكن مثلًا أن يشكّل الكون الجديد نسيج الزَّمكان الخاص به، من دون أن يدمر الكون الذي خُلِقَ فيه، ومن ثُمِّ ينفصل عن الكون الأم ويفقد الاتصال معه. وقد يكون الكون الذي نحيا فيه قد تشكَّلَ مثلًا في أنبوب اختبار، ويبدو حقيقيًا أيضًا.

أما النموذج الآخر الذي يحطّم مفهومنا عن الواقع والذي أشار إليه إيلون ماسك هو أننا كائنات تمت محاكاتُها بالكامل، ومن الممكن ألّا نكون أكثرَ من سلاسل من المعلومات تُعالج ضمن حاسوب ضخم، كما هو الحال في شخصيات ألعاب الفيديو، وقد تمت محاكاة أدمغتنا لتستجيب للمدخلات الحسّيّة، والتي أيضًا تمت محاكاتها.

في هذا السيناريو، لا يوجد مصفوفة لنحاولَ النجاة منها، فهذا هو الكون الذي نحيا فيه، وهذه هي فرصتنا الوحيدة للحياة.

ولكن لِم نصدّق مثل هذه الاحتمالات؟

ببساطة، نحن نقوم بالمحاكاة اليوم لكن مع تقنيات أفضل فمن الممكن أن نخلق محاكاة غير محدودةٍ وكائنات تتسم بالوعي.

فحواسبنا قادرة على إجراء المحاكاة ليس في الألعاب فقط وإنما في الأبحاث أيضًا، ويحاول العلماء محاكاة مظاهر مختلفة من العالم في مستوياتٍ مختلفةٍ، تتفاوت بين محاكاة دون ذريّة ومحاكاة لمجتمعات بأكملها ومجرات وحتى الكون بأكمله.

وتساعد المحاكاة الحاسوبيّة العلماء على إجراء الكثير من البحوث، على سبيل المثال، تُمكِّنُنا المحاكاة الحاسوبية للحيوانات من فهم كيفية تطور السّلوكيات المعقدة لديهم. كما يـمكِّنُنا بعضُها الآخر من فهم كيفيّة تشكُّل النجوم والكواكب والمجرات.

وتساعدنا محاكاة المجتمعات البشريّة على فهم الكثير من الموضوعات الاجتماعيّة كظهور التّعاون بين البشر، وتطور المدن والنظم الاقتصاديّة.

في الحقيقة، توسّع قدرات الحاسوب، والتقدم في فهم الدماغ، بالإضافة إلى الموارد الحاسوبيّة الضّخمة التي وعدت بها الحوسبة الكموميّة، ستُمكّن العلماء في نهاية المطاف، من إجراء محاكاة معقدة وخلق كائنات افتراضية، وبالفعل ثمّة محاكاة حاسوبية للسلوك البشري تهدف إلى فهم عملية الإدراك.

ويعتقد الباحثون أن عملية صنع القرار لدى الكائنات التي تتم محاكاتها، لن تحدث باستخدام قواعد بسيطة، بل ستُعطَى نماذجُ معقدة لعقول هذه الكائنات ليرى الباحثون كيف ستكون استجابتهم.

وهذا يقودُنا إلى التساؤل عمّا إذا كان هناك ذكاء في مكان ما من الكون قد بلغ حدود القدرات الحاسوبية اللازمة لإجراء محاكاة معقدة! أليس من الممكن أن نكون مجرد محاكاة أجراها هذا الذكاء؟!

نيك بوستروم ونظرية المحاكاة:

يعرض الفيلسوف نيك بوستروم «Nick Bostrom» من جامعة أوكسفورد ثلاثة سيناريوهات محتملة لمستقبل التّقنيات:

في السيناريو الأول، لن تتمكن الحضارات الذكيّة من بلوغ التّطور التقني اللازم لإجراء محاكاة لكون بأكمله.

أما في السيناريو الثاني، ستتوافر التكنولوجيا اللازمة للقيام بمحاكاة ضخمة، لكن البشر سيفقدون الرّغبة بالقيام بذلك.

بينما في السيناريو الثالث، ستتوافر التكنولوجيا اللازمة والرغبة بالقيام بمحاكاة ضخمة، وفي هذا السيناريو يكون احتمال أننا نحيا في محاكاةٍ ضخمةٍ كبيرًا جدًا.

ويرى عالم الفيزياء الفلكيّة الحائز على جائزة نوبل جورج سموت «George Smoot» أنه ما من أدلة تدعم السيناريو الأول والثاني.

ويضيف سموت أنه بالنظر إلى اتساع الكون، سيكون من الحماقة أن نعتقد أننا الكائنات الأكثر ذكاءً، فمن الممكن أن يكون هناك، في مكانٍ ما من الكون، كائنات ذكيّة قادرة على القيام بمحاكاة كون كامل.

ولكن هل يمكن أن نمتنع عن القيام بمحاكاة كونية لأسباب أخلاقية؟! إذ سيكون من غير المناسب خلق كائنات افتراضيّة تعتقد أنه لها وجود وأنها تحيا باستقلال.

يعتقد سموت أن هذا غير ممكن، فأحد أهم الأسباب التي تدفعنا للقيام بالمحاكاة الحاسوبيّة أساسًا هو محاولتنا لفهم العالم الحقيقي، الأمر الذي يساعدنا على جعل عالَمِنا أفضل، لذا فهناك دوافع أخلاقيّة للقيام بذلك. مما يعني أن السّيناريو الثالث هو الأكثر احتمالًا.

إذا تمكّنا من القيام بمحاكاة الكون، هل ستكون هذه المحاكاة مثالية؟!

يعتقد الخبراء أن نجاح المحاكاة يعتمد على دقّتها، إذ يشير خبير الذّكاء الصّناعي مارڤن منسكي « Marvin Minsky» إلى احتماليّة حدوث أخطاء أثناء المحاكاة، فلا بدّ أن نأخذ بالحسبان مختلف الأحداث واحتمالات نتائجها.

الكون المثالي:

يرى العلماء أن أحد أهم الأسباب التي تدعم فكرة أننا نحيا في محاكاة حاسوبيّة، هو أن الكون يبدو كما لو صُمم بدقةٍ، فثوابت الطبيعة كالقوى الأساسيّة، تملك قيم مصقولة تجعل الحياة على كوكبنا ممكنة.

ولو أن خطأ صغيرًا طرأ على تشكلّ الذّرات لأصبحت غير مستقرةٍ، ولم تتشكل النجوم والكواكب.

وتُعتبَر هذه الدقة أحد أعظم أسرار الكون، وقد يُفسَّر ذلك بوجود عدة أكوان، لكل منها قوانين فيزيائيّة خاصة، وأحد هذه الأكوان هو الكون الذي نحيا فيه، يمتلك الظروف المناسبة لوجود الحياة. ولا بد أن الكون الذي يحيا فيه صانعو كوننا أيضًا قد صُمِّمَ بدقة تسمح بوجودهم.

ويعتقد بعض الفيزيائيين أنه في النهاية، الواقع هو جُملة من الرياضيات. إذ يشير ماكس تيغمارك «Max Tegmark» من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن هذا هو تمامًا ما نتوقعه لو أن قوانين الفيزياء ترتكز على خوارزميّة حاسوبيّة.

ولكن ماذا لو أن ذكاءً خارقًا قام بمحاكاة عالمه الحقيقي، فمن المتوقع حينها أن يعتمد في المحاكاة على المبادئ الفيزيائيّة التي تحكم الكون الذي يوجد فيه، تماماً مثلما كُنّا سنفعل.

في هذه الحالة، قد يكون السّبب الذي يجعل الكون يسير وفق قواعد رياضية هو أنّه قد تمت محاكاته وفق القواعد التي تحكم العالم الحقيقي.

وبخلاف ذلك، قد لا تستند المحاكاة على قواعد رياضيّة، فمن الممكن أن تجري وفق قواعد عشوائيّة، وذلك بدوره يؤدي إلى نتائج غير محددة.

جزيئات المادة:

يعتقد عالم الفيزياء النّظرية جيمس غيتس « James Gates» من جامعة «Maryland» ، والذي يدرس المادة في المستويات دون الذّرية، أنه ثمة سبب أكثر دقة للاعتقاد بأن قوانين الفيزياء تُمليها محاكاة حاسوبية.

إذ يقول أنّ القواعد التي تحكم سلوك الجزيئات دون الذّريّة، تملكُ خصائص تشبه الرّموز التي تُصحح الأخطاء أثناء معالجة البيانات في الحاسوب. فلماذا لا تكون هذه القواعد رموزًا حاسوبيّة؟!

من المرجح أن العثور على دليل قاطع بأننا نعيش في محاكاة أمرًا صعبًا ومستحيلًا أيضًا مالم تكن المحاكاة حقًا مليئة بالأخطاء.

ويقول سموت بأنه يمكنك تصميم أشخاص في المحاكاة ليلعبوا ضمن قواعد اللعبة وليس لإفسادها. وهذا المجال الذي لا يمكننا التّفكير خارجه.

نظريّة الكمّ نفسها تتمحور بشكل متزايد حول المعلومات والحساب. ويشعر بعض الفيزيائيين بأنّ الطبيعة في مستوياتها الأساسيّة، قد لا تكون رياضيات بحتة وإنما معلومات أي تتكون من بتات أصفار وواحدات كما في أجهزة الكومبيوتر.

وبالاعتماد على وجهة النظر هذه فإن كل ما يحدث من تفاعلات بين الجسيمات الأساسيّة وحتى الأكبر هو شكل من أشكال الحساب.

يقول سيث لويد «Seth Lloyd» من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: (يمكن اعتبار الكون حاسوب كمّي كبير. إذا نظرنا إلى بنية المادة على نطاق صغير جدًا فإن تلك المادة لا تتكون من أكثر من بتات كمومية تقوم بعمليات محلية رقمية).

إذا كان الواقع هو مجرد معلومات، فالمشكلة ليست بكوننا أقل أو أكثر حقيقة فيما لو كنا في محاكاة أم لا. ففي كلا الحالتين نحن عبارة عن معلومات.

هل يحدث فرقًا إذا كانت تلك المعلومات قد برمجتها الطبيعة أم من قبل مصمم خارق الذّكاء؟

ليس من الواضح لماذا قد يحدث ذلك فرقًا إلا في حالة إمكانية تدخل المصمم الذّكي – من حيث المبدأ – في المحاكاة أو إيقافها.

مفهوم العالم كمحاكاة يحمل نفس وجهة النّظر الفلسفية القديمة لكن في زيّ التّقنيات الحديثة. ولا مشكلة في ذلك، فمثل العديد من الألغاز الفلسفية، فهو يدفعنا لدراسة افتراضاتنا ومفاهيمنا السّابقة.

Please rate this story
The author would appreciate your feedback.
  • COMMENTS
Anonymous
Our Comments Policy is available in the Lit FAQ
Post as:
Anonymous
Share this Story