كل شئ عن الإنسان

Story Info
Everything about humans.
6.1k words
0
32
00
Story does not have any tags
Share this Story

Font Size

Default Font Size

Font Spacing

Default Font Spacing

Font Face

Default Font Face

Reading Theme

Default Theme (White)
You need to Log In or Sign Up to have your customization saved in your Literotica profile.
PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

كل شئ عن الإنسان


الإنسان العاقل (الاسم العلمي: Homo sapiens) هو النوع الوحيد المتبقي من جنس البشراني (الأناسي)، وهو العاقل الوحيد، الذي يمتلك -خلافاً لبقية الحيوانات على الأرض- دماغا عالي التطور، قادر على التفكير المجرد واستخدام اللغة والنطق والتفكير الداخلي الذاتي وإعطاء حلول للمشاكل التي يواجهها. ليس هذا فحسب بل إن الإنسان يمتلك جسماً منتصباً ذا أطراف مفصلية علوية وسفلية يسهل تحريكها وتعمل بالتناسق التام مع الدماغ، وهي خاصية تجعل من الإنسان الكائن الحي الوحيد على البسيطة الذي يستطيع توظيف قدراته العقلية والجسمية واستخدام يديه بمهارة لصناعة أدوات دقيقة وغير الدقيقة التي يحتاجها في حياته اليومية. كما أن له تكوين حنجرة معقدة تعينه على الكلام.

شهدت "ثورة العصر الحجري الحديث" ، التي بدأت في جنوب غرب آسيا منذ حوالي 14000 عام (وبشكل منفصل في أماكن أخرى قليلة) ، ظهور الزراعة واستيطان الإنسان الدائم. مع تزايد عدد السكان وزيادة كثافة السكان ، تطورت أشكال الحكم داخل المجتمعات وفيما بينها ، وارتفع عدد من الحضارات وانقرضدت بعض الممالك . استمر الإنسان العاقل في التوسع ، حيث بلغ عدد سكان العالم أكثر من 8 مليارات نسمة اعتبارًا من عام 2022.

أظهرت دراسة الأحفوريات وتحليل الحمض النووي للمتقدرات أدلة تشير إلى أن البشر كان في أفريقيا قبل حوالي 300 ألف عام. الآن يستوطن الإنسان كل القارات ومدارات الأرض المنخفضة بعدد إجمالي يصل إلى 7.8 مليار نسمة وذلك بحسب إحصائية 2021.

الإنسان مثل معظم الرئيسيات العليا كائن اجتماعي بطبعه. ولكنه بشكل فريد بارع في استخدام نظم التواصل للتعبير عن الذات وتبادل الأفكار والتنظيم. كذلك يقوم الإنسان بتنظيم هياكل اجتماعية معقدة بالمشاركة مع مجموعات متعاونة ومتنافسة، بدءًا من تأسيس العائلات وانتهاء بالأمم. التفاعل الاجتماعي بين الإنسان الحديث أسفر عن ظهور عدد واسع ومتنوع من المعايير الأخلاقية والقيم الاجتماعية والطقوس الدينية التي تشكل عملياً الكثير من أسس المجتمع الإنسانية. كذلك يتميز الإنسان بحسه الجمالي وتقديره وتذوقه للجمال وهو ما يبعث في الإنسان الحاجة للتعبير عن الذات والإبداع الثقافي في الفن والأدب والموسيقى. ومن المعروف عن الإنسان الحديث أيضاً رغبتهم في الفهم والتأثير على محيطهم البيئي وحاجتهم للبحث والاستفسار عن الظواهر الطبيعية، ومحاولة فهمها ومعرفة القوانين التي تضبطها، من هنا ظهر الدين والمثيولوجيا والفلسفة والعلوم. ويتميز الإنسان بالنظر للأمور بنوع من الفضول والتبصر أدى به إلى اختراع الأدوات الدقيقة وتطوير مهاراته، ونقلها للآخرين عن طريق التبادل الثقافي. إضافة إلى ذلك يعد الإنسان الكائن الحي الوحيد الذي يقوم بإشعال النيران وطهي طعامه، والكائن الحي الوحيد الذي يقوم بارتداء الملابس وابتكاره للعديد من التقنيات التي تساعده على زيادة فعالية ما يقوم به من أعمال.

الإنس أو الإنسان يخلف البشر الأولين ، ويتميز عنهم بمعرفته الأسماء كلها وتصريفها ، واسطاع الكلام ينقل معرفته إلى ابنائه ، ويعرف الحق والباطل ، وبدأ في زراعة الأرض بعد أن كان يعيش على جمع الثمار والصيد ، وتعلم استئناس الأنعام والطيور وبعض الحيوانات مثل الكللابب والقطط.

التسمية

لمعلوماتٍ أكثر: بشراني (جنس)

هناك اختلاف في أصل الكلمة العربية «إنسان» من قبل علماء اللغة، فقال البعض أن الكلمة مشتقة من «النسيان» لطبيعة الإنسان كثيرة النسيان، ومنهم من قال أن الكلمة مشتقة من «الإيناس» أي الرؤية والبصر لتمييز الإنس عن الجن غير المرئيين، وقيل أنها مشتقة من كلمة «الانس» من الونس لإيناس البشر للأرض.

صاغ كارولوس لينيوس الاسم الثنائي للإنسان العاقل (Homo Sapiens) في عام 1758، وهو اسم لاتيني؛ الجزء الأول منه homō بمعنى الإنسان، بينما تكون كلمة sapiēns صفة بمعنى المتميز، الحكيم، أو العاقل.

التطور

لمعلوماتٍ أكثر: تطور الإنسان

وفق نظرية التطور، تفرع الإنسان الحديث من أجناس قديمة Homo. المحور الأفق يمثل التوزيع الجغرافي ويمثل المحور الرأسي الزمن بالمليون سنة؛ السنة 0 هي الوقت الحاضر. يمثل اللون الأزرق وجود بعض الأجناس في الماضي في أنحاء مختلفة من العالم. الإنسان العارف خرج من أفريقيا وانتشر في الأرض. نشأ من النياندرتال من إنسان هايدلبرغ وتعايش مع الأنسان الحديث نحو 40.000 ألف سنة وتماوج معه وانقرض قبل نحو 30.000 سنة.

تعتمد نظرية التطور على التفسیر العلمي وعلى الحفريات والتجارب المقارنة والدراسات الجينية في التحقيق بأصول الإنسان. الإنسان ككائن حي له صفات عدیدة مشترکة مع الثدیيات الأخرى، مثل وجود العمود الفقري والثدیین والدماغ (رغم کبر وتعقید دماغ الإنسان البالغ) والأرجل والأذرع والیدین بالإضافة إلى وجود الحمض النووي والمیتوکوندریا وغیرها من التشابهات الكثیرة الأخرى. الدراسات العلمية التي تتناول التاريخ التطوري للإنسان تشمل كل ما يتعلق بجنس الإنسان (Homo sapiens) لكن الدراسات عادة ما تتوسع وترتبط بدراسة الرئيسيات مثل فصيلة البشرانيات وأسرة البشراناوات محاولة منها لمعرفة أقرب أجداد البشر في السلم التطوري. يطلق دارسو الأنثروبولوجيا على الإنسان الحديث نوع الإنسان العاقل Homo sapiens. وهو الوحيد المتبقي من جنس الإنسان العاقل الحديث Homo sapiens sapiens.

انفصل الجنس البشراني عن باقي البشراناويات في أفريقيا منذ عدة ملايين السنين، بعد انفصال قبيل البشر عن سلالة الشمبانزي المنتمية إلي الفرع البشراني (القردة العليا) من الرئيسيات. بدأ الإنسان الحديث استيطان جميع القارات والجزر الكبيرة، واصلًا أوراسيا قبل 60،000 – 125،000 عام، الأوقيانوسية قبل 65،000 عام، الأمريكتان قبل 15،000عام، والجزر الصغيرة مثل هاواي، جزيرة القيامة، مدغشقر، ونيوزيلندا قبل 700 – 1،800 عام.

الأقرباء الأحياء للبشر هم الشمبانزي والبونوبو والغوریلا. كانت فصيلة الجبونات (Hylobatidae) والأورانج أوتان أول الجماعات انفصالًا عن السلسلة المؤدية إلي البشر، ثم تلتها الغوريلات، وأخيرًا الشمبانزي. انفصل الإنسان عن الشمبانزي قبل 4 – 8 مليون عام، في عصر الميوسين المتأخر. تكون الصبغي 2 خلال هذا الانقسام عبر دمج صبغيان آخران، تاركًا الإنسان ب 23 زوج من الكروموسومات مقارنةً مع 24 زوج في باقي القردة.

أقدم الأحافير التي تم اقتراحها كجزء من سلسلة البشراناويات هي أناسي الساحل التشادي، الذي يعود تاريخه إلي 7 مليون عام، وأورورين توجنسيس، الذي يعود تاريخه إلي 5.7 مليون عام. من هذه الأنواع القديمة ظهرت القردة الجنوبية، قبل حوالي 4 مليون عام، وانقسمت إلي أفرع الأناسي النظير والقرد الجنوبي.

تطور أقدم أفراد جنس البشرانيات منذ حوالي 2.8 مليون عام. اعتبر H. habilis أول نوع تظهر له أدلة علي استخدام أدوات حجرية، وكان حجم دماغه قريب من دماغ الشمبانزي، واعتمد علي الحركة الثنائية. بدأت خلال المليون عام التالي علمية تدمغ، وبوصول البشر المنتصب (H. erectus) في السجل الأحفوري، كانت سعة الجمجمة قد تضاعفت. كان H. erectus أول بشراناوي يغادر أفريقيا، قبل 1.3 – 1.8 مليون عام. البشر العامل بقي في أفريقيا، ويعتقد أنه كان أول جنس يسخر النار والأدوات المعقدة لخدمته. القرد الجنوبي العفاري (Australopithecus afarensis) هو أحد أسلاف البشر المنقردة ويعود تاريخه إلي 2.9 – 3.9 مليون عام مضت، دماغه صغير نسبياً بالنسبة لدماغ البشر الحاليين، وكان ثنائي الحركة. عثر علي حفريته في شكل هيكل عظمي جزئي غير مكتمل، وكان أقدم حفرية بشراوانية وأكثرها اكتمالًا وقت اكتشافها، عرفت هذه الحفرية باسم لوسي.

أثناء انتشار البشر العاقل (Homo sapiens) حول العالم، واجه أنواع مختلفة من البشر البدائي في أوراسيا و أفريقيا، مثل النياندرتال في أوراسيا. في 2010، اكتشفت أدلة علي الاختلاط الوراثي بين البشر البدائي والحديث قبل منذ 100،000 ــ 30،000 عام. يشمل ذلك خليط بين البشر الحديث والنياندرتال داخل و خارج أفريقيا، خليط دينيسوفي في الميلانيزيون، وخليط من نوع غير معروف من الإنسان البدائي في سكان أفريقيا جنوب الصحراء.

حدثت هجرة الخروج من أفريقيا علي مرحلتين، الأولي قبل 130،000 ــ 100،000عام، والثانية قبل 70،000 ــ 50،000 عام، وتسببت في استيطان الأوقيانوسيا قبل 50،000 ــ 65،000 عام. قام ببدأ هذه الهجرة سكان شرق أفريقيا، الذين انفصلوا عن سكان جنوب، غرب، ووسط أفريقيا قبل 100،000 عام. انتشر الإنسان الحديث حول العالم مستبدلًا الإنسان القديم (عبر المنافسة أو التهجين). في بدايات العصر الحجري القديم العلوي (50،000 ق.ح.) أو قبله بكثير، تطورت الحداثة السلوكية التي تشمل اللغة، والموسيقي، والكليات الثقافية عند البشر. سكن الإنسان الحديث في أوراسيا والأقيانوسيا قبل 40،000 عام، والأمريكتان قبل 14،500 عام.

التشريح والفسيولوجية

جسم الإنسان لا يختلف كثيراً عن أجسام الأحياء المركبة الأخرى، إذ أن جسمه يحوي متوسط 100 ترليون خلية (1014) التي تشكل وحدات الحياة الضرورية لأعضاء الإنسان. يتكون جسم الإنسان من أجهزة متعددة تشمل: الجهاز العصبي، جهاز الدوران، الجهاز الهضمي، جهاز الغدد الصماء، الجهاز المناعي، الجهاز اللحافي، الجهاز اللمفي، الجهاز العضلي الهيكلي، الجهاز التناسلي، الجهاز التنفسي، والجهاز البولي.

يتشارك البشر مع باقي الرئيسيات في عدم امتلاكهم لذيل خارجي، امتلاكهم لفئات ددمم مختلفة، أصابع إبهام مقابلة، ومثنوية جنسية في الشكل. أما فتنبع غالبية الاختلافات التشيريحية بين البشر والقردة من كون البشر ثنائيي الحركة وذوي أدمغة أكبر حجمًا. يستطيع الإنسان الركض لمسافات طويلة، ويتيح شعر الجسد الخفيف ومسامات العرق الأكثر كفاءة عند البشر الركض لمسافات أطول دون الشعور بالإجهاد؛ كان ذلك في صالحهم عند العدو وصيد حيوانات تغطيها فرو وشعر غزير، حيث كانت تلك الحيوانات لا تقوى على الجري مسافات طويلة.

بفعل ثنائية الحركة، تملك إناث البشر قنوات ولادة أصغر حجمًا مما تسبب في زيادة صعوبة وأخطار الولادة، خصوصًا بفعل كبر رأس أطـفال البشر بالمقارنة مع باقي الرئيسيات. يجب علي أطـفال البشر الاستدارة أثناء مرورهم بقنوات الولادة بينما لا تفعل أطـفال الرئيسيات الأخري ذلك، مما يجعل البشر الجنس الوحيد حيث تتطلب الإناث مساعدة من أفراد آخرين من نفس الجنس للتقليل من مخاطر الولادة. تولد الأجنة البشرية أقل تطورًا وأكثر تعرضًا، فتولد أجنة الشمبانزي بقدرات عقلية أكثر تطورًا من نظيرتها البشرية حتي سن الستة أشهر قبل أن يتسبب التطور السريع للعقل البشري في التفوق عليها.

الدماغ البشري أكبر بحوالي ثلاث مرات من الشمبانزي، والقشرة المخية أكثر تطورًا به. قدرة البشر علي التخاطب فريدة من نوعها بين الرئيسيات. ويستطيع البشر خلق أفكار جديدة ومعقدة، لتطوير تكنولوجيا غير مسبوقة من قبل أي كائن آخر علي الأرض.

يُقدر متوسط الطول العالمي للإنسان ب 171 سم للذكر البالغ و 159 سم للإناث ويقل الطول مع التقدم في السن. زاد طول البشر عبر التاريخ، ويرجح ذلك إلي التحسن في جودة الغذاء، الرعاية الصحية، وظروف المعيشة بشكل عام نتيجة للتقدم الحضاري. متوسط كتلة الإنسان البالغ 77 كغ للذكور و 59 كغ للإناث. تعتمد الصفات الجسدية مثل شكل الجسم والوزن والطول علي تأثيرات جينية وبيئية تختلف من شخص إلي آخر.

علم الأحياء

لمعلوماتٍ أكثر: علم الأحياء البشري

العقل والدماغ

إن الدماغ هو أعقد أعضاء جسم الإنسان حيث به يفكر ويترجم الأفعال الصادرة عن جسمه، ويعتبر مركز الجهاز العصبي المركزي. لابد من التفريق بين العقل والدماغ؛ حيث أن الدماغ يوجد في معظم الكائنات الحية بينما العقل يختص به الإنسان فهو القادر على الكلام والتفكير والتفكر ولا أحد غيره يتميز به . والدماغ هو المسؤول عن حركة الإنسان المادية وتشمل السيطرة على أعضاء الجسم الخارجية وكذلك حد ما الداخلية. بينما العقل هو المسؤول عن تعامل اللإنسان اللامادية كالمشاعر والوجدان ومقدرة الكلام وتطوير اللغة واللغات المختلفة والتفكير والاعتقاد.

كان حجم الدماغ في البشر بين 800 سنتيمتر مكعب و 1100 سنتيمتر مكعب، بينما يبلغ حجم الدماغ في الإنسان الحديث 1250 سنتيمتر مكعب. بازدياد حجم الدماغ ازدادت أيضا وظائف الدماغ وقدراته على التفكير في أشياء غير مادية، مثل التفكير، التجريد، والمنطق. يملك الإنسان قشرة فص جبهية أكبر حجمًا من الرئيسيات الأخري، وهو ما جعل الإنسان يصنف نفسه كأذكى حيوان علي الأرض.

لدي الإنسان بعض الصفات المميزة التي تميزه عن باقي المخلوقات، مثل الذاكرة العرضية، والتي تسمح للإنسان بزيارة أحداث الماضي عقليًا والتفكير والتخطيط للمستقبل. يعتبر الإنسان أيضًا أحد الكائنات القليلة ذات القدرة علي التعرف علي نفسها أمام المرآة.

العواطف

العواطف الإنسانية هي حالات بيولوجية ذات صلة بالجهاز العصبي، تتحكم بها عدد من الخلايا والغدد الهرمونية وتنتج عن تغيرات فزيولوجية عصبية التي تسبب الضحك والبكاء والحب والكره وغيرها من المشاعر التي تُدرج تحت إطار العواطف الإنسانية. تعتبر العاطفة من مميزات السلوك الإنساني سواء بالاتجاه الإيجابي أو السلبي، أما على المستوى الفردي أو الجماعي، فيظهر الإنسان ميلاً إلى شخص معين (كالحب والغرام من جهة والحقد والكره من جهة أخرى) أو مكان (كالحنين إلى الوطن) ويصعب حصر جميع العواطف والمشاعر الإنسانية وذلك لتنوعها وتطورها، هناك محاولات عديدة لتصنيف العواطف الإنسانية كعجلة بلوتشك وغيرها. تظهر نتائج العواطف البشرية في الفن والأدب بوجه الخصوص والحضارة والحروب وغيرها من سلوكيات الجماعات الإنسانية. هناك عواطف يعتبرها الإنسان إيجابية وغيرها سلبية، ومن أمثلة العواطف الإيجابية: السعادة، الاهتمام، والطمأنينة. أما من الأمثلة علي العواطف السلبية: التوتر، الحزن، اليأس، والغضب.

للعاطفة تأثير ملحوظ علي السلوك البشري والقدرة علي التعلم. يمكن أن يؤدي العمل علي المشاعر القوية أو غير المتحكم بها إلي الجريمة أو الفوضي، فقد أظهرت الأبحاث أنه من المحتمل أن يكون للمجرمين ذكاء عاطفي أقل من الشخص العادي. علي سبيل المثال، تكون القدرة علي مراقبة النفس والتفكير الموضوعي مكبوتة أثناء الغضب مما يزيد من احتمالية الخطأ في عملية اتخاذ القرار.

بالمقارنة مع باقي الكائنات، الإنسان هو الكائن الوحيد المعروف عنه ذرف الدموع كاستجابة عاطفية. كما يُظهر البشر أيضًا درجة استثنائية من المرونة في تعابير الوجه.

النوم والحلم

طالع أيضًا: حلم

يجري البشر معظم أنشطتهم في الصباح، مما يجهلم نهاريون. متوسط ساعات النوم اليومية المقترحة للإنسان هي من 7 إلي 9 ساعات للبالغين، من 9 إلي 10 ساعات للأطـفال، ومن 6 إلي 7 ساعات للشيوخ. من الشائع حصول الإنسان علي ساعات نوم أقل من اللازم لأسباب عديدة كالإنشغال بالعمل أو الدراسة، والذي قد تكون له عواقب سلبية علي الصحة بفعل الحرمان من النوم.

أثناء النوم يقوم الإنسان بالحلم، حيث يقومون باختبار الصور والأصوات وغيرها من الأحاسيس. يقوم الجسر بتحفيز الحلم، والذي يحدث غالبًا خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM). يختلف طول الحلم من بضعة ثوان وصولًا إلي 30 دقيقة. يحلم الإنسان من 3 إلي 5 مرات في الليلة الواحدة، ومن الممكن أن يصل البعض إلي 7 أحلام; بالرغم من ذلك فسريعًا ما تُنسي غالبيتها. تزيد احتمالية تذكر الحلم إذا حدث الاستيقاظ خلال مرحلة REM. تكون أحداث الحلم خارج تحكم الحالم، باستثناء حالة الحلم الصافي حيث يكون الحالم واعي بنفسه. يمكن للأحلام أن تكون مصدرًا للإلهام إذا ظهرت بها فكرة مبدعة.

الجنسانية والحب

طالع أيضًا: جنسانية

في البشر، تشمل الجنسانية المشاعر والسولكيات البيولوجية، الشهوانية، الحميمية، الاجتماعية، أو الروحانية. تخص النواحي الجسدية والبيولوجية للجنسانية الوظائف البشرية التكاثرية بشكل كبير، كما تخص دورة الاستجابة الجنسية البشرية. تؤثر وتتأثر الجنسانية بالثقافة، السياسة، الدين، القانون، الفلسلفة، والأخلاق. الرغبة الجنسية (الدافع الجنسي)، هي حالة نفسية تظهر في بداية السلوك الجنسي. أظهرت الدراسات أن للرجال رغبة جنسية أقوي من النساء، وأنهم يُقبلون بشكل أكثر علي الاستمناء.

تتعدد التوجهات الجنسية لدي الإنسان، لكنهم في الغالب مغايري الجنس. بينما يظهر السلوك مثلي الجنس في العديد من الحيوانات الأخرى، أظهرت الخراف والبشر تفضيلًا خاصًا للسلوك مثلي الجنس. تشير معظم الأدلة إلي أن للمثلية الجنسية أسباب بيولوجية لا اجتماعية، فلا تعرض الثقافات المتسامحة مع المثلية الجنسية زيادة كبيرة في مستوياتها. تقترح الأبحاث في علم الأعصاب والوراثة أنه هناك تأثير بيولوجي علي النواحي الأخري لجنسانية الإنسان.

يوصف الحب كشعور قوي بالانجذاب أو التعلق العاطفي. يمكن للحب أن يكون شخصي (مثل الحب بين شخصين) أو غير شخصي (مثل حب شئ، رأي سياسي، أو توجه ديني قوي). هناك أنواع مختلفة من الحب، كالحب الأسري، الحب الأفلاطوني (مثل حب الأصدقاء)، حب الضيف (حسن الضيافة)، أو الحب الرومنسي (حب جنسي). ينتج عن الحب الرومنسي إشارات دماغية تتماثل مع تلك التي تنتج عن الإدمان. عندما يكون الشخص تحت تأثير الحب، يحفز الدوبامين، النورإبينفرين، السيروتونين وكيماويات أخري مركز المتعة بالدماغ، مؤديون إلي أعراض جانبية مثل زيادة معدل ضربات القلب، فقدان الشهية والقدرة علي النوم، وشعور قوي بالابتهاج.

علم الوراثة

كمعظم الحيوانات، البشر كائنات حقيقية النوى ثنائية الصيغة الصبغية. لكل خلية جسدية زوجان من 23 كروموسوم (46)، يأتي كل زوج من إحدى الوالدين؛ للجاميت زوج واحد فقط (23)، ويكون خليط من زوجي الأبوين. من الـ 23 زوج من الكروموسومات، يوجد 22 زوج صبغي جسمي، وزوج واحد من الصبغيات الجنسية. مثل الثدييات الأخرى، لدي البشر نظام تحديد الجنس XY، فتحمل الإناث الصبغيات الجنسية XX بينما يحمل الذكور XY.

لا يوجد تماثل وراثي تام بين أيًا من البشر، حتى في حالة التوأم المتماثل. تؤثر الجينات والبيئة على التنوع البيولوجي للصفات الظاهرة، الفسيولوجيا، القدرات العقلية، والقابلية للمرض لدي البشر. التأثير الوراثي والبيئي علي صفات محددة غير مفهوم بشكل كامل. بالمقارنة مع البشرانيات، تسلسل الجينات البشرية -حتي ضمن سكان أفريقيا- متجانس بشكل مميز. متوسط التشابه الوراثي بين أي شخصين هو 99.5%- 99.9%. التنوع الوراثي في أعداد الشمبانزي البرية أكثر بمرتين أو ثلاث عن الموجود في الحوض الجيني البشري بأسره.

جُمِعَ جينوم بشري غير مكتمل كمتوسط عدد البشر في 2003، هناك جهود حالية للحصول علي عينة للتنوع الوراثي للبشر (أنظر مشروع هاب ماب الدولي). حسب التقديرات الحالية، يملك البشر حوالي 22،000 جين. التنوع في الدنا البشري صغير جدًا بالمقارنة مع باقي الأجناس، مما يشير إلي عنق زجاجة سكانية محتملة خلال العصر البليستوسيني المتأخر (قبل حوالي 100،000 عام). عند مقارنة الدنا المتقدرة، الذي يورث من الأم فقط، استنتج العلماء أن آخر سلف أنثوي مشترك الذي توجد علامته الجينية في كل إنسان حديث، والذي يدعي بحواء الميتوكوندرية، عاش منذ 90،000 إلي 200،000 عام.

يستمر الاصطفاء الطبيعي في العمل على البشر، بدليل أن بعض مناطق الجينوم تظهر اصطفاء اتجاهي في آخر 15،000 عام.

طـفل و طـفلة (مرحلة الطفولة)

ذكر وأنثى (مرحلة المراهقة)

رجل وامرأة (مرحلة البلوغ)

رجل وامرأة (مرحلة كبر السن)

دورة الحياة

يحدث التكاثر في البشر عبر التخصيب الداخلي من خلال الجماع. فترة الحبل هي 38 إسبوع (9 أشهر). في هذه المرحلة يُعَد الطـفل شخصًا مخول لحماية القانون، رغم ذلك تشخص بعض السلطات القضائية الجنين في مراحل مبكرة من تطوره داخل الرحم.

بالمقارنة مع باقي الأجناس، تحمل الولادة البشرية أخطارًا متعددة. الولادات المؤلمة التي تدوم 24 ساعة فأكثر ليست نادرة، وتؤدي أحيانًا إلي موت الأم، الطـفل أو كلاهما معًا. يرجع ذلك إلي قطر رأس الجنين البشري الكبير نسبيًا وضيق حوض الأم. زادت احتمالية الولادة الناجحة بشكل كبير خلال القرن ال20 في الدول الأكثر ثراءًا مع اختراع تكنولوجيا طبية أحدث. علي النظير، ما زالت الولادة الطبيعية والحمل تشكل خطرًا علي حياة الأم في المناطق النامية في العالم، مع كون معدل وفيات الأمومة أعلي بحوالي 100 مرة عن الدول المتقدمة.

يقوم الأب والأم بتوفير الرعاية للنسل، علي عكس الرئيسيات الأخرى، حيث تكون رعاية النسل مقتصرة علي الأم فقط. يولد رضيع الإنسان ضعيفًا غير قادر على النجاة بمفرده، ويستمر في النمو، واصلًا للنضج الجنسي في عمر ال12 إلي 15 عام. تستمر الإناث في النمو جسديًا حتى عمر ال18، بينما يستمر الذكور في النمو حتى عمر ال21.

يمكن أن تُقسم حياة الإنسان إلي عدد من المراحل: الرضاعة، الطفولة، المراهقة، الشاب البالغ، البلوغ، وكبر السن. تختلف أطوال هذه المراحل باختلاف الثقافات والأزمنة. بالمقارنة مع باقي الرئيسيات، يمر الإنسان بنمو سريع عن المعتاد خلال المراهقة، حيث يزيد الجسم في الحجم بنسبة 25%. بينما يزيد جسم الشمبانزي بنسبة 14% فقط في وقت غير محدد.

البشر هم من ضمن الأجناس القليلة حيث تمر الإناث بسن اليأس وتصبح عقيمة بعقود قبل موتهم. جميع أجناس القردة ما عدا البشر تحفظ قدرتها على الإنجاب حتي أن تموت. من المقترح أن سن اليأس يقوم بزيادة النجاح الإنجابي بشكل عام عبر السماح للإناث ببذل وقت وموارد أكثر علي نسلها الحالي، فضلًا عن الاستمرار في الإنجاب وعدم القدرة علي بذل مجهود كافي بفعل العدد الأكبر (فرضية الجدة).

تشير الدراسات المدعومة بأدلة إلى أن مأمول عمر الفرد يعتمد على عاملين كبيرين، وهما الجينات ونمط الحياة. لأسباب مختلفة، تعيش الإناث متوسط أربع سنوات أكثر من الذكور، فمتوسط العمر المتوقع للإناث عند الولادة يكون 74.9 عام مقارنةً مع 70.4 عام للذكور. هناك اختلافات جغرافية واسعة في متوسط عمر الإنسان، بعلاقة مباشرة مع النمو الإقتصادي ـــ فمثلًا متوسط عمر الإنسان في هونغ كونغ هو 87.6 عام للإناث و 81.8 للذكور، بينما في جمهورية أفريقيا الوسطي يصبح هذا التوسط 55.0 عام للإناث و50.6 عام للذكور. منتصف عمر الإنسان في العالم المتقدم أكبر من ذلك في الدول النامية، فيكون 40 عام في الدول المتقدمة بالمقارنة مع 15 و 20 عام في الدول النامية.واحد من أصل خمس أوروبيين يكون ذي 60 عامًا فأكثر، بينما تختلف هذه النسبة إلي واحد من أصل عشرين في الدول الأفريقية. قُدِر عدد المعمرين (100 عام أو أكبر) في العالم من الأمم المتحدة ب 210،000 في 2002.

حمية غذائية

الإنسان كائن قارت، قادر علي أكل اللحوم والنباتات. تأقلمت الجماعات البشرية علي أنواع مختلفة من الغذاء، فمنها من يعتمد علي النبات بشكل تام ومنها من يتغذى على اللحوم بشكل أساسي.

حتى اكتشاف الزراعة قبل حوالي 14،000 عام، اعتمد الإنسان علي الصيد وجمع الثمار كمصدر أساسي للغذاء. اقتُرِح أن الإنسان كان يستخدم النار لإعداد وطبخ الطعام منذ زمن الإنسان المنتصب. اكتشف الإنسان الزراعة قبل عشرة آلاف عام، مما أثر بشكل كبير على غذاء البشر. يحتمل أنه كان لهذا التغيير أثر أيضًا علي جسم الإنسان من الناحية البيولوجية؛ مع انتشار مزارع الألبان والتي شكلت مصدرًا جديدًا ومغذيًا للطعام، مؤديًة إلي تطور القدرة علي هضم اللاكتوز في بعض البالغين. أدت الزراعة إلي زيادة عدد السكان، تطوير المدن، وبفعل الزيادة في الكثافة السكانية، انشار الأمراض المعدية بشكل أوسع. اختلفت نوعية الطعام المستهلك، وطريقة تحضيره بشكل كبير باختلاف الأماكن، والأزمنة، والثقافات.

بشكل عام، يستطيع الإنسان النجاة لمدة تتراوح من أسبوعين إلى ثمانية أسابيع من دون طعام حسب نسبة الدهون المخزنةفي جسمه. يستطيع الإنسان النجاة لمدة أقصر بدون ماء، تتراوح من ثلاث إلي سبعة أيام. يموت حوالي 36 مليون إنسان كل عام بفعل التأثير المباشر أو غير المباشر للجوع. نقص التغذية عند الأطـفال مشكلة منتشرة وتساهم في زيادة عبء المرض العالمي. بالرغم من ذلك، فتوزيع الغذاء العالمي غير متساوي، ومستويات السمنة المفرطة في زيادة عند بعض سكان العالم، مما زاد من المضاعفات الصحية ومعدل الوفيات في بعض الدول المتقدمة، وغير المتقدمة. هناك أكثر من مليار شخص مفرط السمنة في العالم، و35% من الولايات المتحدة يعانون منها، مما أدي إلي تسمية هذه الظاهرة بوبائيات البدانة. تنتج السمنة المفرطة عن تناول سعرات أكثر مما يستهلكها جسم الإنسان، لذلك فالزيادة المفرطة في الوزن تكون غالبًأ بفعل حمية غذائية غنية بالسعرات واستمرارية على تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر طوال اليوم.

12