راشيل أرملة أحببتها – 11

راشيل أرملة أحببتها – 11

رحلت راشيل وأحمد عن مصر بعد زيارتهما لها وهى حزينة لفراق بلدها مجددا.. وفى عام 1988 زارا مصر مرة أخرى وتنسمت راشيل عبق نهر النيل فى شقتهما هى وأحمد وأولادهما المطلة مباشرة على الكورنيش فى المنيل - الروضة من جهة كوبرى الجامعة أى فى شارع عبد العزيز آل سعود، وملأت صدرها بعبق مصر بلدها التى لا ترغب عنها بديلا. وقالت لأحمد الواقف جوارها بشرفة الشقة: ياه وحشانى ريحة النيل وريحة مصر.. لازم نخلى الولاد كلهم ييجوا يشاركونا اجازتنا فى مصر.. وكمان يشوفوا شققهم.. قال أحمد فعلا لازم ييجوا يشوفوا بلد أبوهم وأمهم وبلدهم كمان ..

وبالفعل دعا أحمد وراشيل جبريللا وجيوفانى لزيارة مصر كما دعيا تسيبوراه المتزوجة من اسرائيلى، وجاءت تسيبوراه من تل أبيب باسرائيل مع زوجها وأولادها، وجاءت جبريللا وجيوفانى من روما بإيطاليا ومعهما آمبر جيرلفريند ومساكنة جيوفانى وجوزيف بويفريند ومساكن جبريللا. وتعرفت تسيبوراه وجبريللا إلى عدة فتيات مصريات مسلمات جارات لوالديهما، وأبكار مراهقات يعيشن مع أهاليهن واخوانهن.. ثلاث فتيات تحديدا شيماء وسلوى وفاتن.. وكن لا يزلن غير محجبات فقد بدأ الحجاب والنقاب ينتشران بين نساء مصر ولكن لا تزال كثيرات منهن غير محجبات..

كان لقاء راشيل كالعادة بأمومتها وعاطفيتها الجياشة والمتلهفة مع جيوفانى وجبريللا ولدى زوجها وحبيبها أحمد – وكأنها أمهما تماما – ومع ابنتها تسيبوراه من ألبرت لقاءا حارا بالقبلات والضمات والدموع والكلمات حتى قال لها أحمد مازحا: ايه ده كله ده ولا اللى عمرك ما شفتيهم من سنين اش حال بيزورونا كل سنة.. بالطبع لم ترغب بدعوة لمى والولدين رمسيس وتحتمس من براغ للقاهرة لأنهما صغيران وتخشى عليهما من التنقل. أما غريب ومنصور فكانا بالفعل بالقاهرة مع والديهما أحمد وراشيل. قالت راشيل: اديك قلت كل سنة مرة بقية السنة محرومة منهم.. قالت لها جبريللا وهى تقبلها: متزعليش يا ماما بقى انتى دايما نكدية كده.. ضربتها راشيل بخفة حنونة على كتفها وقالت بس يا بت متكلميش مامتك كده.. عانقها جيوفانى وجبريللا وتسيبوراه معا وأحفادها من تسيبوراه.. كما عانقها وقبلها جوزيف وآمبر وزوج تسيبوراه ليفى .. ودق الباب ففتح أحمد دخلت سلوى وفاتن وشيماء قائلات لراشيل: ليه ماقلتلناش يا طنط ان عندك ضيوف.. قالت راشيل: تعالوا يا بنات دول مش ضيوف ولا أغراب دول ولادى أنا وأحمد ..

وصافحت الفتيات الثلاث جوزيف وليفى وجيوفانى وغريب ومنصور وقبلن الصغار صغار تسيبوراه كما قبلن تسيبوراه وجبريللا وعانقنهما. جلس الجميع وبدأت راشيل وأحمد يقصان على شيماء وسلوى وفاتن قصتهما مع الحياة ومع الحب ومع المعاناة، مع ألبرت وكميل ومساعده ومع دوناتيلا ولاكشمى، ولمى وجينوفيفا، وحياتهما منذ الاربعينات مرورا بالخمسينات والستينات والسبعينات وصولا للثمانينات، وحياتهما فى اسرائيل وقصة المعبروت وتهجير اليهود من مصر، وتشيكوسلوفاكيا وسوريا.. وكيف تحررت راشيل من قبضة كميل ووفاة كميل وكيف التم شمل أحمد وراشيل.. كما قصت جبريللا قصتها مع جوزيف وجيوفانى قص قصته مع آمبر وأغفل بالطبع قصته وعلاقته السرية مع نسرين.. كما قص غريب ومنصور قصتهما مع فاطمة وقصة غريب مع جينوفيفا الإكس جيرلفريند لأبيه أحمد.

وقصت راشيل على الفتيات الثلاث قصة ابنها شلومو الذى كان يعمل أولا فى جيش الدفاع الاسرائيلى ثم الموساد، ثم يعمل حاليا كملحق ومساعد لسفير اسرائيل فى لندن منذ عدة سنوات وله علاقة رومانسية جنسية مع أرملة موريتانية ميزانية تدعى عائشة هناك..

انبهرت الفتيات الثلاث سلوى وشيماء وفاتن بالحريات الدينية والجنسية التى تعيشها وتؤمن بها وتمارسها راشيل وأحمد وأولادهما بنين وبنات وقصتهم مع الحياة ومع الدول التى عاشا فيها منفصلين أو مجتمعين من أول قصتنا، وكذلك تقبل أحمد وجيوفانى كأب وأخ لجبريللا لعلاقتها ومساكنتها مع جوزيف دون زواج وفض بكارتها.. والكوزموبوليتانية والعالمية التى يؤمنون بها كلهم .. وكذلك علاقة جيوفانى بالماليزية المسلمة آمبر ولو علمن أيضا بعلاقته بالايرانية المسلمة نسرين لتعجبن وانبهرن أكثر.. وأثر بهن ذلك وكن كالشقيقات وأعز صديقات لبعضهن ثم لجبريللا وتسيبوراه وراشيل وتعلمن منهن ومن أحمد الكثير وكن طامحات مستقبلا بالعمل بالارشاد السياحى أو بالسفر ببعثات عبر كلياتهن سواء طب أو هندسة أو آداب للخارج وحينها قد يتعرفن وتفتض بكارتهن على أيدى من يبادلنهن الحب بحب والعشق بعشق دون عقد البداوة العربية والاسلامية والشرق أوسطية فى مصر ولدى شبان مصر، مع أوروبى أشقر أو بنى أو أحمر أو أسود الشعر، أو يابانى بوذى أو صينى كونفوشى أو هندى هندوسى أو كونغولى زائيرى مسيحى.
كان أحمد يعتبر تسيبوراه وشلومو كما قلنا ولديه لأنهما ولدا حبيبته وإلهته العبرية راشيل .. وهما كذلك اعتبراه والدهما أيضا. وكانت تسيبوراه وجبريللا حنونتان جدا بأمومية على أخويهما من الأب ومن الأم رمسيس وتحتمس وتقاربت الفتاتان أيضا معا وهو ما أسعد أحمد وراشيل كثيرا ... بينما لم يكن شلومو ولا جيوفانى مهتمين بأخويهما مطلقا كانا باردى المشاعر تجاههما وهما كذلك.. البنات دوما حنونات..

ظل الأولاد مقيمين مع أحمد وراشيل لشهرين أو ثلاثة أشهر.. وخلالها أرتهم راشيل ومعها أحمد شققهم التى اشترياها لهم فى ميدان لاظوغلى وطلعت حرب ومصطفى كامل وكورنيش المنيل شارع عبد العزيز آل سعود قرب كوبرى الجامعة وكورنيش الاسكندرية وشارع رمسيس..

وذات ليلة كان أحمد فى ظهر راشيل بالفراش بغرفة نومهما بوضع الكلبشة كعادته معها يكلبش فيها وهو يتذكر لاكشمى ومرضها هى ودوناتيلا ووفاتهما وفقدانه لهما بالموت قالت راشيل مالك يا حمام مش هتبطل الكلبشة دى .. قال لها أبدا انتى روحى وعقلى وكيانى اوعى تموتى قبلى .. ضحكت وقالت حاضر يا بابا يا روح قلب ماما راشيل هنموت سوا فى لحظة واحدة وكده محدش فينا يحزن على التانى .. ورأى رؤيا أنه من سيموت قبلها لكن بالنهاية سيجتمعان من جديد ويولدان من جديد بالتناسخ الروحى .. لكنها ستحيا بعده وهو من سيموت قبلها فاطمأن وإن حزن لأنها ستحزن لفراقه.. ضمها وقال بحبك يا أمهاتى المستوى Amhat Egyptian dates قالت يا لهوى فكرتنى بالأمهات نفسى فيه فعلا قال أحمد انتى أحلى منه ضحكت بدلال.. وقالت قبل ما نمشى فى أواخر أغسطس أو أوائل سبتمبر لازم نجيب منه وناكل أنا وانت ده زى العسل.. قال أحمد وأنا كمان نفسى فيه ناكل وابوسك عشان أقارن بينكم وبين حلاوتكم

كانت أفلام نورا ونور الشريف وعادل إمام التى شاهدها أحمد وراشيل حتى عام 1990 كما يلى:
الندم ، المليونيرة النشالة، المحفظة معايا، حياتى عذاب، العار، عنتر شايل سيف، ولكن شيئا ما يبقى، الكيف، أجراس الخطر، الفتى الشرير، مهمة صعبة جدا، سكة سفر، سفاح كرموز، جرى الوحوش، نهر الخوف، صراع الأحفاد، حلقة الرعب .. هذا بالنسبة لنورا

بالتأكيد كانا معجبين بفاتن حمامة وشادية كثيرا.. وشاهدا أفلام سامية جمال وفريد الأطرش ومحمد فوزى ونجيب الريحانى..

كما شاهدا فيلمى المحاكمة والشيطان يغنى لمحمود يس

وشاهدا أفلام عادل إمام: الانسان يعيش مرة واحدة، ليلة شتاء دافئة، عصابة حمادة وتوتو، حب فى الزنزانة، عنتر شايل سيفه، الغول، الأفوكاتو، حتى لا يطير الدخان، احترس من الخط، واحدة بواحدة، مين فينا الحرامى، أنا اللى قتلت الحنش، خلى بالك من عقلك، الهلفوت، الانس والجن، سلام يا صاحبى، النمر والأنثى، المولد، حنفى الأبهة، جزيرة الشيطان.. وقد شاهدا أفلامه بعد 1990 مثل اللعب مع الكبار، مسجل خطر، الارهابى، المنسى، رسالة إلى الوالى..

كما شاهدا أفلام نور الشريف: فتوات بولاق، العار، سواق الاوتوبيس، ارزاق يا دنيا، بيت القاضى، ياما انت كريم يا رب، المطارد، أجراس الخطر، الوحل، سكة سفر، بئر الخيانة، قاهر الزمن، أصدقاء الشيطان، قلب الليل، الظالم والمظلوم، صراع الأحفاد، الفتى الشرير، أيام الغضب، وشاهدا من بعد 1990 أفلامه الرقص مع الشيطان ولعبة الانتقام وليلة ساخنة وعفريت النهار والمصير..

نعود لعدة أعوام سابقة حين بدأ شلومو عمله فى سفارة اسرائيل فى لندن ولم يرق له الالتحاق بطاقم السفارة الاسرائيلية الاولى فى القاهرة والجيزة فى مصر فى العمارة المجاورة لكوبرى الجامعة. فضل أن يعمل فى دولة غير عربية رغم أصوله المصرية من جهة أمه راشيل. لكونهم دول معادية لبلده الحالية اسرائيل.. قد يغير رأيه مستقبلا ويعمل بسفارة اسرائيل فى القاهرة .. لكنه حاليا لا يريد ..

وكان لشلومو صديق من أصل مصرى أيضا لكن كلا أبويه من يهود مصر أى من يهود السفارديم أو المشرق أو المزراحيم. يدعى هارون. كان هارون فى لندن بالسفارة الاسرائيلية من قبله بعامين أو أكثر، وكان على علاقة رومانسية جنسية كاملة مع امرأة مصرية أرملة قبطية مسيحية تدعى كرستينا. ومنذ بدأت صداقة شلومو بهارون وتعرفه به لأول مرة بحياتهما فى السفارة الاسرائيلية فى المملكة المتحدة، وهو يرى كرستينا ترافقه فى مرات كثيرة وأنها مهووسة به وبحبه ومتيمة وعاشقة له كثيرا وذائبة فى هواه صبابة، وهارون كذلك، لكنها متدينة كثيرا وتطالبه باستمرار بالتعميد وترك اليهودية واعتناق المسيحية الارثوذكسية المرقسية المصرية مثلها لكى يدخل معها الملكوت بعد الموت، ويصبحان ملائكة مع المسيح. لكن هارون كثيرا ما يسخر منها ومن تدينها. وإذا ضاق كثيرا من مطالبتها وشرطها هذا لاستمرار علاقتهما وزيجتهما فقد تساكنا لعامين أو أكثر ثم تزوجا زواجا مدنيا ومسيحيا ويهوديا أيضا..

فإذا ضاق هددها بالانفصال والطلاق فتخاف من فراقه فهى تعشقه بشدة وتلومه بشدة على تهديده وتنفجر باكية فيعتذر لها بأنه لم يقصد وأنه فقط فقد أعصابه.. فتعتذر له أيضا وأنها لا تريد أن يفترقا فى الحياة الأخرى فيمازحها هارون بأنه لن يتركها أبدا حية أو ميتة أو مبعوثة وراكى وراكى كما يقول.. وهكذا حياتهما، وقد أنجبا طفلين لكن تربية الطفلين لم تقلل من شهوتهما الجنسية ونزعتهما ونزهاتهما الرومانسية فى لندن.

كانت كرستينا تعيش فى لندن منذ وفاة زوجها السابق، والذى لم تنجب منه ولا تدرى أهو بسببه أو بسببها أو مجرد نصيب وأنه لم يكن بخصوبته عيب، لم يقوما بالتحليل وكانت تحبه كثيرا ومكتفية به، تماما كما هى اليوم مع هارون، وحين حبلت منه اهتمت برأيه فلو أراد الاجهاض لفعلته، ولكنه تمسك بطفلهما، كانت كرستينا تذهب لكنيسة قبطية فى لندن باستمرار وانتظام كامرأة قبطية متدينة وكثيرا ما تريد من هارون الحضور معها ومشاركتها الطقوس وتطالبه بالاعتماد ليصير مسيحيا لكنه يرفض.. وكان أقرب للادينية منه لليهودية حتى.

وكان هذا وضعهما الذى يتعجب منه شلومو حين يحكيه له هارون.. فكيف سيكون مصير الصبيين حينما يكبران هل سيكونان قبطيين كأمهما أو لادينيين كأبيهما أو يهوديين كجديهما لأبيهما.. وسأله هل فاتحت كرستينا فى هذا الأمر فرد هارون إنها مصممة أن يكونا قبطيين مثلها وتصحبهما للكنيسة باستمرار وتتشاجر كثيرا مع والدى هارون.. وهارون ذاته غير مهتم بالأمر لكنه يحاول ابعاد والديه عن كرستينا وعن الشجار معها.. كما كان يثير غضبها حين يخبرها بأنهما سيصبحان لادينيين مثله لا مثلها ولا مثل والديه فتغضب وتقول لن أسمح لك بحرمانى بالآخرة والملكوت من أولادى.. يكفى أنك ستحرمنى منك بعنادك هذا.. سأصلى لك لتهتدى لنور المسيح وتبتعد عن أفكارك هذه.. فيسارع هارون بتقبيلها وضمها وسرعان ما يزول غضبها وتندمج معه فى وصلة صناعة حب حلو ملتهبة كعادتهما فهما شرهان رومانسيا وجنسيا لبعضهما.

لم يكن ذلك يمنع كرستينا من الايمان بالعلوم ونظرية التطور والانفجار الكبير، ولم تكن جاهلة، بل كانت عاشقة للفنون النهضوية والرنيسانسية والباروكية والكلاسيكية الاغريقورومانية والأوروبية ولم تكن خرافية. كانت متدينة باعتدال. وبالحقيقة كان هارون يثار جنسيا تجاهها أكثر بسبب تدينها ومسيحيتها وصليبها الذهبى الصغير المتدلى من سلسلة رفيعة حول عنقها وبين نهديها. ويثار من مخالفته لها ومن غضبها منه. كان ثنائيا عجيبا بالنسبة لشلومو فرغم خلافهما العقائدى والدينى الشديد إلا أن ذلك لا يقلل من شراهتهما للحب والجنس بينهما.. وشراهتهما لحب الحياة والفنون والعلوم..

وسرعان ما ابتلى شلومو بنوع شبيه من الحب يشبه هذا الحب حين اصطدم بامرأة سمراء سمرة خفيفة عربية الملامح بأحد المحال فى لندن. اعتذرا لبعضهما بالانجليزية. ودبت شرارة الاعجاب المتبادل بينهما لكنها من بادر بالخطوة الاولى ودعته بجرأة لشرب فنجانا من الشاى معها وربما تناول الغداء لو أراد وستعزمه هى. رغم شرقيتها وعربيتها إلا أنها كانت جريئة ومستقلة، لما جلسا فى الكافيتريا ثرثرت بسرعة وعلم أن اسمها عائشة وأنها من موريتانيا وأنها أرملة ومن برج الميزان. كانت ترتدى الحجاب وترتدى اللباس التقليدى الموريتانى للنساء – والذى يشبه كثيرا اللباس التقليدى للسودانيات والذى يسمى التوب السودانى – ويتكون من الملحفة والرنباية.. والرنباية هو الرداء الذى ترتديه الموريتانيات تحت الملحفة..

كان شلومو يتخيل كيف سيكون شكلها دون هذا الزى.. وصارحها بذلك ضحكت وقالت حسنا سآتى غدا بفستان أو جونلة وبلوزة أو بنطلون جينز وبلوزة مكشوفة الشعر لترانى جيدا دون حاجة للتخيل.. وبالفعل باليوم التالى واللقاء التالى كانت عائشة بالملابس النسائية الأوروبية والعالمية وكانت فاتنة وجميلة جسدا ووجها وشعرا .. لم تكن مساجد أوروبا والدول غير ذات الغالبية الإسلامية تستعمل مكبرات الصوت لأداء الاذان للصلاة.. وبالغالب لم ينتشر استعمال ازعاج مكبرات الصوت لأداء الاذان فى مساجد القاهرة والاسكندرية ومصر عموما قرى وكفورا ونجوعا ومدنا إلا فى عهد السادات فى أواخر السبعينات مع ما يسمى الصحوة الاسلامية.

وهو ما لاحظته راشيل وأحمد وفوجئا به فى مصر بعد عودتهما لمصر وزيارتهما لمصر فى الثمانينات.. وانتشرت المكبرات بالزوايا فى التسعينات أو بدايات الألفية الجديدة والازعاج الكامل فى الشوارع الضيقة والبيوت الملاصقة لتلك الزوايا والمساجد الصغيرة تحت البيوت والعمارات التى انتشرت كموضة للتهرب من العوايد والضرائب العقارية وللاعفاء من استهلاك الكهرباء والمياه ضمن موضة أغنياء انفتاح السادات والعائدين من اعارات الخليج فى نهاية السبعينات وبداية الثمانينات واستفحلت بوضوح بعد عودة العائدين من أفغانستان فى التسعينات.. وأول الألفية الجديدة وحتى اليوم 2023 ولأجل غير معلوم.

وتحسرت راشيل وأحمد على عصر المآذن وما قبل دخول مكبرات الصوت لمساجد مصر فى السبعينات فى عهد السادات وبالتبعية بالدول العربية الأخرى على نطاق واسع..

نعود لعائشة وشلومو.. بدأ كل منهما فى اللقاء الثانى وبعدما بدا جليا على وجه شلومو ملحوظا لعائشة كم اعجابه بها اعجابا حسيا جسديا، فبدأ كل منهما فى الفضفضة والانفتاح قلبيا وروحيا وعقليا للآخر بعدما أعجبت به عائشة حسيا أولا بوجهه وصوته وجسده وثيابه، ثم أعجب بها شلومو بنفس الطريقة، وبدأت تحكى له عن حياتها فى موريتانيا مع زوجها وضيقها من ثياب بلادها ومن جنوح بلادها المتواصل نحو تطبيق الحدود والشريعة والاخوانوسلفية ثم سفرهما إلى لندن مع مرضه للعلاج وهما من أسرتين ثريتين لكن المرض زاد عليه حتى توفى وحزنت عليه كثيرا، ثم قررت الاقامة الدائمة فى لندن وعدم العودة أبدا للجو المتخلف المتعصب فى بلادها الجمهورية الاسلامية الموريتانية. بدأت عائشة تلتقى بشلومو صباحا أو عصرا أو مساء لتناول الافطار أو الغداء أو العشاء، تعددت لقاءاتهما بالكافتريات أو المطاعم والمتنزهات وكورنيش نهر التايمز وجسر البرج الشهير وجسر وستمنستر وساعة بيج بن وقصر باكنجهام وقصر وستمنستر والمتحف البريطانى الشهير وميدان بيكاديللى وحديقة هايد بارك وكاتدرائية القديس بول وميدان الطرف الأغر ومرصد جرينتش..

كلمها شلومو عن حياته منذ طفولته حتى الوقت الحاضر ولم تبتعد عنه أو تكرهه رغم علمها أنه يهودى وأنه اسرائيلى، وسرعان ما تحولت علاقتهما الرومانسية لعلاقة جنسية كاملة وكانت هى من فضت بكارته وأنهت بتوليته وكانت أول امرأة فى حياته.. واستمتع معها كثيرا فقد كانت متمرسة كثيرا فى الجنس بالغريزة لا بالخبرة فرغم أنها كمعظم العربيات والمسلمات لم تفتض بكارتها إلا مع زوجها وبعد زواجها.. إلا أنها بالغريزة وربما بالبرج كانت متمرسة وممتعة أو هكذا خيل لشلومو وازداد بالتبعية تعلقه الشديد بها وعشقه لها.. لكنها بدأت تنغص عليه حياته بعصبيتها وغيرتها اضافة إلى مطالبتها له باستمرار بالتحول للاسلام كى يتسنى لهما الزواج والانجاب.. ولكنه كان يرفض ذلك رفضا قاطعا وكان حينها يتذكر حال صديقه هارون مع زوجته القبطية كرستينا فقد أصبح فى حال شبيه جدا بحاله.. ولكن رغم الخلافات بينهما من هذه النوعية كانت علاقتهما الجنسية مشتعلة جدا ومستمرة ومع مضى الشهور وعامين على علاقتهما الجنسية والرومانسية الشديدة وتعلقهما ببعضهما تراجعت مطالباتها له بالتحول للاسلام وتقبلت الأمر الواقع وعلاقتها به كما تقبلت عدم رغبته بالزواج حاليا بها وتفضيله المساكنة الكاملة معها..

لكن مع حلول العام الثالث لهما معا مرضت عائشة بسرطان الأمعاء وعانت معه وعانى معها شلومو بحزن وألم حتى توفيت بنهاية العام الثالث لهما معا. قرر شلومو طلب النقل لسفارة اسرائيل فى باريس فرنسا ليبتعد عن ذكرياته الحزينة فى لندن. وبالفعل انتقل إلى باريس. وبعد فترة قصيرة التقى بالصومالية خديجة العذراوية مثله.. ويحبها لكنها لا تحبه وهى متزوجة لكنه لا يهتم.. ويستمر فى اغوائها حتى تضعف وتخون زوجها معه ثم تندم ..

كانت تشعر مع شلومو سواء بلقاءاتهما الرومانسية أو الجنسية بتوافق شديد ومتعة شديدة ربما لأن كلاهما من نفس البرج العذراء.. وكذلك كان شلومو يشعر بنفس التوافق اشتدت متانة علاقتهما والرباط الرومانسى والجنسى والانسانى الكامل بتنوعاته بينهما حتى بالهوايات والثقافة والعلوم وكان ذلك بعام 1989
وحين يعلم زوجها وأولادها الكبار بعلاقتها بيهودى اسرائيلى يتبرؤون منها، ويحاولون قتلها وتصاب بجروح خطيرة بسبب اعتداء زوجها وأولادها وأهله وأهلها عليها بالأسلحة البيضاء والعصى .. ويذهب بها شلومو منهارا باكيا إلى المشفى وتنجو بأعجوبة بعد عدة أشهر من الغيبوبة والعناية المركزة .. يعيشان معا فى هناء وتنجب له طفلين أسمرين مثلها يختلط فيهما جمال أبيهما وأمهما وبعد عام أو عامين من الولادة يعثر أهلها على مخبئها ويقتلونها.. فى عام 1995..

بالوقت ذاته فى 1989 أو بالأحرى قبلها بستة أعوام بدأت ثورات 1989 الممولة والمدعومة أمريكيا وفاتيكانيا وأوروبيا أو خريف الأمم تندلع فى دول أوروبا الشرقية واحدة تلو الأخرى – كما فى الثورات الملونة المزعومة والربيع العربى المزعوم – بعدما تقاعس جورباتشوف الخائن عن حماية حلف وارسو والاشتراكية والكتلة الشرقية وصرح علنا بنفض يديه من حماية الاشتراكية والكتلة الشرقية. فسقطت اشتراكية بولندا ورومانيا والمجر ويوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا التى يقيم فيها أحمد وراشيل ولمى وغريب ومنصور، ورمسيس وتحتمس، ويتفكك الاتحاد السوفيتى بعدها

1991 بعد حرب تحرير الكويت الأمريكوأوروبية المصرية الخليجية، وبعد هزيمته فى أفغانستان وانسحابه، ونفض جورباتشوف يده من دعم العراق.. وأكمل الخائن يلتسين اجهاض ثورة الجيش السوفيتى والحزب الشيوعى الحاكم وتولى رئاسة روسيا التى تقلصت مساحتها بعد انفصال واستقلال جمهورياتها السوفيتية السابقة التى كانت ضمن القيصرية الروسية حتى وانفصلت عنها مع الثورة البلشفية والهزيمة بالحرب العالمية الأولى ثم استردها ستالين بالحرب العالمية الثانية، استقلت عنها ليتوانيا ولاتفيا واستونيا دول البلطيق الثلاث، كما استقلت عن روسيا أوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وقيرغيزستان وأرمينيا وأوكرانيا وبيلاروسيا أو روسيا البيضاء وكازاخستان وأذربيجان وجورجيا ومولدوفا.

وسقطت الصومال الاشتراكية بالانقلاب على سياد برى وتحولت لدولة ارهابية دينية فاشلة اخوانوسلفية ويسقط اليمن الجنوبى ويتحد بدولة سعودية منقبة محجبة اخوانوسلفية باليمن الشمالى بقيادة على عبد الله صالح .. وتسقط أفغانستان الديمقراطية الاشتراكية بيد طالبان والقاعدة 1993 لتصبح امارة اخوانوسلفية دينية ارهابية فاشلة ظلامية .. الخ من ما يعاصره أحمد وراشيل ويحزنان لأجله ..

وتتفكك يوغوسلافيا وتندلع فيها الحرب الطاحنة الطائفية التى توقدها الجماعات الاخوانوسلفية العائدة من أفغانستان وممالك الخليج لدعم انفصال البوسنة والهرسك عن يوغوسلافيا ودعم الغرب ذلك ناتو وأوروبا وأمريكا حتى تمزقت يوغوسلافيا شر ممزق واعتبروا رئيس يوغوسلافيا ثم صربيا ميلوسوفيتش مجرما ضد الانسانية وسفاحا.. وتفككت تشيكوسلوفاكيا بشكل سلمى دون حرب لجمهوريتى التشيك أو تشيكيا وسلوفاكيا .. وصارت براغ عاصمة تشيكيا وبراتيسلافا عاصمة سلوفاكيا 1993 – هما عاصمتان لهما فى اتحاد تشيكوسلوفاكيا أصلا لكن براغ كانت عاصمة اتحاد الجمهوريتين - ..

بقى أحمد وراشيل فى براغ قليلا ثم غادراها إلى القاهرة مصر ليقيما فيها بشكل نهائى بقية عمريهما.. هما ومعهما لمى ورمسيس وتحتمس اللذان يكبران ولديهما الجنسية التشيكية والجنسية السلوفاكية معا كازدواج جنسية والحقوق الأوروبية الكاملة للمواطن من دول الاتحاد الأوروبى والمنطقة الاقتصادية الأوروبية والتى تكاملت مع انضمام سلوفاكيا للاتحاد الأوروبى 2001 وتشيكيا 2004 .. ويضيق رمسيس وتحتمس بالكبت الدينى والجنسى والفكرى فى مصر وانتشار الحجاب والنقاب والضحالة الثقافية الشديدة فى مصر لولا موسوعية وثقافة والديهما أحمد وراشيل ورعاية أمهما بالتبنى لمى السورية العلوية، حتى يبلغان الثامنة عشرة من عمريهما 2004 ..

وبمرور هذه الأعوام والدخول بالألفية الثالثة والقرن الحادى والعشرين والتطور السريع للانترنت والحواسيب الديسكتوب 2006 مثلا والهواتف المحمولة الصغيرة غير الذكية فى أواخر التسعينات ثم الهواتف المحمولة الذكية 2008 ثم الحواسيب المحمولة اللابتوبات 2010 والتابلتات 2010، ودخول الانترنت فائق السرعة الإيه دى إس إل إلى منازل مصر 2004 وما بعدها، وظهور الهاتف المحمول بشاشة اللمس 2008 فى مصر، سهل ذلك على أحمد وراشيل الاطمئنان صوتا وصورة بالديسكتوب ثم باللابتوب والمحمول الذكى باستمرار على أولادهما جبريللا وجيوفانى وتسيبوراه وشلومو الذين خارج مصر وليسوا معهما مثل رمسيس وتحتمس..

وكان الأربعة يأتون للاقامة وزيارة أحمد وراشيل فى مصر شهرا كل عام. كما فرح رمسيس وتحتمس بالانترنت فائق السرعة الذى جعلهما يتزودان بالمعلومات من الويكبيديا التى بدأت 2001 ومن باحث جوجل 2000 ومن شبكة الانترنت العالمية عن كل شئ وعن القيم الأوروبية التى لطالما ربوهما عليها أحمد وراشيل ولمى وقصا لهما عنها وعن العلمانية والتنوير والتسامح والسلام والمحبة والحريات الجنسية والدينية والابداعية والفكرية الكاملة..

أما تحتمس ورمسيس فقد جاءتهما بعثة للولايات المتحدة رغم حزن راشيل وأحمد من بعدهما عنهما فقرر تحتمس البقاء معهما فى مصر وذهب رمسيس وحده فى البعثة 2005 .. ومن الأساس كان أول تعرف تحتمس على امرأة وفض بتوليته على يد فتاة عراقية بكر مراهقة هاربة من جحيم العراق بعد مارس 2003 تدعى سعاد.. وبدآ علاقة حب رومانسية وجنسية جيرلفريندية بويفريندية.. كما كان الربيع العربى الارهابى وصدمته على تحتمس المؤمن بالناصرية والعلمانية والحريات الكاملة والاشتراكية والمحب للقذافى والاسد وبن على كبيرة مع صعود الاخوانية والسلفية وتطبيق الحدود الوحشية ومع رفضه لها وللحجاب والنقاب والتكفير والفكر الاخوانوسلفى وما ورد فى اعلام واقزام فى ميزان الاسلام من قرف وتهجمهم على الصوفية والشيعة والعلوية والدروز وعلى الاديان الاخرى حتى البهائية وعلى العلمانية والاشتراكية.. واستخدامه للفيسبوك الذى انتشر منذ 2008 وتعرفه بلادينيين وعلمانيين مصريين وعرب تطور فكر تحتمس وتنور أكثر وتعلمن أكثر وكان حزينا على خراب ليبيا واغتيال القذافى البطل على يد الاخوانوسلفيين الارهابيين ومحاولة اخونة ومسلفة سوريا الاسد على يد داعش والجيش الاخوانى الحر وتركيا اردوغان واوباما وقطر وال سعود واخونة ومسلفة تركيا الاتاتوركية وتونس البورقيبية البن علية ورفع حظر الحجاب فيهما ..

أما رمسيس فتعرف فى أمريكا على أمريكية شقراء مراهقة رقيقة ثرية تدعى أماندا ليليث إيف – اسم مركب - واستمتع بالتجوال معها فى بلدات ريف أمريكا وأجواءها وغاباتها وولاياتها..