الفاجر والضوء الاخضر

Story Info
The Libertine and the Green Light.
6.3k words
0
42
00
Story does not have any tags
Share this Story

Font Size

Default Font Size

Font Spacing

Default Font Spacing

Font Face

Default Font Face

Reading Theme

Default Theme (White)
You need to Log In or Sign Up to have your customization saved in your Literotica profile.
PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

الفاجر والضوء الاخضر

نهضت سامية من فراشها وهى تقبل خد زوجها مدحت الذى لا يزال ناعسا فى هذا الصباح البارد من شهر ديسمبر. كان اليوم السبت. ومدحت والولد والبنت فى اجازة من العمل ومن المدارس. انزلت سامية قدميها من على جانب السرير وعدلت قميص نومها المصرى البيتى الطويل، وهى ترتدى شبشبها الصغير، وتتحرك بسرعة خارجة من غرفة النوم صوب الحمام لتلبى نداء الطبيعة. فلما انهت حاجتها من الحمام توجهت عبر الردهة الطويلة الى حجرة الاولاد ياسر ونيفين. كان ياسر فى الصف الاول الاعدادى بينما كانت اخته نيفين فى الصف الثانى الاعدادى. اقتربت من فراشيهما وقبلت ياسر ثم انحنت لتقبل خد نيفين. ولتحكم الغطاء عليهما. وتجس جبينيهما بيدها خوفا من الحمى.

خرجت الى الصالة الواسعة وفتحت الشيش والنافذة واغلقت الزجاج. وهى تتأمل المكان المحيط ونور الصباح الابيض الشاحب يتسلل متكاسلا خافتا الى داخل الشقة ويضئ بهدوء البيوت المجاورة والشوارع. قررت الا توقظ الطفلين او زوجها الان. فليرتاحوا اليوم قليلا من عناء العمل والمدرسة ولتنعم هى قليلا بالهدوء وشئ من الوحدة. اعدت لنفسها كوبا من الشاى باللبن. وجلست تتناوله مع بعض الكيك والصوابع. كانت طباخة ماهرة لحسن حظ الطفلين والزوج. كذلك كانت خياطة وتهتم بشؤون منزلها جدا. ولا تحتقر واجبات الزوجة كما تفعل بعض بنات جيل 2017. اخذت تستمع الى هديل اليمام الرائع الذى تعشقه. وهى ترتشف الشاى باللبن الساخن. لم تستطع البقاء وحدها طويلا، فنهضت توقظ حبيبها وزوجها مدحت الذى تزوجته منذ 15 عاما. وتنوى البقاء معه حتى عيد زواجهما الفضى والذهبى والماسى والمئوى إذا أمكن. إنه حب حياتها الذى لا تنوى هى ولا هو التخلى عنه. وتحسست دبلتها الذهبية المكتوب حفرا بداخلها اسمه وتاريخ زواجهما. بحنان. ونزلت بشفتيها تقبل الدبلة. كان عيد ميلادها وعيد زواجها يقتربان مع اقتراب شهر يناير المبارك. فى هذا الشهر الفضيل والمعظم ولدت حبيبة مدحت ومعشوقته وسويتهارته وجيرلفرينده ومساكنته وزوجته وإلهته ونبيته وسوبرهيروينه. وفى هذا الشهر الكريم أيضا تم زواجهما عقدا وزفافا. دخلت غرفة نومهما، واخذت تهز مدحت برفق وتغرق وجهه بالقبلات الامومية النشوانة وهى تقول "صباح الفل على عيونك يا حبيبى. قوم بقى يا دوحة. مش عايزة اقعد لوحدى. قوم النهار طلع. عشان اعملك الفطار وكمان اعمل للولاد لقمة ياكلوها. يلا يا روحى". تململ مدحت ثم فتح عينيه وابتسم لسامية. "صباح النور على سمسمة حياتى. ازيك النهارده يا قلبى". "كويسة مادام انت كويس." نهض مدحت ليلبى نداء الطبيعة. وجلس جوار زوجته. التى ذهبت لتوقظ الولد والبنت. وبدأت اصواتهما الطفولية الرفيعة تملأ المكان وتملأ البيت بالنشاط والحياة. كان الولد مدللا جدا وانتقائيا فى طعامه، ويحب المعلبات بينما كانت البنت مثل ابيها وامها تحب الطبيخ المصرى وطعام والدتها. اشتاقت الفتاة مثلا للمسقعة على الصبح كده. بينما طلب الولد فول مدمس من يد امه. تناولوا الفول المدمس ماعدا البنت، نهضت امها لتسخن لها كيس مسقعة جاهز ومطبوخ من الديب فريزر. كانت امراة مدبرة جدا. وتعلم عادات اولادها وزوجها لذلك لم تترك مجالا للصدفة او التاخير فى الطعام، خصوصا وان لديها ديب فريزر تستطيع تخزين الاطعمة المختلفة لشهور فيه. جلست سامية اخيرا الى المائدة وقد جلبت معها الصوانى واطباق الفول والبصل والليمون والسكاكين والملاعق، وطبق المسقعة الساخن قربته مع رغيف خبز بلدى مصرى من ابنتها نيفين التى التهمته بلهفة وشراهة. بينما تناول ياسر سندويتشات الفول البلدى والفينو ايضا كالامراء بتافف واضح. وتناولت امه وابوه بالبصل الاخضر الفول بلقم اذن القطة الشهيرة بشكل عشوائى ومصرى شعبى تماما. نظرت سامية فى الساعة المعلقة على الحائط امامها. كانت التاسعة صباحا. وشردت فى النتيجة امامها بتقاويمها الميلادى والقبطى والهجرى، اخذ زوجها يتحدث عن هموم العمل ومواقفه حتى جاء على ذكر حدث جديد يشغله. قال لزوجته "المدير القديم الطيب مشى يا سمسمة.. وفيه مدير جديد جاى بكرة.. ياترى هيكون طيب وابن حلال زى الاولانى ولا يا ترى ..." قالت سامية "متشغلش بالك يا حبيبى.. ان شاء الـله يكون ابن حلال"... قال "بس دول بيقولوا عنه كلام مش حلو".. قالت سامية "يا دوحة دى تلاقيها كلها اشاعات .. انت مش عارف الناس وكلامها .. تلاقى الناس زعلانة ان المدير الطيب مشى وخايفين من الجديد"... قال "ياريت يكون زى ما بتقولى يا سامية"... قالت له" ان شاء الـله هيكون كده زى ما باقولك وابقى قول سامية قالت"... سألها ياسر "يا ماما عاملة ايه فى الغدا ؟"... قالت "صينية بطاطس فى الفرن يا حبيبى اللى انت بتحبها".. ضحك مدحت وقال "وانا كمان بحبها مووت" ضحكت سامية وقالت "عارفة يا روحى امال انا عملاها ليه مش عشان خاطر عيونك".. قال ياسر "وانا يا ست ماما مش عشان خاطر عيونى".. قالت "وانت كمان يا حبيبى انا ليا مين غيركم".. قالت نيفين وهى تلتقم المسقعة "ربـنا يخليكى لنا يا احلى ماما"...

الفصل الثانى

فى الصباح التالى نهض مدحت مستعجلا وارتدى بذلته وكرافتته بسرعة ساعدته سامية فى ارتدائها.. وارتدى حذاءه الاسود اللامع وانصرف وهو يقبل سامية.. والبست اولادها ملابس المدرسة سريعا.. بلوزة وجيبة نيفين وحجابها.. وقميص وبنطلون ياسر.. وصنعت له الفينو باللانشون وبالبلوبيف كما طلب مع بعض الطرشى ليمونة وبصلة ولفتة وخيارة. اما نيفين فاعطتها كيس من الكشرى المصرى غير كشرى العدس الاصفر.. ايضا حسب طلب البنت.. ثم ودعتهم جميعا الى اعمالهم.

اخذت ترتب المنزل وتنزع الملاءات من اجل الغسيل وتنظف السجاد بالمكنسة وتنفض الستائر ، كانت نشيطة فى بيتها كالنحلة... ثم جلست تحتسى كوب الشاى باللبن ومعها الصوابع الباتون ساليه وهى تستمع الى اذاعة القرآن الكريم ثم تشاهد قناة الحياة والناس.. وتقلب فى قنوات الطبخ والمسلسلات... اخذت تدلك قدميها وساقيها وقد شعرت ببعض التعب جراء الجهد بالمنزل .. كانت تفكر فى الخروج للتسوق ولكن اجلت الامر ليوم اخر لتعلم طلبات مدحت والاولاد بشكل افضل ..

فى عصر هذا اليوم عاد مدحت متجهما ومهموما.. سألته سامية "مالك خير كفى الـله الشر".. قال "هييجى منين الخير يا سمسمة.. الراجل تصرفاته غريبة" قالت" ضايقك او شتمك ؟" قال "لا" قالت" طب امال ايه بس"... قال "مش عارف مش مرتاح له".. قالت"يا شيخ ابعد الوساوس والافكار السودا عن راسك انت على طول متشائم كده".. قال "وشوفى يا ستى بعدما رحب بينا كلنا .. طلب مننا نحضر حفلة فى بيته بمناسبة تعيينه مدير الشركة الجديد.. احنا وعائلاتنا يعنى انتى والولاد كمان .. طلب نروح له السبت اللى بعد الجاى.

قالت طب وماله يا مدحت. ايه المشكلة يعنى. قال. ايه المشكلة ؟ يا سامية عمر ماحد عملها قبله. المديرين دايما بيحطوا حواجز بينهم وبين الموظفين اللى عندهم. قالت. طب ما ده يطمنك مش يخوفك معناه انه راجل مودرن ويمكن اطيب من اللى قبله ياربت تشيل الافكار السودا من بالك يا مدحت. اعملك الغدا ؟ قال لها. الولاد جم من المدرسة ؟ قالت. من بدرى. ومستنيينك عشان نتغدى مع بعض. قال. عاملة لنا ايه النهارده. قالت. عاملة قلقاس بالخضرة ورز وكمان محشى ورق عنب يا متعبين انتم هههههه. ياسر راسه والف سيف ياكل ورق عنب من ايدى يا سيدى. اخر العنقود سكر معقود بقى. يلا بينا. ومتشيلش فى قلبك بقى صحتك بالدنيا تبات نار وتصبح رماد. بالمناسبة الولاد عايزين يتفسحوا فى وسط البلد والمعادى وحلوان يا سى مدحت من ساعة ما عودتهم على الفسح وهما متنمردين علينا وعايزين يتفسحوا عالنيل وفى القاهرة كلها. حريقة مصاريف. قال لها. وماله مش ولادنا. خليهم يفرحوا ويتبسطوا. دول حياتنا ورسالتنا. قبل ما تقرفهم الدنيا لما يكبروا من بعدنا. قالت له. بعد الشر عنك يا حبيبى. ونهضت سامية تغرف القلقاس المكعبات بالخضرة وصلصة السلق فى طبق ستانلس عميق متوسط. وغرفت الارز وتصاعد الدخان منه فى اطباق ستانلس ستيل مسطحة. ووضعت الملاعق بفن على راس كل طبق. ووضعت اصابع محشى ورق العنب فى طبق اخر وجواره اطباق صغيرة من سلطة الطماطم والخيار والبصل. وسلطة الطحينة ايضا. وقطع اللحم المكس المسلوقة وضعت بعضها فى كل طبق. ماعدا طبق ياسر فقد كان لا يحب اللحم المكعبات. يفضله مفروما وحده وليس مع الطبيخ او المحشى. كثيرا ما كانت سامية تلح عليه ان يجرب اللحم القطع او الفراخ الكاملة لكنه كان يشعر بالغثيان والاشمئزاز. عجيب امره. جلس الاربعة الى المائدة وبداوا يتناولون الغداء. وفتحت سامية قناة ميلودى كلاسيك ليشاهدوا بعض افلام الابيض والاسود المصرية. فيلم العريس يصل غدا.

الفصل الثالث

غطت سامية ياسر وقد راح فى نوم عميق بعدما تناول عشاءه المفضل من الجبنة البيضاء الاسطنبولى والحلاوة الطحينية التى يعشقها موووت والمربى والزبادى. وذهبت لتغلق شيشات النوافذ بالغرفة والغرف الاخرى والصالة. وهى تتامل قبل الاغلاق مصابيح الكهرباء الحكومية ذات الضوء الاصفر وتتامل النجوم فى السماء كوكبة الدب الاكبر.. وتشعر بحضور اوروبا وامريكا فى السماء فى تلك اللحظة.. شعور غريب لديها عادة. ويعجبها.

ذهبت لتنام بقميص نومها الازرق السماوى الذى يهواه مدحت ونامت الى جواره فوجدته مستيقظا. وما ان راى عليها ثوبه المفضل كاخيه قميصها الاخضر القوى. حتى نزل على وجهها تقبيلا. ودفن وجهه فى شعرها كعادته. ضحكت من لهفته وحبه لها. ومنحته قبلات محمومة مثل قبلاته وقد فتحت عينيها تتفحص كل شبر فى وجهه. استلقت على ظهرها. وصعد فوقها بسرعة. ليرفع قميصها لاعلى كاشفا ساقيها وفخذيها والبانتيز وينزعه لاسفل عن كتفيها. ثم يبعد البانتيز جانبا او ينزله ويخلعه عنها تماما. ويسرع منزلا بنطلون بيجامته الشتوية ويدس زبره فى كسها. ويسحق جسدها بشدة تحته. وهو يلتقم نهدها الكبير الطبيعى فى فمه بجنون. استمر يمارس الحب معها طلوعا ونزولا دخولا وخروجا لنصف ساعة. حتى بلغت قمة نشوتها عدة مرات. ثم ملا اعماقها بحليبه وهو يمتص لسانها داخل فمه ويتصارع معه كمباريات السيوف بلسانه. ظل بداخلها لنصف ساعة اخرى يتبادلان القبلات والنظرات العاشقة والهمسات. ثم اخرج نفسه منها لاهثا واعتذر لها قائلا وهى يستلقى الى جوارها. اسف يا سمسمة نسيت المرة دى من لهفتى عليكى انوع فى الاوضاع زى عادتنا .. قالت. ولا يهمك يا روحى. انا استمتعت جدا.احنا طول حياتنا مع بعض بننوع مش هيجرا حاجة لما نغير نظامنا المرة دى. والـله استمتعت جدا.

الفصل الرابع

توالت الايام سراعا تقترب بالاسرة السعيدة الهادئة من موعد حفلة المدير احمد. كان احمد اعزب. لم يتزوج قط. وكان غامضا يتناقل الموظفون والموظفات عنه اشاعات كالاساطير. مثل انه نسونجى زير نساء قديم رغم صغر سنه. او انه كبير السن لكن علاقاته مع الصغيرات والعذارى اعادت له شبابه. او انه اكسموزلم اند كونفرتوكرستيانيتى. او انه سكيولارى و اثيست كما ذكرنا من قبل. كان الموظفون يتساءلون عن سر عزوفه الغريب عن الزواج رغم وسامته واشاعات غناه وثرائه. كانوا فضوليين وفضوليات ليحضروا حفله المنزلى. كان مثقفا وقارئا. واشاع الموظفون عنه ايضا انه يخفى سلسلة بكروس فى عنقه تحت ملابسه. او انه يخفى نسخة من الهولى بايبل فى احد ادراج مكتبه لا يفارقه ابدا. اشاعوا عنه ايضا ان امه يهودية مصرية هاجرت الى اسرائيل فى الخمسينات وانجبته فى سن متاخرة ثم انقطع طمثها بعد ولادتها له باسابيع قليلة. اشاعوا عنه ايضا انه مصاص دماء يعشق ددمم الفتيات الطفلات فى اعمار 12 عاما مثلا. وكانت وسامته الشديدة والشعيرات البيضاء فى فوديه رغم نضارة وجهه وشائعات صغر سنه تثير الخوف فى قلوب موظفاته قبل موظفيه.

وبينما سرح الموظفون وزوجاتهم والموظفات وازواجهن فى هذا اللقاء المرتقب الغريب الاول من نوعه فى تاريخ الشركة. لم تكن سامية تكترث كثيرا بهذا اللقاء. ربما لانها لم تر احمد هذا ولا وصفه لها زوجها. ولعلها ايضا لو راته لن تكترث به. كانت من برج الجدى. مخلصة لزوجها واولادها جدا وتراهم كل حياتها. ومثل هذا النوع من النساء لا يمكن ان يخون او يدع شهوته تدفع به الى خيانة اسرته. كانت باردة جدا مع اى رجل سوى زوجها. كأنما قلبها قد من صخر صوان. لذلك فمثل احمد لن يكون له اى اثر عليها سواء بالخوف او الاشتهاء. ومثل هذا النوع يثير جنون احمد. هو لا يحب السهلة ابدا. او على الاقل لا يبقى معها طويلا. هو يعشق الصعبة والصعبة جدا ايضا. يحب الاصطياد للفريسة المشاكسة والمعاندة وصلبة الراس. سيعلم حين يلقاها انه لم يلتق بمثلها من قبل .. كل من التقاهن سهلات .. لم يلتق بجديية من قبل بكل عنادها وصلابة راسها وتسلطها ..

وبينما يفكر الموظفون والموظفات فى اللقاء المرتقب كانت سامية مشغولة فى نزهة الاولاد ومدحت السبت قبل سبت اللقاء. استمتعوا بالتمشى فى شوارع طلعت حرب ووسط البلد. وانتهى بهم المطاف الى المعادى وكورنيشها واحدى كافتيرياتها

ذهبوا ايضا لزيارة متحف الشمع وامضوا بقية يومهم فى الحديقة اليابانية. كان يوما شتويا جميلا. بث مزيدا من السعادة والتقارب والطمانينة فى نفوس سامية ومدحت وياسر ونيفين. وانسى مدحت قلقه وخوفه من المدير الجديد وحفله المرتقب.

سار بقية الاسبوع برتابته المعهودة دون مشاكل او احداث تذكر. حتى جاء اليوم الموعود يوم السبت 30 ديسمبر اى قبل السبت التالى الموافق 6 يناير عيد ميلاد سامية. والثلاثاء 9 يناير عيد زواجهما السادس عشر.

الفصل الخامس

كان بود احمد ان يشترط عليهن وعلى ازواجهن اى على الموظفات او زوجات الموظفين ان يرتدين سواريهات طويلة بحمالات ومفتوحة من جانب الساق. لكن لم يتمكن من ذلك لسببين اولهما هو انتشار التوجه المحافظ فى البلاد مما يتعذر معه السفور وانكشاف الشعر فما بالك بالسواريهات والكعوب العالية والملابس الغربية العصرية موضة 2017 مثلا او حتى موضات الستينات والاربعينات والخمسينات والتصفيفات.

حضر الموظفون وزوجاتهم والموظفات وازواجهن الى الحفل الليلى الراقص الذى اقامه احمد بمنزله او بالاحرى قصره المنيف. وقامت سامية ومدحت بترك الاولاد وحدهما بالمنزل ولكن استدعيا جدة الاولاد ام سامية لتعتنى بهما. وكذلك فعل بقية الموظفين والموظفات المتزوجات اما العزاب فلم تكن لديهم تلك المشكلة بالطبع. انبهر الموظفون والموظفات بقصر احمد الملئ بالتماثيل واللوحات الرومانية العارية الجميلة تقليدا لتحف من عصر النهضة .. كان قصرا واسعا وله حديقة يشبه قصور افلام الاربعينات المصرية. ولم يكن الحضور يقتصر على موظفى شركة احمد ولكن تعداهم ايضا الى رجال اعمال ومسؤولين مهمين وزوجاتهم يعرفهم احمد. رحب احمد بالجميع وكان هناك جرسونات وموائد ذات اباجورات صغيرة وحتى منصة مسرح وموسيقيين وراقصة شرقية كلاسيكية كأنهم فى كباريه لا فى منزل. وايضا ساحة للرقص السلو رقص الكابلز. وكان البون شاسعا بين سواريهات وبذلات رجال الاعمال والمسؤولين من جهة وملابس الموظفين وعائلاتهم من جهة اخرى.

كان احمد فى ركن قصى منعزل لا يراه احد. اخذ منه يتامل المدعوين والحضور جميعا. خصوصا النساء. كل حركة وسكنة كان يراقبها. كان يتفرس فى النساء وملابسهن. كان يتفحص شعورهن ووجوههن وردات افعالهن واحذيتهن وملابسهن وحركات ايديهن وشفاههن وكلماتهن واصواتهن. كذلك كان ينهض ليتجول بين الحضور بعيون ثاقبة يتشرب مشاعره تجاه كل امراة على حدة ويستبعد وينتقى. دعاهم للرقص واخذ يراقب كل امراة فى رقصها مع زوجها ونظراتها. دعاهم للعشاء ولتناول كاس من النبيذ الابيض او الاحمر او الويسكى او التيكيلا او الفودكا او ما يطيب لهم من المشروبات الغازية او الساخنة او الروحية. واخذ يتامل طريقة النساء فى الاكل... لم تعجبه ايا منهن .. جميعهن اشعرهن بالاشمئزاز والتقزز من كل شئ فيهن .. كلما انتقل بنظره من امراة الى اخرى ازداد ياسا واحباطا وضيقا وتقززا حتى اوشك على الياس تماما ثم لاحت امامه سامية فجاة .. وتغير كل شئ.. نظراتها.. ضحكاتها .. حركات يديها وقدميها .. حذاؤها .. صوتها .. ابتساماتها .. وجهها وملامحه وتعبيراته .. بياضها المشرب بالحمرة .. خجلها وبكارتها العجيبة .. قال فى نفسه هذه المراة لا يمكن ان تكون متزوجة .. فيها ملائكية وبراءة العذارى وبنات البنوت .. لكن هذا زوجها بالتاكيد ويبدو انهما سعداء للغاية ومكتفيان بانفسهما .. فماذا اذن .. اهااا.. هذه المراة لم تعرف رجلا قبل زوجها هذا .. كانت ولا تزال عفيفة جدا .. زوجها هو اول واخر رجل فى حياتها .. على الاقل حتى الان .. انها تحدى .. تحدى حقيقى امامى .. هذا الرجل هو من افتض بكارتها هو ابو عذرتها وساكون الرجل الثانى فى حياتها .. سيكون زبرى الزبر الثانى فى حياتها .. كم لها يا ترى متزوجة من هذا الرجل .. كلما كان الرباط اعتق واقدم كلما كان اوثق واشد وكلما كان هتكه الذ واشهى .. وهذه المراة بفراستى التى لا تخيب وحاستى السادسة التى لا تخطئ هى امراة وفية جدا وامراة عائلة ربة منزل ولها عيال ومن المستحيل فصلها عن زوجها او اغراءها باى شئ .. اذن فليكن اللعب والضغط على زوجها وتهديدها به .. زوجها هو كل حياتها ومن هنا يمكن كسر ارادتها وانفها وشموخها الغريب هذا ..

استفاق احمد من شروده وافكاره تجاه المراة الغريبة سامية التى لا يعلم حتى اسمها وهل هى موظفة عنده ام زوجة موظف .. قرر قطع الشك باليقين والتاكد من تخميناته واحاسيسه ونظرياته بان يذهب الى مائدتهما ويتعرف بهما

رات سامية رجلا اشيب الفودين انيق الملابس يرتدى بذلة سهرة سوداء ذات ياقات ساتان سوداء لامعة. يقترب من مائدتها هى ومدحت. وحين راه مدحت وقد اصبح عند حافة المائدة نهض فورا وقال. اهلا يا سعادة البيه. ده سعادة المدير يا سامية. نهضت سامية فورا وتحول وجهها الجدى المتحفظ الى البشاشة والحرارة وهى تصافح احمد. قال مدحت. سامية مراتى يا فندم. قال احمد. اهلا وسهلا يا سمسمة. تجهمت سامية فورا ونظرت الى مدحت. قال احمد. مالها المدام زعلت لما دلعتها. انا اسف يا ستى ان كنت ضايقتك. قال مدحت بسرعة. لا يا فندم. مفيش حاجة. هى بس حنبلية حبتين ومش بتحب حد غريب يدلعها. معلش يا فندم. قالت سامية لاحمد. لو سمحت نادينى مدام سامية. مش باى اسم تانى. ممكن ؟ ضحك احمد وقال. ماشى يا مدام سامية. وجلس على الكرسى الثالث الاضافى جوار المائدة. واشار لهما فجلسا. وقد توهج وجه سامية بالغضب والجدية مرة اخرى. وجه احمد كلامه لمدحت المبتسم والمحرج من تصرف زوجته وفى الوقت نفسه مغتاظ من وقاحة احمد فى تدليل زوجته هكذا. وموافق فى قرارة نفسه على تصرف سامية. قال احمد. وعندكم اولاد يا مدحت ؟. تذكره احمد وتذكر اسمه الان فقط. قال مدحت. ولد وبنت يا فندم. قال. واسمهم ايه ؟ قال. نيفين وياسر. قال. فى سنة كام. واخبره مدحت. اخذ يتجاذب اطراف الحديث مع مدحت متجاهلا سامية مما اثار غيظها وان لم تظهر له ذلك وحافظت على وجهها البارد المتحفظ الجدى المنعدم المشاعر. واخيرا سالها احمد. مدام سامية وانتى خريجة كلية ايه ؟ قالت. اداب قسم تاريخ. سالها. دفعة كام. اخبرته. قال. تعرفى يا مدام سامية ان شكلك بنت بنوت. اللى يشوفك ميقولش انك عندك ولدين ومتجوزة. الا صحيح انتم متجوزين من كام سنة. قال مدحت حين لم ترد سامية. 15 سنة يا فندم وقريب هنحتفل بعيد جوازنا الستاشر. قال احمد. مبروك مقدما. خمستاشر سنة ؟!! ياااه ده عمر. مين يطيق يعيش مع حد وشه فى وشه المدة دى كلها. الـله يكون فى عونكم. عن اذنكم. كان احمد يضحك فى سره وهو يرى سامية تتميز من الغيظ والغضب المكتوم. وتحاول التحكم فى نفسها وعصبيتها لئلا تتسبب فى فصل زوجها او ايذائه فى عمله.

ابتعد احمد عنهما. وقد قرر فى نفسه امرا.

فى الصباح التالى استدعى احمد مدحت الى مكتبه. وبدا يوبخه على تاخر الملفات عنده وتعطل عجلة العمل ومصالح الشركة بسببه. وقام بلفت نظره فى ملفه وخصم عشرة ايام منه. منذ ذلك الصباح ولمدة ثلاثة اسابيع متتالية كال احمد الاهانات لمدحت ومارس عليه اشد الضغوط. مما اثر على هدوء منزل مدحت واسرته واخرج عصبيته على سامية واولاده مما صدمهم.. حتى جاء يوم فقد مدحت فيه اعصابه على احمد ولكمه فى وجهه فى حضور موظفى الشركة. طبعا تم عمل محضر لمدحت واحيل للنيابة الادارية ولاح امامه وامام اسرته شبح الفصل من عمله وجوع وتشرد العائلة.

فى اليوم التالى طرق مدحت باب المدير احمد. واخذ يستعطفه ويتذلل له ويعتذر واحمد يمعن فى اذلاله ثم طرده فى النهاية من مكتبه. بقى مدحت فى منزله وقد انطبقت السماء عليه والارض .. طوال اسبوع قتله الهم والغم والتفكير هو وزوجته وانطبع حالهما على الاولاد وتحصيلهما الدراسى. حتى جاءه احد زملائه بالعمل ويدعى طارق. استقبله مدحت بحرارة. وبعد السؤال عن الحال. قال طارق لمدحت. ليه متحاولش تستعطف الاستاذ احمد. ده راجل طيب وقلبه كبير وممكن بكلمتين حلوين يسامحك. قال مدحت. والـله حاولت يا طارق بس طردنى. قال طارق يتصنع الجهل. امتى حصل الكلام ده. حكى له مدحت ولكنه لم يصدقه. قال له. طب بفرض كلامك صح. معلش اعصر على نفسك لمونة وحاول مرة تانية. جرب بس مش هتخسر حاجة. تحب اساله لك او استاذنه عشان تزوره فى بيته. بلاش المكتب عشان يمكن جو العمل متوتر. خلينا المرة دى نجرب البيت عنده. ايه رايك. فكر مدحت قليلا وقد طالت لحيته وبدا على عينيه سواد السهر والهم. ثم قال له. ماشى مش هنخسر حاجة. استاذنه لى.

فى اليوم التالى اتصل طارق بمدحت هاتفيا واخبره ان احمد سمح له بزيارته ولقائه بمنزله الليلة فى الثامنة مساء.

وبالفعل حلق مدحت لحيته واستحم وغسل شعره ليبدو بمظهره النظيف المعتاد. وذهب لزيارة احمد. استقبله احمد فى قصره المنيف ورحب به. وسمح له بالجلوس وهو يربت على ظهر قطته السيامية الجميلة افروديت. اخذ مدحت يستعطفه مرة اخرى وانحنى حتى ليقبل يديه وحذاءه. تركه احمد يفعل ذلك ولم يمنعه. ثم قال له بعدما تاكد من حيرته وياسه المطبق. انا موافق انى اتنازل عن المحضر واسحب الشكوى من النيابة الادارية. بس بشرط. يمكن يكون الشرط صعب عليك شوية. قال مدحت. اشرط يا فندم. اوامرك منفذة. قال احمد. مراتك سامية عايزك تجيبهالى هنا وتسيبها تعيش معايا لمدة شهر. وانا متكفل خلال الشهر بمصاريفك ومصاريف اولادك وهاجيبلك خدامة بريمو كمان يا مدحت. وفوق كده هاحط نصف مليون جنيه فى حسابها. وهى حرة بقى تقسمها عليكم انت وولادها حبايبى دول. تعرف انى شفتهم امبارح وهما راجعين من المدرسة. ياختى ملايكة صحيح. حلوين زى امهم. قال مدحت وهو يندفع ليلكم احمد الذى غطى وجهه منه. يا ندل يا جبان يا ابن الوسخة. انت مجنون ولا مريض. فاكرنى ديوث ولا ايه. قطع لسانك. وبصق على الارض. قال له احمد. طيب اتفضل بره بقى قبل ما ابلغ البوليس عنك انك جاى تتهجم عليا فى بيتى. واعمل حسابك قرار فصلك عندى وهامضيه النهارده ودلوقتى حالا. انصرف مدحت يحر اذيال الخيبة. ثم توقف عند باب السراى الحديدى. وعاد بخطوات متثاقلة ولاحت ابتسامة ظافرة على وجه احمد. قال مدحت. طب يا فندم ممكن تدينى فرصة. بلاش تمضى قرار الفصل دلوقتى. ادينى اسبوع بس اكلم سامية واشوف رايها. وهى وقرارها. ابتسم احمد وقال. ماشى. عشان قلبى الكبير. وعشان خاطر سمسمة. ابتلع مدحت غيرته وغيظه وانصرف.

الفصل السادس

ايه اللى بتقوله ده. ايه الكلام ده. انت مجنون ولا ايه. طب هو مجنون المفروض تكون انت عاقل. دانا مراتك حبيبتك يا مدحت. ازاى عايز تعمل فيا كده. ازاى توافقه على جنانه ده. دانت راجلى اللى بتحامى فيه جوزى وابو عيالى اللى بحس فى وجوده بالامان من الزمن ومن الناس ووسط الديابة. ازاى توافقه على كده. وكمان تقوله هاسالها واشوف رايها. طبعا مش موافقة. ده راجل وسخ صحيح. قال مدحت. واضح انه عينه عليكى ودخلتى مزاجه من يوم ما شافك فى الحفلة. قالت. كانت حفلة سودا. كانت ليلة سودا ومهببة. احنا ايه اللى خلانا نروح الحفل الشوم دى. قال مدحت. مش وقته الكلام ده يا سامية. لازم نفكر بعقلك. قالت له. عقل؟؟ انت بتقول عقل. عقل ايه يا راجل انت. ولا انت مش راجل ولا ايه بالضبط. قال لها. من غير غلط يا سامية. انا كنت ماسك نفسى عنه بالعافية وكنت على وشك ادبحه دبح فى بيته. بس فكرت فيكى وفى ولادنا. ولادنا هيتشردوا وانا هادخل السجن وانتى هتتبهدلى من بعدى. دلوقتى انا حكيت لك عن الموضوع كله ولو مانفذناش طلباته هنجوع والولاد هيتشردوا. قالت. نجوع؟؟ مانجوع يا اخى بس نعيش ونفضل بشرفنا. ربـنا مبينساش حد ومحدش بيموت م الجوع. وابواب الرزق كتيرة. قال مدحت. فين ابواب الرزق دى خليكى واقعية شوية يا سامية وعموما انا مش هتكلم اكتر من كده. انتى صح وانا مش عايز انفذ له طلبه. بس كل الابواب متسددة قدامى وقدامك. معلش فكرى. واهو شهر يفوت. قالت. اخص على الرجالة. اسكت بقى كفاية.

12