صوفيا ويوسف

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

وأخفي الأمر عن أهلي وقررت كلوديا زوجتي أن تتزوجني ..

رغم رفض أهلها لي واعتقدنا أن بإمكاننا الاستغناء عن الجميع ....

وها قد رحلت كلوديا وتركت لي صوفي ..

وسنها سبع سنوات وها أنا الآن أشعر بقرب الأجل ..

وسوف تصير صوفي بلا أبا أو أما أو أهلا

فأهل كلوديا تنكروا لها منذ تزوجنا ولا يأبهون بأمرها

وأهلي يعتقدون أنني عازفا عن الزواج ولا يدرون شيئا عن زواجي وعن صوفي

وها هي المسكينة ستذوق الأمرين بعد رحيلي ...

ولم أكن أفكر هكذا قبل أن يتملك مني المرض

يوسف : أطال الله بقاءك وعفى عنك يا رفيق

قاطعه رفيق : يوسف اسمعني فلا أدري كم بقى في عمري ..

فأردت أن أوصيك وصية

أعلم أني أخطأت وكما عهدت فيك الوفاء أريدك أن تعاونني على اصلاح خطأي

فأنا عندما اختلفت مع أحد الشركات هناك في ألمانيا وفسخت العقد معهم طالبوني بشرط جزائي كبير وعجزت عن سداده فحجزوا على ممتلكاتي هناك

ولم يبق لدي الا ما اشتريت به هذه الشقة ومبلغ يسير استطعت أن أبدأ به من جديد هنافي مصر

ولكن ميراثي من والدي ووالدتي في الصعيد كبير جدا ولو توفيت ستذهب أملاكي كلها لجدي ولأبناء عمومي لأنهم لا يعلمون شيئا عن صوفيا

وبهذا أكون قد ظلمتها للمرة الألف

أعلم أن الأمر صعب عليك ولكني أريدك أن تقف الى جوار صوفيا حتى تنال حقها

من الميراث وتجد أهلا لها قد يعوضونها عن ما فقدته المسكينة

وتفعل ما جبنت أنا عن فعله كل السنوات الماضة وتساعدني في تصحيح أخطائي

أعرف أنك شقيت بصداقتي ولكني أيضا أعرفك لن تخذلني كما عدهتك

عدني يايوسف أنك ستفعل .......عدني

يوسف بعد صمت وهو يربت على كف رفيق : أعدك

ـــ مضت بضعة أيام ساءت فيها حالة رفيق الصحية حتى توفاه الله

وهو على فراش المرض لتبدأ رحلة يوسف مع صوفي لتنفيذ وصية والدها

شعرت صوفي أن الدنيا أصبحت فارغة من حولها فلم يعد لها أحدا تلقي بهمومهافيصدره فقط كانت تمضي الساعات منعزلة في غرفتها وتضم حياة الى صدرها علهاتطفيء نيران قلبها المشتعلة

ـ المربية : سيدتي كل من عليها فان ...

اصبري واحتسبي واصمدي فإن الحياةأمامك والمستقبل لكي ....

من منا لم يفارق أحباءه انها سنة الحياة

صوفي لا ترد وتكتفي بإيماءات وجهها التي تنم عن الموافقة

المربية : هذا موعد إطعام حياة هل تعطيني إياها لأطعمها

صوفي : لا بل دعيني أطعمها بنفسي ..

لا اريدها أن تغادرني فهي تلهيني عن أحزاني

في تلك الأثناء كان يوسف قد سافر الى الصعيد لتعزية أهل رفيق

والتعرف عليهم قبل أن يفاتحهم في أمر صوفيا

هناك وجد عمه الحاج قاسم وابناءه وعمه رضا وابناءه ..

وأيضا جده الحاج عبيد رجلا هرم مريض جاوز الثمانين من عمره

ومن خلال حديثه مع المعزيين علم أن الحاج عبيد هو المتصرف في شئون العائلةوأن الجميع يستشيرونه في كل كبيرة وصغيرة وكم أنه راجح العقل قوي الشكيمةرغم كبر سنة ومرضه

بعد انقضاء أيام العزاء طلب فارس مقابلة الحاج عبيد

الحاج عبيد : تفضل يا بني أنت يوسف صديق ..

ولد ولدي رفيق رأيتك مرة واحدة معه منذ أكثر من عشرين عاما ...

وكان ذكرك دائما على لسانة قبل أن تأخذه المشاغل والسفر و.......

ثم نزلت دمعتان من عيني الحاج عبيد

يوسف : الدوام لله ياحاج عبيد

الحاج عبيد : ونعم بالله يابني

يوسف : حمدا لله أنك تعرفني وتعرف أني صديق رفيق المقرب ...

فهذا سيسهل علي الأمر الذي أتيتك من أجله

الحاج عبيد : خير يا بني

ثم قص يوسف على الحاج عبيد كل تفاصيل زواج رفيق

وعن صوفيا ووصية رفيق له قبل وفاته

استمع الحاج عبيد وهو في شرود ......

حتى بعد أن انتهى يوسف من حديثه ظل الحاج عبيد شاردا لفترة

انتظر يوسف أن يخرج الحاج عبيد من شروده ويعلق على ما قصه عليه

وبعد فترة وجيزة

الحاج عبيد : كنت اشك في أن رفيق قد تزوج لم أصدق أنه عاش أعزبا

كل هذه السنوات ولكن تخيلته سوف يدخل علي يوما

ويعترف لي ولكن لم أتوقع أن أعرفذلك بعد وفاته رحمه الله

اسمع يابني الدنيا تتغير حولنا وعاداتنا وتقاليدنا عمرها ما تغيرت

ولو كنت تعرفني منذ عشرين عاما ما كنت استطعت تقص علي هذه القصة لقد هدني موت ابني الكبير صابر والد رفيق كان أحن وأطيب أولادي

كنت دائما أقول له ان قلبه رهيف وطيبته ستضره وتطمع الناس فيه حتى اخوته

وولده رفيق ورث طيبة قلبه منه......

ومنذ توفي صابر وقد هدني المرض وكسرقلبي

وأدركت كم قسوت عليه ليشتد عوده ...

وندمت على قسوتي معه بعد أنفقدته للأبد

وكنت أتمنى أن يعود رفيق ليعوضني عن والده وأعوضه عن قسوتي

مع والده أحب أبنائي الى قلبي

ولكن أشعر أن الله ينتقم مني فحرمني من كل قلب حنون....

فباقي أبنائي وأولادهم ورثوا غلظة القلب والقسوة بل وزادعليهم

مالم أكن أتمناه ( الحقد والطمع)

اسمعني يا يوسف أريدك أن تأخذني معك الى القاهرة أريد أن أرى ابنة رفيق أريد أن أضمها إلى حضني

يوسف : ولم تتحمل عناء السفر وأنت مريض سوف آتيك بها الى هنا

الحاج عبيد : الأمر ليس سهلا كما تتخيل فعمومها وأبناء عمومها لن يرحبون بها ولن يتقبلوا الأمر فأنا أدرى بهم وبقلوبهم

اسمع كلامي وخذني معك فبمجرد علمي بوجد حفيدة لي من صابر ابني بدأت الحياة تدب داخلي من جديد

أطاع يوسف الحاج عبيد ورحب بسفره معه

بينما تعجب أبناؤه قاسم ورضا من سفر والدهم

قاسم : كيف ستسافر وانت مريض ؟ ولم السفر ؟

الحاج عبيد : في القاهرة طبيب ماهر جدا وانا احتاج الى الفحص والعلاج ..

ونظر الى يوسف مبتسما الذي بدوره بادله الابتسامة وخفض رأسه أرضاً

رضا : ولم لم تطلب منا أن نسافر بك نحن أبناءك لم تذهب مع الضيف؟

الحاج عبيد : أنتما لا تعلمان شيئا في القاهرة ويوسف سيصطحبني معه

قاسم :لا نعلم شيئا ؟ أترانا بقرا أو جاموسا ؟

الحاج عبيد : نعم أنتم بقرا وجاموسا ولا أريد كثرة حديث

قاسم :فلنأتي معكم إذن

الحاج عبيد : لا هل سنسافر جميعا ونترك النساء هنا!!

رضا :معهم أبناءنا الرجال يا والدي

الحاج عبيد : أووووه تعبت منكم ........

اختصار الحديث أنا تعبت منكم وذاهب بعيدا عنكم لأجدد هواء وأماكن و ...

(ونظر إليهم نظره تأفف واستكملحديثه).... وبشر

هيا بنا يا يوسف هيا

نظر كل من قاسم وراضي بعضهما الى بعض وهما يضربان كفا على كف متعجبين من حال والدهما

ــ في القاهرة

حمل يوسف حقيبة الحاج عبيد وصعد به الى شقة صوفيا واستأذن للدخول

صوفيا قدمت اليهم وهي لا تعلم من الزائر

يوسف للحاج عيد : انها صوفيا ابنة رفيق

ــ نظر إليها نظرة عميقة يتمعن في ملامحها ورغم أنها لا تشبه والدها الا انه استشعر في ملامحها حنان وطيبة والدها فضمها إلى صدره بحنان

ارتبكت صوفي ونظرت إلى يوسف متسائلة بعينيها من هذا؟

يوسف: أنه جد والدك الحاج عبيد

اطمأنت صوفي لرد يوسف واستقرت في أحضان جدها مطمئنة وسالت دموعهما فكل منهما يتوق لحضن دافئ حنون يحفف الحزن ويزيل الكدر عن قلبه

اطمأنت صوفي لقدوم جدها وترحيبه وفرحته بها وسر الحاج عبيد لرؤية حفيدة ابنه صابر وابنة رفيق جلسا فترة طويلة يقضيانها في الحديث والسؤال عن أحوالهما ويقصان كل منهما شيئا صوفي تقص لجدها عن حياتها وسنوات عمرها كيف تقضيها والجد يقص لصوفي عن جدها صابر ووالدها وحياتهم في الصعيد أخذهم الكلام ولم يشعران بيوسف وقد غادرهما إلى غرفة حياة يطمئن عليها فوجدها نائمة فظل يتأملها فترة ويملأ عينيه منها كم أصبحت تشبه والدتها كثيرا وكم يخشى عليها من الأيام القادمة بعد أن تغادرها صوفيا وتذهب للحياة مع أهلها وقد تعلقت بها حياة حتى استيقظت حياة من نومها فوجدت والدها أمامها فابتسمت له وهمت فاحتضنته ويلاعبها وتلاعبه وقد كان متشوقا لها ولبراءتها فأخذ يداعبها ويلهوان بالألعاب حتى أن صوت ضحكاتها ودبيب أقدامها سمعه الحاج عبيد وصوفيا بالخارج

فانتبهت صوفيا ودخلت الغرفة فوجدت يوسف وحياه يمرحان

يوسف : هل أزعجتكما بلهوي مع حياة

صوفي وهي مبتسمة : لا أبدا فقط أعتذر لقد انشغلت عنك بوجود جدي ولم أقدم لكما شيئا حالا ساعد الغداء

يوسف : لا داعي سأنصرف الآن حتى يستريح الحاج عبيد وتكونا على راحتكما وسأعود إليكما غدا بإذن الله.....

وهم يوسف بالخروج

صوفي : أستاذ يوسف ....

لا أدري كيف أشكرك فقد منحتني الإحساس بالأمان ورددت إلى أهلي وأسرتي وتحملتني في طفولتي في بيتك ..

لقد فعلت من أجلي الكثير ولم تكن مضطرا لهذا

يوسف : لم أفعل الكثير بل أنه الواجب ......

رفيق رحمه الله صديق عمري وأنت ابنة صديق عمري أي جزء منه .........

ويكفي انك ترعين حياة بعد وفاة والدتها

ختم كلامه بابتسامة حانية ولكنها باهتة ثم خرج ...

واستأذن من الحاج عبيد وانصرف

صوفيا خرجت من الغرفة ومعها حياة فسألها جدها

الحاج عبيد: من هذه الطفلة الصغيرة هل أنت متزوجة يا بنيتي ؟

صوفي : لا يا جدي إنها ابنة الأستاذ يوسف لقد توفيت زوجته أثناء ولادتها

وكم كنت أحب هذه السيدة وكم أحببت ابنتها............

ثم قصت عليه تفاصيل علاقتها بأسرة يوسف والسنوات التي قضتها لديهم .

الحاج عبد : إن يوسف هذا رجل نبيل وصديق مخلص

صوفي : فعلا يا جدي انه شخص ندر وجوده في هذا الزمان..

وكم كانت زوجته رائعة رحمها الله

ثم انتبهت أنها قضت أكثر من ساعة تتبادل الحديث مع جدها وهو لازال بملابس السفر ولم يسترح ولم يتناول قطرة ماء منذ وصوله

صوفي : عفوا جدا فلم تبدل ملابسك ولم تأخذ قسطا من الراحة فأنت مرهق من السفر هيا هيا معي الى غرفة والدي بدل ملابس واسترح

وسأحضر لك الطعام هناك

الحاج عبيد : والله يا ابنتي لقد علمت سبب علتي بمجرد أن رأيتك فقط كنت احتاج أن أجد أحدا من نسل صابر ابني حتى تشفى أوجاعي وها أنا ذا قد ردت إلى روحي وصحتي من جديد لا تغادريني بنيتي حتى املأ عيناي منك

صوفي : لن أتركك ولكن الراحة والغداء أولا

ثم هم الجد الى غرفة رفيق وهمت صوفي بإعداد الغداء

........................................................................................

......................................................... يتبع

الجزء الخامس ــ في اليوم التالي حضر يوسف لزيارتهم وأحضر معه بعض الأغراض لحياة وبعض المشتروات التي قد تحتاجها صوفيا للمطبخ والغذاء الحاج عبيد ليوسف : اريد أن أتحدث معك أنت وصوفيا في أمر ما يوسف : تفضل دخل ثلاثتهم غرفة المكتب بعيدا عن الطفلة والمربية الحاج عبيد : كما قلت لك يا بني ان أبنائي وأبناءهم لن يتقبلوا ظهور صوفيا لأنها ستقاسمهم الميراث من والدها ومني بعد انقضاء الأجل يوسف : أطال الله في عمرك يا حاج .....قاطعه الحاج عبيد قائلا : يا بني لكل أجل كتاب وان عشت اليوم فلا اضمن الغد فمات ولدي وولد ولدي وانا لا أدري متى ينقضي اجلي فأنا اليوم موجود ويمكنني حماية صوفيا ورعاية مصالحها أما الغد فبعلم الله وحده .... لا يمكن أن أخفي وجود صوفيا عن عائلتها لأن من بينهم من يسعدون بها وسيكونون لها عزوة ولأنها أيضا لها حق يجب أن تناله من ارثنا جميعا .. ولكن... ولكن أنا اعلم رضا وقاسم سيفرضون عليها احد أمرين إما أن تتزوج من أحد أبنائهما مثل تقاليد العائلة وأنا أرى أن صوفي بنت متعلمة ولن تستطيع التكيف مع الحياة مع أحد منهم ولن تستطيع أن تحيا حياتهم فستشقى بزواجها من أي منهم ...... وإما أن يجبرونها على التنازل عن ارثها يوسف : ولكنهم بذلك سيظلمونها الحاج عبيد : للأسف يا ولدي هذه الزرعة التي زرعتها بيدي وأنا أدرى بثمارها وبطرحها وأعلم أن رفيق كان يعلم أن الأمر ليس سهلا ولأنه مسالم فاكتفى بالابتعاد عن العائلة ولأنه يعلم كم أنت وفي وقوي لما كان كلفك بحماية حق صوفيا خفض يوسف رأسه يفكر في الأمر وهو يزفر زفرة أسى وقد كان يظن أن صوفيا قد وصلت لبر الأمان فإذا بالأمر لا زال صعبا وصوفيا تتابع الحديث وانتابها الوجوم ... ثم قالت : سأتنازل عن الميراث فأنا أريد اهلا وحنانا لا مالا ومعه شقاء الحاج عبيد : هذا حديث الناس المسالمين مثلك ومثل أباكي ولكن لكي حقا يجب أن تتمسكين به أو على الأقل يجب أن نحفظه لكي...... إن وافقتما يوسف وصوفيا في لفظ واحد : على ماذا ؟ الحاج عبيد : أخبرتني صوفيا أنها ليست مخطوبة أو ترغب في الزواج من شخص ما .... كما أعلم أنها تحب ابنتك وترعاها بعد وفاة زوجتك ففكرت في أن أزوجكما أنت و صوفيا وبذلك نقطع الفرصة من زواجها بأي من أبناء عمومها وتنال حقها في ارث والدها ألان ثم انا بعد وفاتي وسأكون أن المسئول والموافق على الزواج ولن يعارض أي منهم الحاج عبيد بكلمة واحدة يوسف وصوفيا أصابهما الذهول يوسف : ولكن يا حاج عبيد أن أكبر من صوفيا بأكثر من عشرون عاما فانا تجاوزت الأربعين وهي لا زالت لم تتم العشرون بعد ..ثم .. ثم إنها في سن ابنتي أما صوفيا فاكتفت بمتابعة حديثهما حيث أن الذهول من الأمر قد الجم لسانها الحاج عبيد : فارق السن ليس مشكلة فكنت أكبر من زوجتي بخمسة وعشرين عاما وكذلك صابر أبني أكبر من زوجته بعشرين عاما ..... ثم إنني في بداية حديثي قلت إذا وافقتما على الأمر .... فكرا في المر واتخذا قراركما فهو اقتراح وليس أمرا والأمر متروك لكما ... أنهى الحاج عبيد حديثه ثم انصرف إلى منزله ودخل الحاج عبيد غرفته لينام وترك صوفيا ويوسف بين حيرة ورفض لفكرة الحاج عبيد التي فاجأهما بها وأذهلت تفكيرهما. قضى كل منها ليلته في تفكير عميق يوسف يستنكر أن يتزوج بعد حياة حبيبته ومن من ؟ فتاة في سن ابنته كانت طفلة في بيته أمام عينيه وكيف يتزوجها ويحكم عليها أن تدفن أحلامها وطموحها في الحب والارتباط بشخص يناسبها ويخشى أن يتخلى عن زواجه منها فبذلك يتخلى عن مسئوليته تجاهها وواجبه نحوها وتنفيذ وصية والدها صوفيا تفكر كيف ليوسف الذي لم يرحب بوجودها في حياته يكون زوجا لها .. انه زوج حياة التي هي بمثابة والدتها ... ولكن إن رفضت فتخشى أن يأخذ منها حياة الصغيرة ظل الاثنان على هذا الحال حتى الصباح ولم يهنأ أي منهما بنوم حتى طلوع الشمس إلى أن استقر رأي فارس إلى فكرة وقرر أخذ رأي صوفيا فيها مر يوسف على صوفيا في الجامعة وطلب منها أن يتناقشا في هذا المر يوسف : صوفيا . أردت الحديث اليكي في أمر هام ولكن بعيدا عن الحاج عبيد والبيت صوفيا وهي تتعثر في سيرها تجاهه : تفضل يوسف اصطحب صوفيا إلى أحد الكافيتريات وجلس أمامها وهي تخفض بصرها إلى الأرض لا تقوى على النظر إليه صوفي : أعتذر عن ما قاله جدي بالأمس فلم يكن لدي علم مسبق بما سيقول ........ قاطعها يوسف قائلا : صوفي هل أنت غير مرتبطة حقا؟ صوفي : !!!!!!!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟؟ يوسف : انك فتاة جميلة ومن المؤكد أن هناك الكثير ممن يتمنون الارتباط بكي ألم يصادفك شخصا مناسبا؟ صوفي : ليس بعد يوسف : هل لكي مواصفات خاصة ولم تجديها فيمن حولك؟ صوفي : أكيد كل فتاة تحلم بمواصفات خاصة لشريك حياتها ...بماذا تفكر ؟ يوسف : اسمعيني يا صوفيا فأنا أود مساعدتك وحماية حقوقك ولا أرغب في هدم أحلامك التي تمنيتي تحقيقها كأي فتاة وان يحكم عليك بقضاء حياتك مع شخص يكبرك بأكثر من عشرين عاما كما أنني لأ أرغب في الزواج بعد وفاة حياة رحمها الله ففكرت في أمر ما وأردت اخذ رأيك فيه صوفي : ما هو؟ يوسف : نتزوج صوريا .. أي يتم عقد القران فقط إلى أن تأخذي حقوقك وتستقر حياتك مع عائلتك وكذلك وقتما تقابلين الشخص المناسب لكي سأطلقك لترتبطين به صوفيا : أتزوجك وأبحث عن فتى أحلامي !!!!!!!!!!!!! كيف هذا ؟؟!! يوسف : قلت انه زواجا صوريا على ورق ومشهر أمام عائلتك أما بيني وبينك فأنا بمثابة والدك صوفيا أخذها التفكير والشرود فترة ثم هزت رأسها إيجابا انطلق الاثنان إلى الحاج عبيد يعلمانه بموافقتهما على الزواج ولكن سيكون عقد قران فقط حتى تنال صوفيا حقها وتستقر بين أسرتها وافق الحاج عبيد على الفكرة وتم عقد القران في منزل صوفيا في اجتماع حضره يوسف وصوفيا واثنان من جيران صوفيا كشهود للعقد والمربية وكان الحاج عبيد وكيلا لصوفيا على عقد القران الحاج عبيد بعد استخراج وثيقة الزواج سوف نسافر إلى البلد لإتمام إجراءات إعلام الوراثة وتعريف صوفيا بعائلتها ــ مضت بضعة أيام حتى تم استخراج وثيقة الزواج كانت قد انتصف العام الدراسي لصوفيا بالجامعة وفراغ يوسف نفسه من عمله ووكل من ينوبه عنه في العمل حتى يعود من السفر وسافر ثلاثتهم إلى البلد وبصحبتهم حياة الصغيرة ــ في البلد استقبل الحاج قاسم والحاج رضا والدهما ورحبوا بالضيوف الحاج قاسم : ما شاء الله يا حاج لقد تقدمت صحتك بعد سفرك وعودتك وما ذا قال لك الطبيب هناك وكيف عالجك ؟ الحاج عبيد : إنها الطبيبة .. وأشار إلى صوفيا الحاج رضا : لقد أحضرت معك الطبيبة إلى هنا الحاج عبيد : لقد وجدت عندها دوائي ....... إنها صوفيا ابنة رفيق رحمه الله نظر رضا وقاسم إلى بعضهما البعض وعقبا على قول والدهما : ابنة رفيق !!!!!! كيف ومتى ؟ إنها تبدو غير مصرية الحاج عبيد : رفيق تزوج من والدتها الألمانية وأنجبها في ألمانيا وعاشت هنا في مصر منذ زمن ولم يعلم احد بأمر زواجه أو ابنته غير صديقه يوسف زوج صوفيا اتسعت عينا رضا وقاسم اندهاشا مما يسمعان الحاج قاسم : وهل هذه الصغيرة ابنتهما ؟ الحاج عبيد : لا إنها ابنة يوسف من زوجته الأولى صعق رضا وقاسم من تلك المفاجأة وتحسرا على ضياع جزء كبير من ميراث رفيق في طرفة عين الحاج قاسم : وهل تأكدت من أنها ابنة رفيق أين أوراقها وأين قسيمة زواجها من يوسف ربما أنهما يكذبان الحاج عبيد بغضب : صه هل تحسبني ساذج حتى يخدعني أحدا..... إنها ابنة رفيق وأوراقها معي وقسيمة زواجها ولا تحاول تعكير صفو العائلة بما تقول الحاج قاسم بانفعال : ولم يعكره ما فعله رفيق .... أليست هذه أخبارا غير سارة ..... طالما كان رفيق مخالفا لأعرافنا وخارجا عن تقاليدنا أحزن كلام الحاج قاسم صوفيا فنظرت إلى يوسف وجدها الحاج عبيد بحزن فضمها إليها جدها برفق واستكمل حديثه : قاسم رضيت أم أبيت فهي ابنة رفيق ابن أخيك وهذا زوجها يوسف بموافقتي ورضاي عليك تقبل الأمر أنت وأخوتك فلن أضحي بها وعليك أنت ورضا إبلاغ النساء بإعداد غرفة لها لتقضي فيها أجازتها حتى تنتهي إجراءات تقسيم الميراث ... ومن هنا حتى يتم ذلك فهي فرد من العائلة معززة مكرمة لها مل لكم وعليها ما عليكم أما يوسف فهو ضيف وصاحب دار له واجب إكرام الضيف قطع كلام الحاج عبيد أي حديث آخر وانصرف كل من رضا وقاسم على مضض لتنفيذ أوامر والدهم بينما يوسف وصوفيا بقيا مع الحاج عبيد في المضيفة حتى تعد لهم أماكن الراحة والمبيت أما الصغار فالتفوا حول صوفيا وحياة فرحين يداعبون حياة ويمتدحون جمال صوفيا الأوربي وصوفيا وحياة سرهم وجود الصغار فبادلوهم المرح واللعب استقرت صوفيا بالغرفة هي وحياة بينما يوسف قضي ليلته بحديقة المنزل يتأمل المكان من حوله ويفكر فيم يحدث وما ينتظره وما تحمله له الأيام القادمة ........................................................................................ .................................................................. يتبع قراءه ممتعة

---------------------------------

الجزء السادس

ــ في الصباح الباكر كعادة أهل البلدة استيقظ الجميع ..

ليجتمعوا على مائدة الإفطار تجمعت الأسرة بكاملها

وانضمت اليهم صوفيا ويوسف على المائدة وتبادلوا الحديث أثناء الطعام

كانت نساء العائلة أكثر توددا لصوفيا

وترحيبا بها وهذا ما أثلج صدر صوفيا بعض الشيء

ــ زوجة الحاج رضا لصوفي : كم أنت جميلة

لو لم تكوني زوجة الأستاذ يوسف

لما تركتك أبدا لا بد وأن زوجتك احد أبنائي

لكن خطفك هذا الفارس على حصانه هههههههههههه

وتبادل الجميع الضحكات والفكاهات أثناء الطعام

أما الأعمام فكانوا لا زالوا مكدرين لظهور صوفي وزواجها من يوسف

بعد الإفطار أخذتهم زوجة الحاج رضا إلى الحديقة المملوكة لهم

فهي مزرعة كبيرة مزروعة بالفاكهة والموالح والزهور العطرية

كم انبهرت صوفي بجمال هذه المزرعة والطبيعة وألوانها ووجدت إسطبلا للخيل فأخذتها الرغبة في ركوب احدها

زوجة عمها : ولكن النساء هنا لا يركبون الخيول ......

ثم استكملت قائلة مممممم بعد الله العصر ينصرف الفلاحون وتصبح المزرعة خالية انطلقي فيها بالخيل كما تشائين ومعك الأستاذ يوسف

ابتسمت صوفيا ابتسامة طفولية سعيدة فابتسم يوسف لفرحتها

يوسف : منذ متى لم تركبين خيلا

صوفي : ليس من زمن بعيد فوالدي كان يأخذني إلى نادي الخيل كل فترة أتدرب ولكن لم أركب خيلا في مكان رائعا كهذا

بعد العصر خرجت صوفيا بصحبة يوسف لركوب الخيل

وتركا حياة تلعب مع الصغار داخل الدار .

اختارت صوفيا خيلا واختارت ليوسف آخر وركبا

صوفي : هل تتمكن من الخيل

يوسف :م بعض الشيء فلم أركبها منذ زمن بعيد

صوفي : إذن سأغلبك

يوسف : أنحن في مسابقة :؟

صوفيا : نعم وبدأت من الآن هيا انطلق

وانطلقت صوفيا بسرعة بخيلها

مما أدخل القلق على قلب يوسف أن يصيبها مكروه فانطلق خلفها

ولكنها كانت أسرع وأمهر منه انطلقت بالخيل بعيدا

حتى أنها من شدة سرعتها طار منديلها من فوق رأسها ودفعه الهواء إلى الخلف في اتجاه وانسدل شعرها الذهبي يتطاير خلفها......

يوسف فمد يده يلتقط منديلها الذى تغطى به شعرها كيلا تفسد تسريحة وتصفيفة شعرها من الهواء فاختل توازنه وسقط من فوق الحصان

سمعت صوفي صوت وقوعه خلفها فالتفتت

فوجدته وقع أرضا فاستدارت بحصانها واتجهت نحوه .

نزلت من فوق حصانها وجثت بجانبه تطمئن عليه وتتحسس قدمه حتى وصلت الى موضع الألم فقامت بإسعافه اسعافاتا أولية بسيطة وحاولت إسناده حتى ترفعه فوق الحصان فانسدل شعرها على وجهه

ولم تكن منتبهة لذلك فنظر لوجهها كأنه يراها لأول مرة فمنذ كانت طفلة لم يرى شعرها ذو اللون الذهبي المتناغم مع عينيها الزرقاوين وبشرتها الوردية

والتي زادتها الشمس توردا فألاح لها بمنديلها

فانتبهت والتقطته منه وضعته فوق رأسها ثم عاونته على الصعود فوق الحصان وركبت هي أمامه وتحركت برفق حتى لا يزداد إحساسه بالألم

وهو من خلفها يحاول ألا يتشبث بها ولكنه يترنح فوق الحصان

صوفي : تمسك بي حتى لا تسقط مرة أخرى

استند يوسف بيديه على خصرها باستحياء وكأنه صعقته الكهرباء حين أمسك بخصرها حتى وصل إلى الدار

حين وصولهم التف حوله الخدم يحملونه من فوق الحصان ووضعوه داخل الغرفة وأحضروا له طبيبا فأخبرهم انه شرخ في عظمة الساق وقام بعمل جبيرة وأوصى له ببعض الأدوية

يوسف لصوفيا : سامحيني أفسدت عليك متعتك بركوب الخيل

صوفيا : لا عليك .المهم أن تكون بخير

يوسف : سأسترح قليلا وبعدها سأغادر الغرفة

صوفيا : لا تغادرها فالغرفة بها جزء ملحق يمكنني النوم به أنا وحياة

ــ مرت بضعة أيام داومت فيها صوفيا على مراعاة يوسف

والاعتناء بعلاجه حتى تعافى

يوسف يحدثه عقله ( لقد صرتي أما صغيرة وتحملتي المسئولية مبكرا يا صوفي فأنت تراعين حياة وكأنك أمها وها أنت الآن تراعينني وكأنك أما لي )

الحاج عبيد ليوسف وصوفي : انتهت إجراءات الميراث

وسوف تتسلم صوفيا ميراثها فور بلوغها السن القانونية

ومن هنا وحتى تتم سنها القانونية فانا تحت أمرك في أي طلب ومصاريف دراستك واحتياجاتك كافة وهذه دارك وهؤلاء أهلك .......

قاطعة يوسف : مهلا يا حاج عبيد وأين أنا من كل هذا إن تكفلت أنت بكل شيء

الحاج عبيد : أنا يا بني لا أتصدق عليها أنه مالها وأنت سباق بالخير يا بني...

كنت أود أن تبقيان هنا ولكن سأترككما كل منكما يقضي مصالحه

أنت في عملك وصوفيا في دراستها وسأنتظر قدومكما قريبا

يوسف : قريبا يا حاج عبيد بإذن الله

وعاد يوسف وبصحبته صوفيا وحياة الى القاهرة حيث عادت إلى شقتها

وعاد يوسف إلى منزله

ــ مرت عليهم أياما وشهورا كان يوسف يهتم بزيارة صوفيا وحياة يوميا

ويمر على صوفيا ليعود بها من الجامعة وأحيانا يأخذهما للنزهة والرحلات فيمرحون ويلعبون جميعا

لاحظ يوسف تعلق حياة الشديد بصوفيا حتى أنها تناديها ماما صوفي فتذكر عندما كانت تنادي صوفي زوجته بماما حياة

صوفي بدأت تعود إليها حيويتها ونشاطها وتألقها من جديد بعد أن ذابت إحزانها واطمأنت لوجود عائلة وأسرة معها