راشيل أرملة أحببتها - 3

Story Info
Rachel, a widow that I loved -3.
3.1k words
0
14
00
Story does not have any tags

Part 5 of the 13 part series

Updated 10/11/2023
Created 09/09/2023
Share this Story

Font Size

Default Font Size

Font Spacing

Default Font Spacing

Font Face

Default Font Face

Reading Theme

Default Theme (White)
You need to Log In or Sign Up to have your customization saved in your Literotica profile.
PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

راشيل أرملة أحببتها – 3

كانت راشيل نحيفة متسخة الملابس شعرها أشعث ومترب وقذر وموحل وكذلك قدماها وبدنها وملابس مثل المتشردات أو الهومليس جالسة على الأرض أمام الكوخ الخشبى مثل المجذوبات، ذاهلة دوما شاردة دوما، وأحيانا تصرخ وتنخرط فى البكاء ثم تعود لصدمتها، ووالدها يأخذها لتقضى حاجتها داخل الكوخ ومرحاضه، أو يذهب ليجلس جوارها ويطعمها أو يسقيها وهى كالإنسانة الآلية تمضغ وتبلع وتجرع الطعام أو الشراب دون وعى تقريبا وهو وإخوتها الصغار حزينون على حالها الذى طالت مدته وهم الآن فى أشهر صيف عام 1950، وقد مر على وجودهم بهذه البلاد عام ونصف تقريبا، حاول والدها مرارا إدخالها تحت الماء لتستحم ولينظف ملابسها وبدنها الموحلين المتسخين، لكنها كانت تصرخ وتولول وتلطم فكان يكف عن محاولاته خوفا عليها.. ومر الصيف ثقيلا حتى بلغوا ديسمبر 1950.. ولم تكن راشيل قد أرسلت لأحمد فى القاهرة فى مصر سوى الرسالة الجلدية الوحيدة أو بالأحرى الرسالة التى أبقتها له حين مغادرتها مصر نهائيا مع أسرتها.. ومنذ عام ونصف لم يسمع أحمد ولا أسرته عنها شيئا أو أى معلومات، وحتى لو قررت راشيل ارسال رسالة له عليه الختم الإسرائيلى فبالتأكيد ستمنعها السلطات المصرية وتصادرها وقد تتسبب له فى مشاكل أو ايداعه بالسجن.. ولم يكن أحمد يعلم إلى أين قد غادرت راشيل وكيف تعيش الآن وكان هو الآخر ما بين الذهول والصدمة والحزن والامتناع عن الطعام والشراب حينا وحينا يدفعه شوفارها وضفائرها المعطرة ورسالتها إلى الاقبال على الطعام والحياة متسلحا بأمل انها قد تصله رسالة منها اليوم وهكذا كان حاله كل يوم.. ولم يجد والد راشيل بدا من أن يرسل فى ديسمبر 1950 رسالة إلى أحمد ولأنه يعلم مشكلة الختم الإسرائيلى قرر إرسال الرسالة مع أحد صغار مسؤولى الأمم المتحدة بالمنطقة والذى سيزور مصر فى تلك الفترة ومنحه عنوان أحمد.. ووصل الرسول إلى أحمد بالرسالة التى طال انتظاره لها وفتحها بلهفة وقرأها، كانت من والد راشيل يخبره بكل ما جرى لراشيل خلال العام والنصف الذى قضته مع أسرتها فى مخيمات ثم أكواخ المعبروت فى إسرائيل. وكيف ساءت حالتها البدنية والنفسية وأنها على شفا الجنون أو الموت وعلى أحمد أن يلحقها. وأرسل له مع الرسالة صورة فوتوغرافية لراشيل بملابسها المتسخة وملابسها المتسخة وشعرها الأشعث الطويل جدا والمتسخ الموحل.. ورغم حالها الذى أحزنه إلا أنه لم يرها وقتها أيضا إلا فى منتهى الجمال والجاذبية الجوزائية ولم يقل تبجيله لإلهته العبرية. لكنه بالوقت نفسه كحبيب مهووس لم يطق أن يكون هذا حالها. ثار أحمد فجأة وأمسك بتلابيب الرسول يلومه على كل معاناة تعرضت لها إلهته راشيل، وهو مصمم أن يصحبه معه الآن إلى إسرائيل وليكن ما يكون، لكن الرسول أخبره أن ذلك مستحيل فى ظل هذه الأجواء العدائية الرهيبة بين مصر وإسرائيل الناشئة بعيد حرب 1948 الضارية بينهما، لن يسمح له الإسرائيليون – حتى لو تمكن من الخروج من مصر رغم أنف السلطات المصرية والدخول لإسرائيل – بالبقاء فى بلادهم بل سيرحلونه فورا إلى مصر هذا إن رأفوا بحاله وشبابه الصغير وإلا سيعدونه إرهابيا أو فدائيا يريد تخريب بلادهم ويقتلونه فورا. وظل الرسول ووالداه يقنعانه بوجاهة رأى الرسول طويلا حتى استسلم بحزن فقرر تسجيل رسالة لها بصوته على اسطوانة فى الحاكى أو الفونوغراف أو الجرامافون كى يواسيها أودع رسالته الصوتية كل حبه وعشقه لها وهوسه بها وذكرها بذكرياتهما معا وبقوتها وبالليالى التى لم يكن يطمئن وينام إلا وهو فى حضنها من ظهرها أو مقدمتها أو جنبها، كما عدد أوصافها وجمالها فى نظره وصوتها الرائع فى الترنيم والغناء العبرى، ولم يكتفى بالاسطوانة التى كرر كثيرا على مسامع الرسول أن يحافظ عليها من الكسر أو أى ضرر حتى مل منه الرسول، بل أرفق معها رسالة جلدية أيضا وبالحبر الشينى وبالعربية والعبرية معا أودع فيها أيضا لواعجه وأشواقه ومشاعره وهيامه ولم يعد والداه يدريان أى الرسالتين أروع من الأخرى فى الرومانسية والحلاوة والطلاوة وأنهى كلا الرسالتين قائلا لها فى عتاب أجداد مينا وتحتمس ورمسيس وخوفو وأحمس وحتشبسوت غاضبون منك كثيرا لأنك بمثل هذا الضعف ولا يليق بحفيدة ملوك مصر القديمة العظماء ألا تغتسل وألا تقضى على اليأس والحزن وأن تستسلم للموت أو للجنون إننى أشكوك لأجدادنا أنا وأنت وإن جننت أو مت فلن أدعك بالمصحة وحدك وستجديننى داخلا خلفك فى الحال ولن أدعك تذهبين إلى أوزيريس والتاسوع وحدك أمام الميزان، بل سأنحر نفسى وسيكون حزن أهلى على بسببك، فإن أردت لى الحياة والسعادة فعودى عن هذا الطريق، وإن أردت لى الموت أو الجنون فاستسلمى كما أنت سائرة، وسألحق بك فلن أسمح لك أن تتركينى وتدعينى وحدى يا قطة صهيون، يا ليمورتى، يا والابتى (نوع استرالى شبيه بالكنغر ولكن أصغر حجما وأوسم) يا سنجابتى، يا هرتى السيامية التقليدية، وذكرها حين أتاها الطمث وكان كلما تبللت اسفنجتها الصحية وتخلصت منها تناولها هو وقبلها بتبجيل إنها خصوبة سيدته وهانمه ومليكته وربته وإلهته راشيل، وكيف أنه سألها بفضول أحبته دوما فيه فهو كثير التساؤل والتعلم بالتالى عن كل شئ مقارنة بغيره من الناس على اختلاف أعمارهم لا يتساءلون وليسوا نهمين مثله للمعرفة والتعلم، سألها هل إناث الحيوانات الثديية الأخرى تعانى من الطمث أيضا مثل أنثى الإنسان فأخبرته كيف أن عشرة أنواع من الرئيسيات من قرود العالمين القديم والجديد والقردة العليا ومنها الشمبانزى والترسيرات إناثهم لديها حيض علنى ودورة شهرية مثل إناث الإنسان وكذلك حال الخفافيش وزبابة الفيل ونوع من الفأر الشوكى أما القردة الليمورية منثنيات الأنف وذات الأنف الرطب اضافة إلى بقية الثدييات فلديها دورة شبق ونزوة وتزاوج شهرية ولكنها تمتص بطانة الرحم بداخلها ولا تخرج أى دماء ولا حيض من المهبل إطلاقا، وأغرق الرسالة الجلدية بعطر زهرة اللوتس المصرية الذى تعشقه راشيل، وأرفق مع الرسالتين الصوتية والمكتوبة قنينة من عطر اللوتس المفضل لدى إلهته العبرية. وفستانين بحمالات من الساتان الأخضر والأزرق لونيه المفضلين عليها وفستانين من المخمل الأخضر والأزرق. وكعبين عاليين بنفس اللونين بمقاس راشيل. وكثير من الكحك والبسكويت والمحوجة بالعسل الأسود المولاس وأيضا من حلوى المولد النبوى الفولية التى يعشقها أحمد وتشاركه راشيل عشقها والملبن وعروسة المولد من السكر. وشوكولاتات كثيرة وبعض المعلبات الغذائية المعدنية الكثيرة. لكن أهم ما أرسله إليها أحمد اضافة للرسائل كان خاتم يحمل علامة عنخ. مفتاح الحياة الأير والكعثب الدلتا والصعيد.. لقد اشتاقت راشيل لبلادها مصر، وكرهت هذه البلاد الغريبة التى لم تعرف فيها سوى الآلام والفقدان والعذاب والغربة، ولو كانت مسلمة أفغانية أو صومالية أو مصرية أو تونسية أو إيرانية أو ماليزية أو إندونيسية أو سودانية أو موريتانية أو يمنية أو جزائرية أو سورية أو لبنانية فى 2023 لكرهت أيضا عبيد الحجاز ونجد هذه البلاد الغريبة وأحبت بلادها وأحبت بلاد الغرب والعالم، لأنها ليست أفيونجية دين بل متنورة ومثقفة بحق. وحين أتاها البشير الرسول وألقى على وجهها هدايا أحمد كما أخبره وفيها عبق أحمد الذى تعرفه جيدا أفاقت من ذهولها وتلمست كل هدايا أحمد وقبلتها، وتناولت رسالته الجلدية بلهفة وسارع والدها بتشغيل الاسطوانة فى الجرامافون وسمعت صوت أحمد وارتدت خاتم عنخ.. ذلك كله متضافرا مع عطر بلادها مصر ولوتسها وصوت أحمد وكلامه أعاد راشيل الطبيعية فنهضت تضحك وتثرثر ودخلت لتستحم متجردة من ثيابها المتسخة وسارعت بارتداء الفستان والكعب العالى وتعطرت بعطر اللوتس.. وسارعت بكتابة رسالة جلدية لأحمد بخطها العبرى الآرامى الجميل كسلاسل الذهب وأرفقتها برسالة صوتية أودعتها كل حزنها وآلامها وأيضا شوقها لمصر وأحمد وأسرته، ورنمت له بصوتها الرائع وغنت..
فى الوقت نفسه كانت دوناتيلا الايطالية سوداء الشعر الشبيهة جدا بدوناتيلا دميانى فى فيلم سر لولا أو إل بيكاتو دى لولا والجوزائية مثلها ومثل راشيل تحوم حول أحمد وكانت أكبر منه بعام واحد وتقول له بعربية مكسرة: أنا أجمل من راشيل ده انت بتحبه على إيه. انساه بقى ده راخ اسرائيل خلاص ومش راجع تانى وزمانه مشغول مع يهودى زيه. دوناتيلا بيحبك وبيموت فيك انت موش تخسو ليه. وتقبله وتضمه لكن أحمد يبتعد عنها لكنها لا تغضب وتظل تلح عليه ظلت كذلك منذ شهور وشهور حتى من قبل رحيل راشيل وهو يصدها.. حتى أفاق أحمد ذات يوم وهو نائم فى فراش راشيل وبيت أسرتها لعله يأتنس بوجودها الروحى فيه وعبقها من دهن المسحة العبرى والعربى الذى لم يزل بعد معبقا للمكان. وقد نسى باب البيت ذى الضلفتين ذواتا الشراعتين الزجاجتين والحديد المزخرف الجميل الكلاسيكى مثل بيوت الزمن الجميل مواربا وأفاق على نفسه بين أحضان فتاة تقبله ظنها بالبداية راشيل وهو نصف نائم وأخذ يقبل يديها وخدها ويقول لها: وحشتينى أوى أوى حرام عليكى تسافرى وتسيبينى.. لم ترد عليه وظلت تبادله القبلات والضمات بحرارة.. لكنه لم يشم فيها عبق راشيل المعتاد ولا شعر بروحها كالعادة، ففتح عينيه ووجدها دوناتيلا ترتدى ثوبا ساخنا شفافا قصيرا بحمالات وأمسكت يده تضعها على وجهها وشفتيها ثم على نهديها من تحت الثوب قائلة: هو أنا وخشة عشان تعملو معايا كده. أنا بموت فيكى. بتخبو راشيل أنا موافقة بس خبنى أنا كمان.. وحاول أحمد مرارا ابعادها عنه لكنها داعبته وأثارته ولم تكن منفرة كما أن أحمد كان مشتاقا جدا لراشيل وأغمض عينيه وتخيلها راشيل وقامت هى بكل شئ وفقد كلاهما عذريته على يد الآخر.. كانت دوناتيلا سعيدة وندم أحمد وحاول ابعادها لكنها ظلت تقبله وقالت له: اقبلى الأمر الواقع أنا ليكى وانتى ليا ولو رجعتو راشيل وده مستخيل طبعا ساعتها نشوف خنعملتو ايه.. كان أحمد حزينا جدا لأن راشيل لم تكن أول امرأة فى حياته ولم تكن من فضت بكارته وعذريته، بل غيرها لكن دوناتيلا لم تمنحه الفرصة ليحزن ووضعت ساقها فوق ساقه فى تملك وظلت تضمه وتقبله ثم تثرثر معه بعربيتها المكسرة وببعض المفردات الايطالية أيضا، وتتلطف معه وككل جوزائية كانت شخصيتها ساحرة ومرنة وكانت تحاول تقليد راشيل فى الصوت والأسلوب وحتى اللمسات تلقائيا فقد عرفتها قبل رحيلها عن مصر وكانت تريد ارضاء عشقها وهوسها أحمد بذلك، وحاول أحمد هو الآخر تقبل وجودها واقتحامها حياته هكذا وتخيل أنها نسخة أخرى من حبيبته وإلهته العبرية راشيل، خصوصا أنه شعر بقوة أنها لن تعود لمصر ولو عادت فلن تحبه وسيظل حبه لها بلا أمل، وأسلم قياده لتلك الفتاة الطليانية الجوزائية تتمتع به وتمتعه وتذيقه عسل العشق بكل أنواعه جسديا وروحيا لكنها لم تكن موسوعية المعرفة مثل راشيل وإن كانت تتمتع مثلها بجاذبية قوية وعقل مفكر راجح وكانت عازفة جيتار ماهرة وهو هوايتها الوحيدة..
أما راشيل فقد عادت وردة متفتحة كما كانت بفضل أحمد، لكنه لم يشمها ولا اقتناها، وكما اختطفته منها دوناتيلا، اختطفها منه فتى أشقر يشبه كثيرا فلاديمير زوجها وحبيبها الراحل يدعى ألبرت. افتتن ألبرت براشيل وتقرب منها كثيرا ولكنها كانت تصده لأنها لا تزال وفية لفلاديمير ولا تريد سواه.
وذات ليلة وأحمد نائم فى بيت أسرة راشيل ودوناتيلا نائمة فى حضنه بعد وصلة حب حلو ملتهبة بينهما بدأتها هى كالعادة دوما، حين رأى نفسه مع راشيل فى الفراش يحتضنها كعادته ولكن فى بيت الأمة الخاص بسعد زغلول بالمبتديان والدواوين والمنيرة قرب السيدة زينب وقرب ميدان لاظوغلى بالقاهرة، ولما صحيا خلال الحلم اكتشف أن اسمه غير اسمه واسمها غير اسمها وأنهما صديقان لسعد وصفية، ورأى نفسه مع راشيل وقد اختفى المشهد وهى فى حضنه بالفراش وحين صحيا أيضا كان له اسم غير اسمه ولها اسم غير اسمها والجو بارد قارص ويرتديان ملابس القرن السابع عشر ونظر من النافذة فرأى أمامه معالم تدل على أنه فى فرنسا وكان يتكلم وهى كذلك بالفرنسية ويخرجان للحدائق يعبثان معا بين الأشجار والحشائش والخضرة والحقول والقصور ونهر السين كانا بأحوال أقرب لأفلام الكوميديا الجنسية الطليانية بالستينات والسبعينات والثمانينات التى تتحدث عن علاقة جنسية حرة خارج إطار الزواج أو قبل الزواج بين فتى وفتاة أو رجل وفتاة أو فتى وامرأة أو رجل وامرأة فى العصور الوسطى وعصر النهضة أو الرنيسانس.. كوميديا سيكسى آل إيتاليانا. واختفى المشهد ورأى نفسه فى حضن راشيل فى الفراش وحين صحيا وجدها ترتدى ملابس عربية بالعصر المملوكى أو العثمانى فى مصر أو الشام لم يعلم أين تحديدا ونزل كعادته بالحلم يتأمل ويقبل ويتحسس راشيل من شعرها لوجهها لصدرها وحتى قدميها الجميلتين وحتى أظافر قدميها وباطن قدميها وهى تتدلل عليه وتتمايص بدلال الجوزائية، ويبعثان كل أنواع العبث والشقاوة ويخرجان من المنزل ليمرحان فى وقت باكر جدا من الصباح والشوارع خالية فتهرب منه ويطاردها بين مساجد عريقة تشبه مساجد شارع شيخون بالقاهرة وسوق السلاح ومساجد السروجية والمغربلين وشارع المعز وصحراء المماليك بصلاح سالم حاليا. إحساسه وهو معها لا يقارن أبدا بإحساسه وهو مع دوناتيلا، دوناتيلا لا تستطيع إسعاده وإمتاعه حتى النخاع وإفراح كل خلية من خلايا عقله وكل ذرة من ذرات روحه رغم أنهما هى وراشيل من نفس البرج الجوزاء ورغم العشق المهووس لدى دوناتيلا تجاه أحمد مقارنة بصد راشيل المستمر له واعتبارها له تلميذها وابنها وأخوها الأصغر فقط. حتى فى هذه الرؤى أو الأحلام التى حين صحا منها لم يدرى أهى مجرد أضغاث أحلام ومؤلفات صوتية مرئية كتب مخه السيناريو والحوار لها وأخرجه وقام بتصويرها وتمثيلها وخلقها من العدم أو من مخازن ذاكرته، أم أنها تناسخ أرواح وحيوات مختلفة له مع راشيل التى أخبرته مرارا أنها عاتبة له وعليه لعلاقته بدوناتيلا وأن يسامحها لأنها فعلت مثله، وأخبرته مرارا أنها لبعضهما بالنهاية رغم العقبات ككل حيواتهما معا سيلتقيان ويجتمعان مهما حصل حتى وأن راشيل الحالية لا تعلم لكنها ستعلم أنها حبك وأنك حبها. ضاجع دوناتيلا بشهوة التى أفاقت من نومها فرحة وضمته وقبلته وهى تقول لأول مرة تضاجعنى بهذه الشهوة أنا لست معترضة، وتأوهت بخفة وضعف كعادتها وجسدها الضئيل كجسد راشيل أيضا، عض عنقها وهو يسقى كعبة غرامها ومهبلها ذى الشفاه الغليظة المورقة المتهدلة الجميلة بطوفان من حليبه، وهمس أحبك يا راشيل. كان كثيرا ما يناديها راشيل بالحلم واليقظة، بالجنس وبالحب، ولم تكن تمانع وقالت له مرارا: سمنى راشيل كما تشاء، المهم أن تظل بحضنى، وأن تظل تحبنى، لا تبعدنى عنك، ولن أسمح لك بالابتعاد أصلا، معك معك أينما تذهب، أنا راشيل أنا أى اسم المهم أن تبقى بحضنى. وضمته وربتت على ظهره وشعره بحنان وقبلته كثيرا حتى سرحا معا فى نوم عميق. وصحا على رائحة طعامها الايطالى الشهى المعتاد ككل صباح كانت تطيعه جدا تطلب رضاه دون أن يطلب منها الطاعة أصلا ودون أن يطلب منها مراضاته أصلا، كانت طاهية ماهرة وفنانة بالفنون النسوية تماما مثل راشيل، ولكنه مع ذلك لم يستطع أن يحبها، وبالوقت نفسه لم يتحلى بالأمل أن تحبه راشيل، فرضى بالمتاح وحمد الآلهة على وجود من تحبه معه حتى ولو لم يكن يبادلها الحب.. لقد اعتاد عليها، أو عود نفسه، عود نفسه على وجهها وضحكتها وصوتها، وعلى طعامها، وعلى عبق جسدها الذى رغم زكائه، إلا أنه لا يقارن أبدا أبدا بقدسية عبق إلهته العبرية راشيل، وعود نفسه على لمساتها وضماتها وتملكها له وأسلم جسده لها بالفراش وأسلم قلبه لكن قلبه وروحه ظلا ملكا لراشيل وعودا أنفسهما فقط على القبول بدوناتيلا كارهين صاغرين مضطرين .. رغم جمالها ودلعها ورقتها الجوزائية وجاذبيتها الجيمينايية التى يحسده عليها شبان الحى جميعا لأنها التصقت به وتشبثت به هو ورفضتهم رغم الحاحهم وركضهم وراءها. كانت دوناتيلا أحيانا تشرد وتسهم وتبكى بصمت فيسألها عن السبب فتخبره ككل مرة أنها تخشى أن يتركها أو تعود راشيل، وكان فى قسم من استسلامه لها لأنه لا يقوى على كسر قلب يحبه كل هذا الحب، فكان يوطن نفسه عندها على تقبيلها وضمها فتسارع باستكمال وصلة الحب الملتهبة حتى ولو لم يريد، وإن لم يفعل ذلك لبقيت فى اكتئاب، لا يخرجها منه إلا أن تأخذه بحضنها وتنهل من حبه الجسدى..
لم تكن دوناتيلا تترك أحمد يخرج إلى النيل والتنزه إلا ورجلها على رجله.. ولم يكن يضيق بنزعتها التملكية هذه.. ولولا أنه يذهب لعمله ولو ذهبت معه سيتم رفته لذهبت معه لكنها تذهب معه لأى مشوار للشراء أو للتنزه أو أى مشوار يقوم به غير مشاوير العمل.. وكانت والدة أحمد غير راضية على تملك دوناتيلا لابنها، وأما والده فأخبرها ألا تعترض طريقه ما دام لم يشتكى لها وما دام راضيا. والحقيقة أن دوناتيلا أرت أحمد عالما مختلفا عن عالم راشيل بحكم كونها طليانية مسيحية، فاختلاف بيئتها وموطنها ودينها وعاداتها، جعلتها تريه جوانب مختلفة من الحياة غير التى رآها مع راشيل، والواقع أنه قد تعمقت بينهما ألفة وعشرة انسانية وصداقة بغض النظر عن عدم تآلفه معها رومانسيا.. كما قلنا قد اعتاد عليها دون أن يدرى وحجزت لنفسها مكانا فى قلبه أو اقتحمت حياته عنوة فى أضعف حالاته، واحتلت مكانها كما تشاء فى حياته، ولم تكن من تلك النساء التى تقبل كلمة لا ممن تهيم به وتعانى من عشق جنونى مهووس نحوه. ومع ذلك كانت تسمح له بالمساحة التى يريد من الحرية وتحاول دوما اطاعته واسعاده بالطعام والحب والفكاهة، وأيضا بجيتارها، وأيضا تحاول تعلم المعارف والموسوعية التى كانت لدى راشيل وتقول له علمنى ما تشاء فأتعلم انا مرنة وعجينة صلصال بين يديك حبيبى أحمد أنا راشيل. أو على الأقل تسمع وتنصت جيدا وأحمد يفاخر أمامها بما تعلمه من معارف من راشيل وتحفظه عن ظهر قلب ثم لاحقا تكرره على مسامعه وقت اللزوم عن فهم وعن حب، كى يعلم أنها لا تقل عنه أو عن راشيل معرفة وعلما، كان احتلالها لحياته ناعما لا خشنا جوزائيا أنثويا رقيقا عقلانيا، وحتى تملكها له لم يكن استعبادا أو خنقا لحرياته، فهى كجوزائية أكثر امرأة متحررة ومؤمنة بالحريات الكاملة لنفسها ولمن تحب وللجميع وأطيب النساء وأكثرهن حكمة وعقلانية ودلالا، فكانت تحتله بحبها، بطهيها بفكاهتها، بنظراتها ومياصتها، بفنونها النسوية وجيتارها، بعطرها وملابسها وكعبها العالى وجواربها ولانجريهاتها، بحياتها معه وصوتها، وتشربها ما يحب فى راشيل، وحتى فى سيرها ونزهاتها معه وجواره، وحتى فى ضماتها ولمساتها ونظراتها لا يستطيع إنكار أنها أصبحت حياته رغم أنها لم تغير فيه شيئا، بل تشكلت على هواه سريعا، كما قلت كان احتلالها وتملكها ناعما لا يكاد يعد احتلالا أصلا.. كان تملكا واحتلالا يتمناه أى شاب ورجل، ويحسده عليه جدا شباب ورجال الحى.. لكنه لم يكن ليتمناه أو يستمتع به فقلبه وروحه معلقان براشيل إلهته العبرية..
أما راشيل فبدأت كما قلنا بالتألق كالماسة التل أبيبية الصافية، والتفتح كأجمل وردة جوزائية، ولم يشمها أحمد ولا التقطتها، بل كان ألبرت الأشقر هو من التقطتها. وكانت له اتصالاته بالحكومة فى تل أبيب وسرعان ما استقر والد راشيل وإخوتها الصغار وهى فى منزل راقى فى أرقى أحياء تل أبيب العاصمة، بعد معاناتهم فى المخيم وكوخ المعبروت بفضل اتصالات ونفوذ ألبرت.. كان ألبرت أشكنازى تماما مثل فلاديمير، وراشيل بالطبع وأسرتها مزراحية مشرقية سفاردية، ورغم اختلافاتهما بالعادات والبيئات هى وفلاديمير فقد عشقته وعشقها وتزوجا بنجاح وحب والبرت يعلم ذلك لذا كان لديه أمل أن تتقبله كما تقبلت فلاديمير وتحبه كما أحبته.. اجتمع فلاديمير الذى كعادة يهود أوروبا الأشكناز يتسمون بأسماء المجتمع حولهم وكعادة اليهود بعد السبى البابلى وبالفترة الهلنستية والرومانية يتسمون بأسماء يونانية ورومانية وراشيل التى أسرتها كعادة يهود المشرق المزراحيم السفارديم يتسمون بأسماء عربية أو تعريب لأسمائهم العبرية معنى أو تعريبا، وكعادة يهود إيران يتسمون بأسماء فارسية وهكذا.. كان ألبرت يتحجج لراشيل بأى حجة كى يأخذها فى نزهة فى شوارع تل أبيب وعلى شاطئها على البحر المتوسط وفى حدائقها وفى دور السينما بها وظل على هذه الحال ما بين شتاء وصيف 1951.. والحقيقة أنه لم يكن يجبرها على شئ لا تريده وكان يحترمها كثيرا ويبجلها ويؤلهها مثلما يفعل أحمد كانت محاطة بهالة مصرية قديمة وبابلية ورومانية واغريقية وعبرية وجاذبية جوزائية غير طبيعية تجعل كل من يعشقها يؤلهها، وكونها وفية لفلاديمير وعنيدة وتصد ألبرت كلما حاول تقبيلها أو ضمها وأخبرته أنه لو كررها ستقطع علاقتها به. فامتنع خوفا من جدية تهديدها الواضحة. لكنه لم ييأس من اصطحابها للنزهة على الشاطئ والبحر وفى الحديقة وبين الشوارع والمبانى.. كان يلح عليها أن تقبل أن يهدى لها الفساتين والكعوب العالية لكنها رفضت لأنها تعتز جدا بهدايا أحمد لها ولا تريد تغييرها.. وسألها بغيرة عن أحمد وأخبرته أنه تلميذها وابنها وأخوها الصغير.. فشعر بالحسد تجاهه لمكانته القريبة لقلبها رغم أنها أكدت له أنها لا تراه أكثر من ذلك وأن فلاديمير حبها الوحيد الذى يملأ قلبها ولا تستطيع إدخال سواه لفؤادها.. ولأنها لا تقبل لمسات يديه أو ضمات ذراعيه أو قبلات شفتيه، فكان يلمسها ويضمها ويقبلها بعيونه وهذا أضعف الإيمان بالإلهة العبرية، ويمتع عينيه بجمال ملابسها، بجمال وجهها الجوزائى البدرى، وبغوايشها وأقراطها بأنواعها وبكعبها العالى وحتى بأصابع قدميها الجميلتين حين ترتدى صندلا أو شبشبا عالى الكعب.. وطلاء أظافر يديها الجميلتين الأحمر – لا الأسود الكريه الذى ظهر فى القرن الحادى والعشرين بعد هذا العام بعقود - بكل حركاتها وسكناتها وكل ما يظهر أو يختفى من بدنها خلف الثياب، وطبعا تصفيفات شعرها الأسود الفاحم الطويل جدا والغزير جدا المتنوعة والمتغيرة. بقيت راشيل مشتاقة لرؤية مصر ولكن ألبرت يخبرها بأن الوضع غير مناسب، حتى انتهى عام 1951 وبدأ عام 1952.

Please rate this story
The author would appreciate your feedback.
  • COMMENTS
Anonymous
Our Comments Policy is available in the Lit FAQ
Post as:
Anonymous