راشيل أرملة أحببتها - 4

Story Info
Rachel, a widow that I loved -4.
3.3k words
0
11
00
Story does not have any tags

Part 6 of the 13 part series

Updated 10/11/2023
Created 09/09/2023
Share this Story

Font Size

Default Font Size

Font Spacing

Default Font Spacing

Font Face

Default Font Face

Reading Theme

Default Theme (White)
You need to Log In or Sign Up to have your customization saved in your Literotica profile.
PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

راشيل أرملة أحببتها -- 4

فى أحد نهارات يناير 1952، جلس أحمد على كرسى راشيل المفضل فى بيتها المجاور لبيته بالقاهرة، وسارعت دوناتيلا بالجلوس على حجره ولفت ذراعيها حول ظهره وتأملت وجهه الوسيم الشبيه جدا بوجه نجم البورن الوسيم الفرنسى دومينيك سانت كلير فى فيلمه الشهير أسرار المراهقين Secrets d'Adolescentes.. وقد ارتدت أقراط شبيهة جدا بأقراط راشيل التى رأتها فى صورها التى تجمعها بأحمد وارتدت فساتين وغوايش وصففت شعرها الذى أطالته على مدى عام ونصف لتصبح أقرب ما تستطيع لهيئة راشيل.. وبنفس الوقت بعيدا عن القاهرة بسبعمائة وستة وستين كيلومترا فى تل أبيب، كانت راشيل تسلم شفتيها لشفتى ألبرت الشبيه جدا بحبيبها الفقيد فلاديمير والذى ظل خلفها لأشهر يقلد فلاديمير كما حكت له عنه ويقلد أحمد كما حكت له عنه وهما الرجلان الأهم فى حياتها حتى وإن كانت تعتبر الأول حبيبها الأوحد والثانى ابنها وأخوها الأصغر وتلميذها،

وسرعان ما أفاقت راشيل من لذتها ولهفتها وهى عارية حافية وكعثبها مبلل بمنى ألبرت خارجا من أعماق مهبلها، وأخذت تبكى وتلطم خديها لأنها خانت فلاديمير حبها الأوحد، لكن ألبرت ظل يطمئنها بأن تعتبره فلاديمير وكان لشبهه الشديد وجهيا وجسديا وصوتيا والذى دعمه بالتشابه العاداتى أثره البالغ فى استلقائها مجددا بالفراش ليضاجعها بالحب الحلو مجددا وليسيل عسلها المهبلى مجددا من لهفتها ولذتها.. لم يكن البرت مولودا بشهر ولا يوم ميلاد فلاديمير لكنه كان مولودا ببرج وشهر ميلاد أحمد وإن اختلفا فى اليوم.. كان ألبرت شرها لها وهى أيضا شرهة لاسترجاع لحظاتها الحميمية مع فلاديمير، وتناست تماما أن من يضاجعها ويضمها ويقبلها ويتمرغ معها عاريين حافيين هو البرت، وطبعت عقلها وقلبها وروحها على أنه فلاديمير، وكان ألبرت يلعب نفس لعبة دوناتيلا، والقلب له أحكام، فكان كلاهما -- ألبرت ودوناتيلا- يعشقان الفتى والفتاة بلا أمل ومن طرف واحد، ويريدان بطمع وجشع وشراهة أن يتملكان الفتى والفتاة، ولو عن طريق الغاء شخصيتيهما وهويتيهما لصالح شخصية وهوية راشيل فى حالة دوناتيلا مع أحمد ولصالح شخصية وهوية فلاديمير فى حالة ألبرت مع راشيل..

كل ما كان يهم دوناتيلا أن تبقى بحضن أحمد وتظل جواره رومانسيا وجنسيا بالفراش والبيت والشارع وكل زمان ومكان، وكل ما كان يهم ألبرت أن يبقى بحضن راشيل ويظل جوارها بنفس الحال تماما.. لا يهم أن يناديها أحمد باسمها دوناتيلا ولا يهم أن تناديه راشيل باسمه ألبرت، المهم تحقيق الغرض والحلم، ولا يهم بأى اسم يناديها أحمد باسم راشيل أو جبريللا أو ملاك أو حورية، ولا يهم بأى اسم تناديه راشيل فلاديمير أو حاييم أو افرايم أو ديفيد.. ما يهم دوناتيلا أن أحمد بحضنها ولا يفارقها أبدا..

وما يهم ألبرت أن راشيل أصبحت بحضنه دوما ولا تفارقه أبدا.. ولم تكن دوناتيلا أو راشيل ساذجات جنسيا بل لم تحرم إحداهن نفسها ولا حبيبها أو من هى بالنسبة له حبيبته، من البلوجوب والهاندجوب والتيتجوب والفووتجوب والثايجوب والكاميلتوسلايد والكونيلنجوس --برغبة من ألبرت بحالة راشيل ورغبة من دوناتيلا بحالة أحمد -- وبكافة الأوضاع من التبشيرى للكلبى -- الذى كان يكرهه ألبرت لأنه يحجب عنه محيا راشيل البدرى الجوزائى لكنه فعله بالحاح وطلب منها لأنها أيضا لا تريد تذكر أنه ليس فلاديمير حبها الأوحد إن تفرست بوجهه وكانت تغمض عينيها بالأوضاع الأخرى التى تواجهه أو يواجهها فيها وتتخيله فلاديمير فكانت تفضل راعية البقر المعكوسة والكلبى والملعقة لأنها لا تراه وتعطيه ظهرها- - والذى لم يمانع أحمد فى تلبيته لدوناتيلا بل كان يفضله معها هو وراعية البقر المعكوسة والملعقة لأنه لا يريد رؤية محياها المختلف عن محيا راشيل إلهته العبرية وكان ذلك يجرح دوناتيلا ويحزنها لكنها كانت تتحمل لأن جرح وألم فراقه لها أشد عندها من الموت ذاته -- والملعقة جنبا لجنب وراعية البقر المعكوس والجنبا لجنب لكن وجها لوجه -- الذى يعشقه ألبرت ودوناتيلا لأنهما يواجهان حبيبيهما راشيل وأحمد هو ووضع الأوم الهندوسى ووضع اللوتس ووضع راعية البقر- وحتى الجنس الشرجى دوناتيلا من ألحت على أحمد أنها تريده أن يمتلك ويفتتح كل بدنها وكل بكاراتها،

وكان أحمد رفيقا بها تبعا لتعليماتها فعل وأدرك هو وهى أن متعة الجنس الشرجى متعة كبيرة لكليهما لو تم بدهان وتزليق وتزييت ولابريكانت غزير ورفق وهدوء وتفاهم متبادل، وألبرت هو من ألح على راشيل ببكارتها الشرجية التى لم تمنحها لفلاديمير أبدا ولا لأحد، ليس لأن فلاديمير طلب وهى رفضت، بل لأنه لم يطلب أبدا، وكان ألبرت رفيقا بها حين استسلمت له وأسلمت له إستها ليدهنه ويمتع به أيره كما يشاء ولرقته معها أعجبها الأمر جدا وأمتعها ولم يؤلمها، والحقيقة أن راشيل كانت على عكس أحمد مع دوناتيلا، كانت شرهة جدا جنسيا ورومانسيا مع فلاديمير ومع ألبرت متخيلة أنه فلاديمير، أما أحمد فلم يكن يعلم هل هو بارد بطبيعته أم أن ضيقه من دوناتيلا وعدم حبه لها هو ما يجعله زاهدا فى الجنس معها فهو لا يشعر بعاطفة رومانسية تجاهها إلا إذا تخيلها راشيل وخدع عقله ومع ذلك لا يمنحها ما تريده بشراهتها الرومانسية والجنسية إلا كارها ورغما عنه وباجبار ناعم منها إذ تلهب مشاعره بتقليد راشيل بملابسها وكعبها العالى ومجوهراتها وشعرها الذى أطالته مثلها وتصفيفاته وحتى أنها تعلمت العبرية مثلها بسرعة دفعها حبها المهووس له لتعلمها بسرعة عجيبة ولم يكن صوتها بالترنم والغناء سيئا وإن لم يكن يشبه صوت راشيل لكنه أنثوى رقيق جدا مثل صوت راشيل وإن اختلفت درجته وبصمته بوضوح عنها،

لكن أحمد وطن أذنه على تخيل أنها راشيل تغنى له وترنم، وساهم تقليدها المتقن فى شراهته وشهوته الجنسية والرومانسية فى أوقات كثيرة معها سواء بالمضاجعة والضم والتقبيل والنظرات واللمسات، أو بالنزهات والغزل الكلامى فكانت دوناتيلا تبتسم بانتصار فى أعماقها كيلا يرى ابتسامتها فيفيق من سحرها الجوزائى الناعم.. ولم يكن صعبا عليها تقليد زميلتها فى البرج فهى مرنة مثلها رغم اختلاف بيئتيهما ودينيهما لكن الحب والعشق المهووس يصنع المعجزات..

وما لم يعرفه أحمد ولم يذقه بعد أنه لو قورن بين شراهة راشيل ودوناتيلا الجوزائيتين بالحب والاخلاص للحبيب وطاعته والطهى له واسعاده حياتيا والرقة معه والجنس معه والصحبة الحلوة معه واحتلال روحه وعقله وقلبه بسهولة ونعومة مع احترامهما الكامل لحرياته ومساحته فسنجد تطابقا تاما تقريبا بين الفتاتين فى ذلك.. لكن لو قورن أيضا بين اخلاص أحمد لراشيل وهوسه بها واخلاص راشيل وهوسها بفلاديمير وكره أحمد وراشيل لخيانتهما لحبيبيهما راشيل وفلاديمير على التوالى -- سنجد تطابقا تاما أيضا -- فلاديمير الذى دون أن تدرى كان يحمل روح توأم لروح أحمد المتناسخة توفى بروسيا يوم ميلاد فلاديمير وروحه توأم لروح أحمد بشخصيته وطباعه وكل شئ ماعدا القالب الجسدى والملامحى،

فأما روح أحمد فتسكن دوما يوم وفاة جسدها القديم بيوم ميلاد جسدها الجديد لكن دوما يكون حاملا لنفس ملامح حيواتها وأجسادها الماضية كلها طبق الأصل، وأما الروح التوأم لروح احمد على مبدأ يخلق من الروح أربعين شبها كما يخلق من الجسد والوجه أربعين شبها، فكانت تلك الروح تسكن فى أجسام ووجوه وأعراق مختلفة وإن كانت كلها وجوه وسيمة، لكن ملامحها متباينة جدا جدا وتسكن فى الأفارقة والآسيويين والهنود والهنود الحمر والأوروبيين والعرب والشرق أوسطيين،

أما روح أحمد فتسكن دوما فى نفس الوجه والملامح والبياض والجسد حتى وإن اختلف عصرها ولغتها ودينها وبلدها ما بين أوروبا وآسيا غير الصفراء والشرق الأوسط الكبير، ودوما روح فلاديمير توأمة روح أحمد تسبقها فى السكنى والانتقال من المتوفى للمولود بسبع سنين.

فهذا هو سر افتتان وعشق وهوس راشيل دون أن تدرى بفلاديمير، ولكنها لا تزال غافلة عن أن أحمد هو توأمه وروحه توأمة روحه، وغافلة أن أحمد هو ذا وان، هو المنشود وحبيبها وحبها الحقيقى والأوحد فى كل العصور والدهور ومن أزل الآزال إلى أبد الآباد.. لكنها لم تكتشف ذلك بعد.. رغم أن أحمد يحس به ويعتنقه دون أن يدرى به هو الآخر سوى ببعض الرؤى التى لا يدرى أهى مجرد أحلام اختلقها عقله المنتج المخرج المصور الممثل، أم أنها بالفعل مشاهد من ذاكرة روحه المتناسخة المنسية مع روح راشيل.. كان ألبرت وراشيل متوافقين جنسيا وشرهين جنسيا لكنها غير متوافقة معه رومانسيا، وكذلك كان الحال بين أحمد ودوناتيلا متوافقين وشرهين جنسيا خصوصا بسبب تقليدها المتقن لراشيل، وبراعتها بالاغراء الناعم الوقور الجوزائى الرصين الذى يبدو باردا بالنسبة لبعض الرجال لكنه يخلب لب أحمد بشدة وهو ما تفعله راشيل أصلا.. لكن أيضا لم يكن متوافقا معها رومانسيا رغم تطبعه معها واعتياده عليها كاعتياد راشيل على ألبرت وتطبعها معه.. والذى ملتصقا براشيل ورجله على رجلها وتقيم فى بيته دوما ونادرا ما يسمح لها بالذهاب لأبيها لتزوره وتزور إخوتها الصغار غريب (أليعازر) ومنصور (جرشوم) وأختها أستير والذين تشتاق إليهم جدا.. كانت بمساكنة طويلة معه بينما كان أحمد بعلاقة جيرلفريند بويفريند مع دوناتيلا حيث يقيم بعض الوقت نهارا ببيت راشيل وتصطاده دوناتيلا لممارسة الحب الحلو الملتهب ثم للتنزه بأرجاء القاهرة ويعود لينام ببيت أبويه..

وبدأ والد راشيل يفاتحها بالزواج بألبرت ما دامت مثل زوجته الآن لكنها تفزع وترفض بشدة.. وبالمثل إذا فاتحت أم دوناتيلا أحمد بالزواج بابنتها.. فتسكت باشارة من دوناتيلا الخائفة من أن يمل أحمد من الحاح أمها ويفارقها.. وطالبته أمه -- أم أحمد -- بمفارقة هذه الفتاة الطليانية اللعوب لكنه رغم عدم حبه لدوناتيلا رومانسيا فقد اعتاد وجودها بحياته كجيرلفريند جنسيا وعاطفيا أيضا فكان يرفض مطالبات أمه الحائرة بين كونه يخبرها بأنه يحب راشيل ولا يطيق دوناتيلا رومانسيا، وبين تمسكه بالتصاق دوناتيلا به.. لعله كان يرى فيها سلوانا مؤقتا ينسيه ألم بعاد راشيل عنه ويواسيه ولعله كان يائسا من حب راشيل له يوما أو عودتها لمصر يوما أصلا.. فرضى بالبديلة والشبيهة ليخدر قلبه وعقله وروحه وجسده وجوعهم الشديد لإلهته العبرية راشيل. وكانت دوناتيلا لذلك لا تخشى نظرة أمه لها وتصرفاتها معها، لأنها مدركة لتمسك أحمد بها وتعوده على وجودها بحياته، وكثيرا ما كان يتخلى عن بروده وصده إن فشلت أحيانا فى اشعال شراهته الشهوانية والرومانسية نحوها، ليضمها مناديا إياها بماما راشيل وإلهتى وجوافتى وموزى الناضج المعسل ومولاسى وكريمكراميلى ومهلبيتى، وهى تغدق عليه بحنانها ورقتها وحبها بسخاء لا نهائى قبلات وضمات وهمسات وتطمينات أمومية بالأساس وعاطفية غير جنسية فهى تعلم متى يحتاج منها أن تكون أما أو أختا أو صديقة، ومتى يحتاج منها أن تكون حبيبة أو رفيقة درب رومانسية أو دمية جنسية متفاعلة، وهى تقوم بكل الأدوار بفعالية لارضائه.

وبحلول صيف 1952 وقبيل ثورة يوليو بشهر تقريبا، كانت راشيل مصممة على السفر إلى مصر وزيارة أحمد وأسرته، ولم تعد تكفيها الرسائل الورقية المتبادلة بينهما، والتى كسرت قلبه حين أخبرته بعلاقتها مع ألبرت وأرسلت له بعض الصور لها ولألبرت.. فسافر بها ألبرت من تل أبيب عبر طائرة لشركة العال الاسرائيلية إلى نيقوسيا، ومن نيقوسيا بطائرة أخرى إلى القاهرة، مستخدمين جوازى سفر بريطانيين مزورين باسمين قبرصيين فقد كانت قبرص حتى 1961 محمية بريطانية.

وبذلك تمكنت راشيل وألبرت من دخول مصر. وفرح أحمد كثيرا متفاجئا بزيارة راشيل وألبرت ونظر بلوعة لألبرت الذى يضم راشيل ويقبلها ولم تخفى النظرة عن ألبرت ودوناتيلا التى سارعت بتقبيل وضم أحمد بالمثل أيضا كل من ألبرت ودوناتيلا يخشى من هذا اللقاء خصوصا أن دوناتيلا أرسلت رسالة سرا لألبرت تخبره بعشق أحمد الشديد من طرف واحد لراشيل وأخبرها ألبرت بالمثل بعشق راشيل الشديد الأوحد لفلاديمير زوجها الراحل، وتبادل ألبرت ودوناتيلا الرسائل سرا خفية عن راشيل وأحمد وأكدا فيها تحالفهما للحفاظ على حبيبيهما اللذين لا يبادلانهما الحب.. صمم أحمد بتلك الليلة أن تبيت راشيل معه وحدها دون ألبرت واستجابت راشيل رغم اعتراض وثورة دوناتيلا وألبرت.. ونام أحمد بحضن راشيل مشتاقا جدا وكلبش فيها كلبشته المعتادة من ظهرها ومقدمتها وجنبها وظل يقبل خدها ويدها ويشم شعرها بشوق،

وطيلة الليلة كان ألبرت ودوناتيلا يختلسان النظر لفراش راشيل وأحمد بغيرة وغضب لكنهما أيضا لا يستطيعان منع أحمد وراشيل من ذلك، خشية أن يؤدى ذلك للفراق.. وباليوم التالى تناول أحمد بعض الطعام من طهى ويد راشيل التى عبرت عن اشتياقها لابنها وتلميذها وأخيها الصغير الذى أراها كيف يبجل شوفارها المعطم بالذهب والفضة والمنقوش عليه اسمها بالعبرية والهيروغليفية ووعاء لفافات وقراطيس التوراة الذى يحوى رسائلها الجلدية والورقية له وضفائر شعرها التى لا تزال تفوح منها رائحة دهنى المسحة العبرى والعربى عبقها المعتاد.. وذهب الأربعة إلى السينما لمشاهدة فيلم المنزل رقم 13 لفاتن حمامة وعماد حمدى الذى صدر فى هذا العام 1952.. وكانت راشيل ودوناتيلا وأحمد يتشاركون حبهم للنجمة الصاعدة فاتن حمامة الضئيلة الجوزائية. تجولت راشيل متنزهة مع أحمد فرحة بلقائه وبعودتها لمصر على كورنيش النيل وفى شوارع القاهرة الفاطمية والدرب الأحمر وسوق السلاح والسيدة زينب والجماميز ومصر القديمة أو مصر عتيقة كما كانت تسمى آنذاك، وفى حلوان والروضة وكوبرى عباس وكوبرى قصر النيل..

كانت متعطشة لرؤية القاهرة ولم يفارقهما ألبرت ودوناتيلا طرفة عين لخشيتهما أن يخطفها أحمد ويطيران بشكل أسطورى معجزى بعيدا بعيدا ويتركان لهما لوعة القلب وحسرة وحرقة الفؤاد.. ظل أحمد وراشيل على هذه الحال يثرثران طويلا وكثيرا ويتنزهان فى أنحاء القاهرة بل وحتى يسافران فى مصر طولا وعرضا لرؤية الآثار كما فعلت من قبل مع فلاديمير ومعه، وأخذ إجازة لشهر من عمله خصيصا للبقاء معها، وبالليل ينام بحضنها.. وبالنهار يتناول الطعام من يدها وطهيها..

وكان هذا الشهر أصعب شهر مر على دوناتيلا وألبرت وهما يتمزقان غيرة ولوعة كل لحظة وكل يوم وكل صباح ومساء ونهار وليل.. وانتهى الشهر وافترق أحمد وراشيل بالدموع وسط فرحة استطاع ألبرت ودوناتيلا بصعوبة بالغة اخفاءها وتظاهرا بالحزن أيضا وقلباهما يرقصان فرحة ونشوة بانتهاء الكابوس.. لتسافر راشيل مع ألبرت الذى يلعنه أحمد سرا ويلعن قسوة قلب راشيل المتحجر الذى لم يمل بعد له ولا يبدو أنه سيميل إليه أبدا.. وسرعان ما تمكنت دوناتيلا ببراعتها من احتلال أحمد كاملا مجددا رغم قوة حبه لراشيل، ولم يكن ألبرت أقل براعة مع راشيل خصوصا أنها من الأساس لا تحب أحمد إلا كابن أو أخ أصغر أو تلميذ، وأنها من الأساس قد فقدت حبيبها الأوحد وزوجها فلاديمير حاييم بالوفاة.

واندلعت ثورة 23 يوليو 1952 على يد الضباط الأحرار بزعامة الرئيس الراحل الخالد جمال عبد الناصر وقيادة صورية لمحمد نجيب.. بعد أيام.. وفى فبراير 1953 تقيأت راشيل تقيؤا صباحيا، وذهبت للطبيب مع ألبرت الذى أخبرها أنها حبلى بشهرين ومن المتوقع أن تنجب فى سبتمبر.. لم يكن يعلم بالطبع ولا هى ولا أحد أنها حبلى بتوأمين ولم يكن قد ظهر بعد الكشف بالموجات فوق الصوتية والسونار.. وامتزج الحزن والفرح لدى راشيل.. الفرح لأنها ستصبح أما والحزن لأنهما ليسا من فلاديمير حبيبها.. وطار الخبر بالبريد -- أو بالأحرى بالرسول الذى يحمل الخطابات من إسرائيل إلى مصر لراشيل وليهود مصريين كثيرا لمعارفهم وأصدقائهم فى مصر لأنه لن يتم السماح بدخولها بالبريد العادى وعليها الختم الاسرائيلى- لأحمد ودوناتيلا، وامتزج الحزن والفرح لدى أحمد الفرح لفرح راشيل الظاهر فى الخطاب والحزن لحزنها أيضا الظاهر بالخطاب أنه ليس من فلاديمير والحزن لأنه ليس منه هو وسرح بخياله كيف كان شعوره وسعادته لو كانت راشيل حبلى بطفله هو لا طفل ألبرت،

أما دوناتيلا ففرحت جدا لأن ذلك الأمر سيلهى راشيل عن أحمد ويبعدها أكثر وأكثر عنه لتنخرط فى طفلها ويوثق روابط راشيل وألبرت ويقربهما من بعضهما، وانفتحت شهيتها للانجاب هى الأخرى، وتقافزت كالطفلة جوار أحمد مصممة ومطالبة أن يمنحها طفلا جميلا مثله كما منح ألبرت راشيل وستربيه وحدها ولا تريد الزواج به، لو لم يريد، المهم أن تحصل على طفل تغدق عليه من أمومتها وحبها، رفض أحمد بالبداية لكنها ظلت مصممة وهددته بالفراق وهى تعلم أنه رغم عدم مبادلته حبها له بحب لها، لكنه أدمنها وتعود على وجودها بحياته، فخاف عندها ووافق..

وكانت دوناتيلا تستخدم غطاء عنق الرحم أو السيرفيكال كاب، أو العازل الأنثوى المهبلى أو الديافراجم آنذاك لمنع الحمل، لأنه لم تخترع حبوب منع الحمل إلا فى الستينات بأمريكا.. أما راشيل فلم تكن تستعمل أى وسيلة لمنع الحمل لأنها كانت تظن نفسها عاقر لأنها لم تنجب من فلاديمير طوال حياتهما معا طيلة عشرة أعوام.. فتوقفت دوناتيلا عن استعمال غطاء عنق الرحم والعازل الأنثوى المهبلى ونشطت جنسيا أكثر مع أحمد.. ولكنها لم تحبل إلا فى أوائل سبتمبر 1953 --حين ولدت راشيل توأميها الولد شلومو والبنت تسيبوراه طل- وبدأت تتقيأ وتظهر عليها أعراض الحمل فى نوفمبر، وذهبت للطبيب مع أحمد وبشرها بأنها حبلى بشهرين.. وستنجب فى يونيو 1954 سيكون المولود جوزائيا مثل أمه..

ولم تكن تعلم ولا احمد ولا الطبيب ولا أحد بعد أنها حبلى بتوأمين أيضا لم يظهر السونار الطبى بعد ولم ينتشر.. وكانت دوناتيلا فرحة جدا لأنها حبلى من عشقها الأوحد ولأن ذلك قد يوثق اخيرا رابطها به وقد يجعله يرتبط بها للأبد وينسى راشيل فدوناتيلا ستمنحه الأولاد وتصبح أم أولاده.. لكنه كان أيضا يشعر بمزيج من الحزن والفرح الحزن لأنه ليس ابنه من راشيل حبيبته وإلهته، والفرح لأنه سيصبح أبا وله ابن أو ابنة.. وبالحقيقة كانت يده دوما تتحسس بطن دوناتيلا التى تعلو بالتدريج مع شهرها الرابع والخامس وهو يضمها بالكلبشة ولا شك أنه ارتبط بها أكثر مما افرحها وجعلها تغرقه بالحب رومانسيا وجنسيا وبالطهى وطاعتها له وكل ما يمكن أن يسعده على مبدأ تحبنى قيراط أحبك قيراطين وتشوفنى بعين أشوفك باتنين وإن حبتنى أحبك أكتر.. وأنجبت دوناتيلا ولدا وبنتا أيضا أسمتهما جيوفانى يحيى وجبريللا ملاك.

كانت الأسماء المركبة مسموحة بمصر وتركيا وبالغرب، حتى أصدر مبارك للأسف عام 1994 قانون أحوال مدنية بمادته 21 يحظر التسمية بأسماء مركبة. رغم أنه هو والسادات أسماءهم مركبة ورغم أن الأسماء المركبة لا تزال مسموحا بها فى أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا ودول أوروبا. كانت ملامح جيوفانى وجبريللا مزيجا فاتنا من وسامة أبيهما أحمد وجمال أمهما دوناتيلا.. وبالحقيقة لقد فرح بهما أحمد جدا وكذلك دوناتيلا، ولم يشغلاها رغم واجباتها الأمومية عن حب أحمد واغداق حنانها الجارف عليه،

وبالحقيقة أيضا كان أحمد ودوناتيلا شقيين جنسيا سواء بالجنس الشرجى أو بعشقهما للجنس وهى حبلى حتى آخر أيام حبلها وهما يتضاجعان كالأرانب، والجنس وهى طامث حائض بالمهبل كانا كلاهما يعشقان ذلك أيضا.. ولم يكن ألبرت وراشيل بأقل شقاوة منهما.. اضافة للعب كل الأدوار الجنسية فتشية وبارفيلية ومحارمية وديوثية ومثلية وبايسكشوالية.. وورثت تسيبوراه شقرة شعر أبيها ألبرت، وورث شلومو سواد شعر أمه راشيل. وظلت المساكنة بينهما مستمرة وظلت راشيل رافضة الزواج الرسمى بألبرت رغم انجابها منه ورغم تعلقهما بولديهما وارتباطهما ببعضهما أكثر لكن راشيل لم تستطع مبادلته الحب كما تحب فلاديمير.. أما أحمد فقد دفعه يأسه من امتلاكه لراشيل يوما اضافة لحب دوناتيلا له بعمق وهوس وانجابها له وحبه لولديه منها، فقرر الزواج الرسمى بها وطلبت منه أن يتربى ولداهما على دينيهما معا بحرية وأن يتركا لولديهما حرية اختيار ديانتيهما حين يبلغان سن الرشد بارادتهما الحرة ووافق أحمد..

سعدت دوناتيلا كثيرا برغبة أحمد بالزواج رسميا بها أخيرا.. ووافقت دون تردد، ومر عامان وهما بأسعد سعادة وقد ارتبط أحمد بها كثيرا وإن لم يحبها حبا رومانسيا لكن العِشرة بينهما كانت راسخة وكانت أمه البديلة عن راشيل وأخته وصديقته ورفيقة وحدته، لكن سعادتهما لم تدم طويلا، إذ مرضت دوناتيلا فجأة وكانت رغم مرضها فرحة من أعماقها لأن أحمد يضمها ويذرف الدموع من أجلها ويعترف لها أنه رغم عدم حبه لها رومانسيا لكنها أغلى إنسانة فى حياته حتى أغلى من حبيبته وإلهته راشيل، وأسلمت الروح وهى بين ذراعيه. لم تكن تلك نهاية أحزانه، وإنما لرفض أمه الاعتراف بزواجه بدوناتيلا ورفضها مساعدته بتربية الطفلين الصغيرين بعد وفاة أمهما، وإلحاح أم دوناتيلا عليه كى يعطيها حفيديها لترحل بهما إلى إيطاليا لأن الوضع فى مصر بالنسبة للأجانب يزداد ضيقا وسوءا وليتربيا فى بلديهما وعادات أهل أمهما وجدتهما رغم تأكيد أحمد لها أنه لن يربيهما على العادات المصرية وحدها أو الدين الإسلامى وحده.. كما وعد دوناتيلا الغالية..

لكنها قالت كيف ستفعل ذلك وحدك دون أمهما دع حفيدى لى فهما من تبقى من عبق ابنتى الغالية التى كنت وجه شؤم عليها وتوفيت فى ريعان شبابها بسببك.. تضافرت هذه العوامل كلها على أحمد الذى رضخ لرغبة والدة دوناتيلا بألم لأنه بالفعل لم يعد قادرا على تربية ولديه وحده دون أمهما ودون أمه جدتهما التى تجردت من مشاعر الجدة تجاههما.. ورحلت الجدة الطليانية عن مصر مصطحبة معها جيوفانى يحيى وجبريللا ملاك وأصبح أحمد وحيدا يقضى أغلب وقته بعد عودته من عمله فى بيت راشيل المهجور من أهله ومن دوناتيلا وولديه منها، حزينا على راشيل ودوناتيلا وولديه..

وكانت راشيل تتألم من أجله وعلى علم بكل ما جرى معه.. كان ذلك فى عام 1959 وكان أحمد قد انتقل للعمل فى بنك القاهرة بعد انشائه 1952، بعام، أى فى 1953، وقد أنشأ بنك القاهرة سبعة فروع له فى سورية فى الفترة ما بين 1955 و 1959، فى دمشق وحلب واللاذقية، وكره أحمد وضعه فى مصر الذى يذكره بآلامه وشكا ذلك لأصدقائه بالعمل، وكان ومديره صديقين، فحكى له وضعه، فأشار عليه بان هناك وظائف شاغرة فى الفروع الجديدة لبنك القاهرة فى سورية، لو أراد، وبالفعل كان أحمد يريد الابتعاد عن ماضيه المؤلم فى مصر، لذلك لم يتردد ورغم حزن أمه وأبيه لقراره لكنه صمم عليه ولم يكن بحاجة لجواز سفر آنذاك للسفر لسورية فقد كانت مصر وسورية دولة واحدة تحت اسم الجمهورية العربية من فبراير 1958 وحتى سبتمبر 1961 ، سافر أحمد وعين فى فرع بنك القاهرة بدمشق، وأقام فى شقة بسيطة. كان معظم موظفى وموظفات البنك فى الفرع من السوريين والسوريات، والذين رحبوا به ترحيبا أخويا بالعسل المسكوب من لهجتهم ولهجتهن السورية الدمشقية. ومن بينهن فتاة سورية علوية --وإن كانت لها أصول من جهة أمها الشيعية وأقارب أمها الشيعية من العثمانيين وأسرة محمد على والشريف حسين شريف مكة ومؤسس مملكة الحجاز التى أسقطها آل سعود - وانجذبت له ووقعت فى عشقه بهوس من أول نظرة كانت تدعى لمى،

وبينما كان أحمد جالسا عند ساحة المرجة يتأمل جريان نهر بردى وما يشبه الشلالات فى جريانه، إذ ارتطمت به فتاة ترتدى السارى الهندى الملون الشهير واعتذرت له بالهندية فلما بدت على وجهه علائم عدم الفهم اعتذرت له بعربية مكسرة أنها آسفة.. جلست جواره وصافحته بجرأة وهى يتأمل شعرها الطويل جدا الهندى الناعم المضفر ضفيرة طويلة، وقالت له ان اسمها لاكشمى وسألته عن اسمه فأجاب انه أحمد.. وكانت لاكشمى ترتدى قلادة ذهبية يتدلى منها تمثال ذهبى دقيق وصغير للإلهة الهندية دورجا بأذرعها العديدة. كانت من الجالية الهندية الصغيرة فى سورية. تعيش بها مع أسرتها منذ عدة سنوات وتعمل فى فرع لشركة هندية بدمشق.

Please rate this story
The author would appreciate your feedback.
  • COMMENTS
Anonymous
Our Comments Policy is available in the Lit FAQ
Post as:
Anonymous