رواية نور وشمس - الفصل 1 حتى 5

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

فى صباح الاحد ذهب الاولاد الى مدارسهم وكلياتهم للامتحانات. وذهبت نور الى عملها فى المؤسسة. كما ذهب كمال الى عمله فى شركة الاستيراد والتصدير.

نور وشمس


الفصل الثالث

استقلت نور المعدية للمعادى مع زوجها كمال واولادهما الاربعة. ومن المعادى استقل كل منهما هى وزوجها المواصلة التى توصلهما الى عملهما. وهو اوتوبيس العمل. احيانا يتاخران فيفوتهما فيضطران الى ركوب اوتوبيس النقل العام مع زحامه وتحرشاته وسخافاته. اما هذا الصباح الباكر فقد نجحا فى اللحاق بالاوتوبيس الرسمى لكليهما. ركب كمال وتفرس كالعادة فى وجوه الموظفين التابعين له. وابتسموا له وشعر ان بعضهم يبتسم له ابتسامة صفراء تخفى احقادا وكراهية او استهزاء وسخرية. كاد ان يجلس بمفرده فى الخلف كعادته ليتجنب نظرات الموظفين او ثرثرة احد منهم معه بكلمة قد تؤذيه مع حساسيته الزائدة. لكن فردوس سكرتيرته ابتسمت له ابتسامة ساحرة لاول مرة منذ تعيينها وربتت على المقعد المجاور للنافذة جوارها فهى تجلس على المقعد المجاور للممر الداخلى فى الاوتوبيس. انه مقعده المفضل ذلك المجاور للنافذة. يحب كالاطفال النظر الى معالم الطريق والمحلات والمبانى. جلس كمال الى جوارها. وقد ارتفعت حرارة جسده وبدات يداه وقدماه فى الحذاء تعرقان. تصلب جسده. كأنه فتى يلتقى بفتاة لاول مرة فى حياته. كان كمال قليل الخبرة جدا بالنساء. ولولا ان نور كانت جارته وصديقة الطفولة وزميلة المراهقة والطفولة ايضا فى نفس المدرسة ونفس الفصل حتى. لربما لما تزوج ابدا ولا اتيحت له فرصة ممارسة الحب مع فتاة او امراة خارج اطار الزواج. كان اقرانه يفاخرون امامه فى عزوبيتهم وحتى بعد زواجهم بمغامراتهم النسائية وكيف التقوا سرا بعاملة الجنس الفلانية. وهى بالطبع لقاءات محفوفة بالمخاطر كون بيوت الدعارة ممنوعة فى مصر وغير مقننة ولا مسموح بها ولا يتم فحص العاملات فى هذه المهنة. وهن معرضات للقبض عليهن فى اى لحظة. ويعملن بسرية شديدة. ولا يستطيع الوصول اليهن الا واسعو الحيلة والنسونجية المحترفون. وليس غرا ساذجا مثله. كما انه ولا تخبروا نور. ورغم اكتفائه بنور عاطفيا وجنسيا ومن كل جانب. ويحمد الله على طعامها وكل مهاراتها الفنية والمنزلية. وحتى على ثقافتها وحبها للكتب التى لا يحبها. رغم ذلك كله فقد اعجب بنساء وحاول التقرب منهن لكنهن كن يصددنه او يشتمنه. او يسخرن من خجله وطيبته. فشل مع النساء فشلا ذريعا وكن يكرهنه. سواء حين كان لا يزال فى العزوبية. او حين انضم للمتزوجين. لذلك تعجب كمال من ما فعلته فردوس والتى هى نفسها كانت من قبل باردة وجادة جدا معه. هو لم يحاول التقرب منها وبالتالى لا يستطيع ان يجزم انها نافرة منه وانقلب حالها. لعلها منجذبة له منذ البداية ولكن كانت تتانى لعله يبادر بالخطوة الاولى ولكنه لما لم يفعل قررت هى المبادرة بها.

قطع افكاره صوت فردوس وهى تقول: كيف حالك يا استاذ كمال ؟ اانت بخير. نظر كمال فى ملامحها عن قرب فوجدا مبتسمة. غالب خجله وقال لها. انا بخير يا انسة فردوس. ضحكت وارته الدبلة الذهبية فى يدها اليسرى. وقالت. مدام. قال مصححا باضطراب وقد ظهرت على وجهه خيبة الامل بادية. مدام فردوس. ولكن لا يبدو انك متزوجة. ضحكت وقالت. ومنجبة ايضا لدى طفلان. قال كمال. تبدين يافعة جدا على الزواج. ضحكت فردوس وقالت. شكرا يا شقى. احمر وجه كمال واصبعها لمس انفه سريعا واختفى ولم يلحظه احد من من فى الاوتوبيس سواه. شعر بالرغبة الجسدية الشديدة تدب فى عموده الكرنكى البردى اللوتسى وفى جسده وعقله. هذه الحركة ولمسة الاصبع على الانف تشعله نارا. نور علمت ذلك. وكانت تفعلها معه اضافة لامور اكتشفتها لديه. فكان دائما يطلق فيضان نهر الحب العاجى على يدها او فى معبدها ذى الصروح والبتلات وزر الورد فيضانا رهيبا وسعادة تجتاحه حتى يكاد ان يموت من السعادة فقد كانت نور تعرف كيف تشعله وتعذبه وتشبعه.

مدت فردوس يدها ووضعتها على يده وهى تنظر بعيدا. كان كمال منشغلا فى الاستمتاع بالنظر الى النافذة. ورؤية الشوارع والناس والمعالم. لكن ما ان لمست يدها يده حتى نظر مصعوقا. لم ينزع يده رغم خجله الشديد. ابتسم فى نفسه. وتساءل كيف استطاعت ان تجعله لا ينزع يده من يدها رغم خجله وتلقائية فعله لو فعل. نظر الى يدها. كانت يدها جميلة وممتلئة وجميلة الاصابع والاظافر جدا. وكانت بيضاء ناصعة كيده ويد نور زوجته. كانت ناعمة وحضن كفها لكفه حلو دهنى. نظر فى وجهها الذى يشبه وجه صابرين فوجدها تبتسم له ابتسامة ام تطمئن ابنها الخجول الخائف وخيل اليه ايضا انها هزت راسها بشكل خفيف يكاد الا يلاحظه احد. ايجابا. لتشجيعه. او لتخبره انها تفعل ذلك بارادتها. قالت فردوس. وما اخبارك مدام نور واخبار الاولاد ؟ انطلق عندئذ كمال كالمسحور يحكى لها تفاصيل حياته مع نور والاولاد. وهى تستمع بتركيز وتشجيع كالمذيعة والضيف. ثم سالها كمال. وما اخبارك مع زوجك واولادك. شكت له من شقاوة الاولاد بعكس اولاده المؤدبين الهادئين المطيعين.

وصلوا الى الشركة وتوقف الاوتوبيس فقطعت فردوس كلامها. ونهضت وكمال خلفها. صعدوا مع بقية الموظفين والعاملين. حتى وصل كمال الى مكتبه. دخل. وبقيت فردوس فى حجرة السكرتارية. بعد قليل استدعاها كمال عبر جهاز الاتصال. دخلت قائلة. هل طلبتنى يا استاذ كمال. قال لها مستجمعا جراته قبل ان تهرب ويعود لخجله. اجلسى هنا. قالت. لا يصح يا كمال بك. قال كمال. اجلسى كيلا اغضب منك. جلست فردوس. فقال كمال. الان العمل خفيف. يمكنك اكمال كلامك. ماذا بشان زوجك. قالت فردوس وهى تتنهد. هل يمكننى ان ائتمنك على بعض اسرار حياتى الشخصية يا كمال بك. لاننى فى الحقيقة احتاج لمن افضفض معه بدخيلة نفسى. قال كمال. تفضلى واطمئنى فاسرارك فى بئر عميق بلا قرار. قالت فردوس. الحقيقة زوجى هو من يحق له ان يشتكى منى. هو يسعدنى ويلبى كل طلباتى. حتى فى .. فى . فى الفراش. لكنه بصراحة ورغم ضخامة الته وقوته وفحولته الا انه لا يكفينى. لا تكفينى طاقة رجل واحد. انا حتى الان اتعذب فى صمت. واكافح ضد نفسى ورغباتى. كيلا اخونه. ولكن الشجار والخلافات بيننا كبيرة جدا وملتهبة بسبب ذلك. حتى وان غلفتها باسباب تتعلق بالاولاد او النقود الخ. ولعله يعلم. نهضت فردوس وكمال مصعوق وشارد فى القنبلة التى القتها عليه. ووقفت حول كرسى مكتبه واحاطت كتفيه بيديها واستمرت تتكلم. فجاة بدات تغنى برقة عجيبة وحركت كرسى كمال وانحنت امامه واصبح وجهها امام وجهه او فوق وجهه مثل الهة تلقى الوحى على عبدها. واستمرت تغنى مثل ام تغنى تهويدة لطفلها المدلل. كان كمال ينظر اليها كالمنوم. وسرعان ما التقت الشفتان. بنهم وقوة.


دخلت نور الى مبنى المؤسسة فى نشاط كعادتها. ترتدى فستانا اخضر اللون وفوقه معطف شتوى انثوى انيق طويل ازرق. نطقت بصباح الخير لحارس البوابة الذى رد عليها مبتسما. هى تعرف الحراس والسعاة ومعظم من فى المؤسسة منذ سنوات وهم يعرفونها. صعدت السلالم الرخامية بنشاط. لم تكن تفضل المصعد بل السلالم. وطرقعت بكعبها العالى المستدق الابيض الكلاسيكى المقفول. وهدات رائحة الجو القديمة والمبنى العريق اعصابها. وكان قلبها يدق بهدوء ورتابة تشى ببرودة اعصابها الان. لم تكن نور من النوع الحساس مثل كمال. كانت تفكر. كمال لو اساء اليه احد بكلمة تافهة يظل مكتئبا ومتغير المزاج راسا على عقب يوما كاملا وقد يصاب بامساك او احتباس بولى او ارق ليلى. اما نور فتسمع الكثير من التلميحات او المعاكسات والتحرشات اللفظية فى الشارع والاوتوبيس وحتى من زملاء العمل والزميلات ولا تتاثر. تتبع مبدا يا جبل ما يهزك ريح.

وصلت الى الطابق الثالث لا تلهث. بل فى منتهى القوة والنشاط. نظر اليها موظف شاب جديد عين منذ ايام قليلة كما لو كان يراها لاول مرة وانبهر وفتح فاه كالابله. كتمت نور ضحكتها. وقالت. على الاقل هو خجول ولا يعاكس. جيد. احسن من غيره. ثم مرت على غرفة اخرى فيها زميلتان اصغر منها سنا واقل درجة وظيفية منها مصمصن حين راينها فى اعتراض نسوة وتقليل منها. لم تهتم نور. هى تعلم انهما لعوبتان وسمعتهما سيئة فى المؤسسة ومسنودتان من جهات عليا فى المؤسسة. مغتاظتان منها لانها شريفة ومحترمة على عكسهن. لم تسمع نور احدهما وهى تقول للاخرى: والله سارفع ساقيها بنفسى ليتفضل حبيبى (وكل راغب فيها فى المؤسسة) وينصب عموده الكرنكى البردى اللوتسى حيث شاء فى معبدها ذى الصروح والبتلات وزر الورد. ومتى شاء وفى كل وضع يشاء. وسابنى داخل معبدها قاعة للاعمدة بدل هذا العمود اليتيم الاوحد الانانى الذى من حقه ان يحتل وحده هذا المعبد الشاسع رافضا ان يشاركه غيره من الاعمدة فيه وسترين. هذه الباردة السخيفة المتزمتة التى تمثل علينا انها شريفة ومحافظة. والله لاجعلن معبدها الامامى والخلفى مشاعا لعمودين بل لخمسة اعمدة بل لخمسين عمودا. ولاجعلن عمود زوجها فى ممر مطاطى واحد مع عمود حبيبى فيمتزج نهرا الحب العاجيان معا فى الممر المطاطى.

كانت نور قد وصلت الى مكتبها. حيث يراسها رجلان اكبر منها سنا كلاهما فى الستينات. والمدير العام من فوقهما. والرجال الثلاثة لا يتوقفون يوما من ايام العمل عن مغازلتها والتحرش اللفظى بها. وحتى اغراءها بالمال. دون جدوى

نور وشمس


الفصل الرابع

فتح منصور الباب الخارجى لمنزل اسرته الامريكى الطراز بالقرب من الحوامدية والمطل على النيل. نيل حلوان. زقزقت العصافير فجاة بصوت عال فى حديقة المنزل الامامية. كما شدت بصره الاشجار الكثيرة الكثيفة والعريقة المترامية خارج سور المنزل. كانت المنطقة المحيطة بمنزل الاسرة ليس فيها منازل اخرى ولا فلاحين ولا قرى قريبة. بل اشجار عريقة وثمينة ورائعة وكثيفة على مرمى النظر من كل الاتجاهات. كم تمشى منصور فى هذه الارجاء والانحاء وهو يفكر ويسرح فى محبوبته الوحيدة التى يحبها حبا رهيبا وعشقا يملا عليه قلبه وحياته ويعيش به ومن اجله ويملاه لحسن الحظ بالامل لا بالياس. فهو وكما قلنا من قبل. يعلم ان امه لن تنفصل عن ابيه ابدا مع كل هذا الحب الذى تشعر به تجاه والده منذ طفولتها. لقد كررت له كثيرا وحكت مرارا عن كيفية لقائهما هى وباباه. وفرجته على البوم الصور لها ولابيه منذ الطفولة. فقد كانا جيران وزملاء فى المدرسة حتى الثانوية وفى الجامعة ايضا وان اختلفت الكليات.

كل شجرة من هذه الاشجار كان منصور يقف عندها حاملا فستان زفاف امه نور على ابيه كمال. الذى اختلسه من دولاب ملابسهما فى غرفة نومهما هى ووالده. يجلس تحت احدى هذه الاشجار. على احدى الارائك التى وضعها ونثرها هناك المالك الامريكى الاصلى للمنزل. ويتحسس فستان زفاف نور. يحفظ كل تفصيلة فيه. كل نقشة وتعريجة وكل خيط وكل غرزة. يحفظ كل لون. وكل خامة قماش فيه مرارا وتكرارا. يتلمس ملمسه. ويتشمم عند انفه رائحته. واحيانا يختلس زجاجة عطر امه التى لم تكن تضع منها فى المنزل ابدا لان كمال يعانى من حساسية فى صدره من العطور عموما. ويرش رشة خفيفة على الفستان. ويضم الفستان الى صدره ويتحسس اذرعه او عنقه او ظهره. متخيلا ان جسد محبوبته العظمى الالهة الخالقة الموجدة له. داخل الفستان. وانها تعانقه.

كل شجرة فى المنطقة لو نطقت ستحكى كيف كان منصور يجلس صباحا او مساء يقرا بعضا من كتب امه المثقفة. فى كل مجال. فى السياسة والاديان والعلمانية والربوبية واللادينية. فى اللغات والعلوم البحتة والفنون والاداب وحتى الرياضات الاولمبية. كيف كان يذرع المكان المجملة ارضه بالاوراق الجافة والغصون اليابسة متناثرة على الارض. كيف يجلس متمسكا بفستان زفاف امه او البوم صورها او بودى ستوكنجها الاسود الشبيكة او جوربها الطويل او كعبها العالى او سوتيانها. اى شئ من متعلقاتها. او حتى بدون اى شئ. يجلس يتامل السماء والاجواء المحيطة وروح ماما نور تضع ذراعها على كتف ابنها الموله بها منصور. او تسير امامه وتنظر للخلف ضاحكة بعيون كلها وعد وغرام وهيام. ويرى كف قدمها او باطن قدمها يرتفع عن الارض فى مشيتها ويتعرى جميلا فاتنا وهى تسير بتؤدة. او تجلس جواره على الاريكة تحت الشجرة ووسط الاشجار والارض المزينة بالاوراق الجافة والاغصان اليابسة. تكلمه وتناجيه وتدلله ويتبادلان همسات الغرام. كان منصور يحيا فى هذا الخيال الممتع على الدوام. ولم يكن ينوى تطوير الامور مع امه او حتى محاولة اغواءها جسديا... لعدة اسباب منها الخوف من ان ترفضه او تفضحه عند ابيه او تكرهه وتقاطعه. وايضا منها انه يفضل هذا النوع من الحب البعيد العذرى والعذاب.

دخل المنزل ووجد المنزل خاليا. لقد عاد مبكرا من الكلية. لم يعد احد بعد الى المنزل. واسرع الى غرفة ابيه وامه ليتناول فستان الزفاف الذى يعيده دوما بعناية وبدقة كيلا تحس امه بانه قد اختلس منها.

****

خلعت نور معطفها وعلقته على الشماعة المجاورة لمكتبها وجلست تتابع اعمالها متجاهلة تعليقات وملاحظات رئيسها شمس يوسف. كانت مصادفة غريبة جدا ان يكون رئيسها ورئيس زوجها كمال يحملان نفس الاسم شمس. والاغرب ان كليهما يشتهيها بشدة. كلاهما وقح وصريح معها فى رغبته فيها. نظرت نور الى زميليها الاكبر منها درجة وسنا اللذين فى نفس الغرفة ياكلانها بعيونهما. وشردت بعيدا وهى تتصفح الملفات والاوراق بصورة روتينية. لقد كانت منذ طفولتها تكره اللوحات العارية جدا. وتكره وتتقزز جدا من رؤية قبلات او مشاهد فراش فى التلفزيون او السينما. او بين العشاق فى الشارع المظلم القريب من منزل اسرتها. وحين تزوجت بكمال. لم تكن قد سمحت له بتقبيلها او لمس جسدها. واستمرت فى برودها ونفورها رغم حبها له. فقد كانت تظن ان الحب بينهما معناه المعيشة معا دون قبلات ولا ممارسة حب ولا تعرى ولا اى شئ. حتى شكا كمال لامها التى امرتها امرا واعطتها تعليمات. بدات تلتزم بها. كانت متالمة فى بداية حياتهما معا بسبب خوفها وتقززها من الجنس اصابها ضيق نفسى فى المهبل. وجفاف شديد. وزادت الامها وعمقت من عقدتها تجاه الجنس. ولكن بفضل حبها الجياش لكمال وبفضل صبره وتعامله بذكاء وحنكة. بدات الامها تختفى وتستحيل متعة وشهوة شديدة جدا. وتحولت فجاة من قطة مغمضة كارهة للجنس الى قطة شبقة جدا تعشق الجنس مع زوجها كمال. لكنها حين يغازلها او يراوده غيره عن نفسها تعود لتقززها الشديد وتكره الجنس بشدة. كانت تقاوم التقيؤ بشدة كلما رات وجه شمس هذا او شمس الاخر.

كان عبد العزيز وزيدان يرويان نكاتا وقصص ذات ايحاءات جسدية على مسامعها كأنهما يرويانها لبعضهما. وكانا مستودين من شمس فلم يكن باستطاعتها الاشتكاء منهما او ازاحتهما من الغرفة اطلاقا. بعض الاحيان كان عبد العزيز يحكى عن امراة يعرفها كانت متزوجة وثرية واحادية الشريك وشريفة جدا. لكنها اختطفت من قبل عصابة مكونة من خمسين رجلا. من اجل فدية كبيرة يدفعها زوجها رجل الاعمال المليونير او الملياردير. لكن الزوج تباطا وسوف واتصل بالشرطة. فاخذت العصابة الزوجة وهربوا الى الخارج. وهناك قرروا التمتع بها. رفضت الزوجة وقاومت وخمشت. لكنهم جوعوها وضربوها. حتى تخضع. وبدا رئيس العصابة فادخل عموده الكرنكى البردى اللوتسى الى معبدها ذى الصروح والبتلات وزر الورد. وبعد 4 اعوام ونصف عادت الزوجة فى سفينة متوسطية الى الاسكندرية. كانت ممزقة الثياب وقذرة البشرة والوجه والشعر. احتجزتها الشرطة المصرية وارسلوا باوصافها نشرة لكل الاقسام. حيث لم يعثروا معها على بطاقة شخصية او جواز او اى شي. وقد اصطحبها الى السفينة رجل بدافع العطف حيث وجدها متشردة فى بعض شوارع لندن. تكتد ان تموت من البرد والضعف. استدل عليها القسم الذى بلغ فيه زوجها منذ 4 اعوام عن اختطافها ثم اختفائها. قصت على زوجها ما جرى. ومنذ ذلك الحين لم تعد امراة شريفة او باردة جنسيا. بل لقد كتبت فى اجندتها اوصاف كل عمود دخل معبدها وشعورها ولذتها. وطباع كل رجل ليس فى العلاقة فقط. بل طباعه عموما كانسان. فقد كان كل رجل من الخمسين يمكث معها شهرا ويحكى لها عن حياته الكثير جدا. قضت معهم خمسين شهرا. اى حوالى 4 سنوات ونصف. كانت تتلذذ بعدما كانت تقاوم وتتمنع. احبتهم كلهم. وكتبت عن شخصية كل منهم وقصة حياته كما حفظتها. حفظتها كلها عن ظهر قلب. كانت تقارن بينهم فى اسلوب الكلام. وفى التقرب منها. تكتب هن عيوبهم. مؤهلاتهم. ما دفعهم للانضمام للعصابة. احساسها مع كل منهم. ايهم اسعدها اكثر. امور كثيرة وشائكة.

سواء كانت القصة من تلفيق عبد العزيز وزيدان او حقيقية. فقد استغربتها نور وتقززت منها جدا. تقيات. فسكتا مذهولين وجلب لها احدهما الطبيب. الذى اكد انها حالة نفسية وربما تكون سمعت شيئا ضايقها جدا. سكت الرجلان بقية اليوم لاول مرة. مما اسعد نور كثيرا.

فى اخر يوم العمل نزلت نور اخيرا وقد ارتدت معطفها الازرق فوق فستانها الاخضر الغامق. وفى الطابق الاول مرت امام مكتب نبيلة وهى المراة التى توعدتها فى الصباح ولم تسمع نور وعيدها لها طبعا. كانت نبيلة هذه صغيرة السن ورشيقة تشبه بشعرها الاسود الطويل وعيونها الواسعة ووجهها واذنيها شريهان. قالت لها نور. كيف حالك يا بلبلة ؟ نظرت اليها نبيلة طويلا وخيل لنور انها لن ترد عليها. ثم ردت ببطء. بخير يا مدام نور. وانت. قالت نور. بخير. كانت وفاء زميلة نبيلة لا تزال تجلس جوارها. وكانت وفاء تشبه هالة صدقى كثيرا نفس الجسم الضخم والملامح. وظلت تنقل بصرها بين المراتين المتخاصمتين لترى ماذا سيحدث فقد ينفجر الوضع فى اية لحظة. قالت نور. انا لا ادرى لماذا تحسين تجاهى بكل هذه الضغينة مع انى صدقا لم اؤذيك فى شئ ؟ تغير وجه نبيلة وكادت تمطر نور بسيل من الشتائم والردح. لكنها منعت نفسها بصعوبة. وتصنعت الابتسام وقالت. انا يا مدام نور ؟ لا ادرى من اوهمك او زرع فى راسك مثل هذه الافكار الغريبة. اننى احبك جدا جدا واسالى وفاء. لكننا فى ادارات مختلفة. والبعيد عن العين بعيد عن القلب. بل انت من لا تلقى على صباح الخير او مساء الخير تمرين امام المكتب وكأننى غير موجودة. قالت نور. حسنا حسنا. اتمنى ان نتوقف عن الخصام غير المبرر هذا. وانت حبيبتى يا بلبلة. قالت نبيلة وهى تنظر لاعلى. وانت ايضا يا نور هانم. وربك يعلم. انصرفت نور وودعتها نبيلة بابتسامة. حتى اذا اختفت نور مبتعدة. بصقت نبيلة على الارض. واخرجت سيجارة محشوة ببعض الحشيش لتشعلها. قائلة. ما احقرك يا بنت الحرام. لماذا تكرهيننى. ومن يحبك يا كريهة يا باردة. ان حبيبى صابر يعكر مزاجى كل لقاء. منذ ان ساقه حظى العاثر وجاء هنا يزورنى على انه اخى. وراها وليته ما راها. وبدات احس انه زوجى الممل الثقيل الدم. وهو ذاته بدا يوبخنى ويقول انه يحس اننى زوجته السخيفة التى يهرب منها. عكرت علينا لقاءاتنا الغرامية. بعيدا عن ازواجنا وبيوتنا. فهو يفكر فيك يا معذبته. كل من ارادها نالها الا انت تمانعين وترفضين ايتها القذرة مدعية الشرف. سالقنك درسا لن تنسيه ولعلك تشكريننى لاحقا عليه. فقط اصبرى على يا عاهرة يا بنت العاهرة. ضحكت وفاء وقالت. يقولون ان الكراهية الشديدة على الحب الشديد. قالت نبيلة فى استنكار. انا ؟ انا احب هذه ؟ انها من ابغض الناس عندى. انما افعل ذلك ارضاء لحبيبى صابر. قالت وفاء. الا تغارين ان تسهلى لعشيقك السبيل لامراة اخرى. قالت نبيلة. لا اقصد لا ادرى. اريد فقط ان يكون سعيدا ويهدا ويستكين لى بعدما يقضى وطره منها. قالت وفاء. وما يدريك انه سيهدا او يتركك. لعله سيتركك ويلتصق بها يا بلهاء. قالت نبيلة. لا لن يفعل. سيمل منها سريعا ويعود لحضنى الذى ادمنه. لقد عرف اخريات خلال علاقتنا الطويلة. وكان بعد يوم او يومين. او ليلة او ليلتين يعود الى مسرعا مثل طفل ضل طريقه الى حضن امه ثم عثر عليها. بعد طول غياب واشتياق. ضحكت وفاء وقالت. لا تثقى كثيرا. هو مشتاق لها وبحالها هذا سيكون ثانى رجل فى حياتها قاطبة. سيداخلها الفضول والمقارنات. وستنبهر به كانها لا تزال عذراء بكرا وكانه الرجل الاول فى حياتها. خصوصا مع امراة خام مثل هذه. ستتعلق به ويتعلق بها. لانها نوع اخر غيرك يا بلبلة. نوع جديد عليه. على الاقل هذا احساسى. هذه المراة مثل الارض المبللة بالغراء. من يقف عليها ستتشبث به ولن تفلته. حتى ولو كانت العلاقة غصبا او ابتزازا.

قالت نبيلة. لا لا تقلقى يا وفاء. مجرد ان احطم قوقعتها واطلق حريتها ستتنقل من حبيب الى حبيب وسترين. قالت وفاء فى تشكك. حسنا سنرى

نور وشمس


الفصل الخامس

عادت وفاء زميلة نبيلة الى منزلها فى عصر ذلك اليوم مع انصراف الموظفين. وجلست فى غرفة نومها على الفراش. بعدما القت التحية على اولادها شيرين وشريف اللذين عادا من المدرسة منذ ساعات بعد تاديتهما الامتحانات. كانت قد دخلت عليهما الغرفة. فوجدت شيرين البالغة من عمرها 12 سنة نائمة على فراشها. فى سبات عميق. بينما كان شريف البالغ عمره 17 عاما. جالسا امام مكتبه يستذكر دروسه. كانت تفكر فى فصلهما. فقد كبرت شيرين ولم يعد من اللائق ولا الآمن ان يظلا فى نفس الغرفة. ولحسن الحظ لديها غرفة فارغة. يمكنها تجهيزها لشيرين. نظر اليها شريف تلك النظرة الغريبة والوقحة التى اعتاد ان يحدجها بها منذ عيد ميلادها بالعام الماضى فى 7 يونيو. وما جرى فيه. كانت تضيق بهذه النظرة كثيرا. ان ما حصل يوم 7 يونيو الماضى كان خارجا تماما عن ارادتها او ارادة ابيه سامى. لقد حصل هكذا فجاة دون مقدمات او خطة او اعداد. فلماذا يلومها. له حق ان يشعر بالصدمة وربما الغيرة على امه. لقد حضر هو وشيرين ما جرى. ولكن شيرين لصغر سنها نسيت الامر برمته. ولم تفهم معناه اصلا. خصوصا بعدما خوفتها امها اذا باحت بما جرى لاحد قريب او غريب.

خرجت وفاء من غرفة طفليها. ودخلت الى غرفة نومها. لم يعد سامى بعد من عمله فلا يزال امامه ساعتان او اكثر. خلعت كعبها العالى. ومددت على الفراش وهى تسترجع ذكرى هذا النهار العجيب. نهار 7 يونيو الماضى. كان عيد ميلادها. وقد اقام لها زوجها حفلا بمناسبته. وحضره كثير من اصدقائه. بعضهم كان اعزب وبعضهم كان متزوجا وله عيال. ولكن الزوجات لم تحضر. والمتزوجون جاؤوا سرا اصلا. كانت النساء زوجات اصدقاء سامى تغار جدا من وفاء. رغم كونها متوسطة الجمال. لكنها كانت تشع جاذبية حسية غريبة. وكانت تشبه هالة صدقى كما قلنا. نفس الجسد والمزاح والملامح. قابلنها فى حفل تابع لشركة سامى ولم يستلطفنها. وكن يخشين على ازواجهن منها. رغم انها لم تكن من النوع اللعوب او متعدد العلاقات. بل كان زوجها هو اول واخر رجل فى حياتها مثل كل امراة عربية او مصرية. لكن الرجال كانوا يحبونها كثيرا ويانسون لحديثها. لذلك اعتبرتها زوجاتهم خطرا محدقا وتهديدا جديا. فقررن تجنبها لاحقا ومنع ذهاب ازواجهن لاى حفل او مناسبة تكون هى حاضرة او مشاركة فيها. لكن ذلك لم يمنع الازواج من حضور كل حفل ولكن فى سرية تامة ودون ان تعرف الزوجات بذلك ابدا. وبمجرد ان عرف زملاء سامى منه بان عيد ميلاد وفاء اليوم الجمعة. قرروا المجئ وعزموا انفسهم بل فرضوا انفسهم عليه. وقد كان سامى ينوى ان تكون مناسبة محدودة يحضره هو وزوجته وفاء فقط ويمنى نفسه بليلة عسل من لياليها الحلوة. لكنه احرج منهم واضطر للموافقة على مجيئهم.

جاء زملاء سامى وكانوا خمسة. خالد وماهر وشوقى وفايز وكريم. خالد وماهر اعزبان وصغيران فى السن. وشوقى وفايز فى اواخر الاربعينات واوائل الخمسينات. ومتزوجان ولهما اولاد. اما كريم ففى اواخر الخمسينات ومتزوج ايضا. كانت وفاء قد اعدت غداء مادبة يكفى لهذا العدد واكثر على اعتبار ان الزوجات قد تاتى اضافة لها ولزوجها سامى. ولابنها وابنتها شريف وشيرين. لكن الاولاد فضلوا الانعزال فى غرفتهما وتناول الطعام هناك. رضخت وفاء لذلك. وجلست هى وسامى بعدما رحبت بالضيوف الخمسة. لم تاتى معهم زوجاتهم. ولم تعلم زوجاتهم اصلا بهذه الزيارة. هنا خالد وفاء وهو يصافحها قائلا. كل عام والقمر بالف خير. عيد ميلاد سعيد يا قمر. كلهم هناوها على التوالى. وتجمهروا حولها. يكادون يعانقونها. حتى ان بعضهم فاجاها وفاجا سامى الذى يقف بعيدا واحتضنها. وبعضهم تمادى اكثر وقبل خدها. اختفت وفاء وسط جمهرة الرجال الخمسة. لم تعترض وفاء على الاحضان والقبلات وتمنت الا يكون زوجها قد لاحظ. لم ترد احراجه معهم. جلس الجميع الى المادبة وتناولوا الطعام. وثرثروا مع سامى ووفاء عن الاولاد والاسرة وعن العمل وكل شئ. كانت الغرفة مزينة بزينة عيد الميلاد.

جن الليل. وقرر سامى الاحتفال بعيد ميلاد زوجته وفاء. واخرج التورتة من الثلاجة. واشعل الشموع واطفا الانوار. وجلس الجميع فى الظلام الا من ضوء الشموع الصغيرة. وغنى لها الرجال الستة. سنة حلوة يا جميل و هابى بيرث داى تو يو. كانت وفاء قد ابدلت تايير النهار الازرق واصبحت ترتدى فستان سواريه طويل اسود بحمالات ومشقوق شقا طوليا فى جانب الساق. وحذاء عالى الكعب اسود ايضا او فضى او ذهبى لا اتذكر. وكان الرجال الستة فى قمة الاناقة ايضا يرتدون بذلات كاملة موضة الثمانينات كل بذلة من البذلات الست ذات لون مختلف احداها بنى والاخرى زرقاء والثالثة بيضاء والرابعة سوداء والخامسة رصاصية او رمادية. جاءت وفاء بالبوم صورها منذ كانت رضيعة. تصفح الرجال الخمسة الالبوم. قال لها فايز. كنت جميلة طيلة عمرك يا فاتنة. يا لحظك يا سامى. عرضت عليهم وفاء ايضا مسودات روايات كاملة كتبتها ولم يتسن لها نشرها ابدا. لم يقراوها سوى بتصفح سريع جدا. وان استرعت انتباههم وتناقشت هى فيها معهم رواية لها تحكى عن مرزوقة وهى مسافرة مغرمة عبر الزمن عشقت رجالا كثيرين ومارست الحب معهم ومع نساء ايضا من كل العصور وكل البلاد والاديان. وكان زوجها مصابا باضطراب نفسى يدعى الانفصام متعدد الشخصيات. كانت وفاء قد استوحتها من زوج زميلتها نبيلة المصاب بنفس المرض. كما طالعوا بسرعة سيناريو كاملا لمسلسل من اربعين حلقة عن حياة تحتمس الثالث وزوجاته. وقالت وفاء انها تحلم ان يتبناه مخرج او قطاع الانتاج او صوت القاهرة. وكذلك تطمح لكتابة مثله عن رمسيس الثانى وزوجاته وحتشبسوت وخوفو وولده وحفيده. نهض كريم ودنا من وفاء ثم فجاة قبلها بعنف وقوة وكمم فمها.