امل تتناك من خمس شيميلات

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

- قل لي بس مالك؟ متخانق مع مراتك؟ أما مراتك دي مزة بشكل، مش عارف رضيت بيك إزاي.. قل لي ايه الموضوع متتكسفش، ضربتك علقة، ولا جيت تنام معاها شاطتك برجليها زي الكورة؟

وانخرط في الضحك، في حين أوشك صبحي على البكاء.. حافظ ابن نكتة، لا يكف عن المزاح والضحك، لكنه ذكي جدًا ومتمرس في الحياة، ولديه خبرات كبيرة بكثير من الأمور، وقدرة رهيبة على الاستنباط.

- وحّد **** يا راجل، متعملش في نفسك كدة..

قالها حافظ وهو يحدّق فيه متمعنًا، وحاول أن يستخدم فراسته، فقال:-

- شوف يا صاحبي، أي راجل مننا يتجوز حرمة حلوة بيتعذب، العين بتبقى عليها، ولازم تبقى عينيه في وسط راسه، ده غير انها بتشوف دلالها عليه، هو ده اللي حاصل معاك؟

لم يعرف صبحي بم يرد، حافظ حام حول الحقيقة لكنه لم يصل إليها بعد، وصبحي عاجز عن أن يثبت أو ينفي، فعاد حافظ يحوم مجددًا، وقال هامسًا:-

- شاكك في حاجة؟ قصدي بخصوص عدم المؤاخذة مراتك.

حافظ يقترب، لكن صبحي يشعر بالخزي، ولا يستطيع أن يؤكد له هذا، فأسرع يقول:-

- مش لدرجة الشك.. لكن.....

ولم يدر بماذا يكمل عبارته، لكن حافظ بدا أنه فهم الموضوع، فقال له:-

- عايز تتطمن أو تقطع الشك باليقين؟ بسيطة.. فيه كاميرات نازلة السوق اليومين دول، صغيرة ومن غير سلك، تثبتها في أي مكان في البيت من غير ما حد ياخد باله، تكشف لك كل اللي بيدور وانت برة، وتجيب لك الصورة على موبايلك، ومش غالية أوي، لو فيه حاجة هتبان، ده لو كانت الحاجة دي عدم المؤاخذة بتحصل جوة البيت.

نظر إليه صبحي الشيميل متلهفًا، ثم أدرك خطأه، فقد أكّد بهذه النظرة صدق استنتاج حافظ، الذي لمعت عيناه، وقال:-

- أنا عايزك بس تحكي لي كل حاجة، عشان أعرف أساعدك.

لكن صبحي شرد عقله بعيدًا،وراح يتخيل نفسه وهو يواجه أمل معلمًا إياها أنه اكتشف خيانتها، ليس هذا فحسب، بل إنه يملك الدليل القاطع على هذه الخيانة، ثم يبصق عليها وينهال عليها بالركلات، وهو يسبها بأقذع السباب، وهي تتضرع إليه أن يرحمها، لكنه لا يرحمها، لكنه عاد يسأل نفسه: هل هذا حقًا ما يريده؟ وهل هذا ما يرد له اعتباره؟

وبقي السؤالان حائرين بلا جواب.

***

* الحلقة الخامسة:

فلاش باك..

قبل عامين صحت (أمل) من نومها نشيطة، وبعد أن أعدت الإفطار لزوجها والأولاد ورحلوا جميعًا لأشغالهم ومدارسهم تهيأت للطبخ، لكنها اضطرت لأن ترتدي عباءة الخروج لتنزل وتشتري بعض المشتريات اللازمة لطبخة اليوم، وبينما هي تصعد السلم عائدة إلى بيتها انفتق الكيس الذي كانت تحمله من أسفل وتبعثرت جميع المشتريات على السلم، فأسرعت تركض وراء الأشياء التي تدحرجت على درجات السلم أولًا، وبينما هي تنحني لتلتقط الأشياء سمعت صوت خطوات قادمة من أعلى، فاعتدلت واقفة حتى يمر ذلك الساكن النازل ولا يراها منحينة، ونظرت فرأت شابًا غريبًا طويل القامة، قوي البنية، ذا ملامح سمراء رجولية قوية، لأول مرة تراه في العمارة، وهي تعرف أغلب الجيران.

نظر إليها الشاب بأدب، وفهم الأمر، وقال لها بصوت رخيم قوي المخارج:-

- صباح الخير.

ترددت قليلًا، ثم قالت بخجل:-

- صباح النور.

فقال لها بلهجة تبينت أنها لهجة صعيدية:-

- خليكي انتي هنا أنا هجيب لك الحاجة اللي وقعت تحت.

وقبل أن يتلقى منها ردًا أسرع يلم الأشياء التي تبعثرت على درجات السلم المختلفة، وضم تلك الأشياء بين ذراعيه القويتين، وكانت هي قد التقطت الأشياء القريبة منها، فقال لها:-

- أنا هطلعهم لك فوق، حضرتك ساكنة في أنهي دور؟

أجابت بسرعة:-

- لا شكرًا لحضرتك، أنا هطلعهم.

لكنه قال بإصرار:-

- مش هتعرفي انتي تطلعيهم، ساكنة في أي دور؟

لم تجد بدًا من الإجابة:-

- في الدور الرابع.

قال بدهشة:-

- واه.. أنا ساكن في الرابع، تبقوا جيراني.

انتقلت الدهشة إليها، فهي لم تره من قبل، ثم تذكرت أن الشقة المجاورة لهم خالية مؤخرًا، فلعله مستأجر جديد، وهو أكد لها هذا الاستنتاج وهو يتقدمها لأعلى قائلًا:-

- أنا لسة مأجر هنا من أسبوع، لكن مش باجي إلا على النومة.

صعدت خلفه، وشعرت بكثير من الاحترام له، أولًا لأنه تطوع لمساعدتها، وثانيًا لأنه تقدمها ولم يصعد خلفها كما يفعل الخبثاء، وثالثًا لأنه يكلمها وهو ينظر إلى الأرض ويتحاشى التطلع إليها مباشرة، وهذا شيء نادر جدًا هذه الأيام.

عند باب شقتها تأخر قليلًا حتى فتحت، وتحيرت هل تدعوه للدخول ليضع الأشياء على الطاولة، أم ماذا؟ لكنه أراحها من الحيرة قائلًا بلهجته الصعيدية الغريبة لكنها محببة:-

- خدي حاجة حاجة دخليها جوة، وبراحتك.

وبالفعل تناولت منه الأشياء شيئًا بعد شيء، وهو لا يزال ينظر إلى الأرض بأدب، حتى كان آخر شيء ناولها إياه وهو يقول:-

- فيه شنط مخصوص للحاجات دي، هتريحك أحسن من الأكياس الرهيفة دي.. سلام عليكم الحق شغلي.

وغادر بخطوات سريعة، وهي تلاحقه بنظراتها في إعجاب، لكنها نسيت بعد ذلك كل شيء عن هذا الشاب.

ومرّ ما يقرب من أسبوعين على هذه الواقعة، وكانت تجهز الغداء لأسرتها، إذ سمعت رنين الجرس، ففتحت، فإذا بالشاب نفسه يقف بحرج، وأطرق بصره إلى الأرض فور أن رآها، وقال لها:-

- السلام عليكم، لا مؤاخذة، أنا كنت بطبخ لنفسي لقمة للغدا، لكن لقيت المية قاطعة، مالاقيش عندكم قزازة مية زايدة أكمل بيها الطبخة، ومتآخذنيش يعني..

ابتسمت تلقائيًا لما سمعت هذا منه، فارتبك هو بشدة أمام ابتسامتها، وقال:-

- لا مؤاخذة، أصله على بال ما انزل أجيب مية من تحت تكون الطبخة اتحرقت.

قالت ببساطة:-

- ولا يهمك.

تركت الباب مفتوحًا، ودلفت للداخل، وبعد قليل عادت وبيدها زجاجة مياه، وقالت له:-

- المية بتقطع كتير هنا، ابقى اعمل حسابك على طول على مية.

قال بسرعة:-

- حاضر، ومتأسف.

انتبهت في هذه اللحظة إلى أنها اندبّت في الكلام، وأحرجته دون قصد، وكأنه تقول له لا تعد هنا مجددًا ولا تطلب أي شيء، وندمت كثيرًا على هذا، وفكرت كيف تصلح هذا الخطأ.

كانت قد انتهت من طبخ الأرز والبسلة، فملأت طبقًا من كل صنف، وتوجهت إلى الشقة المجاورة، وطرقت الباب برفق، سمعت صوت الشاب من الداخل يسأل عن الطارق، فاستحت أن ترد، حتى فتح هو ورآها، فارتبك بشدة، لأنه كان يقف بفانلة بيضاء بحمالات، وبنطلون ريفي أبيض ضيق، وأسرع يوارب جزءًا من الباب ليخفي جسده وراءه، وهو يتساءل في ارتباك:-

- تحت أمرك.

ابتسمت هي رغمًا عنها، ومدت إليه الطبقين، وهي تقول:-

- اتفضل حاجة على ما قسم.

ارتبك أكثر، وحاول أن يعتذر عن قبول هذا بلطف، لكنها أصرت، وقالت مهونة الأمر:-

- الجيران لبعضيها، ولو احتجت أي حاجة في أي وقت خبط على بابنا متتكسفش.

بالنهاية أخذ الطبقين منها شاكرًا، وغادرت هي عائدة إلى بيتها وهي تشعر بارتياح لأنها نجحت في إصلاح الأمر بطريقة لطيفة.

خلال الأيام التالية ظلت أمل تفكر في أمر هذا الشاب، وشعرت بالتعاطف معه، لأنه يسكن بمفرده، ويطبخ طعامه بنفسه، وأخذت تتساءل عن مهنته، وعن سبب قدومه إلى القاهرة ليعمل هنا، ولماذا لا يتزوج، وأشياء من هذا القبيل، وكلها أسئلة بلا أجوبة.. حتى كان ذات يوم بعد التقته مصادفة على السلم وهي نازلة لتشتري بعض أغراض المنزل، وهو الذي ألقى عليها التحية أولًا، ثم قال لها بلهجته الصعيدية المحببة:-

- لا مؤاخذة يا ست، حضرتك الطبقين اللي جبتي لي فيهم الأكل لسة عندي، وكنت محرج أرجعهم، يعني خفت أسبب لك مشكلة في البيت.

ابتسمت وقالت:-

- لا مفيش مشكلة ولا حاجة، وبعدين عادي الطبقين يعني، عندنا أطباق كتير متخافش.

ابتسم بدوره، وأحست أنه صار أكثر جرأة، لكنه لا يزال يتحاشى النظر إليها مباشرة، وصمت بعدها وتقدمها على السلم لأسفل، فإذا بها تسأله فجأة:-

- هو حضرتك منين؟

هي نفسها لا تدري كيف تجرأت وسألته هذا السؤال، بينما هو تلقى الأمر ببساطة، إذ توقف عن النزول، وأجابها:-

- أنا من سوهاج، اسمي (رجب) مدرس رياضيات، اتنقلت السنة دي للمدرسة الثانوية القريبة هناك دي.

لم تعرف ماذا تقول، لكنها قالت بعد برهة:-

- تشرفنا بيك.

انتظرت أن يسألها بدوره عن اسمها أو أي شيء يخصها، لكنه لم يفعل، وسادت برهة من الصمت، قبل أن يقول لها:-

- تؤمريني بحاجة حضرتك؟

شكرته مبتسمة، فأسرع هو ينزل السلم بخطوات سريعة قوية، وكان لهذه المناسبة مفعول السحر على أمل، إذ أصبح التفكير في هذا الشاب شغلها الشاغل، بل أصبحت تفكر في أي طريقة تساعدها على التواصل معه بعيدًا عن اللقاءات التي تحدث مصادفة، وبعد أيام توصلت إلى فكرة بدت لها ذكية وجيدة.

كانت أمل في هذا المساء تذاكر مع ابنتها نورا التي كانت في الصف الأول الإعدادي وقتها، وهي تذاكر معها العربي والدراسات فقط، ولا تفهم في بقية المواد، لكنها فجأة سألت ابنتها:-

- وريني عملتي إيه في الرياضيات.

تعجبت البنت، ونظرت إلى أمها بدهشة، وقالت:-

- من امتى بتفهمي في الرياضيات؟

قالت لها بحزم:-

- بطلي لماضة ووريني الواجب.

أعطتها البنت الكشكول وأخبرتها أنها قامت بحل جميع المسائل بمفردها عدا مسألتين لم تعرف حلهم، وأنها سوف تسأل الأستاذ عنهم غدًا، لكن أمل نقلت المسألتين في ورقة، وقالت لها:-

- وأنا كمان هسأل حد بمعرفتي.

ثم عادت لتذاكر مع ابنتها الدراسات، كانت خطة أمل تقتضي أن تذهب إلى الشاب رجب وهو شيميل متخفية كرجل ايضا،، وتطلب منه أن يحل لها المسألتين، ولا يكتفي بالحل، بل عليه أن يشرح لها طريقة الحل حتى تفهم ابنتها، وكل ما كانت تبغيه أمل من هذا أن تحادث الشاب محادثة عادية لتتعرف عليه أكثر، ليس سوى هذا، ولم تفكر في أي أمور أخرى.

وبالفعل انتظرت الفرصة حتى رجع الشاب بعد الظهر، فذهبت إليه، وأعطته الورقة، وطلبت منه حلها وشرح طريقة الحل لها، فأخذ منها الورقة، وقال لها:-

- حاضر بس أستأذنك خليها بالليل، لأني طالع آخد حاجة من الشقة ونازل تاني طوالي، معزوم ع الغدا عند جماعة معارفنا من البلد، وبعدها معايا كام درس خصوصي، وهرجع على الساعة عشرة بالليل إن شاء ****.

قالت ببساطة:-

- براحتك بس متنساش الموضوع.

طبعًا كانت تشعر بخيبة أمل، لكنها قالت لنفسها: على الأقل الفرصة لا تزال قائمة، وانتظرت بقية اليوم لكن الشاب لم يظهر قط.

وفي الليل عاد زوجها متأخرًا من عمله الآخر، وتناول عشاءه، ثم ذهبا معًا للنوم، لكن أمل لم تنم، وأصابها أرق غريب، فخرجت من الحجرة، وذهبت لتطمئن على الأولاد، البنتان في غرفة، والولد في غرفة، فوجدت أنهم ناموا جميعًا، فقررت أن تفتح التليفزيون وتشاهد أي شيء حتى يأتيها النوم، وخفضت الصوت لأقصى درجة حتى لا تزعج النائمين.. وبينما هي كذلك، إذ سمعت حركة خارج الشقة، فانطلقت تنظر فإذا به رجب عائد إلى شقته أخيرًا، ترددت قليلًا ماذا تفعل، ثم حسمت أمرها، وقررت أن تذهب إليه.

***

* الحلقة السادسة:

كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة مساء، والجو خريفي مائل للبرودة، فلبست عباءتها وتسللت بهدوء إلى شقة جارها، وطرقت الباب برفق، هذه المرة انفتح الباب دون سؤال، وطالعها وجه جارها الشاب ولم يبد متفاجئًا بزيارتها، بل قال لها:-

- أعتذر و**** لسة راجع من برة.

قالت له:-

- معلش بس البنت محتاجة حل المسألتين الليلة دي، عشان تروح بيهم المدرسة بكرة.

قال لها:-

- ثواني أحلهم لهم.

لكنها ذكرته قائلة:-

- أنا عايز اعرف طريقة الحل عشان اشرحهم لها الصبح قبل المدرسة.

تردد الشاب قليلًا، ثم قال:-

- طيب مش هينفع هنا على الباب، ومش عارف يعني.....

وصمت ولم يكمل، وفهمت هي أنه يريد أن يدعوها للدخول، وهي لم تخطط لهذا، فهو أعزب، وشعرت بالحرج مثله، فقالت له:-

- عادي اشرح لي هنا بس بسرعة.

تركها ودلف إلى الداخل ثم عاد بالورقة وقال وهو ينظر في الورقة، ثم إليها:-

- لا دول محتاجين شرح مفصل، ومش هينفع هنا..

مازال متحرجًا من دعوتها للدخول، لكنها لن تدخل دون دعوة مباشرة منه، فانتقلت الحيرة والتردد إليها، ولم يجد هو بدًا سوى أن يوجه إليها الدعوة صراحة:-

- لو ممكن حضرتك تتفضلي خمس دقايق بس وأوعدك مش هنطول.

ترددت أكثر، وانتابها خوف شديد، لكنها وجدت نفسها تتبعه إلى الداخل، ولاحظت أنه لم يغلق باب الشقة إغلاقًا كاملًا، وأشار هو نحو غرفة فيها مكتبه، كأنه يدعوها إلى هناك، وسبقها بالفعل إلى الغرفة، ومضت هي خلفه بخطوات مترددة وقلب واجف، فالأمور بدأت تخرج عن حساباتها.

على المكتب وضع الورقة، ثم أخذ يشرح لها المسألة بطريقة علمية بحتة كأنه يلقي درسًا في الفصل وهي تلميذة عنده، بينما هي كانت شاردة ومشتتة لا تعي مما يقول شيئًا، ولاحظ هو ذلك، فقال لها:-

- حضرتك مش معايا خالص.

نظرت إليه بخجل، وقالت:-

- بصراحة آه.

ثم استطردت:-

- بص أنا هجي لك وقت تاني وابقى اشرح لي وأنا مركزة.

فوجئت به يبتسم، كأنه يعي ما تشعر به، فقال لها:-

- ده أنسب وقت صدقيني.

أنسب وقت لماذا؟ تساءلت في نفسها، فنظر إليها مباشرة وقال:-

- أنا بتاع رياضيات، عندنا حاجة اسمها الاحتمال بندرسها.

لم تفهم ماذا يريد أن يقول، فاقترب منها وهو يتطلع في عينيها مباشرة، حتى أصبح يفصله عنها بضعة سنتيمترات قليلة، وكان يفوقها طولًا بكثير، فكانت تنظر إليه شاخصة لأعلى، وفوجئت به يمسك بذراعها برفق، ويقول:-

- واحتمال إن فرصة زي دي تتكرر شبه مستحيل.

ماذا أصابه، كان منذ دقائق قليلة شابًا خجولًا يستحيي من الكلام والنظرات، كيف تبدل في لحظات ليصبح بهذه الجرأة، وهي التي تقف بارتباك أمامه عاجزة عن الحركة، وفوجئت به يمد فمه نحو خدها مضيفًا:-

- أنا تعباااان.. ريحيني.

ثم ضمها فجأة إلى صدره، وراح يغمرها بقبلاته في خدها، ونزع عنها ال**** بخفة ليقبل عنقها، حاولت أن تتملص لكنه كان يحيط بها بإحكام بذراعيه القويتين، ثم اكتشفت بعد لحظات أن محاولاتها الإفلات منه لم تكن محاولات حقيقية، بل كانت في الحقيقة مستسلمة، وهو لا يزال يمر بشفتيه على عنقها وخديها، ثم التقم شفتيها بين شفتيه القويتين، وهو أثناء ذلك يقول:-

- أنا تعبان من أول ما شفتك.

ثم حملها ليقعدها على المكتب، وهو لا يزال يغمرها بقبلاته، ودفع جذعه بين ساقيها، ومد يديه يعتصر نهديها المستديرين بقوة، قبل أن ينزل ذراعيه لأسفل ويمد كفيه أسفل عباءتها وقميصها ويرتفع بها لأعلى، حتى يصل إلى نهديها مباشرة دون حوائل، فاعتصرهما بقوة وثيابها مرفوعة فوق، ثم أحاطها بذراعيه وأنزلها من فوق المكتب، وبحركة واحدة نزع عنها العباءة والقميص مرة واحدة، لتقف أمامه عارية لا يسترها سوى الكلوت.

وشهقت هي من المفاجأة، وهذه المرة حاولت أن تتملص منه حقيقة، لكنه لم يعطها الفرصة، بل بدا كالثور الهائج، الذي كان ينتظر هذه الفرصة، ولم يعد ذلك الشاب الخجول المرتبك، كانت يداه القويتان تعبثان بكل جسدها، تارة تعتصر نهديها، وتارة تدعك في ظهرها، وتارة تنزل لتعتصر أردافها من الخلف، قبل أن تمتد إحدهما نحو كسها، وتداعبه بقوة، وأطول أصابعها تمتد إلى فتحة كسها وتضغط عليها محاولة الدخول، بينما شفتاه تلتهم شفتيها تارة، وعنقها تارة أخرى، ثم تنزل لأسفل لتلقم حلماتها وتمضغهم بنهم، وخلال دقائق كان كسها قد امتلأ بسوائلها، وينتظر بشبق أن يقتحمه زب ذلك الفتى الصعيدي القوي.

وكانت في البداية تلوح بيديها في الهواء، لكنها مع الوقت أحاطت الشاب بذراعيها، وأخذت تمرر يديها على ظهره وصولًا إلى مؤخرته، وأحست بقوة جسده وعضلاته وهي تتحسسه، ثم أحست بقوة زبه حين التصق، ومدت يدها لا إراديًا لتلامس ذلك الزب القوي، وشهقت حين أحست بقوة انتصابه وضخامته، وأخذت تمرر يدها عليه من كل الاتجاهات لتكتشف حجمه باللمس.

وبعد دقائق توقف الشاب عن التهامها، وحملها بين ذراعيه خفة، وأسرع بها نحو غرفة نومه، حيث ينتظرهما السرير الخالي، وأودعها على السرير برفق، ثم خلع ثيابه العلوية بحركة واحدة، ليظهر صدره الأسمر المشعر، وعضلاته البارزة القوية، ثم فك حزام بنطلونه وأنزل السروالين الخارجي والداخلي لأسفل لتطالع لأول مرة زبه الأسمر القوي، الذي جعلها تشهق لمرآه، فهي لم تر في حياتها سوى زب زوجها الذي كان أصغر من هذا بكثير..ولم يمهلها الشاب إذ انحنى على الفور نحو كسها، وأخذ يلعقه بلسانه ويقضم شفريه بشفتيه، فم تملك نفسها، وراحت تتأوه بصوت مسموع، إنها في حياتها لم تجرب هذا، ولم تشعر بلذة كهذه قط، واستمر الشاب يلعق كسها، ويتلذذ بسوائله، حتى كادت تصرخ فيه أن يرحمها ويدخل زبه، وانصاع هو لأمرها الصامت، فتوقف عن استعمال فمه، وتهيأ للاقتحام، وشهقت هي بقوة ورأس زبه العريض يدخل في كسها المتعطش، فلم يكن كسها قد جرب مثل هذا الحجم من قبل، وشعرت بشيء من الألم وهو يواصل زحفه لأعماق كسها، فطالت شهقتها، التي انقلبت إلى تأوهات متلذذة حين بدأ زبه في التحرك داخل كسها تقدمًا ورجوعًا، وكانت حركته بطيئة في البداية، ثم تسارعت تدريجيًا، وارتفعت وتيرة زحفه داخل كسها، كما ارتفعت وتيرة اهتزازها معه، وتأوهاتها التي تنقلب إلى صرخات متقطعة، واتصلت الصرخة حين جاءتها الرعشة سريعًا، وضم كسها على الزب القوي الذي بداخله، وهي تفرغ شهوتها، لكن الفتى سحب زبه سريعًا في هذه اللحظة، ليندفع المني منه ويتناثر على بطنها وصدرها، وهو يخور كالثور.

ولم تشعر به إلا وهو يستلقي بجوارها لاهثًا، فنظرت إليه مبهوتة تحاول استيعاب ما حدث، أما هو فنظر إليها باسمًا وقال:-

- يااااااه.. أسرع حلم في حياتي يتحقق.

***

* الحلقة السابعة:

لقد ناكها الفتى.. أدركت هذا بشكل واضح خالٍ من التشوش وهي تعود لبيتها بجسد منهك ومحطم.

لقد خانت زوجها مع جارها الشاب، كيف حدث هذا؟ بل كيف حدث بهذه السهولة؟

أحست أمل بندم شديد، وانفجرت بالبكاء، وظلت تبكي حتى الصباح، وجاهدت لتخفي انفعالاتها ودموعها عندما صحا الجميع واستعدوا لاستقبال يومهم، زوجها (صبحي) لاحظ احمرار عينيها وآثار الدموع على خديها فسألها بانزعاج عما أصابها، فكذبت عليه قائلة:-

- مغص شديد، معرفتش أنام منه للصبح.

- ليه مصحتنيش، يلا بينا نشوف دكتور.

- لا أنا بقيت كويسة دلوقتي، شربت حاجة مغلية والمغص راح.

لكنه أصر على أن يأخذها إلى طبيب، وحنيته هذه كانت تقتلها، هي خانته وهو مشفق عليها كل هذا الإشفاق، تخلصت من إلحاحه بصعوبة، وبعد أن ذهب الجميع عادت إلى البكاء مجددًا، كانت تحتقر نفسها بشدة، وتشعر بالذنب الشنيع، والندم القاسي، حتى أنها فكرت مرارًا في قتل نفسها، وكانت تتوجه إلى البلكونة، وتنظر إلى أسفل ونفسها تحدثها بالقفز، لكنها تتراجع خوفًا على أسرتها، ماذا سيقول الناس لو قتلت نفسها؟ وكيف سيبرر أبناؤها هذه الحادثة، وكيف سيعيشون بدونها؟

فكرت أيضًا أن تأخذ سكين المطبخ وتتوجه إلى جارها الذئب وتطعنه بها، هو من فعل بها هذا، لكنها تعود وتلوم نفسها، هو لم يغتصبها، بل هي التي سلمت له نفسها بإرادتها، المصيبة أنها ذهبت إليه بإرادتها، ولم تشرب عنده شيئًا حتى تقول ربما خدرها، وأفقدها وعيها، بل كانت بكامل وعيها وهي تتناك منه، وكانت في غاية الاستمتاع.

ظلت أمل في صراع نفسي رهيب طيلة الأيام الثلاثة التالية، وخلال هذه الفترة لم تكن تنام ولا تأكل إلا قليلًا جدًا، وفوق ذلك تجاهد كي تظهر بصورة طبيعية أمام أسرتها، وخلال هذه الفترة لم تر جارها ولا مرة، ولا تعرف حتى ما إذا كان لا يزال مقيمًا بالشقة أم تركها بعد أن أخذ متعته منها.

بعد ثلاثة أيام قررت أن تأخذ موقفًا حاسمًا، ستطلب من جارها أن يرحل من العمارة، ويبحث عن سكن في مكان آخر، هذا هو الحل الوحيد لتزيح الأمر عن بالها، لتعتبرها زلة وراحت لحالها، لكن طالما هو موجود هنا سيظل يذكرها بجريمتها، لذا يجب أن يرحل..

لكنها كانت قلقة من رد فعله هو، ماذا لو رفض؟ ماذا لو هددها بفضحها في العمارة كلها؟ ماذا لو طلع دنيئًا من كل الوجوه؟ إنها مخاطرة مزعجة جدًا.. جدًا.. لكنها كلما قلبت الأمر في ذهنها لا تجد إلا هذا الحل هو الأنسب للجميع، حتى لو توسلت إليه، أو أعطته فلوسًا ليرحل، المهم أن يغور من أمامها..

وتلك الليلة بعد أن تناول زوجها عشاءه، وذهب في النوم، ظلت هي في فراشها قلقة، تنتظر أن ينام الجميع لتتخذ الإجراء الذي توصلت إليه، حاولت أن تفعل هذا بالنهار لكنه كان غائبًا معظم اليوم، ولم تشعر به موجودًا ولا مرة، انتظرت حتى اقترب منتصف الليل، وتأكدت من نوم الجميع، ثم تسللت إلى الخارج، وتوجهت إلى الشقة المجاورة، وطرقت الباب برفق، ووقفت تنتظر، ولم تمض دقيقة حتى انفتح الباب، وطالعها وجه جارها الشاب، وكان ينظر إليها متلهفًا، وبمجرد ما طالعها وجهه فقدت تماسكها، وتاه منها كل ما كانت ترتب لقوله. أما هو فكان أول ما قاله لها:-

- أخيرررًا..

لم تفهم ماذا يعني؟ لكنه استطرد قائلًا:-

- أنا منتظرك من ساعتها..

ثم جذبها من ذراعها إلى الداخل وأغلق الباب، وهي لم تقاوم! ليلتها ظل ينيك فيها حتى اقترب الفجر، ومارس معها كل الأوضاع الممكنة، وأراها متعة لم تجربها طيلة حياتها، وتمتعت بزبه الشاب القوي العفي أيما متعة، وتبدد شعورها بالذنب.

ولم يقتصر الأمر على تلك الليلة، فقد ظلت أمل تتناك من جارها الصعيدي الشاب طيلة الشهور التالية، وكان الشهر الأول بمثابة شهر عسل لهما، فلم يكن يمضي يوم دون أن تتناك منه، وكانت هي التي تذهب إليه بقدميها، في الأوقات التي يغادر فيها زوجها وأبناؤها البيت، وأحيانًا كان يتهرب هو من عمله في الصباح ويأتي إليها لينيكها ببيتها وعلى سرير زوجها.

شعرت أمل بمتعة حقيقية مع رجب، لقد أذاقها من رجولته وفحولته أقداحًا حتى ارتوت، وشعرت بأنها لم تتذوق الجنس سوى معه، أحيانًا كانت تشعر بالذنب من أجل زوجها الذي تخونه، وكذلك أبنائها، لكن المتعة التي تجدها مع ذلك الشاب كانت تمحو شعورها بالذنب، ذلك الشعور الذي ظل يضعف ويضعف مع الوقت حتى تلاشى تمامًا، وبقيت المتعة واللذة.

رجب الشيميل كان فحلًا قويًا، بارعًا في الجنس، لديه طاقات كبيرة وعنفوان شديد، وفوق ذلك يعاملها بلطف واحترام رغم ما تمارسه معه، لا يعاملها باعتبارها عشيقة، بل كان يدللها ويلاطفها، ويظهر لها الاحترام والتعاطف، وجدت نفسها ذائبة في هواه، ولا تتمنى شيئًا من حياتها سوى أن تظل معه طيلة الوقت، تتناك منه ولا تشبع، حتى أنه عندما جاءت إجازة منتصف العام القصيرة وعاد إلى قريته في الصعيد افتقدته بشدة، وظلت تعد الأيام حتى يعود، وفرحت أشد الفرح بعودته بعد أسبوع أو أكثر قليلًا، وخلال هذه الفترة استغنت تمامًا عن (صبحي) زوجها، وإذا طلب هو أن ينام معها كانت تعطيه ما يريد إرضاء له فحسب، دون أن تشعر بأي متعة في تلك الدقائق القليلة التي تقضيها معه حتى يفرغ هو سريعًا منها.

وهكذا مضت الأيام سريعًا حتى جاء اليوم المشئوم، حين أخبرها رجب أنه سيعود إلى بلدته ويقيم هناك، وقال لها مبررًا:-

-كان فيه مشاكل عائلية كبيرة هناك، اضطرتني أسيب البلد وأتنقل لمصر، لكن دلوقتي المشاكل دي اتحلت الحمد لله، وكمان أبويا ضاغط عليا عشان أتجوز بنت عمي!

صرخت في لوعة، وكادت أن تقبل قدميه وترجوه ألا يتركها، لكن ما من فائدة حتى لو فعلت ذلك، لقد اتخذ هو قراره ورحل بالفعل.. رحل بعد أن انتزع فتيل أنوثتها!

***

* الحلقة الثامنة:

كعادتها كلما همت بالطبخ ارتدت عباءتها ونزلتها إلى الشارع لتشتري الخضار من فرش محروس.. ومحروس هذا شيميل متخفية.. شاب صعيدي، صغير السن، أسمر البشرة، متوسط الطول لكنه قوي البنية، يصر على ارتداء الجلباب الصعيدي، ويلف عمامة صغيرة حول رأسه لا يخلعها أبدًا، ليخفي شعره الانثوي الطويل، لديه فرش خضار وفاكهة على أول الشارع الذي تعيش فيه أمل، وكانت تذهب إليه كل بضعة أيام لتشتري لوازم البيت من الخضروات والفاكهة، فهي الوحيدة التي تجيد انتقاء هذه الأشياء، والولد بضاعته نظيفة وطازجة، وأسعاره أفضل من غيره، بالإضافة إلى أن أسلوبه في البيع والشراء محبب جدًا، يلاغي ويمزح ويجيد احتواء الزبائن، ولهذا كان زبائنه كثيرين جدًا.

هذا الصباح ذهبت أمل لشراء لوازم البيت منه، وبينما هما يتحدثان في البضاعة والبيع والشراء تنبهت أمل للهجته التي تشابه كثيرًا لهجة رجب حبيبها الذي رحل من فترة وجيزة، فسألته:-

- انت منين يا محروس؟ من أي بلد؟

وكانت المرة الأولى التي تسأله في شيء بعيد عن البضاعة، فأجاب ببساطة:-

- أنا من سوهاج يا ست الكل.

انقبض قلبها بشدة، وودت لو تسأله عن رجب الشيميل الذي رحل منذ ما يقرب من شهرين، وانقطعت جميع أخباره، ووجدت طريقة مناسبة للسؤال، فقالت:-