محاكمة حتحور وخونسو

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

قالت حتحور. صحيح. وردت لمى بنفس الشئ فى اقتضاب. قال خونسو. لابد ان نحمى مصر يا حتحت. اننى من ما قراتيه لى وعرضتيه على من اخبار واحداث. اشعر انه قريبا سيفتح الشعب المصرى ابواب بلاده لاحتلال تركى اردوغانى سعودى سيتقاسم ابن عثمان وابن سعود اراضى مصر مناصفة بينهما باموالهما وديونهما وبكم العبيد لهما فى صفوف المصريين. ثم تحرك القطار ببطء وانشغل الثلاثة خصوصا خونسو بمراقبة البيوت والاشجار تتحرك من نافذة القطار بانبهار. واستمع خونسو الى صوت دقات القطار وحركة مفاصله السفلى وعجلاته واهتزاز عرباته قليلا. كما سمع صفارته واحس باهتزاز جسده مع اهتزاز وحركة القطار. استمتع بسرور بمشاهد الزراعات والبيوت التى يمر عليها القطار. ونظر بامتنان وشكر لحتحور التى ابتسمت له. نهضت لمى ضاحكة كالمجنونة ووضعت خدها على خد خونسو وهو يتامل المناظر من نافذة القطار. وقالت له. اما انا فلن اتشارك معك فقط النظر من النافذة. بل سانظر اليك يا ذا الوجه الممتلئ الوسيم الحليق الناعم الشعر الغزيره الابيض البشرة. يا واد يا سمين هاهاها. حتى عودك الممتلئ مثل عود حبيبى احمد بن تحتمس. شئ عجيب.

قالت حتحور. بس يا بت اختشى احسن الشبشب موجود. قالت لمى بنعومة بلهجة سورية. يرضيك كده يا روحى. ثم لم تنتظر الرد وضحكت. وتجاهلتهما وعادت الى مقعدها تتامل المناظر من نافذتها. مرت الساعات الثلاث سريعة وهم يتاملون ارياف الوجه البحرى حتى بلغ القطار الاسكندرية اخيرا. قال خونسو لحتحور. الحقيقة رحلة القطر دى مايتشبعش منها. ضحكت حتحور. وقالت. حمدلامونرع على السلامة يا روحى.


محاكمة خونسو وحتحور
الفصل التاسع

مع وصول خونسو وحتحور ولمى ديمة الى محطة ابو قير بالاسكندرية. نزلوا من القطار. واخذ خونسو يثرثر معهما حول منتخب الملتحين المصرى الشيشانى وهزائمه فى كاس العالم لكرة القدم امام روسيا واوروجواى ثم بيعه المباراة لمعبودته السعودية لكيلا تقطع المعونة عن نظام السيسى وعن النادى الاهلى. فمصر اليوم مباعة للسعودية والامارات وتركيا ومستدينة للخليج. كما كانت فى عهد الخديوى اسماعيل قبيل الاحتلال البريطانى لها بسبب الديون. وهى محتلة بالفعل احتلالا دينيا وفكريا واقتصاديا سعوديا وتركيا. ولم يبقى سوى الاحتلال العسكرى الكامل وضمها للسعودية او تركيا.

اخذ خونسو ايضا يثرثر حول اضطهاد الاستاذة ديانا احمد من العرب العلمانيين والملحدين والنسونجية ممثلين فى الجهات الثلاث القمعية الحوار المتمدن وشبكة الالحاد العربى ومنتدى نسونجى. وخصوصا منتدى نسونجى الذى يتحكم فيه دواعش مسلمون متعصبون جدا اردنيون وتوانسة. قالت حتحور. يا خونسو انت لم تشاهد ما شاهدته انا خلال اخر 3 او 4 سنوات من عمرى. كم العدوانية المصرية والعربية تجاه السلام الشامل والمحبة الشاملة للبشرية والحريات الكاملة الجنسية والدينية والسياسية والابداعية والفنية هو كم هائل جدا لدى شعوبنا المتخلفة على الاقل شعبى المصرى. حتى الرياضة يتجاهلون الالعاب الالولمبية والبطلات الاولمبيات المصريات اذا كن لا يرتدين الحجاب. الحاكم المصرى الجديد السيسى جعل الشعب اما اخوان او مطبلاتية ومداحين له. والاقباط للاسف تلوثوا بهذه الافكار وكذلك العلمانيون والملحدون المصريون فلا غرابة ان تجد فيهم من يؤيد الحجاب او الاحزاب الدينية او الحدود والتكفير او يؤيد ال سعود ولا غرابة ان تجدهم يهاجمون اسرائيل ويهاجمون الادب الايروتيكى مثلا... باختصار فى مصر اليوم حكومة وشعبا وفى منتدى نسونجى اناس متعصبون اسلاميا دواعش يدعون الاعتدال ومعادون للخيال ولكل فكرة او كتابة ضد سائدهم العروبى والاسلامى. قصص نسونجى على يد مشرفيه شوفونى وسامى تونسى مثلا اصبحت كأنما كتبها شخص واحد وكلها عنف وقتل وافكار عربية عفنة وقذارة وانحطاط فى الشخصيات وفى الفكر والكتابة. وهم معادون جدا وحاقدون بشكل شخصى على السيدة ديانا احمد وعلى اعضاء مثل كواكب ووسام الكمال وجيجى وهالة 1975. يقتلون كل فكرة وابداع غربى الطباع وخيالى وجامح لصالح قذاراتهم العربية والاسلامية البائسة المنحطة العنيفة الدموية ونظرية الذكر الالفا الكريهة والكاتبة السادية الدموية المنحرفة الفكر المسماة كاتبة جنسية التى لا تقبل النقد. والعضو فهد سادى وماستر فهد اللذين هما شوفونى باسم اخر او عضو موتور لادينى موتور من السيدة ديانا. يتوعدها. وهى بالمثل تتوعده بانها لن تسكت ابدا حتى تسحق تعصبه وتعصب شوفونى بتاعه. مجتمعنا المسمى العربى مسموم شبابه بالحقد والكراهية لكل قائلة كلمة الحق والحقيقة مثل السيدة ديانا احمد. يحاربها الثلاثة لانهم واحد كلهم عروبيون اسلاميون وان تظاهروا بالعلمانية واللادينية وحتى المسيحية.

ثم استطردت حتحور. انحطاط كامل يقبله السيسى ويتعايش معه. ثم يسجن اى متنور فيه امل او رمق من علمانية او لادينية وكل من يحاول تجريد الاسلام من وحشيته وحدوده وتكفيره .. السيسى واثرياؤه ووزراؤه وجيرانه فى الكومبوندات والمدن الجديدة والعاصمة الادارية الجديدة والتجمع الخامس يعيشون العلمانية والقيم الغربية. ويتركون الشعب فى جهله وتعصبه الاسلامى بل ويشجعوه عليه وعلى تعصبه الكروى. لقد كانت هزيمة ابو مكة الذى من تعصبه كما ترى اسمى ابنته بهذا الاسم المتعصب. هزيمة ابو مكة ومنتخبه اكبر صفعة وخير رد على مكبرات صوت مساجد التراويح وسهر الشعب المتعصب وازعاجه لغيره بليل رمضان. وتظاهر شوفونى وعصابة نسونجى بالتقوى والامتناع عن كتابة القصص الجنسية فى رمضان. بل وحتى نهر شوفونى الاردنى الداعشى المتعصب الاخوانوسلفى للمشرفة منى مشرفة القسم العام عن نشر الفوازير والف ليلة وليلة. فى رمضان. وخير رد على لحى المنتخب المتعصب وعلى دعم السيسى داعم الارهاب والتعصب والقمع فى مصر له. وخير رد ايضا على تجاهل الدولة والشعب للابطال الاولمبيين والالعاب الاولمبية الكثيرة الاخرى وتجاهلهم لعلماء وفنانين ونحاتين ورسامين مصريين كثيرين. لكن الشعب والدولة بتعصبهم الاسلامى والكروى ولانهم مغرضون ولهم مصلحة سياسية يتعامون ويصمون اذانهم. شعب متخصص فى الديجيهات واغانى التكاتك والبلطجة والازعاج الليلى فى الصيف ورمضان وغيرهما. شعب يعادى الاشجار ويقطعها ويضطهد زارعيها فى المدن الجديدة الصحراوية وتدعمه الدولة فى ذلك. ماذا تنتظر منه. شعب جعل من عقله مرحاض لتكفير وقتال وعدوانية وكراهية القران ومحمد والاسلام للبشرية .. شعب يتهم اليهود بمحاولة السيطرة على العالم ويتهم المسيحيين بالتبشير ومحاربة الاسلام بينما حقيقة الامر ان المسلمين هم من غزوا البلاد واحتلوها منذ 1400 الفية ونصف .. واليوم يطمعون بالاستيلاء على العالم كله وعلى روما. واليوم يطمعون بالقضاء على كل الاديان واحلال دينهم مكانها. هكذا الشعب. واما دولة السيسى فتتماشى مع كل هذا التعصب الاسلامى والتخلف والكسل والجهل والعنف والانحطاط الذى يميز الشعب المصرى الان. وتسجن كل فنانة او كاتب علمانى او جرئ بتهمتى خدش الحياء وازدراء الاسلام. ومسلسلات مصر السيسى رمضان هذا العام 2018 التى اصبحت بممثلين ملتحين بشكل متعمد ومقصود لنشر اللحى كما نشروا الحجاب والعباءة الخليجية النسائية حتى يصبح الرجل المصرى الحليق متهما بالمسيحية كما المراة غير المحجبة. شعوب تدافع عن الغزو العربى لبلادها وتقمع كل كلمة وكتاب ولوحة وتمثالا وكل ذلك بفضل القران والسنة والاسلام والخلفاء.

وصل الثلاثة سيرا على الاقدام اخيرا الى شقتهم المؤجرة فى المعمورة. ودخلوا الى الشقة ليرتاحوا. كانت حتحور هى من فتحت بالمفتاح. وجلس الثلاثة على الاريكة فى صالة الشقة. وبمجرد جلوس الفتاتين فى البلكونة وامامهما حديقة خضراء غناء حول المنزل الذى يحده سور حديدى وداخل المساحة الواسعة بين السور والمنزل تكمن هذه الحديقة ذات الاشجار العالية والضخمة. حاول خونسو الجلوس الى جوار حتحور لكنه اغمى عليه فجاة وسقط ارضا.

صرخت الفتاتان عندئذ ونزلتا تتحسسان خونسو ونبضه فى لوعة رغم ان هذا الاغماء اصبح يتكرر بين فترة واخرى لديه وقد طمانهم الطبيب من قبل انها حالة عارضة بسبب فقدان الذاكرة الذى يعانى منه خونسو. فكرتا فى حمل خونسو معا الى الفراش ليرتاح ريثما يستعيد وعيه. لكنه وقبل ان ينفذا ذلك افاق وفتح عينيه. وقال. لا حاجة للفراش اجلسانى جواركما فقط. لقد استعدت جزءا جديدا وغريبا من ذاكرتى. جزء لم يحدث لى بشكل شخصى ولكن.

صمت خونسو قليلا ثم استطرد قائلا. ما سارويه عليكما الان يا حتحور و يا لمى قد وقعت احداثه فى المستقبل عام 2040 فى مصر التى اسسها السيسى. ولا يزال يحكمها بفضل منافقيه وبفضل الشعب الذى ياكل البرسيم الكروى المتعصب والاسلامى المتعصب من يديه الكريمتين. وقتها اصبح الرجل فى الثمانينات من عمره. وقد عاد الاخوان الى حزبهم وتم اطلاق سراحهم اخيرا بعد تسويف قضائى متعمد من قضاء الرجل لاحكام اعدامهم. واصبحوا من المقربين والمدللين سياسيا لدى الدولة. واستفحل نفوذ الازهر واصبح شريكا اصيلا فى الحكم. فى هذا العصر لم يعد هناك علمانيون ولا غير محجبات. اما ماتوا او سجنوا فى غياهب السجون بتهمتى خدش الحياء وازدراء الاسلام. واما هاجروا بلا رجعة الى الغرب. فى هذا العصر ذابت حدود الدول المجاورة لمصر فى بوتقة خلافة سعودية تركية مشتركة. واصبح السيسى واليا تابعا لاسطنبول والرياض. لم تبقى دولة قومية مستقلة فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا سوى اسرائيل. التى ابرمت اتفاقات بين ال سعود و ال اردوغان ليحترما استقلالها فى مقابل اعترافها واعتراف الولايات المتحدة والمجتمع الدولى والامم المتحدة بسيادة السعودية وتركيا على المساحات التى احتلتها الدولتان وضمتها لاراضيها تحت مسمى عودة الخلافة واسقاط سايكس بيكو. فى هذا العصر اصبحت ارياف مصر ومدنها وشعبها مطيل اللحى والنساء محجبات ومنقبات ومعبأت بالعباءة. وزالت العامية المصرية الا فى جيوب قليلة صغيرة. واعتنق معظم الاقباط الاسلام ومن رفض اما قتلته دولة السيسى على الملا وسبوا اسرته او نفوه الى الغرب اذا كان له نفوذ. فى هذا العصر اصبحت القاهرة مهدمة ومهملة ومليئة بالقمامة ومليئة بالعشوائيات بعدما هجرتها الشرطة وهيئة النظافة والوزارات الى العاصمة الادارية الجديدة .. كانت العاصمة الجديدة كومبوند ضخم منعزل ما يشبه فيلم اليزيوم الشهير. كومبوند يحوى بداخله الرئيس والحكومة والبرلمان والوزارات ورجال الاعمال والاثرياء وكانت على الطراز الغربى تبدو كانها قطعة من اوروبا وامريكا. غير مسموح فيها باللحى والحجاب والعباءات ولها اعلامها وقنواتها الخاصة التى تذاع فيها. كانها تضم شعبا اخر ودولة اخرى ابعد ما تكون عن بقية مصر التى تحت سيطرة واحتلال عسكرى سعودى وتركى مشترك. احتلال يباركه الشعب ولا يراه احتلالا لانهم مسلمون مثله ولان كثيرا من افراد هذا الشعب ذهبوا للسعودية فى اعارات كثيرة وقتما كانت مصر دولة مستقلة. وابهرت الريالات عيونهم وباعوا مصر وباعوا المبادئ الغربية العلمانية التى كانت فى مصر وفى عقولهم بالريالات. واصبحوا حين عودتهم واولادهم الى مصر كارهين لمصر يتحرقون شوقا لاستيلاء ال سعود واردوغان على مصر.

صمت خونسو قليلا وتفرس فى وجهى حتحور ولمى ديمة. كانت حتحور غاضبة من مثل هذا المستقبل المظلم الذى يروى لها لمحات منه. اما لمى ديمة فكانت تتعجب ويملا وجهها الغضب ايضا لانها تعلم الان ضمنيا ان سوريا ستقع تحت الاحتلال من اقذر دولتين دينيتين امبرياليتين اذاقتا سوريا الويلات خلال الربيع الاخوانوسلفى الاوبامى.

قالتا لما طال صمته. اكمل. ابتلع ريقه واكمل. المهم. بقيت العاصمة الجديدة فقط ذات روح مصرية واوروبية مشتركة وتتمتع بالحريات والعلمانية. ففيها حكومة الوالى المصرى ورجال اعماله والبورصة الخ. وكان هذا الاتفاق بين ال سعود واردوغان وبينه. ترك لهم مصر يعربدون فيها مقابل ان يسمحوا له بالربح والحياة كما يشاء فى عاصمته الجديدة. لكن العاصمة الجديدة مع الوقت احتاجت بعض الكناسين ومن يعملون بالمهن الوضيعة. وحاول سكان العاصمة الجديدة استقدام كناسين من الغرب او من اسيا الصفراء. فلم يقبل احد الذهاب لبلد محطم محتل كهذا. رغم كل الاغراءات. فلم يعد امام سكان العاصمة الجديدة سوى استقدام بعض الشباب المحطم من ارياف مصر ولكن من الجيوب القليلة التى بقيت فيها اللهجة العامية المصرية والتى لم يتشبع فيها الشباب بالفكر الاخوانى والسلفى والازهرى. خشية على سكان العاصمة من ال 150 مليون مصرى المتشبعين بهذه الافكار والمطلقى اللحى والمرتديات النقاب والحجاب والعباءة. كانت لا تزال هناك جيوب مقاومة تحت الارض فى انفاق القاهرة. تقاوم الاحتلال وتتعلم من كتب ومراجع كليات جامعة القاهرة المغلقة والمتربة والمهمدمة الان. كتب من عصر مصر المستقلة من اعوام 2018 و ما قبلها. كان الشباب المثقف الذى يكتم علمانيته ولادينيته فى قلبه يتعلم من اساتذته واقاربه فى هذه الانفاق ثم يخرج وقد ركب اللحى المستعارة لئلا يؤذيهم ضباط ال سعود ولئلا يفتك بهم الشعب العظيم وعوامه. وعلم الشباب باعلان الوظائف هذا. كان حال مصر انذاك مثل حالها فى عهد فاروق وفؤاد. تخلف شديد وفقر مدقع واقطاع. وراسمالية متوحشة وثروة فى يد القلة. واحتلال. لم يبقى الا ارتداء الطرابيش لتشعر انك فى عصر نجيب الريحانى. لكن مع فارق جوهرى انه كانت توجد جاليات ايطالية ويونانية ويهود الخ لكن فى هذه الخرابة الافغانية الصومالية الليبية الباكستانية لم يكن هناك سوى عوام متعصبين ملتحين ومنقبات ومحجبات معبآت بالعباءة وسلطة احتلال سعودية وتركية سافرة تعمل على بقاء الشعب المصرى غارقا فى تعصبه الاسلامى السلفى والاخوانى ليقاوم اى محاولة استقلال. لم يبق من مصر شيئا بفضل واليها. لما راى الشباب العلمانى الذى يكتم علمانيته ولادينيته اعلان الوظائف. قرروا الالتحاق بها. ليس فقط لرفع مستواهم الحياتى. ولكن ايضا املا فى معرفة نقاط ضعف المدينة الحصينة جدا كتحصينات القسطنطينية. وفى الاستيلاء على الحكم يوما. ايمانا منهم بان تلك اهم خطوة نحو اجلاء الاحتلال الاسلامى التركى والسعودى عن مصر.

ولكن كيف يستطيعون الالتحاق بالوظائف وهى تشترط الا يكونوا من اصحاب اللحى ولا الفكر الاخوانى السلفى السلفى. شروط تعجيزية فى مصر 2040. لكن جريدة العاصمة الجديدة كانت تؤكد معرفة الحكومة بوجود جيوب فوق بقاع محدودة من ارض مصر لا يزال اصحابها لا يتكلمون التركية ولا اللهجة السعودية. ولا يزالون يرفضون اطلاق اللحى ونساؤهم محجبات اضطرارا لكن داخل قراهم واحيائهم التى حصنوها بحنكة وبتقنيات البقاء يسرن سافرات متبرجات وبملابس غربية. وفشلت سلطات الاحتلال وعملاؤهم من العوام. فى اقتحام قراهم واحيائهم. لذلك دخل الشباب احياءهم فى انتظار مجئ طائرات العاصمة كما اعلنت الجريدة لتختار المناسبين. وبالفعل اختار مسؤولو العاصمة عدة شباب حليقى الوجوه وتحروا عنهم. ومن بينهم كان صديقى


محاكمة حتحور وخونسو
الفصل العاشر

جلس خونسو وحتحور ولمى ديمة على مائدة الغداء الذى اعدته الفتاتان. وبداوا يتناولون طعامهم. ولما فرغوا من الغداء. بدا خونسو يكمل قصته التى يلقيها على مسامعهما. كان صديقى محمود يعتبر جامعيا بمقاييس هذا العصر. فكما قلت لكما تعلم فى انفاق المقاومة تحت الارض على يد اساتذة جامعيين حقيقيين وكتب جامعة القاهرة. كان خريج كلية الاداب قسم التاريخ. كان شابا رشيقا اسمر سمرة مصرية محببة واجعد الشعر قليلا. يشبه احمد زكى. حين دخل بصحبة الشباب الاخرين من البوابات المتتالية الحصينة العالية الاسوار والفائقة الحماية لقسطنطينية العصر. العاصمة الادارية الجديدة عاصمة الوالى السيسى ورجال اعماله وحكومته. انبهر مثل بقية الشباب بالنظافة والثراء والحياة الانسانية الطبيعية. لم يجد رجلا ملتحيا واحدا ولا امراة منقبة او محجبة او معبأة فى العباءة تسير فى شوارع المدينة. بل كان سكانها يشبهون افلام مصر الثمانينات من القرن العشرين وما قبلها. ويشبهون عائلات الافلام الامريكية التى كانوا يشاهدونها سرا فى انفاق المقاومة للاحتلال السعودى التركى الاخوانوسلفى الازهرى. كانت كأنها مدينة اوروبية او امريكية لا صلة لها بالخراب الذى يعم بقية مصر اليوم. كأنك دخلت الى دولة اخرى. استمع محمود الى اصوات قنوات التلفزيون الفضائية والمسلسلات والمذيعات ... لقد اخبره اساتذته انه لما ساءت الامور وتم احتلال مصر على يد السعودية وتركيا. قرر الممثلون المصريون الفرار بثرواتهم المليونية الضخمة ومعهم لاعبو المنتخب المصرى واتحاد الكرة الى الخارج الى الغرب. وعاشوا هناك. وتقاعد معهم السيسى ليقدموا مسلسلاتهم ومبارياتهم من الخارج للترفيه عن سكان العاصمة الادارية الجديدة. اخذ الشباب يتاملون فى جوع وحرمان واضح كم المطاعم الفارهة والرفاهية وفى الشوارع راقصات باليه وكم المراقص ايضا سواء للرقص السلو للزوجين او الرقص الشرقى. كانت المدينة تمثل مقارنة مع بقية مصر تناقضا صارخا. كانت تمثل تحالف الراسمالية مع التنوير والتغريب. بينما بقية مصر تمثل تحالف التعصب الاسلامى السعودى التركى الاخوانوسلفى الازهرى مع الفقر المدقع والعزلة عن العالم. كانت العاصمة الادارية الجديدة تمثل نيويورك مثلا وبقية مصر تمثل الصومال او افغانستان او ليبيا بعد القذافى او السعودية او باكستان. تجول الشباب فى المدينة تحت حراسة مشددة لانه لا احد يامن جانبهم رغم التحريات ولا يامنوا ردود افعالهم على الاستفزاز والبون الطبقى الشاسع كان الامر يشبه دخول احد افراد الشعب المصرى الفقير الى سراى عابدين فى زمن فؤاد او ابنه فاروق. او حتى الى سراى احد باشاوات الوفد واقطاعييه. او سيره حتى فى وسط البلد بالقاهرة انذاك. كانت الجامعة جامعة العاصمة تتوسط المدينة. وجوارها منتدى للمثقفين العلمانيين واللادينيين هكذا كتب على باب المبنى العريق الطراز ذى الاسوار الحديدية. لم يكن فى المدينة اثر لمساجد او ايات قرانية ولا لكنائس ايضا. هذه المبانى كانت لخداع الشعب المغفل هى واستادات كرة القدم .. كان محمود يعلم ان النايلسات اليوم لا يستضيف قنوات اسلامية ولا مسيحية ولا قنوات رعب. بل قنواته الان ترفيهية وعلمانية ولادينية مشفرة لا يفك شفرتها الا سكان العاصمة الادارية الجديدة. اما بقية مصر فمحظور فيها التلفاز اصلا واللابتوبات. ومن الاساس الكهرباء مقطوعة معظم الوقت. والمرافق مهدمة ومدمرة ومهملة. وكذلك البيوت. لكن الشعب بمعظمه مقتنع بما هو فيه وكل صباح يلتقون بجنود ال سعود وال اردوغان ويحيونهم بحرارة وصدق. فهم من دلوهم على الاسلام الحقيقى منذ سنوات مبارك والسيسى وكانوا يتحرقون شوقا لهذا الفتح المبارك والخلافة المباركة السعودوتركية. والشعب يرى ان اهمال الخدمات والمرافق هو ابتلاء من الله وتكفير لهم عن سيئاتهم العلمانية وتسامحهم السابق مع الاقباط وسكوتهم عنهم. لذلك الشعب المصرى بمعظمه راض كل الرضا عن حاله. مغسول الدماغ كرويا واسلاميا. كما غسلت ادمغة الاقباط على يد السيد تواضروس المنبطح حتى قتلوا او انقرضوا او اسلموا مع دخول اول جنود الفتوحات السعودية والتركية الى مصر بمباركة واستنجاد من السيسى. لشعوره ببعض القلاقل.

اخيرا وصل موكب الشباب ومن حولهم شرطة العاصمة الى مقر التوظيف. تعامل المسؤولون هناك معهم باحتقار وتافف شديد. وادخلوهم للاستحمام والكشف الطبى للتاكد من الا يكونوا حاملين لاى اوبئة او امراض معدية. قرروا بعد ذلك اخضاعهم لاستجواب وتقييم نفسى للحكم على ميولهم الثورية وحقدهم الطبقى ومقدار الخضوع والطاعة بلا نقاش. اجتاز عدد من الشباب الاختبارات ومن بينهم محمود. ورسب الاخرون فاصطحبهم الجنود بغلظة وعنف الى خارج اسوار العاصمة الادارية الجديدة. ورموهم بالخارج كما تلقى القمامة.

كانت البنوك فى العاصمة الجديدة محدودة ومقصورة الدخول وفتح الحسابات على سكان العاصمة. سمع محمود اقاويل وشائعات عن كم الاموال اللامتناهية المودعة فى حساب الوالى وحكومته ورجال اعماله. فكر فى ذلك وهو ينهض مع بقية الشباب ليصطحبهم الجنود ومسؤولو التوظيف سيرا على الاقدام الى الجهات التى تم تعيينهم بها. عين اغلب الشباب فى مواقع البناء الشاقة وفى مهن النظافة وكنس الشوارع. لكن حظ محمود الحسن كما اخبره بذلك احد الجنود واحد مسؤولى التوظيف. اوقعه فى وظيفة هينة وسلسة وسهلة. ومجزية. انها وظيفة جناينى وبستانى فى فيلا اسرة رجل اعمال مهم جدا وكبير وله صلات نسب وصهر مع الوالى وعلاقات وطيدة مع الحكومة والبرلمان. تم شحن الشباب معا فى عربة بوكس مثل سيارات المتهمين والمجرمين المصفحة للشرطة. بطريقة منعدمة الكرامة والاحترام. وظل الجنود ياخذون شابا شابا حيث تقف السيارة للحظات او تبطئ سرعتها فيقذفون الشاب فى الشارع عند الموقع الذى اختير للعمل فيه. حتى بقى محمود فقط. ولكنه لاحظ معاملة افضل فى التعامل معه ربما بسبب وظيفته ومكانة رئيسه .. انزلوه برفق واصطحبوه الى اسوار القصر الكبير المشيد رغم حداثته على الطرز الاوروبية الكلاسيكية والرنيسانسية كانه سراى قديمة لبعض باشاوات فاروق الاول. كانت اسوارا حديدية مطلية بالاسود وعالية ومزخرفة بعناية وفن كلاسيكى ايضا. واقترب الشاب فى ذهول مما يراه منذ ان ولجت قدماه ارض العاصمة الادارية الجديدة. ويدا الجنديين من حوله تقبضان على ذراعيه باحكام كانهما يخشيان ان يهرب. وتابع الشاب بانبهار فائق للغاية كم الاشجار المعمرة والعملاقة من فيكس نتدا ودفلة وكافور الخ التى تزين حديقة السراى المترامية الاطراف والشاسعة المساحة. وقف الجنديان ومعهما محمود امام البوابة واستخرج احدهما من جيبه اوراق محمود وقدمها لحراس البوابة الذين قراوها وتمعنوا فيها لوقت طويل ونظروا بحذر وتفحص طويل الى محمود .. كانوا مثل ضباط الجوازات او حرس الثكنات او حرس الحدود وبوابات الدول. تشعر انهم لن يدعوك تعبر ابدا وربما يفاجئونك مهما كانت اوراقك سليمة ومطمئنة باطلاق النار عليك. وهذا ما شعر به محمود بالفعل. وحاول ان يخفى تعبير الخوف والقلق الذى اعترى وجهه كما حاول جاهدا ان يخفى الارتعاش والرجفة التى اصابت جسده ويداه. وان يوقف العرق الذى بدا ينبع من مسام جبهته. وفجاة فتح الحرس البوابة بعدما اعادوا الاوراق الى الجندى. وتنفس محمود الصعداء بعدما شحب وجهه وسقط قلبه بين ضلوعه. ابتسم الجنديان والحرس يتلذذون بعذاب الفتى. ثم دخل محمود بصحبة حرس السراى الخاص وعاد الجنديان الى السيارة المصفحة.

سار محمود كثيرا فى طرقات حديقة السراى وسمع تغريد العصافير والطيور وتشمم رائحة الزهور ورائحة الاشجار واوراقها الخضراء وحتى اوراقها الجافة الميتة الساقطة على الارض حول الاشجار. كان جوا صحوا وصحيا وظل محمود فيه كالمسحور ولا شك. اخيرا وبعد مسافة طويلة بلغوا مبنى السراى. كان مبنى ضخما وكلاسيكيا كما راه محمود من عند البوابة لكنه راه صغيرا ولم يتفحصه جيدا لبعد المسافة. الان يراه ضخما جدا وواسع المساحة ويعتبر مبنى مركب من عدة مبان واجنحة فى مبنى واحد. اعمدة وتماثيل رائعة. كل ما راه محمود فى هذه العاصمة وايضا فى هذه السراى لم يسبق له ان راه فى خرائب مصر الان المحتلة سعوديا وتركيا. خرائب ولاية مصر التى يرفرف عليها علم الخلافة المسماة الولايات العربية المتحدة. شرد محمود وهو يسير مع الحرس فى الحديقة. وتذكر ما علمه اياه استاذه وكيف بدات ماساة مصر حين انصاعت للسعودية والاخوان والسلفيين والازهر مع ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013 الاسلاميتين المتعصبتين .. وكيف قرر الغرب العلمانى المتقدم الراسمالى بعدما انفرد بالعالم بعد اسقاطه الاتحاد السوفيتى ودولته اللادينية الملحدة .. قرر احياء النعرات الاسلامية المتعصبة واحياء مومياء الوحش المسمى الاسلام بمحمده وحجابه وقرانه على يد حلفاء الراسمالية الغربية السعوديون والاتراك الاردوغانيون واخوانهم وسلفييهم الخ. وعلى يد اوباما وليبراليى ويساريى امريكا واوروبا انذاك تم اسقاط الحكومات العلمانية فى ليبيا وتونس ومصر وسوريا واستبدالهم بالدواعش والاخوان والسلفيين بما فيهم الاخوانى العسكرى السلفى الهجين والى مصر الحالى. اليوم العالم منقسم بين اليزيوم مثل الفيلم وهى الغرب واسرائيل وحتى روسيا والصين وعاصمة السيسى .. واولاد دين الكلب اولاد البطة السوداء من العوام الذين اطلقوا لحاهم وارتدوا الحجاب والنقاب والعباءة واعتنقوا السلفية والاخوانية ورحبوا غاية الترحاب بالاحتلال التركى والسعودى واعلان الخلافة.

بدا على وجه محمود وعقله دون قصد منه يستحضر قصة الماساة. حتى انه افاق على وقوفه امام السراى. ثم انفتح باب السراى الحديدى المصمت الثقيل وتلاه باب حديدى من قضبان مزخرفة يغلفه زجاج انجليزى مصنفر. انفتح الباب وخرجت فتاة دق لها قلب محمود بمجرد رؤياها. كانت فتاة ممتلئة القوام ترتدى ملابس ضيقة حلوة. تبرز تعاريج وانحناءات جسدها المتفجر بالانوثة والطاقة الحسية العالية. لم يبد على الحرس ادنى انبهار او تعبير سوى الاحترام الجم. وفيما تهبط الفتاة تطقطق بكعبها العالى الابيض المغلق الكلاسيكى الكبير الدال على سمنة وكبر قدميها مما اعجب محمود ايضا. تهبط على سلالم السراى الواقعة بين ارض الحديقة وباب مبنى السراى وكانت سلالم كثيرة. صاح الحرس بلهجة رسمية واحترام. الولد الجناينى وصل يا نجوى هانم.

1...45678...34