محاكمة حتحور وخونسو

Story Info
Judgement of Hathor and Khonsu.
119.3k words
0
10
00
Story does not have any tags
Share this Story

Font Size

Default Font Size

Font Spacing

Default Font Spacing

Font Face

Default Font Face

Reading Theme

Default Theme (White)
You need to Log In or Sign Up to have your customization saved in your Literotica profile.
PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

محاكمة حتحور وخونسو

الفصل الاول

تحركت حتحور بنت نفرتارى حتشبسوت وخونسو بن تحتمس خوفو فى الزنزانة التى فتح بابها الان. وجذبهما الجنود الغلاظ وجعلا يمشيان والاغلال تثقل اقدامهما واعناقهما وايديهما. متجهين نحو قاعة المحكمة المنعقدة للحكم عليهما فى القضايا الكثيرة التى يتهمان فيها من قبل الحكومات العربية والاسلامية الشرقاوسطية مجتمعة. ومن رئيس بلادهما المنقلب كشعبه على امونرع واولاده وعلى ملوك مصر من الاسرة الاولى حتى الثلاثين. والمنقلب كشعبه وشيوخه على القيم الغربية والحريات الغربية الكاملة والمضطهد الاقليات وعلى المثليين. والمتجاهل كشعبه كافة الالعاب الاولمبية ماعدا كرة القدم.

حين دخلا المحكمة. وجدا عدة قضاة جالسين على المنصة. ونادى الحاجب معرفا بالقضاة. القاضى ألف مندوبا عن المسلمين العرب. والقاضى باء مندوبا عن العلمانيين العرب وموقعهم الحوار المتمدن. والقاضى جيم مندوبا عن اللادينيين العرب ومنتداهم اراب اثيست نتوورك. والقاضى دال مندوبا عن النسونجية العرب ومنتداهم نسونجى.

قال رئيس القضاة وهو القاضى ألف. فالاسلام يعلو ولا يعلى عليه ومن تحته الباقون احذية فى قدميه وهم مجرد مذهب اسلامى متمرد قليلا لكنه يتسم بنفس التقاليد البدوية الشرقية العربية. قال القاضى ألف. حتحور وخونسو. انتما متهمان بالترويج للاباحية وبنشر كتابات لا تعد ادبا ولا ابداعا. وبتشويه صورة الملحدين العرب. كما انكم تتدخلون فى عمل ادارة النسونجية وتخترقون قوانينها بالابتعاد عن الدين والسياسة فى قصصكما الايروتيكية.

قالت حتحور. بعد خلافاتكم الطويلة وذبحكم بعضكم البعض اليوم تتفقون علينا على قمع حرية الراى والتعبير والابداع. قال القاضى باء. اى ابداع هذا انت لا تكتبين سوى كتابات متدنية المستوى وعليك ان تحمدى الله اننا نقبل بنشرها عندنا اصلا ونحن احرار نحذف مما تكتبين عندنا ما نشاء. وكثير من القراء والكتاب اشتكوا من كتاباتك الاباحية.

وهنا شردت حتحور وخونسو الوسيم شبيه تمثال توت عنخ امون خونسو الشهير. شردا فى بداية هذه الاحداث كلها.

جلس بطليموس يلهث بعدما اتم عمله فى دكان النجارة الذى يملكه تحت منزله العتيق. واخذ يتحسس شعره الاشيب. واقترب منه ولده الصغير رمسيس احمس فعانقه وقبله ووضعه على حجره. قال. يا بابا شيلنى. فنهض بطليموس ووضع فخذى ابنه الصغير على كتفيه وسار به فى درب الجماميز حول دكانه. حتى بلغ السيدة زينب وعاد الى الحلمية الجديدة والسيوفية وسبيل ام عباس ثم عاد الى دكانه بدرب الجماميز وصعد بابنه السلالم الى منزله. كان نجارا يداه تلف فى حرير ونحاتا بارعا على الخشب صنع صندوق انوبيس وفوقه انوبيس بدقة ومهارة لعدد من زبائنه اضافة لنحته الاويما. فتح باب المنزل ذى الضلفتين والشراعتين ذوات القضبان الحديدية الجميلة التزيينية والسقف العالى. قالت له ابنته حتحور وهو يدخل حاملا اخيها الصغير على كتفيه. اهلا يا بابا. وحشتنا. قال لها. بسرعة كده دانا كنت لسه معاكم الصبح وامبارح واول.

وجاءت الام الشابة اللطيفة ارسينوى برنيكى ترحب ايضا بابنها وزوجها. سمع الاربعة فجاة قعقعة هائلة. خرجوا يركضون الى الاسفل. ونظروا الى السماء الى مصدر القعقعة العالية الشديدة. وجدوا لا شئ ولكن استمرت القعقعة. قالت حتحور. لماذا ننظر الى السماء يا بابا. لعل الصوت من مكان اخر على الارض. قال لها بطليموس باصرار. لا لا انا اعرف مصدر الصوت انه من الاعلى من السماء. قالت ارسينوى. ولكن ما هو . قال رمسيس احمس. نعم ما هو يا بابا. قال. لا ادرى. دعونا ننتظر ونرى. ووضع الاربعة ايديهم على اذانهم من شدة علو القعقعة. ثم ظهر ما يشبه انفتاح او انشقاق فى السماء وتغير لونها من الازرقاق والاشراق الى الاسوداد وسمعوا اصوات رعود وبروق. ثم اظلام تام كالعمى. قالوا لبعضهم. اين انت يا حتحور. قالت. انا هنا يا ابى. اين انت يا بطليموس. انا هنا يا ارسينوى. وهكذا. ثم احسوا بشئ ثقيل يسقط عليهم او بينهم وسط الظلام والعماء. قالت حتحور. ما هذا. من انت. سمعوا صوت تاوه ذكورى وهمهمة تبدو صادرة من شاب. قالت ارسينوى. يا الهى انه شاب. وانه عار امسكت اوووف. فجاة هدات اصوات البروق والرعود والقعقعة وبدات غيوم السماء السوداء والظلمة التى نزلت على الارض بالانقشاع تدريجيا كانها تخرج منصرفة من خلال ثقب ابرة. واصبح الجو مغبش والرؤية لا تزال ضبابية جدا وشبه منعدمة. بدا الاربعة يرون بعضهم كالاشباح ووجدوا شبحا خامسا ملق على الارض. لم يميزوا اشكالهم ولا وجوههم ولا وجه الشبح. مرت ربع ساعة اخرى حتى عاد نور النهار. كان شابا بالفعل. وكان عاريا لكنه لما راهم وراى نفسه حصل شئ عجيب كأنما تكون على جسده جلد اضافى او بذلة كبذلات الغوص محبوكة ملتصقة بجسده كله تستر عريه بغلاف قماشى مطاطى ما عدا راسه طبعا. ابتسمت ارسينوى وتبادلت النظرات مع حتحور بخيبة امل لان عريه كان جميلا مثل وجهه الصبوح. تبعتها دهشة من الزى الذى يستر جسده الان. من اين اتى. من المستقبل ام الماضى ام من كوكب بعيد او كون موازى. بدا الشاب الكلام. اين انا. بلغة ما. ثم تدارك وقالها بالعامية المصرية العربية انا فين. ثم قال. انا مين. واغمى عليه قبل ان يتلقى الرد. قالت حتحور. خذه يا ابى من البرد ولنصعد به لاعلى لعل امه وابيه الان قلقان عليه.

وبالفعل حمل والد حتحور الفتى الشاب وصعد به الى منزلهم العتيق وانامه على سرير فى غرفة الضيوف. بينما هرعت حتحور وارسينوى خلفه ومعهم رمسيس احمس. وجدت حتحور يد الفتى الوسيم الحليق الوجه الناعم الشعر مقبوضة على شئ ما. حاولت فتحها بصعوبة. فوجدت لوحين صغيرين متعرجى الحواف من المرمر الابيض. اخذتهما وقربتهما من نظرها فوجدت نقوشا عليهما بلغة غريبة اهى عبرية او انجليزية او هندية او يابانية. لا تدرى. وتساءلت فى حيرة بصوت عال مع امها حتحور. يا ترى من يكون هذا الفتى يا ماما. ما جنسيته. من اين اتى. ما سره. من عصرنا وبلدنا وكوكبنا ام من اين اتى. يا له من غامض ووسيم وساحر. ضحكت امها وقالت. كفاك مياصة وثرثرة يا بنت. هيا لنتركه يرتاح الان. لم يلحظ احد اللوحين المرمريين الصغيرين فى يد حتحور. اخفتهما حتحور فى طيات ملابسها المنزلية بيجامتها. قرب قلبها وبين نهديها.

فى الصباح التالى كان الفتى جالسا حين دخلت عليه حتحور بالافطار. قالت. مرحى هلليلويا لقد صحوت. الن تخبرنى من انت ومن اين اتيت. كان الفتى حائرا يدور براسه وعيونه فى ارجاء المكان. ثم قال لها ببطء وهو يتفرس فى ملامحها. لا ادرى لا ادرى. كفاك اسئلة ارجوك. واجهش بالبكاء. هرعت نحوه وربتت على ظهره. قالت. لا لا تبكى. يا عزيزى. ثم شعرت بغصة فى حلقها وحرقة فى قلبها اذ علمت الان انه فاقد للذاكرة. لن تعلم ابدا من هو ومن اين اتى وما قصته. ولكن ذلك زاده جاذبية وغموضا. انه مثل صفحة بيضاء ولكن بياضها مهدد ولن يدوم طويلا. قالت له. تناول فطورك. ثم الا تحب ان نتمشى قليلا فى ارجاء القاهرة. قال. ما القاهرة ؟ قالت. المدينة العاصمة المصرية التى نحيا بها وبها منزلنا هذا. انها جميلة. يا سيد غامض. ثم ضحكت.

نظر الفتى الى حتحور كليوبترا. لا يعرف اسمها ولا تعرف اسمه ولا يعرف هو نفسه اسمه ولا جنسيته ولا زمنه. وكأنها قرأت افكاره وما يدور فى خلده. قالت. اسمى حتحور. بنت بطليموس وارسينوى. وهذان اللذان رايتهما معى هما والداى بطليموس وارسينوى وهذا الولد الصغير اخى رمسيس احمس. لنختر لك اسما. ما رايك باسكندر او قيصر. لا لا. لا اراه لائقا عليك. نسميك تحتمس. لا بل امنمحات. لا بل سنوسرت. خوفو ؟. لا... حسنا. اسميك خونسو ايها الوسيم شبيه تمثال توت عنخ امون. خونسو بن خوفو بن امونرع. هو اسم مؤقت حتى تستعيد ذاكرتك... ثم القمته لقمة لقمة من ودن القطة من الفول المدمس واطعمته البصل. واخذ ياكل بشهية من اصابعها ويتاملها واخذت حتحور تضحك.

فلما فرغ خونسو من تناول فطوره. نهضت حتحور الى نتيجة او تقويم او روزنامة الحائط ونزعت ورقة الامس. وكان اليوم هو 10 يناير 2018. قال الفتى. اود الذهاب الى الحمام. التفتت اليه حتحور بشعرها الاسود الطويل الغزير المموج قليلا ثم اشارت الى الحمام. فنهض الفتى ببذلته العجيبة الملتصقة بجسده. قالت. ما هذه البذلة ؟ قال. لا ادرى. ولا ادرى كيف اخلعها. فوجئ بالبذلة حين قال اخلعها. قد زالت عن جسده العارى تماما. فغطت حتحور وجهها بيديها على الفور كيلا تراه عاريا. قال الفتى فى خجل. انا اسف. لا اعلم ماذا جرى. قالت حتحور. انها تستجيب لصوتك كما هو واضح حين قلت اخلعها وواضح انها ذكية تستوعب ما تريده. غريبة جدا. على كل حال. انتظر هنا حتى اتيك باحدى بيجامات بابا الكستور. وغيارا داخليا له. وانصرفت حتحور مسرعة وهى تختلس النظرات خفية لجسد الفتى البدين الممتلئ وثعلبه الضخم. واسرعت الى غرفة ابيها الذى كان قد نزل الى دكانه ووجدت امها ارسينوى ترتب الفراش والبطانيات والغرفة. اتجهت الى خزانة او دولاب الملابس. واخذت منه بيجاما لابيها. وغيارا او ملابس داخلية. قالت ارسينوى. لماذا تاخذين هذه البيجاما يا حتحور ؟ قالت حتحور. للفتى يا ماما. لقد زالت البذلة الضيقة اياها عن جسده واصبح عاريا. قالت ارسينوى. قدميها له دون ان تدخلى الغرفة. فهمت ؟ لا تضعى النار جوار البنزين. قالت حتحور. حسنا يا امى. ثم عادت الى غرفة الضيوف وقالت للفتى خونسو. تفضل البيجاما والغيار. يا خونسو. ومدت يدها دون ان تدخل. قال لها فى سذاجة لماذا لا تاتين. قالت له. لا يجوز وماما ترفض دخولى. ارتدى اولا الغيار ثم البيجاما. تناول الفتى الملابس لا يدرى ما يفعل بها. واختلست حتحور النظرات له. ثم قالت. الفانلة البيضاء ذات الحمالات ترتديها من راسك بين الحمالتين والماركة الملونة تكون على قفاك. اما القطعة السفلية فترتديها من قدميك واستكها يصبح عند خصرك. والبيجاما الجزء ذو الازرار او الجاكتة ارتديه عبر ذراعيك فى مكانهما المخصص. وزرر الازرار. والنصف الاخر هو البنطلون ترتديه عبر قدميك على طول ساقيك. وهى تكتم ضحكة. كأنها تعلم طفلا الف باء الحياة.

اخيرا تمكن الفتى من ارتداء الغيار و البيجاما. وابتسمت حتحور وقالت. مقاس بابا بالضبط. كانت حتحور رشيقة وليست بدينة. مثل مراهقة امريكية سنا وهيئة ومياصة ولهجة. وكانت اذا وقفت جوار او تخيلت نفسها جوار خونسو تشكل معه زوجا رومانسيا غريبا. هى رشيقة وهو بدين. لكنها انجذبت له من اول نظرة.

ذهب الفتى الى الحمام ولبى نداء الطبيعة واراح امعاءه. ثم عاد الى الغرفة. قالت له حتحور. هيا بنا الان لنتمشى. يا ماما سننزل انا وخونسو للتنزه قليلا. حسنا ؟

قالت ارسينوى برنيكى من بعيد. من خونسو ؟؟ قالت حتحور. هو اسم الفتى. قالت. اها. من هو اذن ؟ ومن اين اتى ؟ قالت حتحور. ساحكى لك حين عودتنا. بااااى. وكانت حتحور قد اخذت بعض ملابس خروج والدها بطليموس ليرتديها خونسو. وارتدت حتحور ملابس خروجها. توب استرتش ابيض وبنطلون جينز ازرق وجاكت بنى فاتح فرائى الياقة وحذاء بووت اسود طويل عالى الكعب. قالت له مازحة. اكرمك الان لكى تكرمنى فى عيد ميلادى. قال خونسو. ومتى عيد ميلادك يا حتحت ؟ ضحكت وامسكت يده بقوة وسارا متجاورين نازلين على السلالم. وقالت. على طول كده بتدلعنى. ماشى. عيد ميلادى فى نص مايو.

التقيا بابيها حين خرجا من المنزل فى دكانه. حياهما وهو يقطع بعض الخشب بمنشاره. فردا التحية. قال. الى اين انتما ذاهبان. قالت حتحور. ساريه القاهرة لنغير جوا وارفه عنه قليلا. كان والدا متحررا لم يمانع خروجها مع هذا الشاب خصوصا انه شعر بحاسته السادسة وحدسه بانه فتى طيب ومحترم ويامن على ابنته معه. قال. تصحبكما السلامة. طمئنينى من وقت لاخر بهاتفك المحمول الذكى. وبالفعل سارت حتحور وخونسو متجاورين وقد بدا عليه التوتر قليلا مما يعتريه من حيرة ومن فقدان الذاكرة وخوف. لكنه فوجئ بيد حتحور الحانية تمسك يده بقوة مثل ام تطمئن ابنها وتقودها الى بر الامان وسط العواصف والمخاوف. احبت ان تريه اولا شوارع الحلمية الجديدة الجميلة باشجارها وتخطيطها الهندسى وهدوئها ولطف اهلها ورقيهم. ومبانيها الرمادية الفاتحة. ثم توجها الى السيدة زينب ومن هناك ركبا اوبر الى كورنيش النيل ماسبيرو. جلسا يتاملان النيل بهدوء. كان خونسو يشعر بالاطمئنان معها اطمئنان الابن بصحبة والده الطيب المثقف الذى يحبه ولا يؤخر له طلبا ولا يجرح مشاعره او يكسر كبرياءه يوما. وتساءل هل والده على قيد الحياة ام متوفى. لو اكتشف لاحقا ان والده متوفى ستالم كثيرا كانه توفى مرتين. كانه توفى لتوه. وتتجدد الاحزان. سيعتبره اذن متوفيا. كان فى حتحور قوة وجراة تشعر وانت معها بالاطمئنان والاعتماد عليها. انها مثل جال جادوت بطلة المراة العجيبة الوندر وومان او مثل سوبروومان او نساء مارفل ودى سى البطلات الخارقات. هكذا هم رجال ونساء برج الثور. طاقة كبرى فى التحمل يعتمد عليهم وتشعر معهم بالاطمئنان مخلصون لك طالما يحبونك. نظر خونسو الى يد حتحور المستلقية على فخذيها وهما جالسين . فراى انه كان على ظهر يدها اليمنى وشم رقيق صغير ملون عبارة عن قرص شمس محاط بقرنين رمز حتحور.

كان وشما جميلا ورقيقا ويليق بها انها الهة الحب الانثوى والرغبة والموسيقى والرقص والفرح والامومة والبلدان الاجنبية. كانت عائلة والدى حتحور من خلفية اسلامية كاغلبية المصريين ولكنهما عائلتان مثقفتان علمانيتان لذلك كانتا تحملان اسماء فرعونية وبطلمية وايضا رومانية ولذلك سميا حتحور بهذا الاسم الجميل. قال خونسو. وشم يدك جميل. ضحكت حتحور وقالت. نعم انه يعجبنى وانا فخورة به. واخذا يتاملان النيل فى جريانه وجمال العمارات المحيطة به. ويستمعان الى السيارات والاوتوبيسات خلفهما. ويتاملان مبنى التلفزيون العريق الناصرى. بعد قليل نهضا تقوده حتحور ليسيران على كوبرى قصر النيل ليشاهد معها معالم الجزيرة حديقة الاندلس ومتحف محمود مختار ونقابة الفنانين التشكيليين. وشاهد خونسو تمثال سعد زغلول بانبهار. قررت حتحور اصطحابه عابرين كوبرى قصر النيل مرة اخرى الى التحرير. قطعت لهما تذكرتين ودخلا يشاهدان روائع المتحف المصرى. ثم خرجت حتحور لا تفارق يدها يد خونسو متجهة به عبر شارع محمود بسيونى الى ميدان طلعت حرب ليسيرا قليلا فى شارع طلعت حرب وفى 26 يوليو.

بعدما تنزها فى جانب من القاهرة التى انبهر بها خونسو. عادت به حتحور عند الغروب الى منزلها العتيق واهلها بدرب الجماميز.


المحاكمة
الفصل الثانى
بقلم سمسم المسمسم احمد بن تحتمس
وديانا احمد

كانت حتحور تمسك يد خونسو بقوة وهما يدخلان منزلها العتيق الواسع العالى السقف والعريق السلالم عند الغروب بدرب الجماميز. حين اهتزت يده وسقط لاسفل مغشيا عليه. هبطت حتحور الى جواره فى ذعر. وتحسست خديه وجست نبضه. فوجدته طبيعيا لا سريع ولا بطئ. نادت على ابيها وامها اللذين كانا باعلى المنزل فى شقتهم. وكان ابوها قد اغلق دكانه منذ ساعات. فنزل ابوها. قال. ماذا جرى يا حتحور ؟. قالت. لا ادرى يا ابت. انه اغشى عليه على ما يبدو. قال ابوها بطليموس. حسنا لعله تذكر شيئا فصدم عقله. ثم سنداه وحملاه معا مرتخى الساقين بينهما يضعان ذراعيه على كتفيهما. ويصعدان به السلم الى الشقة العتيقة.

قالت الام ارسينوى برنيكى فى قلق. ما به ؟ يا عينى على شبابه. قال الاب. لا تخافى. هو اغماء بسيط. لعله من استعادته شئ من ذاكرته. او لعله بسبب ضعف عام لديه. سنرى. قالت حتحور. يا ابت لا نريد المخاطرة بحياته فلنستدع له الطبيب. ودخلا فى جدال لوهلة هى ووالدها كل منهما متمسك برايه حتى زفر بطليموس فى استسلام وقال. حسنا يا بنيتى. ساستدعى له الطبيب.

وبالفعل استدعى طبيب العائلة وكان جارهما يسكن فى بركة الفيل. اتى الطبيب يحمل حقيبته وقاده بطليموس الى فراش خونسو. جلس الطبيب على المقعد جوار السرير واخرج السماعة الطبية من الحقيبة واخرج جهاز قياس الضغط الزئبقى. كشف صدر خونسو وتفحصه بالسماعة قليلا ثم قاس ضغطه. بالسوار الذراعى العلوى الضاغط بالنفخ. فتح جفنه المغلق واختبره بمصباح اليد الصغير معه. ثم اخرج دفتر روشتاته. وقال للثلاثة المحيطين بالفراش فى قلق. لا تخافوا. انه اغماء بسيط نتيجة ضعف عام وانيميا. قالت له حتحور. انه فاقد الذاكرة ايضا يا دكتور. قال الطبيب. اهاا ربما لذلك ايضا علاقة بالاغماء ولكن السبب الاساسى الضعف العام. يبدو انه له ايام لم ياكل الا قليلا. حتى ان جسده انحف من الطبيعى. عموما ساكتب له بعض المقويات الجيدة. ونظام غذائى تعملون عليه. بعناية واهتمام. من هو .. اهو قريب لكم ؟ قال بطليموس مقاطعا حتحور التى كانت ستبوح بما جرى. نعم هو قريب من بعيد لنا. سيقيم معنا لبعض الايام لانه سيعمل ويدرس هنا بعيدا عن اهله وقريته. قال الطبيب. حسنا جدا. ثم جذب الروشتة عن الدفتر لتنفصل واعطاها لبطليموس قائلا. اهتموا بتغذيته جدا واعطوه الادوية فى مواعيدها. عمتم مساء. ثم قاده بطليموس الى الباب لينصرف.

جلست حتحور جوار خونسو واجمة تبكى فى هدوء وصمت. قالت لها ارسينوى. كفاك يا فتاة. الم تطمئنى عليه. قالت حتحور. سابقى بقربه يا ماما. لن اتركه وساعتنى بتغذيته وادويته. دعينى جواره الان. قالت ارسينوى. حسنا سانصرف. وانصرفت. ونزلت حتحور تقبل يد خونسو وجبينه وتتحسس شعره فى شفقة. كانت تحسه اخا لها. وصديقا عزيزا. سمعته يهمهم فدنت باذنها منه. سمعته يقول. امبراطور بيزنطة الممتدة من سوريا الى موريتانيا ومن ايطاليا وغاليا الى اسيا الصغرى. شاهنشاه فارس الساسانيين. الممتدة من اشوريستان حتى مشارف الهندستان. ثم سكت.

نزل بطليموس ليشترى الادوية من الصيدلية القريبة. ولم تشعر حتحور بنفسها الا وقد نامت وصحت بالصباح وراسها جوار راس خونسو. كان بطليموس وارسينوى برنيكى يشعران بان خونسو ابنهما ايضا. قالت ارسينوى وهى توقظ حتحور. قومى يا كسلانة يا اللى رجعتى فى كلامك. راح فين كلامك عن التغذية والادوية. تثاءب خونسو وهو يصحو قائلا انا فين. ضحكتا معا. وقالت ارسينوى. انت فى بيت اهلك باباك ومامتك يا خونسو يا حبيبى. يلا قوم عالحمام وبعدها هتاكل فطار الابطال. وتاخد ادويتك. نهض خونسو متثاقلا وقال لحتحور وارسينوى. هو ايه اللى جرى امبارح بعدما اتفسحنا يا حتحت. قصت عليه حتحور ما جرى. وقالت. وكنت بتخرف كمان سمعتك امبارح بتتكلم عن امبراطور بيزنطة وشاهنشاه فارس. انت مؤرخ ولا ايه. بتتكلم عن احداث من 1400 سنة. حك خونسو راسه. مش عارف. انا مؤرخ ؟ قالت حتحور فى سخرية. ولا مسافر عبر الزمن. نظر خونسو اليها بحيرة. ثم قال. مش عارف. بس انا افتكرت بعض الصور او الاحداث. شوية حاجات كده.

ذهب خونسو لتلبية نداء الطبيعة فى الحمام. ثم عاد. وبدا يقص على حتحور ما تذكره من احداث حياته... كان مشهدا عجيبا يلح على عقل خونسو ويطرق باب ذهنه خارجا من صندوق ذاكرته المغلق الصدئ القفل ... اهؤلاء اخوته وذلك الجثمان المسجى جثمان امه.. ولكن اين ابوه. لماذا هو غائب وغير حاضر. لعله توفى قبل والدته اذن. لا تفسير اخر لغيابه فى هذا الظرف الحزين والحدث الجلل. تتلاشى الصورة من عقله وتظهر صورة اخرى .. اخوه الاكبر يردح له هو وزوجته واولاده .. بالترهيب يقف اخواه الاخران مع الاكبر. والذى تتكفل زوجته واولاده باستدعاء بلطجية لطرده بالقوة من شقة والدته التى كتبت نصفها له بوصية والنصف الاخر لاخيه الطيب الاقرب له هدوءا وتفكيرا. كما كتبت شقتها الاخرى الجديدة ايضا بمدينة جديدة اخرى نصفها للاخ الثالث ونصفها للاخ الاكبر. تلك القسمة العادلة التى لم ترق للاكبر الذى خاصم والدتهم وقاطعها لسنوات كثيرة قبل وفاتها وخان مهنته الطبية وواجباته كابن تجاه امه. واتهم امه بالانحياز لخونسو الاصغر واخيه... يتلاشى المشهد ويظهر مشهد اخر بالمحكمة وهى تحكم لصالح وصية الوالدة ويعود خونسو بقوة القانون لشقة والدته ويشترى نصفها الثانى من اخيه الطيب..... يتلاشى المشهد ويظهر مشهد اخر خونسو يتقيا ويسقط على الارض فى شقة والدته الراحلة يتلوى من الالم وسط شماتة وضحكات اولاد اخيه الاكبر وزوجته لقد دسوا له السم وصعدوا الى شقته التمليك الاعلى من شقة والدته ليكسروا بابها ويستولون عليها بوضع اليد ... مشهد وهو مستلق فى المشفى وقد انقذه اخوه الطيب .. تتلاشى المشاهد. وتبكى حتحور من ظلم الاقارب. وخونسو ينتهى من قص حكايته او ما يتذكره من حكايته عليها. قالت حتحور. يا لك من مسكين يا عزيزى. كيف طوعت له نفسه ان يفعل باخيه ذلك.. انها امراته الشريرة واولادها التى ارضعتهم الكراهية ضدك وضد والدتك جدتهم. ولكن الا تتذكر اسماء اخوتك او والدتك. او اين تعيشون. قال خونسو. لا لا اتذكر. قالت حتحور. ولا تدرى ماذا حصل بعد وجودك فى المشفى. قال خونسو. لا لا اتذكر شيئا.

جلست حتحور جوار خونسو تطعمه وتعطيه الفيتامينات فى مواعيدها وتسامره. ثم تناولت من غرفتها كتابا ذى غلاف مخملى موشى بالذهب فى بعض مواضعه يحوى رواية المصرى الاخير لسمسم المسمسم احمد حسن محمد احمد بن تحتمس اضافة لروايته ورواية ديانا احمد رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر بفصولها ال 32 وقصتها التكميلية نعمت وخديجة فصل بوناس المكونة من 8 اجزاء. وجلست لتقرا فيه جوار خونسو الممدد على الفراش. قال لها. ماذا تقراين ؟ قالت ضاحكة. لا هذه امور اكبر من سنك. قال. نحن من عمر متقارب فهى اذن امور اكبر من سنك ايضا يا حتحت. قالت. يا ثرثار غلبتنى. عموما لا استطيع اخبارك الان. حتى تستعيد صحتك لانه كتاب قد يتعب صحتك اكثر مما هى. ساعطيه لك لتقراه ولكن حين تتماثل للشفاء وتستعيد صحتك.

وجد خونسو جواره بطاقة معايدة مكتوب عليه بشكل جميل. مايو مبارك مايو معظم مايو فضيل مايو كريم. بشنس مكرم. سال حتحور عنها فضحكت وقالت. هذا العام رمضان سياتى فى مايو ويونيو. لذلك ولانى مفكرة حرة فريثينكر ولادينية ان شئت القول احب كل البشر قدامى ومحدثين بكافة حضاراتهم واديانهم داعبتنى صديقاتى بهذه المعايدة لعيد ميلادى. اتعلم هذه الصديقة كانت تدعى من قبل فاطمة خميس. ولكنها بعد 2011 والربيع الارهابى الاسلامى. غيرت اسمها الى جبريللا راحيل اليصابات. حبا فى سماحة الكتاب المقدس وعهده الجديد والمسيحية.

قال خونسو. انا لا اتذكر ماذا كانت توجهاتى السياسية والدينية والجنسية ولا مؤهلى الدراسى. ام اننى من الاميين او لم ادخل الجامعة مطلقا. ولا اتذكر ما ديانتى او ما ديانتى السابقة وديانتى الحالية.

قالت حتحور. اذن وحتى فترة تذكرك وعودة ذاكرتك اليك ساعتبرك طالبا جامعيا مثلى. وساعتبرك ايضا عابرا لنور المسيحية الغربية محبا لاديان العالم الرومانية والفرعونية والاغريقية والبابلية والبوذية والكونفوشية والهندوسية والزرادشتية والسيخية والزرادشتية والبهائية والطاوية واليهودية ومحبا للصوفية والشيعية.

قال خونسو. حسنا. يبدو ذلك جميلا. قالت حتحور. اصبر على رزقك ساعلمك الكثير والكثير جدا. قال خونسو. اتطلع بشوق الى ذلك. حسنا اذن متى تؤدين امتحانات الفصل الدراسى الثانى ؟ قالت حتحور. فى اواخر مايو وحتى اواسط يونيو. لا تخف انا اذاكر جيدا ولست ممن يفتحون الكتب الدراسية الجامعية فقط فى شهر الامتحان او ليلة الامتحان. لذلك مراجعة بسيطة خلال الايام القليلة القادمة ستنعش ذاكرتى ومعلوماتى. انا ادرس فى كلية الاثار. ومن هيئتك اشعر انك كنت تدرس فى كلية العلوم او الاداب.

زفر خونسو وقال. لعلى لا اقرا ولا اكتب يا حتحور. ضحكت حتحور وقالت. هذا امر سهل اثباته. خذ هذه الورقة وهذا القلم الجاف. وساتيك بكتاب من كتبى الدراسية. لتقرا وتكتب صفحة منه. ثم نهضت حتحور وركضت لتحضر الكتاب من غرفتها. وعادت به. جلست جوار خونسو مرة اخرى وفتحت الكتاب على صفحة ما فيه. وقالت خونسو وقد ناولته اياه. اقرا. جرب. نظر خونسو الى الحروف والكلمات المتشابكة. تلجلج قليلا. ثم نطق كلمة تلو كلمة وعبارة تلو عبارة. بارتباك اولا ثم بثقة حين راى ابتسامة حتحور ثم تصفيقها له فى النهاية. قالت. ها نحن قد عرفنا انك تستطيع القراءة. فلنرى ان كنت تستطيع الكتابة. اكتب جانبا من الصفحة وارنى. وبالفعل مد خونسو يدا مرتعشة واصابع مرتجفة يمسك بالقلم وينظر الى الصفحة ثم يحرك القلم على الورقة. استطاع ان يكتب. صفقت حتحور مرة اخرى.

قالت له. لم يبق الا ان تذهب معى يوما. حين تستعيد صحتك. لنبحث فى شؤون طلاب جامعة القاهرة لعلك تدرس فيها. والان ساعد لك بعض الطعام ..

وطبخت حتحور بنفسها لوبيا بدمعة الطماطم والارز وصفت اللوبيا من الماء القذر المغلى ليس كنسوة اليوم الفاشلات اللواتى لا يغسلن القلقاس من مخاطه ولا يرمين الماء القذر للوبيا.