محاكمة حتحور وخونسو

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الخامس

استلقى خونسو فى تلك الليلة جوار حتحور كالعادة.. ونام ثم صرخ فى هداة الليل فزعا من كابوس مما ايقظ حتحور. وسالته عما به. بكى بحرارة وقال. لقد استعدت جانبا مؤلما من ذاكرتى. قالت حتحور وهى تضمه اليها بقوة وتتحسس شعره وتهدئه كام عطوفة. ما هو يا خونسو. خير امونرعم اجعله خير. قال خونسو. لقد رايت ابى وامى يتوفيان. وانا الابن الاصغر. وبعدها وجدت اخوتى الذكور وانا ليس لى اخوات بنات. وجدتهم جاؤوا الى منزل امى ومعهم نساؤهم واولادهم. لم يكونوا يوما يحبوننى او يحبون والديهم. واساؤوا الى امنا كثيرا واتهموها بالظلم وبتفضيلى عليهم وتدليلى وبمنحى منزلى باسمى رغم انهم تزوجوا زيجات فاشلة ليست من مستواهم العلمى ولا من حى محترم بل من احياء عشوائية وعائلات منحطة واجرامية وجاهلة ونساء اقل فى المؤهل العلمى منهم بكثير. وزيجات من وراء ظهر والديهم. وضد ارادة والديهم. وعصيانا لهما.

وجدتهم يهاجموننى باقذع الالفاظ بتحريض من نسائهم الحاقدات المنحطات ويشاركهم فى ذلك اولادهم الذين ارضعتهم امهاتهم الكراهية لامى ولابى ولى. ووجدتهم يهددوننى بالقتل. لانهم يعتبرون مشاركتى لهم فى الميراث بالتساوى معهم وقاحة منى. وقد هاجموا امى من قبل وارادوا منها ان تحرمنى من الميراث طالما انها منحتنى منزلا باسمى ولم تمنحهم. طردونى من منزل امى. وبقيت فى منزلى. واحتلوا منزل امى بوضع اليد. بل وطالبونى بالتنازل عن منزلى لهم والا جلبوا بلطجية لطردى فهو ليس من حقى كما يقولون بل من حقهم واتهموا امهم بالظلم. لكننى قدمت فيهم بلاغا للشرطة التى طردتهم مع اخذ تعهد منهم بعدم التعرض لى او للمنزل حتى يتم تقسيم الانصبة شرعيا عبر المحكمة. فجاة وانا فى عملى اخذت امراة زميلة لى تتقرب منى وتتودد الى. وفى احد الايام والمكتب خال الا منا نحن الاثنين اصرت على ان تعزمنى على طعام وشراب. رفضت فى بادئ الامر لكن مع اصرارها. وافقت. وذهبنا الى احد المطاعم. كانت ترفع يدها ذات الخاتم ذى الفص الكبير الغريب فوق اطباق طعامى وكوب شرابى. وبعد عودتى للمنزل. ونومى. ايقظتنى الام مبرحة فى بطنى وتقيات دما. وكدت ان اموت من التسمم لولا عناية امونرع واولاده القدامى والحاليون بى. حيث خرجت من منزل امى اتحامل على نفسى حتى سقطت امام منزل رجل كبير السن بعمر والدى اعتبره استاذى وابى الثانى وكان استاذى بالجامعة بالفعل وكان يحيا فى نفس العمارة التى اسكن بها ويقع بها منزل امى ومنزلى الذى منحته لى. يحيا مع امراته الطيبة وابنته وابنه الشباب. طرقت الباب بصعوبة ففتحت لى ابنته طالبة الجامعة. والتى كانت تكن لى بعض المشاعر من طرف واحد. فنادت على ابيها فى فزع ولوعة وهى تسالنى. ما بك يا استاذ. كنت غارقا فى دمى وداخلا فى غيبوبة موت. ولم استطع رؤيتها ولا سماعها ولا الرد عليها وفقدت ادراكى ووعيى واصبحت على شفا الوفاة. واظلمت الدنيا امامى.

لكننى فوجئت بنفسى مسجى على فراش ابيض وثير فى غرفة بمستشفى ومن حولى يجلس استاذى وابى الثانى وزوجته الطيبة زينات وابنتهما طالبة الجامعة واخوها الاصغر منها. قالت الفتاة بشوق وهيام. حمدالله عالسلامة يا استاذ. الدكتور طمنا ان حالتك استقرت. تعرف انك دخلت العناية المركزة اسبوعين واتنقل لك دم. ومين غير سمية - تقصد نفسها - ودمها ينفعوا مع دمك الشربات. نطقت بصعوبة. متشكر يا سمسمة الربوب ميحرمونيش منك ابدا. تعجبت الفتاة من مصطلح الربوب ولم تفهمه ولكنها هزت كتفيها وابتسمت ولم تهتم بسؤالى عن معناه او مغزاه بينما ابتسم استاذى فقد كان مثلى يؤمن بامونرع واولاده القدامى والمحدثين. ومثلكم يا حتحور انت واسرتك وان كنتم اكثر ميلا للمسيحية مع العلمانية والقيم الغربية وبعض البوذية والهندوسية كما اعلم. وقالت زينات. لقد اكتشف الطبيب انك تعرضت لحالة تسمم من الطعام. احدهم دس لك السم. وابلغ الطبيب الشرطة وسياتى محقق الان ليكلمك ما دمت قد استعدت وعيك.

بالفعل يا حتحت اتى المحقق وسالنى بعض الاسئلة. عرف بامر المراة والمطعم. داهمت الشرطة المطعم وحلل الطبيب الشرعى محتويات الاطعمة والاشربة هناك فوجدوها نظيفة وخالية من السم. سالوا الشهود فقال بعضهم انه لاحظ ارتداء المراة التى كانت معى خاتما ضخما بفص كبير. استبعدت ان يكون لها دخل بالامر فهى امراة مهذبة ولم تعاملنى الا بكل ود. لكن الشرطة داهمت العمل وقبضت على المراة التى انهارت واعترفت بكل شئ. لقد جندها اخوتى منذ بداية عملها لتكون جاسوسة على تحركاتى. ثم طالبوها بدس السم واوهموها بانها ستخرج من القضية مثل الشعرة من العجينة. كانت جارة لزوجة اخى الاكبر وصديقة لزوجة الاوسط. ولذلك قامت بكل ذلك اكراما لصداقتها وجيرتها. قبض على المراة وعلى اخوتى ونسائهم واخذوا احكاما مغلظة.

قالت حتحور. ولماذا انت حزين ومتالم يا خونسو. ارمى ورا ضهرك. هؤلاء ليسوا اخوتك هؤلاء خصوم واشرار والحمد لامونرع واولاده القدامى والحاليين انك تخلصت منهم. حبيبى يا خونسو. وضمته حتحور وقلبها ينفطر من اجله. كم عانى وتعذب. اهتز جسده وراسه بين يديها. وعلمت انه يبكى بحرقة كطفل صغير. قالت له. بس يا حبيبى. بس كفاية. انا معاك. عشان خاطرى متزعلش نفسك. وغمرت راسه ووجهه بالقبلات. وانهضته وغسلت وجهه فى الحمام بيدها وبالماء. وعادت به الى غرفته او غرفتهما. ونام وراسه على كتفها وانفه يلمس عنقها.

فى الصباح ودعت حتحور خونسو وقررت الخروج لبعض حاجيات المنزل والتسوق. وقالت له. نحتاج للتفكير فى حل لكى تنضم وتلتحق بالجامعة العام القادم. ولو نزور لك شهادة ميلاد وشهادة ثانوية عامة ما دمت لا تملك ايا منهما ولا تعرف ما اسمك حتى. قال خونسو. ولكن ما يدريك يا حتحت لعلى لم انجح فى الثانوية العامة ولم اتعلم اصلا. قالت. بسيطة ساتى بمناهج الثانوية العامة ولنرى ستفهمها ام لا وتحل تمريناتها ام لا. عندها سنتاكد ولتختر الكلية التى تروق لك.

كانت حتحور خارجة ايضا لتقرا وحدها الاجندة التى عثرت عليها فى ثياب لمى الرثة وفيها مذكرات لمى. وبعيد خروج حتحور مباشرة. سمع خونسو المسترخى على فراشه صوت قعقعة كعب عالى. استغرب فلم يسمع ولم ير ارسينوى ولا حتحور استعملا ابدا حذاء يطقطق هكذا. كانت حتحور معظم احذيتها رياضية. لديها بعض احذية الكعب العالى ولكنها اخبرت خونسو انها لا تحب ارتداءها الا فى الضرورة القصوى والمناسبات الخاصة. وامها ترتدى خفا لا يصدر صوتا. فمن تلك التى تفعل ذلك. توقفت الخطوات وفتح باب غرفته. ودخلت لمى ديمة. تتمايل وهى ترتدى كعبا عاليا من احذية حتحور. وفستانا من فساتينها. وسبقها عطر حتحور الفواح الذى تستعمل ايضا فى المناسبات. كانت لمى تمضغ علكة. وقد ارسلت شعرها الناعم الطويل. وانبهر خونسو بالعطر والاهم بهذه الفتاة التى اختلفت تماما فبعدما كانت هيكلا عظميا خارجة من المقبرة. اصبحت فتاة ممتلئة مفعمة بالمنحنيات والتضاريس والمفاتن مثل حتحور ولكن بجاذبية وهاجة اكبر. تقدمت لمى وعيونها معلقة بعيون خونسو. تتاكد من انه منبهر ومهتم بها. وابتسمت فى انتصار حين راته كذلك. جلست اخيرا على المقعد جوار فراش خونسو. وقالت. صباح الخير يا خونسو. الا تهنئنى بعيد ميلادى الذى فات .. لقد كان فى الرابع من يونيو. جوزائية كما تعلم ملكة كل النساء. وحكيمة النساء. ومدت يدها واخذت تتحسس وجه خونسو وعيونها تحاول السيطرة عليه وصوتها الناعم يفعل الشئ نفسه. ابعد خونسو يدها وقاوم اعجابه الرهيب بها. وقال. كل عام وانت بخير يا لمى. ماذا تريدين منى. جلست لمى وقالت. لماذا تنكر نفسك يا حبيبى. لماذا تنكر نفسك يا احمد. قال خونسو. انا خونسو ولست احمد. وانا فاقد الذاكرة ولا ادرى من انا ولا من اين انا. عندئذ عادت لمى للنهوض وامسكت وجه خونسو تقبله وتضمه لصدرها قائلة. اذن انت احمد ولكنك لا تدرى. قال وهو يبعدها مرة اخرى. يا ست لمى انا مش احمد وحق امونرع واولاده.

قالت لمى. هذا غير معقول. كل هذا الشبه الى حد التطابق. انا لا اعلم لعلك اخوه التوام .. وهو اخفى عنى وجودك. من انت اذن. لعلك نسخته ونسخة روحه فى هذا العصر.

قال خونسو مغيرا الحديث. ما الذى جعلك بهذا الاتساخ والانهاك والثياب الرثة يا لمى ؟ اخبرينى ما قصتك. واين اهلك ؟ قالت لمى. قد لا تصدقنى. على كل حال ساخبرك ولتظننى مجنونة لا يهم. انى اتية من المستقبل بعد اعوام من زمنكم. وقد اجتاح وباء العالم بما يشبه نهاية العالم ويوم القيامة والابوكاليبس. وحكت له لمى ما فكرت فيه فى الفصل السابق. ثم قالت. فجاة اغمى على وسط الانفجارات وهجوم الزومبى. ولم ادر بنفسى الا وانا فى غابات ايطاليا ولكنها متغيرة ومختلفة. سرت على قدمى بلا مؤن ولا بوصلة ولا اى اجهزة تحديد مواقع او هاتف محمول ذكى او حتى خريطة. وظننت نفسى فى نفس عصرى المستقبلى. لذلك تحاشيت المدن وكنت قد تعلمت دروسا فى فن البقاء. وكنت اكل اى شئ اجده امامى اوراق خضراء او حشائش حتى حيوانات نافقة. ظللت اتنقل بريا فى الحر والبرد والمطر والثلوج والغابات والصحارى. وبعض الناس المقيمة فى اكواخ فى وسط اللامكان يساعدوننى ظنا منهم انى متشردة او معاقة ذهنيا.. لا ادرى كم من الايام والشهور سرت لعلى عبرت اوروبا الى تركيا ومنها الى سوريا والاردن.. وهربنى بعض البدو عبر نهر الاردن الى صحراء النقب ومنها الى سيناء والى القاهرة .. لم اعد اقوى على السير والحياة وقلت ادخل القاهرة وليكن ما يكون.. دخلتها على ما يبدو من الجنوب حسب موقعكم الحالى. ووصلت اليكم على اخر رمق. بين الحياة والموت وكنت للموت اقرب. كان الكل هنا يتجنبنى وينظر الى باحتقار ويظن انى متسولة او متشردة او ربما معاقة ذهنيا او مختلة عقليا.

قال خونسو. حكايتك عجيبة صعبة التصديق. ولكننى اصدقها. اشعر بصدقك يا لمى. ولكن هل لديك عائلة. اب وام اقصد ؟. اكتسى وجه لمى بمسحة حزن واختفى مرحها وابتسامتها وقالت. لا ادرى. لقد وعيت على الدنيا فى دار ايتام. وسالت مديرة الدار كثيرا عن ماضيى واصولى فلم تريحنى باجابة شافية. فقط اخبرتنى انهم وجدونى ملفوفة بعلم سوريا الاحمر والابيض والاسود والنجمتين الخضراوين. وتبنتنى اسرة علوية سورية امى فيها هى اخت اعز مدرسة عندى فى دار الايتام بامريكا. هل لفظنى اهلى او تركتنى امى على باب الدار. لا ادرى. ولكن كنت احظى بمعاملة خاصة من المديرة والمدرسين والمدرسات. كن يعاملننى بمحبة وشفقة وحنان غريب.

توقفت عن الكلام بالانجليزية باللهجة الامريكية للمراهقات الامريكيات. وبدات تكلم خونسو باللهجة السورية الحلوة. كان حبيبى المصرى احمد يعشق لهجتى السورية وكلامى بها. حين اود اظهار سعادتى له او ابعث له برسالة انى مستعدة دوما لاسعاده اتكلم باللهجة السورية واتوقفعن الكلام بالانجليزية الامريكية.

فى تلك الليلة قررت حتحور الصعود كعادتها الى سطوح العمارة التى يملكها ابوها. ودعت خونسو لاول مرة للصعود معها. لم تدع حتحور لمى ديمة للصعود. ولم تحاول لمى فرض نفسها فقد كان هناك جفاء وحرب باردة غير معلنة بين الفتاتين بسبب خونسو. صعدت حتحور تتقدم خونسو. والذى حين راى السطوح انبهر. ضحكت حتحور فى سرور حين راته منبهرا. وقالت. لقد جهزت السطوح وزينته وجهزته بالمقاعد كانه كازينو. من اجلك انت يا خونسو. هذه هديتى لك. احببت ان اسعدك بها. كانت حتحور تبهر خونسو كل يوم منذ التقاها او منذ عثرت عليه هو وابوها قرب منزلها بدرب الجماميز. لم تعلم حتحور بعد ولا خونسو باى ديانة يدين ولا اى جنسية يحمل ولا الى اى زمن وكوكب ينتمى. لكنها علمته الكثير عن الاسلام بنسخته السنية المتعصبة السعودية التركية المصرية السلفية الداعشية الاخوانية الازهرية الحالية المؤيدة للحجاب والتكفير وقمع الحريات وتحريم الفنون الخ. وبالتالى عرف ان رمضان السلفى الحالى يقضيه المصريون بالسهر ليلا حتى الفجر. وينامون طيلة ساعات الصيام من الصباح حتى الغروب. من يرى المسلمون بالصاقهم مواعيد صلاتهم وصيامهم بالشمس يظن انهم يعبدون الشمس لا الها محظور تخيل شكله ومحظور الايمان بانه على صورة البشر الها لم يره احد. اما حتحور واسرتها ولانهم متطورون علمانيون متحولون للمسيحية وايضا مؤمنون بامونرع واولاده كلهم حتى اولاده الابراهيميين والهنود والفرس فكانوا مع خونسو ومن قبل خونسو يقضون رمضان بطريقة تختلف عن بقية الشهور وتختلف عن طريقة مسلمى مصر وغيرها المتعصبين فى قضائه. حيث يكثفون فى رمضان من مشاهدتهم للافلام الوثائقية التاريخية والعلمية والفنية. وايضا مشاهدة الافلام البايبلكالية ومشاهدة كرتون نيبون انيمشن وسبيستوون. كانوا يكثفون ايضا من تعلمهم اللغات. وتطبيع ايام رمضان اى علها طبيعية وتغريب ايام رمضان اى جعلها كايام غربية كانه مايو ويونيو مثلا والسلام. يتجاهلون جنون التراويح باغانى محمد منير. ويعيشون كامل نشاطهم نهارا وينامون ليلا كالناس الطبيعيين. كانت حتحور تكثف قراءاتها للكتب والاطلاع وتكثف تعلمها للغات او مشاهدتها للرياضات الاولمبية. او مشاهدة الافلام التى شاهدها رشاد مع امه خديجة فى رواية رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر. فكانت حتحور واسرتها ينجزون الكثير ثقافيا فى رمضان بينما شعبهم المصرى نائم نهارا وتافه مزعج منشغل فى التوافه ليلامن تراويح الى مسلسلات ومقالب رامز. قرات حتحور لخونسو الكثير من مقالات ديانا احمد بالحوار المتمدن ومنتدى الالحاد العربى وبمدونة ديانا كل شئ له يوم زى السحاب يمشى.

كان ذلك كله يدور بخلد خونسو وهو يمتع عينيه بجمال السطوح خصوصا فى المساء بعد الغروب. يرى النجوم والقمر. والبيوت والشوارع المحيطة منيرة وبعيدة وبالاسفل. يشم عبق الورود التى وضعتها حتحور اليوم. واغشى على خونسو. لما افاق امام عيون حتحور القلقة. قال. الان تذكرت تاريخ ميلادى. انه فى منتصف سبتمبر. ضحكت حتحور. اذن انت عذرائى. اى ترابى مثلى اذن. يصلحان معا جدا لعلمك الثور والعذراء. قال خونسو وهو يحتوى وجه حتحور بين يديه ويقبلها على خديها بجنون. ثور او غير ذلك. انا اعشقك يا حتحور واراك لى ابا واما واختا وزوجة. ربما يقولون ان طبيعة الامور ان تعتمد المراة على الرجل وتستند عليه. ولكننى ربما من نوع استثنائى. وانت قيادية وصحيحة النفس والحالة النفسية. اشعر معك بالامان يا حتحت وبالاطمئنان. استند عليك واراك صخرة صلبة جدا توقفنى دوما على قدمى وتدعمنى. فلا تحرمينى من وجودك جوارى ابدا فمهما كان ماضيى الذى لا اتذكره فلن يحوى امراة اشعرتنى بما اشعرتنى به. وجودك يحمينى ويقوينى. بدونك اشعر انى حلزون رخو بلا قوقعة وبانى انسان من لحم متهدل دون عمود فقرى ولا عظام. لم تتكلم حتحور بل نظرت اليه فقط وضغطت بيدها على يده وكانت نظرتها وضغطتها تعبر على كل رد جميل يتمناه خونسو.

وجدها خونسو قد نقلت شاشة تلفاز مسطحة جديدة وريسيفر مينى الى اعلى السطوح. كما وضعت ايضا لابتوب. اوصلت اللابتوب بالشاشة وشاهدا معا فيلم ليتس ميك لاف لمارلين مونرو. وبعض لقطات مختارة من مالينا وهاو ماتش دو يو لاف مى لمونيكا بيلوتشى. وكليوبترا لاليزابيث تايلور. والسكندر لكولين فيريل. قال خونسو لحتحور. اشعر اننى رايت هذه الممثلات من قبل. قالت حتحور. بالتاكيد شاهدت افلاما لهن قبل فقدانك الذاكرة. قال خونسو. لا يا حتحت بل قابلتهن شخصيا وعشت معهن فترة. بيننا علاقة شخصية. قالت حتحور. هذا مستحيل بينك وبينهن فارق زمنى كبير. وقد توفين منذ سنين. ما عدا مونيكا وهذه كيف ستصل اليها. هؤلاء نجوم لهم وسط خاص بهم ولا يمكن ان يكون لهن علاقة شخصية باحد من العوام العاديين. قال خونسو. رغم ما تقولينه الا اننى اؤكد لك والايام ستبين صدق كلامى. قالت حتحور. لعلك تاثرت بقصة رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر. او قصة ميكروباص الغرام.قال خونسو. لا ليس صحيحا. وستثبت لك الايام حين استعيد ذاكرتى كاملة. كانت حتحور ترتدى بلوزة وبنطلون جينز وحافية القدمين.


محاكمة حتحور وخونسو

الفصل السادس

بعد قليل نزلت حتحور وخلفها خونسو من السطوح. ونظرت حتحور نظرة باردة نحو لمى ديمة التى ابتسمت امعانا فى اغاظة حتحور. وقالت لخونسو. اشتقتلك. خاف خونسو من ردة فعل حتحور التى توقفت فجاة ووجد جسدها ينقبض استعدادا للهجوم لكنه سارع بالتربيت عليها وتقبيل خدها وهمس بشئ فى اذنها. فهدات وزفرت غضبا.

دخلت حتحور غرفة الضيوف الاولى ممسكة بيد خونسو. ثم استلقت على الفراش وجوارها خونسو. وارتدت خلف ضلفة الدولاب كومبليزون قصير بحمالات وكولوت بكينى وراحا فى نوم عميق على جنبيهما متواجهين ورؤوسهما متلامسة الجبين. ولم يدريا بوقوف لمى ديمة على الباب تراقبهما لبعض الوقت فى حسد. ثم انصرفت متضايقة.

فى الصباح وبينما يشرب خونسو وحتحور الشاى باللبن. وكانت حتحور ترتدى الان بنطلون فضفاض مخطط كبنطلون البيجامات مع توب استرتش بحمالات رفيعة. دخلت عليهما لمى ديمة والقت عليهما الصباح. صباح الخير خونسو. صباح الخير حتحور. تجهمت شفتا حتحور ان جاز التعبير ثم قالت مكرهة. صباح .. الخير يا .... لمى. قالت لمى. اين اجندتى التى فيها مذكراتى اليومية. قالت حتحور بعصبية. وما شاننا نحن بمذكراتك هل تتهميننا بالسرقة ام ماذا. هدات لمى ديمة نفسها وابتسمت وقالت بصوتها الرقيق العذب الشبيه بصوت مارلين مونرو وكان قوامها يشبهها كثيرا ايضا. مثلما كانت حتحور تشبه امبر هيرد الى حد ما. قالت لمى. ليس هذا قصدى. ربما ساق احدكما الفضول لاستعارتها او قراءتها. اتعرف شيئا عن ذلك يا خونسو. قال خونسو. لا .. لا .... وقاطعته حتحور قائلة. خونسو خونسو. مالك ومال خونسو. يا خطافة الرجالة. ونهضت ثائرة وتعاركت الفتاتان حتى خلصهما خونسو. وكانت كلتاهما الان مشعثة الشعر واثار العض على اجسادهما والجروح على وجهيهما والدم يسيل من جانب فم كل منهما. نهض خونسو وسمع ارسينوى تساله. ماذا جرى يا بنى. لقد سمعت صراخا وضجة. قال خونسو. انه فيلم فقط يا ماما. ثم ذهب الى الحمام ليتناول بعض الشاش والمطهر الديتول او السافلون والقطن. وعاد يخبئهما من ارسينوى برنيكى. ثم اجلس الفتاتين وقال يلومهما. ما هذا الذى فعلتماه وكانكما فتيات من الشوارع.

كانت عيونه تشردان فى جمال لمى ديمة الغريب. الوهاج بفعل برجها المرتبط بعطارد كوكب العقل والجدل والتفكير مثل برجه. واستطاع بصعوبة ابعاد نظره عن وجهها العجيب. كانت تجذبه بطاقة روحية وحسية وعقلية غريبة. بينهما كيمياء غير عادية... لكنه قرر الا يضحى باحساسه بالامان والاطمئنان مع امراة قوية يعتمد عليها يشعر فيها بالاب الذى فقده او لا يعلم ان كان حيا او ميتا ولا يتذكر عن اهله شيئا. وهو يحب حتحور كثيرا حتى وان لم تكن تعبر لفظيا عن الحب. فهى لا تدخر وسعا فى تلبية طلباته. تشترى له كتابا ان اعجبه. او تطهو له حسب طلبه او تشتغل له شغلا نسويا تريكو او كنافاه الخ. او تتنزه معه. كانها ابوه وهو طفلها المدلل.

قالت حتحور فى غضب. الم تسمع ما قالته. قال خونسو. اهدئى يا حتحت. هل تريدين الشجار مرة اخرى ام ماذا. اعتذرا لبعضكما هيا. وانت اخطات يا حتحت. لمى لا تقصد شيئا اليس كذلك يا لمى. نظرت لمى بابتسامة ونظرات خبيثة لخونسو ثم قالت. نعم انا لا اقصد شيئا. اعتذرت الفتاتان لبعضهما. وانهض خونسو حتحور. واخذها الى غرفة اخرى و قال. الم تاخذى اجندتها يا حتحت. قالت حتحور فى غضب. اذن انت ايضا تتهمنى بالسرقة مثلها. خاف خونسو وقال. حسنا. ساسكت. انت حرة. ولكن انصحك تجنبا للمشاكل معها ان تعيدى اليها الاجندة ان كانت معك. لم ترد حتحور واشاحت بوجهها. عادا معا للغرفة ووجدا لمى تمسك الاجندة وتلوح بها قائلة بابتسام. ها هى اجندتى يا خونسو. وجدتها فى خزانة حتحور صديقتك. فاندفعت عندئذ حتحور تهاجم وتشتم لمى. انا لصة يا وقحة. وتبادلتا الشتائم والصفع والتلاكم بالايدى والركل بالارجل. حتى حاول خونسو الفصل بينهما مرة اخرى لكنه تلقى لكمة من حتحور على وجهه مما ادى لتورم واحمرار تحت عينه. وسقط على الفراش واسرعت الفتاتان تعتذران له. وكل منهما تقبل خده القريب لها. قالت حتحور. يقطعنى انا اسفة يا حبيبى. شلت يدى قبل ان تمتد عليك. وشم خونسو رائحة عرق حتحور ورائحة ثيابها المميزة التى تشعره بالامان والاطمئنان دوما فضمها بقوة وقبل خدها وضم لمى ايضا بالذراع الاخرى. لكنه لم يقبلها. قبلته هى. قال خونسو. لعل حتحور حفظت لك الاجندة فقط عند اغمائك وضعفك الشديد حين عثرنا عليك قرب المنزل. اليس كذلك يا حتحت. قالت حتحور. نعم هذا ما حصل فعلا. قال خونسو. يبدو انه على تقسيم وقتى بين غرفة زوجتى حتحت وزوجتى لمى. قالها مازحا لكن حتحور تجهمت. ولمى ضحكت فى جذل. ثم قالت. انا موافقة فماذا عن حتحور. قالت حتحور. اذن الامر على هواك يا خونسو. حسنا لك ما تشاء. قال خونسو. نحن الثلاثة نستلقى فى الفراش وانا بينكما حتى لا تتهمانى بشئ ويكون كل شئ امامكما. وذلك بشكل مؤقت حتى تعثر لمى على حبيبها الحقيقى. لمى ارنب البلاى بوى الجائعة للحب هاهاها. ضحكت لمى. لكن حتحور لم تهتم. قالت لمى وهى تستلقى الان جوارهما والثلاثة كالخارجين من شجار عنيف انطبعت اثاره على وجوههم واجسادهم. الا تريدين معرفة ما فى الاجندة يا حتحور. اشاحت حتحور بوجهها ولم ترد. قال خونسو فى فضول. اخبرينا يا لمى. قالت لمى مبتسمة. دع حتحور تخبرك فقد قرات فيها قليلا. قال خونسو. يا لمى كفى عن استفزاز حتحور. هى كل شئ فى حياتى. ولا تجعلينى اختار بينمما لاننى ساختارها عندها. هى امى وابى وكل شئ. واقنعى بما منحتك اياه من حبى. قالت لمى وهى تزفر. حسنا ساخبركما.

وبدات لمى تحكى ودون حاجة لفتح الاجندة الا احيانا قليلة لتتذكر تفصيلة دقيقة او ما شابه.

قالت لمى. عصركما الحالى هو تمهيد لما جرى علينا من وباء زومبى اسلامى خطير. لقد انتشر فى عصركما الحجاب والعباءات النسائية الخليجية وبعض النقاب. والاهم ان عقل الشعب المصرى قد فقد علمانيته الناصرية فى الملبس والتفكير والحياة. واغرق نفسه واغرقه مبارك ومرسى وطنطاوى والسيسى وثوار يناير 2011 ومثلهم فعل ثوار الربيع العربى المبرمجين اخوانيا وسلفيا واسلاميا. اغرق نفسه فى مستنقع الاستشياخ والدروشة الاسلامية. بل والتعصب الاسلامى الشديد ضد كل فنانة او مبدع او متنور. ضد المسيحى واليهودى والاسرائيلى واللادينى. واصبح الشعب المصرى لا يرى امامه سوى تعصب اسلامى يؤمن به. حتى فى كرة القدم واستغلاله محمد صلاح الملتحى الذى اسمى ابنته مكة .. حتى منتدى نسونجى المنوط به نشر قصص ايروتيكية. تولاه مشرف اردنى داعشى اخوانوسلفى يقمع كل كلمة بحق الاسلام او رمضان او العيد بالسلب او الايجاب فى القصص. ويؤمن بمقص الرقيب.

باختصار. انتم مهدتم لما جرى فى عصرنا واصبحت شعوبكم الشرقاوسطية والشمالافريقية متعطشة للخلافة ومحبة للتكفير والعنصرية الاسلامية واعادة العبودية وتطبيق الحدود. وكارهة للبشرية كلها وللفنون وللاثار وللقيم الاغريقورومانية واليهودومسيحية. وفى عصرنا بدا الامر حين اجتمع بعض الاطباء والعلماء الليبراليين والفاروقيين واليساريين واللادينيين المتعاطفين مع الاخوان والسلفيين والنؤيدين لاردوغان وهيلارى واوباما ومحمد بن سلمان ال سعود فى مصر بعد اكتشاف طريقة لاحياء الموتى والمومياوات بشرط الحصول على الجسد المتوفى سليما لم يتحلل او يتعفن او يصبح عظاما. وكانوا من المتعاطفين مع سيد قطب والمهاجمين لناصر انه اعدمه وقالوا انه مجرد كاتب ومفكر وليس ارهابيا فلا حق له فى اعدامه هكذا. ومن هنا صارحهم او اسر لهم احد الاخوان حديثا بانهم احتفظوا بجسد سيد قطب فى مشرحة تابعة لهم سرا منذ اعدامه حتى اليوم. ويمكنهم تجربة الاكتشاف الجديد عليه. كان احد هؤلاء الاطباء او العلماء يؤمن بحق الاخوان والسلفيين فى تولى المناصب السياسية وتشكيل الاحزاب الدينية. ويدعم حفاظ السيسى على حزب النور السلفى دون حله وكذلك حزب مصر القوية. وكتب بحثا بعنوان. هنيئا لمصر يا سيد قطب .. قال فيه .. لو عشت يا سيد قطب لكنت شعرت بالسعادة بما انجزته مصر من وصاياك وتخليها ومن حولها من الدول عن الجاهلية التى كانت تعيشها ورفضتها انت. اليوم اصبحت السافرات ومن يعملون بالعلمانية الجاهلية قلة قليلة بعدما كانوا اكثرية. الاتحاد السوفيتى والشيوعية انقرضت وزالت ولم يبق سوى بعض الشيوعيين المتحالفين مع الاسلاميين. حتى الجيش والحاكم ملتزمون بمبادئك الاسلامية. وانتصرت داعش السلفية والجيش السورى الحر الاخوانى ولو فكريا فى معركتها فى ليبيا وسوريا وتونس الخ ببركة نبينا محمد. فعد عزيزى الاستاذ سيد. وليعد معك الاستاذ الامام الربانى النورانى حسن البنا. والشيخ ابن عبد الوهاب. وليعد معكم النبى محمد. لنعيد الخلافة التى لن يمانع الان حكامنا ولا شعوبنا من عودتها. ولنطبق الحدود. ونطرد الاقباط والايزيدية والعلويين والدروز او ندعوهم للاسلام او نتخلص منهم ومن شرهم. ولنبيد الاسرائيليين. ولنعلن الحرب على اوربا وامريكا بمساعدة جالياتنا الاسلامية والعربية هناك.