جمال الخجول ورحلته بين الشغف والعدم

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

وصلت للحمام و لم تبقى هناك أكثر من ثوان، كان ما يهمها هو طريق العودة لمكتبها حيث ستراه، خرجت عائدة و هي تكاد تطير بأجنحة الشهوة.

"سأبتسم له، سأحدق في وجهه، سأرخي له عيني"

مرت أمام الباب و التفتت ناحيته لتراه......

و لكن....

"أين هو؟"

لم يكن في المكتب سوى مجدي زميله.

واصلت منار نحو مكتبها عائدة و قد تبدلت إشراقة وجهها لشحوب مفاجئ.

كم خاب أملها في تلك اللحظة.

"أيكون في مكتب ما يقوم بعمل ما؟ أيكون في الحمام؟ أخشى أن يكون في إجازة"

ظلت منار تأكل نفسها بالأسئلة، كان التوتر باديا عليها.

كل خمس دقائق كانت تنظر أمام اسمه في تطبيقة الشات الخاصة بالعمل تنتظر تحول تلك النقطة الصفراء إلى خضراء معلنة وجوده في مكتبه، و لكن تلك النقطة اللعينة عاندت و استمرت في لونها الأصفر، و لم تكتف بذلك بل كُتب تحتها :

"غائب منذ (2) يوم"

مما يعني أنه لم يفتح حاسوبه منذ آخر يوم في الأسبوع الماضي. لم يأت اليوم إذن.

انشغلت منار كثيرا، لم يهدأ لها بال، ظلت متوترة لساعة ثم نهضت من مكتبها و ذهبت لمجدي زميل جمال تسأله عن غيابه :

"مجدي، صباح الخير"

"صباح الخير"

"ألم يأتِ جمال اليوم؟"

"جمال، لا، لم يأت اليوم.... و لن يأتي غدا، و لا بعده، و لا بعده..."

أحست منار بقلبها يسقط من مكانه.

"خير، ماذا حصل؟"

"لقد استقال و ترك العمل"

لم تستطع منار منع نفسها من أن تفتح عينيها لأقصاهما من هول الصدمة.

أحست بالدم توقف في عروقها، شعرت بتنميل في أطرافها.

مرت آلاف الأفكار في عقلها، تسارعت نبضات قلبها، استرجعت بشكل خاطف كل المواقف معه. نظراته لها، ابتسامته، تغزله المبطّن بها و مزاحه معها.

ظلت صامتة مصدومة لبرهة، قبل أن يتكلم مجدي :

"هاهاهاها، أمزح معك.... جمال ذهب في إجازة تدوم أسبوعين في أوروبا"

انفرجت أسارير منار، و تنفسدت الصعداء.

"أووووه حقا، إنه يستحق ذلك... حسنا، شكرا لك"

خرجت منار و داخلها شعوران متناقضان، فرحة لأنه لم يستقل من العمل، و إحباط و حزن لأن ما عزمت عليه لن يحصل قريبا، بل و لن ترى جمال لأسبوعين كاملين.

تحسن مزاج منار قليلا ذلك اليوم بعد توترها و قلقها أول النهار، لكنها لم تتمكن من إبعاد جمال عن تفكيرها. هي هائجة عليه و قد زاد من هياجها و توترها فكرة أنه في أوروبا الآن يستمتع بالشقراوات و الحسناوات ينهل من رحيق دلالهن و يسبح في بحر من الأكساس و الأثداء و الأفخاذ و المؤخرات.

ظلت كل تلك الأفكار تلازمها طيلة اليوم، حتى قررت أنها لن تنام الليلة قبل أن تفرغ هيجانها على قضيب ما.

خرجت للحمام و أخذت هاتفها معها و اتصلت بصابر، لا تدري بالضبط لم خيرته على وليد.

و فعلا اتفقا على أن تلاقيه في منزله بعد خروجها من العمل.

كانت تعد الثواني لتصل الساعة إلى الخامسة. و أخيرا دقت الساعة.

خرجت مسرعة و استقلت سيارتها و انطلقت كالصاروخ لملاقاة عشيقها.

وصلت لبيته و دقت الجرس، ما إن فتح صابر الباب حتى هجمت عليه كأنها نمرة متوحشة تنقض على فريستها.

بدأت تلتهم شفتيه بكل عنف و هي تدفعه للحائط، لم تهتم للباب الذي لم يغلق بعد، حتى أفلت صابر نفسه منها ليغلق الباب و هو يقول في دهشة ممزوجة بالحماس :

"واو، لدينا هائجة هنا لا تطيق صبرا"

"أغلق فمك و هيا ضاجعني"، قالت منار ذلك و أمسكت بعنق قميصه تجذبه نحوها بقوة و غرق كلاهما في قبلات محمومة، كانت تمرغ شفتيها بين شفتيه باحثة عن لسانه، كانت مضطربة جدا في حركاتها.

حملها بين يديه دون أن يقطعا قبلاتهما إلى غرفة النوم، و بدأت بعنف تنزع ملابسها و تنزع عنه ملابسه و هي تلثم صدره و رقبته و تلفح بشرته بأنفاسها الساخنة.

دفعها على السرير و نزل يقبل شفتيها و خديها و رقبتها و صدرها و هي تنتفض تحته بهيجان غير معهود، كان فكرها مشوشا مشغولا بجمال، لكن انشغالها ذلك لم يفقدها تركيزها مع صابر، بل أن تشوشها و توترها و هوسها بجمال هو ما غذّى رغبتها و جعلها تبدو كالمجنونة الشبقة التي لن تهدأ حتى يسحقها قضيب و يدمر كسها تدميرا.

أمسكت برأس صابر توجهه بين صدرها و بطنها و كسها يلحس و يمص و يعض هنا و هناك، كانت شفتاها ترتعشان من فرط اللذة و عيناها هائمتين مرخيتين، ترمشان بسرعة كبيرة غير قادرة على التحكم بها.

ترجت منار صابر بكل إلحاح أن يبدأ في نيكها :

"أرجوك، أدخله فيَ الآن.... أحتاجه بشدة... أشعر بحكة في كسي لن يُذهبها سوى قضيبك... هيا بسرعة... أرجوووووك "

و لما تباطئ صابر في ذلك، دفعته بقوة و قامت و طرحته على ظهره و هو يضحك من قوتها العتيدة التي نزلت عليها فجأة.

صعدت منار فوق صابر و هي تدخل قضيبه داخلها بتوتر، و ما إن رشقته في كسها حتى بدأت رحلة من الجنون، كانت تقفز فوقه بهيجان و سرعة، وضعت يديها على ركبتيه تستند عليهما و واصلت صعودها و نزولها فوق ذكره. أطلقت عقيرتها للصراخ و الآهات بشكل جريء لم تفعله من قبل.

أغمضت عينيها و زادت وتيرة نطاتها فوق القضيب الذي كان يخترق مهبلها حين قفزت لذهنها صورة جمال و هو يغرس قضيبه في كس حسناء إيطالية يزلزل كيانها و يجعلها ترتجف تحته كالطائر المذبوح.

علا صراخ منار و بدأت تتفوه بكلام ساخن تحث فيه صابر على نيكها :

"دمرني... قطعني... لا ترحمني.... اقسمني لنصفين... آآآآآآآه"

كان لسانها يوجه تلك الكلمات لصابر و لكن قلبها كان يقصد جمال.

اهتاج صابر من السخونة المرعبة التي اعترت منار فبدأ وسطه يتحرك تحتها بعنف و سرعة رهيبين و هو يمسك خصرها بإحكام يدك حصون كسها، بينما صوت ارتطام عانته بمؤخرتها يعلو كتصفيق حار من معجب عاشق بمطربة ما.

ارتفعت شهوة صابر لمداها حتى بدأ ينتفض تحت منار و هو يفرغ منيه دفقات ساخنة في مهبلها، نزلت على صدره تقبل فمه معلنة انتهاء المعركة الحامية.

على غير المعتاد لم تطل منار رقودها على صدر عشيقها، نهضت مباشرة تغسل نفسها و صابر ينظر لها في دهشة و استغراب.

أكملت منار تبردها و اغتسالها و ارتداء ملابسها و صابر يقول لها :

"وااااو، اليوم لقد وضعتِ السرعة القصوى. شيء خرافي ما حصل بصراحة"

اكتفت بابتسامة خفيفة و هي تصلح ماكياجها أمام المرآة.

واصل صابر :

"ما الذي هيجك هكذا؟..... أعني... أنت ساخنة منذ البداية طبعا و أعشق انطلاقك و هيجانك معي... لكنك هذه المرة حكاية أخرى....."

أنهت منار زينتها و التفتت له و هي تبتسم :

"توقع مني كل شيء"

ثم ودعته و غادرت.

اعتقدت منار أن تلك النيكة ستنسيها جمال و تفكيرها به، اعتقدت أنها كافية لكي تعدل مزاجها و تشبعها و تكبح سيل الأفكار التي هطلت عليها.

و لكنها كانت مخطئة، كانت طوال مدة غياب جمال تفكر فيه، تمر أمام مكتبه مرات في اليوم تنظر لكرسيه الفارغ. اشتاقت لرؤيته أيما اشتياق.

ظلت تراه و تتخيله و هي تنتاك من الرجال الثلاثة الذين تضاجعهم، وليد، صابر و زوجها.

كانت أكثر تعقل مع زوجها حتى لا يلاحظ انفجارها المفاجئ و يشك في أمر ما.

طبعا كانت تتبادل النظرات مع هديل يوميا و كأن كلا منهما تشتكي للأخرى و تشمت بها في نفس الوقت والآن. كانت فكرة أن هديل لا تنتاك حاليا من جمال تهون عليها قليلا من هيجان أفكارها و توترها.

مر الأسبوعان، عاد جمال من السفر و هو يشعر بسعادة غامرة، كيف لا و قد زار أماكن مختلفة و تعرف على أشخاص كثيرين و قضى أروع أوقات حياته.

كانت منار تنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر، كررت ما فعلته قبل أسبوعين حين خرجت بسرعة من مكتبها لتمر على مكتب جمال بمجرد وصولها.

كان قلبها يدق بمعدل كبير و هي تقترب من الباب، لم تذهب إلى الحمام و من ثمة تعود، لا. بل توجهت رأسا لمكتبه و اللهفة تسبقها.

دخلت و خفق قلبها و رفرفت روحها حين رأته هناك.

"جماااااااااااااااااااال، لقد عدت."

"منااااار"

فوجئ جمال أن منار لم تكتف بالمصافحة بل توجهت مباشرة لخديه تسلم عليه بالقبل، لم تطبع قبلتيها بشفاهها، بل كان سلاما اعتياديا، الخد في الخد.

كانت تلك أول مرة تسلم عليه بتلك الطريقة، لم تسلم أبدا على أي زميل بذلك الشكل أصلا. في الأعياد و المناسبات كانت تزور المكاتب و تكتفي بالمصافحة مع الرجال، بينما القبل للنساء فقط.

أدرك جمال أن منار اشتاقت له، كانت عيناها تنظران له بسعادة غامرة، عيناها تبتسمان أكثر من شفتيها حتى.

زاد ذلك من سعادته و رفعها للمستوى الأعلى.

"كيف حالك؟ استمتعت جيدا إذن؟"

"بالتأكيد، لقد كنت في الجنة حرفيا"

لعله استمتع بإغواء الأوروبيات هناك. هكذا فكرت منار حين عبر عن عظيم متعته خلال الرحلة.

"أنا سعيدة حقا لك. نلتقي لاحقا إذا لتحدثني عن رحلتك. تعال لمكتبنا"

"اووووه الحديث يطول و لا تتسع له مجرد دقائق أقضيها معكم في زيارة لمكتبكم"

"على كل حال، أمامنا الوقت كله"

خرجت منار عائدة لمكتبها، تشعر بسعادة غامرة، لم يفسدها سوى رؤيتها لهديل تتجه لمكتبه لتسلم عليه. تذكرت و هي تلتفت وراءها و تتابع هديل بعينيها أن جمال يدك تلك المؤخرة التي تتمايل أمامها دكا و يركبها باستمرار. فشعرت بالغيرة تأكل قلبها.

بعد دقائق، أرسلت إليه عبر تطبيق التشات في العمل، تسأله عن الصور التي التقطها أثناء رحلته.

كان ذلك السؤال فرصة ذهبية لجمال لكي يذكّر بمنار بموضوع قديم لطالما انتظر اللحظة المناسبة لطرحه.

أجابها جمال :

"لقد صورت صورا كثيرة جدا، كثير منها في حاسوبي في البيت الآن."

"آآآآه خسارة أردت رؤيتها اليوم"

"لقد نشرت العديد منها على حسابي بالفايسبوك.... آآآآآآ نسيت... لا يمكنك رؤيتها.."

لم تجب منار فقد أحرجها جمال أشد إحراج.

ثم أضاف قائلا :

"اطلبي من هديل أن تطلعك عليها، مثلما أخبرَتك بعيد ميلادي سابقا... هي صديقة لي على الفايسبوك و يمكنها رؤية ما أنشره... أما أنت فلسبب ما لا تريدين أن نكون أصدقاء على شبكات التواصل الإجتماعي"

صعقت منار فها هو جمال يواصل إحراجها.

لم تعرف كيف تبرر موقفها من ذلك، لن يقتنع برواية أنها لم تنتبه لطلب الصداقة، سيحتقرها لو استعملت ذلك التبرير. و هي الآن بالذات لا تريد أن تخسره.

"يمكنك أن ترسل لي الآن إن أردت"

"لا"

كان جوابه سريعا و حاسما بشكل مفاجئ، شعرت منار بصدمة كبيرة لما قاله.

واصل جمال :

"أنا لا أرسل لشخص مرتين.....

و أصلا لن يضيف لي قبولك صداقتي الشيء الكثير...

لن ينتهي العالم إن تجاهلت طلبي...."

"جمال... لا أعرف ماذا أقول بصراحة..."

"إن كنت لا تملكين شيئا لتقوليه.. فلا تقولي.. الأمر بسيط"

شعرت منار بأنها تخسره، غمرها شعور غريب باليأس و الحزن، توترت لأقصى درجة.

ما هي دقائق حتى سمع جمال صوت إشعار على هاتفه. قرأه و كان كالتالي :

"منار حسن أرسلت لك طلب صداقة"

انتابت جمال مشاعر من الغبطة و الزهو و هو يقرأ ذلك الإشعار.

لم يكن من النوع المتلاعب بمشاعر الناس، لذلك لم يتركها تنتظر طويلا، قبل صداقتها مباشرة.

كان كل ذلك يجري و بينهما مسافة لا تزيد عن الستة أمتار، يفصلهما مكتبان آخران بينهما.

ماهي إلا ثوان حتى أرسلت له رسالة على مسنجر الفايسبوك.

"جمال.... أردت أن نواصل الحديث عبر وسيلة أخرى.. لا أحب أن أتحدث عبر تشات العمل... أنت تعرف أن الإدارة يمكنها إن أرادت أن تطّلع على محادثات موظفيها "

"أرأيتِ كيف أنني لست متكبرا مثل بعض الناس، أنا أقبل طلبات أصدقائي و لا أتجاهلها" و أرفق ذلك بسمايلي على صورة غمزة.

"جمال أرجو أن تقدر موقفي.. لم أتجاهل طلبك تكبرا عليك"

قرر جمال بكل جرأة أن يدخل في الموضوع مباشرة.

"أعرف سبب تجاهلك"

"ما هو؟"

"كلانا نعرفه تمام المعرفة، و لا داعي لمزيد من الإخفاء"

كانت كل حصون منار مدمّرة في ذلك الوقت، كانت مدينة جاهزة للغزو دون مقاومة.

لهذا، لم تعانده و لم تنكر، و لم تتظاهر أنها لم تفهم.

كانت رغبتها فيه و خوفها من أن تخسره أقوى من كل شيء.

ظلت تفكر فيما تقول و كيف تخبره أنها تريده بشدة.

و بينما هي محتارة، قال لها :

"صحيح أننا أضعنا وقتا طويلا لأسباب مختلفة، لكن الوقت مازال لم ينته بعد، كل شيء يتم تعويضه"

حمسها رده و أعاد فيها الروح.

في المقابل و رغم الثقة التي بدأ يتحلى بها جمال، شعر أن كلامه اقترب كثيرا من التصريح و المباشرة فخشي أن تتمنع عليه.

ظل مترقبا إجابتها و هو يرى تلك النقاط الثلاث تتحرك معلنة أن منار بصدد الكتابة.

و وصلت رسالتها :

"أرجو أن لا يكون لديك اتفاق مسبق على موعد ما الليلة"

شعر جمال في تلك اللحظة بجرعة من الأدرينالين تسري في عروقه و تصل لأعلى رأسه، انتصب قضيبه في جزء من الثانية.

سمع في داخله صوت مجموعة من المعلقين الرياضيين المشاهير كل منهم يردد جملة احتفالية :

"غوووووووووووووووووووووووووووووول"

"يا ربااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااه"

"يا سلااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااام"

كاد يقف فوق مكتبه ليرقص طربا و فرحا، غير أنه أمسك نفسه.

تذكر الفتاة التي تتحادث معه الآن و أنه عليه الرد.

كتب لها :

"مبدئيا ليس لدي برنامج الليلة"

"جميل، سأغادر العمل بعدك بعشر دقائق، انتظرني خلف المركز التجاري المجاور، سأمر عليك بسيارتي"

تواصلت الأهازيج و الأغاني تتردد في قلب جمال و عقله.

"اتفقنا"

ابتسمت منار و السعادة تنير وجهها، ثم حذفت كل تلك المحادثة من حسابها. فالحذر واجب.

(يتبع)

الحلقة التاسعة

*****

دخل جمال و منار الشقة و كلاهما يدفع الباب مغلقا إياه بسرعة و لهفة.

سادت لحظات من الصمت، كان كل منهما يحدق في عيني الآخر بطريقة حالمة، كانت عيناهما تتخاطبان بدل لسانيهما.

"يا إلهي ما أجمل عينيها، تنظر لي بحب و حنان و شغف، كم انتظرت هذه اللحظة طويلا"

"آه من عينيه و نظراته اللاهبة، نظرة واحدة منه كفيلة بإشعالي، لقد ألهبتني كل يوم بسهامها و ها قد جاءت اللحظة التي لا يفرق بيننا شيء"

لم يدرك لا جمال و لا منار كم مر من الوقت في النظرات الهائمة، إلى أن انقضّت الشفاه على بعض و التحمت في رقصات محمومة. كانت لهفة كل منهما على الآخر لا توصف، لا يمكن إيجاد أي كلمة من أي لغة خلقت على وجه الأرض لتعبر عن ذلك الإنغماس و الإندماج بينهما.

ضم جمال منار إلى جسده بإحكام بيده اليسرى، فيما ارتفعت يده اليمنى تمسك خدها وتمسح عليه و تصل إلى مفرق شعرها تداعبه و تخلل أصابعها فيه.

كانت منار تعانق جمال بشوق و رغبة عارمة، يداها تحيطان برقبته و رأسه و تمر على كتفه و أعلى صدره.

كان جمال من شدة اشتياقه يعز عليه أن يترك هاتين الشفتين المبللتين، كيف لا و هو يحلم يوميا بالتقاطهما بين شفتيه، كيف لا و هو في كل مرة يجلس جنبها أو يقف معها يحادثها يركز ناظريه عليهما، كيف لا و هو في كل لقاء أو حديث يجمعهما يمسك نفسه بمجهود جهيد كي لا يفترسهما.

منار بدورها كانت تمتص شفتي جمال و لسانه و كأنها تبحث عن ماء الحياة من ثغره.

لم يكن جمال و منار يقبلان بعضهما، بل كانا حرفيا يرتشفان من بعضهما البعض رحيقا لذيذا لا يوصف و لا يحكى.

تواصلت سمفونية القبل تعزف بين الشفاه و كان العاشقان يسيران ببطء نحو غرفة النوم. و ما إن وصلا حتى نزلا سويا على السرير يتقلبان دون أن تفترق شفتاهما، تارة تكون منار فوقه و مرة ينزلها تحته و أحيانا يتقابلان كل على جنبه.

و بعد مرور وقت طويل، افترقت الشفاه أخيرا، التقط جمال و منار أنفاسهما و هما ينظران من جديد كل منهما في عيني الآخر.

بدأ جمال يراوح نظراته بين كل مكان في وجهها، ينظر لحاجبيها، كم يعشق شكلهما، ثم يمر على وجنتيها التين احمرتا بفعل سخونتها و رغبتها، و يواصل نحو خديها الناعمين الطريين، ثم يركز نظره على أنفها المستقيم الذي يبدو و كأن ريئة فنان رسمته في وجهها، ثم ينزل بعينيه صوب شفتيها التين تلمعان بلعابه ولعابها.

لا يصدق ما يحصل، كل تلك الملامح كانت هي المسيطر الوحيد على تفكيره و كيانه طيلة السنتين الآخيرتين، كان يمني نفسه بلحظة مثل هذه يتأمل فيها جمالها و بهاءها.

بادلته منار النظرات و كانت تنتقل من مكان لآخر في وجهه، عيناه العسليتان التان علقتاها به و جعلتها تشعر أنها الأنثى الأكمل و الأشهى في الكون، شكل خديه المصوّر تصويرا كأبطال السينما، ذقنه التي كانت تشكها منذ قليل و تخزها في صدرها و بطنها.

كانت منار في حلم.

خطف العاشقان قبلات أخرى نهمة قبل أن ينتقل جمال بفمه يلثم خديها و حاجبيها و أنفها و جبينها و ذقنها، لا نبالغ حين نقول أنه وزع قبلاته على كل مليمتر في ذلك الوجه المضيء.

لم يفته حين وصل لتقبيل أذنيها أن يهمس فيهما بأعذب كلمات التغزل بجمالها و مدى رغبته فيها، شكلت تلك الكلمات الهامسة مع الأنفاس اللاهبة التي ترافقها، ثنائيا خطيرا سبب لها قشعريرة و سلسلة من الرجفات المتتالية، كانت الكلمات تخترق قلبها و عقلها، فيما تلفح أنفاسه بشرتها الناعمة الرطبة لترسل لمركز حواسها رعشة لا مثيل لها.

نزل يقبل عنقها و هي تمسك رأسه و تتأوه آهات خفيفة و تهمس بإسمه باستمرار.

"جمال... جمال... جمال... جمال...."

زاد هياج جمال حين سمعها تردد اسمه و كأنه ترنيمة مقدسة لديها.

تجاوب معها مكافأة لها، فطيبة قلبه تجعله تلقائيا يحب إسعاد من يسعده.

"يا منار يا منار.... ما أبهاكِ و ما ألذّكِ و ما أحلاكِ"

رفع جمال جسده قليلا عن منار حين شعر بيديها تفك أزرار قميصه، تاركا لها المجال لتنزعه عنه. ساعدها في ذلك و بدأت تمرر يديها على صدره و كتفيه و رقبته و هي تنظر له بشهوة و لذة.

رفعها إليها و بدأ ينزع عنها ملابسها القطعة تلو القطعة، كانت تفعل معه نفس الشيء بلهفة و عنف و سرعة.

لم يبقى كل منهما سوى بكيلوت لها و بوكسر له.

نظر جمال بانبهار للجسد المرمري الملقي أمامه، كما تخيله بالضبط، صافيا أبيضا ناعما، بدأ يمرر يديه على كافة أنحاء جسمها و حملها فوق حجره و ارتكزت هي بيديها على كتفيه لتستقر في حضنه.

يبدو أن شفتيهما اشتاقتا لبعض فعادتا للقاء محموم آخر، بينما كانت يدا جمال تمسحان على ظهر منار و كتفيها و قفاها و مؤخرتها و زندها.

كان كل شبر من جسدها يغريه بلمس الشبر الذي يليه، إحساس لا يوصف و يداه تنسابان فوق تلك البشرة الناعمة التي اعتبرها جمال من أهم ما أغراه بالأساس في منار.

جعلت تلك اللمسات المتتالية من منار كالبركان الهائج يقذف حممه، فكانت رطوبة كسها تتزايد و تفرز سوائلها لتبلل كلسونها. تزايدت وتيرة آهات منار الخفيفة بفعل تحركات أصابع جمال التي غزت تقريبا كل مكان في جسدها.

كان جمال يعرف أن المرأة تستثار من أكثر من مكان، و تختلف النساء في ذلك، لهذا حرص على أن يمتع منار بلمسها في أكثر ما يمكن من المناطق من جسدها.

بدأت منار تنتفض في حضنه من شدة الشهوة التي تملكتها و توترت حركتها و بدأت تحك كسها فوق موضع قضيبه بحركات متكررة جيئة و ذهابا.

كانت تلك الحركة كافية لجمال لتزيد من جنونه فشعر بالدم يتوجه بغزارة نحو قضيبه مما زاد في درجة انتصابه و تصلبه، خشي أن تتسبب حركاتها الهائجة في قذف منيه بشكل مبكر، فأمسكها من كتفيها و دفعها برفق إلى السرير على ظهرها.

نزل فوقها يلثم صدرها و نهديها و حلمتيها، لحسا و مصا و تقبيلا، و أصابعه تلامس شفتيها و خديها و ذقنها، أغمضت منار عينيها و بدأت تتلوى تحت جمال و تطوح برأسها في كل الإتجاهات، لقد كانت تستثار في أكثر من مكان في نفس الوقت، ما إن تسخن من تقبيله لصدرها حتى تلهبها ملاعبة يديه لوجهها و أذنيها و شعرها.

شعرت منار أنها بدأت تتشتت ذهنيا فأمسكت بيديها كفي جمال و تخللت أصابعها أصابع يديه و ظلت يداهما متشابكتين و هو يفعل أفاعيله بالأسفل بلسانه و شفتيه.

كانت وخزات لحية جمال الخفيفة التي عمرها يوم او يومان تزيد من شهوتها، تلك الخشونة لديها شعور خاص لدى المرأة.

بعد أن أشبع جمال جسد منار لحسا و مصا و تقبيلا و وخزا، قرر أن يقوم بغزو موضع عفتها.

رفع وسطها عاليا لكي ينزع عنها كيلوتها الذي ابتل من فرط شهوتها، كانت منار تخشى أن يسبب لها لحسه لبظرها نوبة من الجنون لا تتحكم فيها بنفسها، فظلت تردد مكررة :

"لا... لا... أرجوك... لن أقدر.... سأجنّ...."

تجاهل جمال رجاءاتها المتكررة فهو يعرف أن المرأة تقول عكس ما تريد أحيانا، و فعلا، عاندته قليلا بأن حاولت ضم ساقيها لتمنعه و كذلك إبعاد وجهه عن كسها، و لكن سرعان ما استسلمت حين أمسك يديها بقوة و ثبت رأسه بإحكام بين فخذيها مستعينا بكتفيه لمنع ساقيها من الإلتواء حوله.

ما إن وضع جمال طرف لسانه على بظرها المنتصب حتى أصابت منار اختلاجة قوية جعلتها ترفع جسدها و وسطها عاليا و تنتفض بقوة، شهقت شهقة أفقدتها القدرة على الصراخ.

بدأ جمال يلحس بظرها برفق و هي ترتعش تحته لا تقدر على الكلام و التأوه.

زاد من سرعة لحسه و مصه لها فارتفت وتيرة انتفاضاتها و حركاتها تحته، طغى بياض عينيها على سوادهما و لم تعد قادرة على التنفس.

بدأت تضرب بيديها على السرير بقوة تطلب الرحمة من جمال، ترك بظرها قليلا و رفع رأسه ليراها تلتقط أنفاسها بقوة و كأنها خرجت للتو من سباق أولمبي كبير.

كانت ترتعش من رأسها لأخمص قدميها، أعجبه منظرها هكذا. ظل يحدق فيها هائما فيها و هي تنظر إليه نظرة ضعف و لوم على ما فعله بها.

و عندما هدأت تمكنت من الكلام و قالت له :

"جمال، يكفي أرجوك، أقسم أني مستعدة تماما الآن، أنا جاهزة و لا أحتاج المزيد"

تذكر جمال كيف كان يمازحها و يعاندها في العمل، فقال لها :

"لا، مازال أمامنا شوط ثان من اللحس"

"أرجوك، أرجوك لا، هل تريدني أن أموت بين يديك بسبب انقطاع نفسي؟"

"اللحس لم يقتل أحدا من قبل"

"جماااااااااااااااااااال"

ضحك جمال و قال لها :

"أمزح معك"

و قام مستعدا لتتويج كل تلك المداعبات الطويلة. فوجئ جمال بمنار تسبقه للبوكسر الذي يرتديها، أمسكت بقضيبه المنتفخ من خارج البوكسر، و هي تنظر إليه و لعابها يكاد يسيل عليه.

ثم سرعان ما بدأت تنزله، بدأ الذكر المتحفز يظهر لها شامخا.

ابتسمت ابتسامة عريضة و تذكرت كيف أنها كانت سابقا تسترق نظرات إليه و هو تحت بنطلون جمال في العمل.

لم تمنع نفسها من ضحكة سعادة بالغة.

فركته بيديها و هي تتمدد على السرير و تجذب جمال نحوها.

استلقى جمال فوقها و عيناها كالعادة في عينيها، و هي لا تزال تمسك بذكره تدخله ببطء و رفق في كسها الرطب المهتاج.

أدخلت رأسه و تركته حين بدأ جمال يدفعه داخلها برفق.

كلاهما جرب النيك من قبل و استمتع به. لكن........... هذه المرة، شعور تلك الإيلاجة لا يقارن، لا يوصف.

كان جمال يواصل دفع قضيبه في كس منار و تعتريه في تلك اللحظة مشاعر رهيبة ملهمة عظيمة لم يشعر بها قط.

شعر أنه خارج الأرض و خارج السماء و خارج الكون و خارج الزمان، لحظة صفاء و وصال لا يمكن التعبير عنها.ما زاد في عمق إحساسه وقتها أنها كانت تنظر إليه بهيام و شغف، كان يبادلها نفس النظرات. كانت عيناه كأنها ترى داخل روحها.

منار كانت كأنها تنتاك لأول مرة، أحست أن كل نيكاتها السابقة بلا معنى، نسيت أصلا ماذا أحست وقتها و هي تنتاك من هذا و ذاك.

واصل قضيب جمال شقه لطريقه داخل كس منار، إلى أن وصل لآخره، لم يكتف جمال بذلك بل حاول دفعه أكثر كأنه يثبته فيه، أحس جمال أنه لا يغرس قضيبا داخل منار، بل يغرس جزءا من روحه فيها. فيما كانت منار تشعر حرفيا أن تلك الإيلاجة قد تجاوزت رحمها و وصلت لتلامس قلبها.

جذب جمال قضيبه ببطء أيضا و منار تتشبث به خشية أن يخرجه منها.

ثم أعاده مرة أخرى لمكانه، كان لا يستعجل شيئا، هذا الإحساس لوحده هبة لا تتكرر دوما، أراد أن يطيل من عمر تلك اللحظات قدر المستطاع.

لكن الغريزة تأبى إلا أن تطغى، فتسارعت حركاته تدريجيا، و مع كل حركة لقضيبه داخل كسها تشهق منار و تختلج، و يتوقف قلبها، أو هكذا تشعر.

متعة النيك بالنسبة للمرأة و شعور الإيلاج و الإخراج لا تحس به فقط في كسها، بل في قلبها، في صدرها، في روحها. وكذلك الرجل.

تلك الرحلة جيئة و ذهابا تتلاعب بغريزتها فالدخول يطمئنها و الخروج يرعبها.

غريزتها تخاف أن يخرج القضيب منها لهذا يخفق قلبها كأنه ينفجر في صدرها.

تسارعت حركات جمال و بدأ يضرب كسها ضربات متتالية و هو يواصل النظر في عينيها، أكثر ما يعشق في هذا العالم.

ترتفع آهات منار و تتعالى، ينظر جمال لوجهها الذي يتأوه فيزداد هياما بها، فينزل ليلتقم شفتيها، تستقبله هي بكل سخاء و تعانق لسانه بلسانها.

1...345678