جمال الخجول ورحلته بين الشغف والعدم

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

يتناوب على مضاجعتهما في شتى الوضعيات و صراخ كل منهما يعلّي على الأخرى.

تتنافسان على من تكون الأكثر سخونة و هيجانا معه.

لا أدري إن كان التالي سيحبطكم أم يثيركم، لكن حتى منار يتخيلها جمال أحيانا مع رجال آخرين. ففكرة فعلها لذلك في الواقع مطروحة جدا، لا يدري إن كانت تصرفاتها المنفتحة و الجذابة دليل عفوية فقط أم أنها لإغراء الرجال أيضا، لهذا احتمال أن يكون أحد ممن تصادفه في حياتها قد نجح في إغوائها احتمال وارد. من يدري فربما تملك عشيقا أو أكثر، تراوح بينهم كما تريد و تشتهي، تستمتع بهم و ترويهم من رحيق رغبتها العارمة، بينما جمال يكتفي بالإستمناء عليها و على غيرها. قد يركبها مدرب رياضة ما في قاعة رياضية ترتادها للحفاظ على رشاقتها، يأخذها معه لمنزله ليستمتع بفيض شهوتها المتفجرة. أو يضاجعها زوج إحدى معارفها أغواه دلالها و إثارتها في إحدى حفلاتهم و سهراتهم.

هو لا يستبعد فعلا أن يكون لها عشيق أو أكثر، فتصرفاتها منفتحة حقا، أو ربما هكذا النساء في العاصمة يتصرفن بعفوية، لكن حقا، تصرفاتها و نظراتها، لا تتوانى أن تنظر أو تبتسم في وجه هذا أو ذاك، ربما يندرج ذلك في إطار شهوتها للرجال بعفوية أيضا، من يدري، النساء بحر غميق لا يسهل فك شفرته.

أكثر من مرة يلاحظ أنها عائدة من الحمام و قد تزينت و وضعت بعض المساحيق قبل مغادرة العمل. يحرك فيه ذلك تساؤلات كثيرة : "يا ترى لمن تتزين، هل هي على موعد مع زوجها و لا تريد أن تضيع الوقت في وضع الماكياج في البيت؟ أم أنها تتزين لعشيق من عشاقها ينتظرها في مكان ما؟ أم أنها هكذا تريد أن تظهر جميلة دائما؟ و لكن لماذا لا يصادف ذلك إلا آخر يوم من الأسبوع؟ يبدو أنها تقول لزوجها أن آخر الأسبوع تكثر عليها الأشغال في العمل و تستغل ذلك لتتأخر عن البيت و تقضي ذلك الوقت بين أحضان عشيقها"

أحيانا يكون جمال في قمة هيجانه، فيتخيل كلا من منار و هديل و سناء في صورة هائجات ممحونات تتقاذفهن الأحضان و الأيور للعديد من الرجال والمراهقين والشباب والشيوخ.

و أحيانا يفعل ذلك حين يكون محبطا يشعر باليأس و يعاقب نفسه على فشله.

إنها ثلاث سنوات قد مرت على انضمامه للعمل و لم يضاجع أي واحدة منهن.

يشعر أنه عاجز، لا يبحث جيدا و لا يجتهد لربط علاقات خارج العمل.

هو رغم صداقاته إلا أنه وحيد، وحيد فعلا، ليس لديه شلة مختلطة من النساء و الرجال يخرج معها دائما، كل من يخرج معهم ذكور مثله، يتحدثون نفس المواضيع، و أصلا لا يخرج معهم دائما، حيث يفضل الوحدة على تكرار نفس اللقاءات.

جمال يريد الفرص و الأبواب التي تفتح الطريق من أجل الكس.

و لكنه لا يجتهد حقا. رغم قناعته أنه واقف في مكانه لا يتحرك.

كان بإمكانه دفع المال لعاهرة ينيكها، لكنه يرفض ذلك، يعتبر الأمر تحايلا على نفسه، يريد أن يضاجع أنثى يريدها و تريده، تشتهيه، تتمناه.

من يدفع المال مقابل الجنس هو شخص عاجز.

شعوره بالوحدة و عدم وجود صداقات و علاقات مع الفتيات، يحبطه، و كلما يرى من منار تصرفا لا يوحي بأنها تريده، يزيد إحباطه، فيعاقب نفسه كما قلنا بتخيلها تنتاك من غيره، كالعادة إما شخصيات وهمية أو زملاء في العمل.

مؤخرا بدأ يتخيلها تنتاك من زميلهم مروان الذي يشتهيها، كان جمال سابقا يستبعده من خيالاته لأنه يشعر بالغيرة كلما تحدث أمامه عن رغبته في منار، و يراه أصلا شخصا لا يملك أسلوبا جميلا ليشد أمثال منار، دائما ما يتحدث لجمال و من معه عن جلبه للعاهرات للمنزل.

واضح أنه عاجز عن نيك النساء دون مقابل. او ان بنات ونساء الشرق العربي بسبب تربيتهن المنغلقة لا يملكن القدرة على اقامة علاقات حب وجنس كاملة قبل الزواج وبعد الترمل او الطلاق

و طيلة الثلاث سنوات، علاقته بمنار محدودة جدا.

و لكن ما جعل جمال يضيفه لقائمة العشاق المتخيلين لمنار هو حادثة صغيرة، ربما.

في يوم ما، كانت منار مارة كالعادة في طريقها للحمام، كان مروان واقفا أمام مكتب جمال، قال لها : "أرجوكِ قولي لنا صباح الخير، لا تتكبري علينا"

وقتها ارتفع الدم لرأس جمال، فهو يغار على منار أكثر من زوجها.

توقفت هي لتقول أنها قالت صباح الخير للجميع.

"تبا، اللعين يريد التقرب منها." قال جمال في نفسه.

بعد أسبوع أو أكثر، كان جمال في مكتب منار يحادثها كعادته، وقف مروان أمام المكتب لحاجته لأمر مع حليم، لم يدخل، فما كان من منار إلا أن التفتت له و قالت له بصوت عال : "صباح الخير، ها قد قلت صباح الخير، هل سمعتها؟"

جمال هنا أكلته نار الغيرة، هاهي تتفاعل مع شيء زرعه مروان قبل أسبوع أو أكثر.

"تبا"

قد يكون الأمر عاديا، فهي تبدو هكذا دائما منفتحة و بشوشة و مرحة مع الجميع، لكن جمال لم يستسغ الأمر.

تكرر الأمر بعد أيام حين كانت منار في مكتب جمال و مر مروان من أمام المكتب فحيته بصوت مرتفع لتذكره كالعادة أنها تقوم بالتحية.

"تبا إنها المرة الثانية، ما بالها هكذا؟ لا أدري أهو أمر عفوي منها أم أنها تعرف أن مروان يشتهيها فأعجبها ذلك"

أمسك جمال نفسه عن لومها، لأنه في النهاية من يكون بالنسبة لها؟ لها زوج في بيتها هو من المفترض أن يغار.

و أصلا هي كما قلنا من النوع المنفتح و الذي يسلم و يحيي الجميع، و تبدو من النوع الذي لا يحسبها كثيرا، أو ربما تحسبها و لا تهتم. ربما تعرف أنها تثير الرجال و تفعل ذلك و تستمتع.

في كل الحالات شعر جمال بالإحباط لأنه أحس سابقا أنه كان مميزا و ربما بدأ يفقد مكانته، هل وقعت منار في صنارة مروان؟ استبعد جمال ذلك، لكن مشاعر الإحباط و الفوضى و التشوش لديه دفعته لتخيل مروان ينيكها. مروان ينحدر من منطقة ريفية، طباعه غليظة، أو هكذا يقول عن نفسه، يعاقر الخمر و يضاجع العاهرات مقابل المال، في المجمل يمكن اعتباره فظا، غير جذاب. و لو أنه شكلا مقبول.

لهذا حين يتخيله ينيك منار، يقذف جمال منيه بسرعة رهيبة، فهو يستثار كثيرا من الأفكار التي قد تؤلمه أو تزعجه، هو يغار عليها من مروان رغم يقينه أنه لن يصل لشيء معها، أو ربما هكذا يظن، هو بالنسبة له يمثل نموذجا سيئا لا يستحق منار، منار فتاة نظيفة و مرموقة و رقيقة و جذابة و ساحرة، و بالتالي الفكرة تزعجه، و لكنها في نفس الوقت تهيجه.

من أكثر ما يثير تفكير جمال بعد كل هذه السنوات، هو أنه محتار هل أن منار ترغب به حقا، و هل تنتظر منار منه أن يقدم على خطوة جريئة لكي تسلم نفسها له؟ جمال ينتظر فرصة قد لا تأتي و هي أن يجمعهما مكان ما خارج العمل.

ما يؤرق جمال أيضا هو أنه شبه متأكد أنه لو كان مكانه شخص آخر ممن لهم باع و ذراع مع النساء، لسهل عليه إغواؤها و لربما ناكها منذ أول شهر عرفها فيه، في حين مرت تقريبا سنتان و نصف على أول لقاء لجمال بها، اللقاء الذي كانت تسترق فيه النظرات له بكل وضوح، و هو للآن لم يفعل شيئا معها.

غيره قد يكون من أول لقاء معها أو لقائين يستمتع بجسدها و شبقها، بينما هو أقصى انجازاته التي يفرح بها حين تبتسم له أو تسترق له النظرات أو تتركه يلمس يدها "عفويا".

الآن كل يوم يمر عليه يزداد ولهُه بها، قد نسميه عشقا جنسيا، فهو يعرف تماما أنه منجذب إليها لجسدها و حركاتها و مرحها و صوتها، أصبحت شغله الشاغل، رغبته فيها لا يمكن حصرها، يعرف بينه و بين نفسه أن هذا المستوى من الشهوة يفوق بمراحل كل المستويات التي وصلها قبلا في حياته منذ أول مرة انتصب فيها قضيبه.

هل مازال الباب مفتوحا له؟ هل مازالت فرصته قائمة؟

هل أعجبت به أصلا و ترغب به و تنظر له نظرة خاصة، أم أنه أخطأ في قراءة عفويتها؟ و إن كانت راغبة فيه حقا، هل مازالت كذلك بعد كل هذا الوقت؟

ثم يبدأ جمال في تحليل كل حركة منها له سواء في يومها أو في الماضي، يحلل أدق التفاصيل، كم من ثانية بقيت تنظر إليه، و لماذا أشاحت بوجهها، و كيف تنظر لذلك الزميل الذي دخل لمكتبهم، يفكر و يحلل، هل فترت من ناحيته، هل لم يعد يعجبها، يبدو أنها فقدت الإهتمام به، يبدو أنها ملت من طول المدة و هو لم يحرك ساكنا.

إلى متى سيظل يحاول التقرب منها بكل حذر دون خطوات صريحة و جدية؟

إلى متى سيستمر الأمر كما عليه الآن، يشاهد بعينيه و أقصى ما يناله منها هو نظرات و لمسات خفيفة؟

تزداد تساؤلاته و حيرته خصوصا حين يكون محبطا يائسا، و تجده يحاول تخيل كيف تعيش و كيف علاقتها مع زوجها، هل هي سعيدة في البيت كما تبدو له في العمل، هل تحب زوجها، هل هو زواج عن حب أم زواج تقليدي من أجل مستوى اجتماعي أفضل، هل تألقها و نظارتها و روحها الخفيفة و تعاملها المرح في العمل دليل سعادتها مع زوجها أم أنه غطاء لحياة زوجية رتيبة أو ربما حتى تعيسة.

يعرف جمال تمام المعرفة و الإدراك أن طرح كل هذه الأسئلة الحائرة و التحاليل الدقيقة الملحّة حول نظرتها له و علاقتها به، هي دليل أنه في معركة خاسرة إلى حد الآن.

ففي الحب و العلاقات، كلما كنت هانئا بعلاقتك، قلت الأسئلة، إذا كثرت تساؤلاتك فاعلم أنك في موقف ضعف و لم تنل مرادك.

جرب هذا كثيرا في قصصه الغرامية السابقة و التي كلها كانت من طرف واحد و لهذا كان يحس بالإحباط أكثر كلما يجد نفسه يتساءل و يحتار. لقد احب الكثيرات لكن لا واحدة منهن احبته. انه يريد يوما ان تقع امراة او فتاة في حبه.

لكنه أحيانا يرفع لنفسه المعنويات بفكرة أن كل شيء ممكن، و أنه قد تأتي فرصة تجعله يحقق مبتغاه مع منار، لهذا قرر أنه في حال اختلى بها في أي مكان فسيقبلها على الفور بلا تردد و ليحصل ما يحصل، يكفي من الخوف و الحذر، الجرأة و الثقة هي المفتاح.

******

الحلقة الثالثة

الاحداث من وجهة نظر منار

اليوم، تعود منار للعمل بعد شهرين إجازة أمومة، فقد أنجبت ابنها الثاني بعد دخولها للعمل الجديد بثلاثة أشهر فقط.

بدأت منار جولتها على مكاتب زملائها لتسلم عليهم بعد غياب، وصلت إلى مكتب مجدي، رئيس أحد الأقسام التي تتبع إدارتهم، لتسلم عليه.

دخلت منار ملقية تحية صباحية جميلة، فوجدت شخصا جديدا في المكتب مع مجدي.

زميل جديد ينضم لإدارتهم، وجدته وسيما ذا عينين واسعتين بنيتي اللون أقرب للون العسل، كان صامتا لا يتحدث كثيرا.

سلمت على كليهما و دار حوار قصير سألها فيه مجدي عن أحوالها و أحوال وليدها.

في ذلك اليوم أرسلها رئيس قسمها لرئيس قسم آخر في الطابق الرابع لأنها تنسق مع فريقه في مشروع مشترك بين القسمين، ماهي إلا نصف ساعة حتى دخل الزميل الجديد الذي لا تعرف اسمه بعد و رحب به رئيس القسم هناك و أجلسه بجانبه ليطلعه على البرنامج المستخدم في مشروعهم ذلك، لم يكن الزميل الجديد ضمن ذلك المشروع و لكن لأنه جديد فكان يتم إطلاعه على معظم الأقسام ليأخذ فكرة عامة عن عملهم.

جلس الوافد الجديد مع بلال رئيس القسم أمام الحاسوب الذي يقابل مباشرة الحاسوب الذي جلست أمامه منار مع إيمان إحدى أعضاء ذلك القسم.

لم تمسك منار نفسها و بدأت بين الحين و الآخر تحاول أن تسترق النظر لذلك الشاب، في إحدى المرات رفع رأسه فالتقت عيناهما، كان واضحا عليها أنها تحاول رفع رأسها لتراه من فوق شاشة الحاسوب.

كررت منار الأمر عدة مرات، و قد رآها الشاب مرة أخرى و هي تشرئِب بعنقها لتتمكن من رؤيته.

مرت الأيام و عرفت منار اسم زميلهم، كان اسمه جمال، لم يكن جمال يخالط كثيرا زملاءه، لم يكن يمازح و يحاور كثيرا، لم يدخل في الجو كما فعل البقية.

الفتيات و النساء لديهن قدرات خاصة على استقصاء كل المعلومات التي يرغبن بمعرفتها. سواء في عمل أو دراسة أو أي مجموعة، حين تختلي النساء ببعض يتحدثن بجرأة عن أشياء لا يتجرأن على ذكرها أمام الذكور. من العادي أن تتحدث النسوة عن وسامة أحدهم، و هل هو أعزب أم مرتبط، و من أين أتى. سواء كن متزوجات، مرتبطات أو عزباوات، فإن الأمر لا يتغير.

كان مكتب مجدي و جمال آخر مكتب في الممشى المؤدي للحمام، فكانت منار حين تعود من الحمام لمكتبها، تدقق النظر في جمال، يكتفي هو بمبادلتها بعض النظرات.

تطور الأمر لتزيد منار نظرات حالمة ثابتة لعينيه، و ابتسامة خفيفة.

كان جمال يكتفي فقط بمبادلتها أول تحية في اليوم، فيما عدا ذلك، ينظر لها و هي تمر.

"يا ترى هل فهم نظراتي؟"

كانت منار تلوم نفسها و لكنها لم تستطع مقاومة إعجابها بجمال و فضولها لمعرفته.

"يبدو أنه خجول أو غير مهتم، لم أره يدخل لمكتبنا أو يبادلنا أطراف الحديث حين نكون في مجموعة". هكذا فكرت منار حين لم تر أي تجاوب منه. لكنها طبعا تعرف في داخلها أنه على الأرجع يعرف أنها متزوجة و لهذا لا يجرؤ على مبادلتها الإعجاب.

مرت أشهر و كانت منار أحيانا تدخل لمكتب جمال حين تستحق مساعدة مجدي في عمل ما، أحيانا يتبادلون أطراف الحديث في مواضيع عامة و بشكل طفيف، كان جمال يتفاعل على استحياء، كانت تلتفت أيضا لجمال رغم أن الحديث موجه لمجدي.

في مرة من المرات، دخلت باحثة عن كابل كهربائي كان يستعمل للميكرويف الجماعي، قال لها مجدي أنه ربما أخذه أحدهم، فردت مازحة : "يبدو أنه جمال صاحب الفعلة، أنا متأكدة من ذلك".

كانت تلك أول مرة تنطق اسمه، ربما هو لا يعرف اسمها أصلا.

كانت نية منار بذلك جذب جمال للحديث و المزاح.

اكتفى جمال بالإبتسام لها ثم عاد لينظر لشاشته التي أمامه.

خرجت منار مواصلة بحثها عن الكابل، و بعد ساعة أو أكثر أثناء عودتها من الحمام كالعادة، دخلت للمكتب موجهة الكلام لجمال : "أرجو أن لا أكون قد أغضبتك منذ قليل، فقد كنت أمزح".

رد جمال مبتسما : "أبدا، أبدا، و لم سأغضب؟ أعرف أنك تمزحين."

مرت الأشهر و كانت منار مهتمة بجسدها، حتى تتخلص من شكل ما بعد الولادة، لم تكن ترضع صغيرها طبيعيا، فالرضاعة تتطلب من الأم أن تأكل و تتغذى كثيرا مما يعني أنها ستزيد بشكل لافت من وزنها، و هو ما لا تريده، كان الأمر دارجا بكثرة لدى الأمهات في السنوات الأخيرة، أصبح الإستثناء الآن تقريبا هو أن ترضع الأم صغيرها طبيعيا. خصوصا في عائلات ميسورة حيث الأم تشتغل و تهتم بجمالها و رشاقتها و أناقتها. منار تزوجت رجلا يكبرها بخمس سنوات، ذو منصب هام في إحدى الشركات السياحية، كانت قبل زواجها من عائلة اعتيادية من الطبقة الوسطى، الآن ارتقى مستواها الإجتماعي و أصبحت ممن يصنفون من أعالي الطبقة الوسطى، حيث مرتب زوجها الشهري يفي و زيادة للصرف على البيت و كذلك العيش في رفاهية. فما بالك مع مرتبها هي الذي و إن لا يصل لنصف مرتب زوجها إلا أنه مرتب كاف لوحده لإعالة عائلة متوسطة و توفير مستلزماتهم.

كانت منار تهتم كثيرا بكل ما يمت بصلة للجمال و العناية بالبشرة و الشعر و كذلك بالأناقة و الموضة و الديكور، مثلها مثل كل الفتيات.

كانت مرتاحة ماديا، و هو ما انعكس حتى على راحتها النفسية، فهي دائما مرحة بشوشة تسلم على الجميع، تمزح و تضحك دائما. الأمر في طبيعتها صحيح، لكنها تعرف أن ذلك يزيد من جاذبيتها.

إيقاع الحياة و العمل جعل نشاطها الجنسي ينقص مع الوقت، فهي و زوجها يعملان و لديهما طفلان، ما إن تغادر العمل حتى تسرع للعودة بطفلها من الحضانة، تصل للبيت بعد غروب الشمس متعبة لا تفكر سوى في الراحة. لا تملك هي و زوجها سوى عطلة نهاية الأسبوع للخروج و السهر، و لإيجاد الوقت لممارسة واجباتهما الجنسية تجاه بعضهما.

كان آداء زوجها الجنسي عاديا، مثل معظم الأزواج، قد يفي بالحد الأدنى من المتعة، لكنه ليس بالمميز أبدا، حياة منار الجنسية كانت اعتيادية نمطية.

بما أن منار تتوهج تألقا و نشاطا في العمل، من حيث التعامل و التصرفات، فمن الطبيعي أن تكون كذلك تتقد شهوة، فالمرح و الروح الجميلة و البشاشة و المزاح دليل على حب الحياة، و محب الحياة لا بد أن يعشق الجنس و يبحث عن أقصى مكامن المتعة فيه.

منار تعترف بينها و بين نفسها أنها لا تمنع عينيها من الإعجاب برجال آخرين، مؤخرا جمال زميلها الجديد، و قبله كثيرون ممن تصادفهم حتى و لو مرة على الأقل.

من الطبيعي أن تعجب المرأة بأكثر من رجل، خصوصا امرأة مثل منار.

بدأت منار تلاحظ أن جمال يبادلها النظرات، بل و يظهر ذلك بإصرار و جرأة.

كانت تشعر في داخلها بنشوة عارمة و هي ترى عينيه الساحرتين تأكلانها أكلا.

"أخيرا بدأت أعجبه"

كانت نظراته جمال لها تلهب مشاعرها و تهيجها.

بدأت تفكر بالجنس أكثر من ذي قبل، أحيانا أثناء نومها تضع الوسادة بين فخذيها و تضمها بقوة و هي تشتعل شهوة بينما زوجها نائم بجانبها، و حين تستحم تتلمس جسدها و تتحسس بظرها و عانتها و تمارس العادة السرية و هي تسترجع نظرات جمال و كل الرجال الذين جلبهم سحرها و جمالها.

هي تعرف أنها ليست بذلك الجمال الصارخ، لكنها تحاول دائما أن تهتم بنفسها و تظهر جاذبيتها بكل ثقة، و هو ما جعلها فعلا جذابة جدا و مغرية.

كانت منار لا تفكر بخيانة زوجها لكنها كانت تستمتع بنظرات الرجال لها تفترسها، تشعر بالسعادة و هي الآن تجاوزت الثلاثين و أنجبت طفلين و لا تزال مرغوبة.

كانت في داخلها ترغب في جمال لكنها تعرف أن الأمر صعب جدا و حساس و لن يجلب إلا المشاكل. و كان هذا ما يجعلها تعذره لعدم محاولته معها، بل و هو راحة لها، فهي حين تفكر في وضعها العائلي المستقر مباشرة تطرد من عقلها أي أفكار قد تهدم كل شيء في رمشة عين. لكنها لا تستطيع أن تمنع نفسها من أن تعجب بجمال، نظراتها له أمر لا تتحكم فيه، صحيح أنها لا تنظر له كالمراهقة البلهاء التي تحدق في فتى أحلامها دون توقف، لكنها تعرف متى تنظر و متى لا.

نقصت نظرات منار لجمال خصوصا حين اقتربا من بعضهما أكثر، أصبحت بينهما شبه صداقة، أو لنقل توطدت علاقة الزمالة بينهما، لهذا لم تعد محتاجة لجلب انتباهه، و كأنها ضمنته في صفها، لم يعد ذلك البعيد الذي تنظر إليه دون أن تقترب منه. كذلك من الطبيعي أيضا أن البعد بين المعجبين يكون من أسباب الوله، فإن انتفى البعد و تحقق و لو قد يسير من الوصال، نقصت مظاهر الوله قليلا. أيضا لكل جديد و غامض هالة تحيط به تزيد من سحره، بمجرد تجاوزها ينقص السحر.

استمر "الإعجاب" الصامت لفترة بين الزميلين، و كان كافيا لإبقاء رغبات منار الجنسية نشطة في داخلها، منار كانت مثل الغرفة المليئة بالوقود، يكفي بعض من النار حتى تشتعل كلها، كان جسمها يطلب الجنس بقدر أكثر مما يحصل عليه مع زوجها.

مرت الآن سنتان على تعارف منار و جمال، العلاقة بينهما الآن أقرب ما يكون للصداقة رغم وجود الرغبة المتبادلة غير المفصح عنها.

في يوم من الأيام وجدت منار طلب صداقة على الفايسبوك من جمال، فكرت في الأمر كثيرا، هل تقبل؟ ودت لو أنها تقبل الطلب مباشرة، فسيكون من الرائع معرفة جمال أكثر و رؤية جانب من ميولاته و حياته. لكنها فكرت كثيرا خصوصا أنها الآن متأكدة أنه معجب بها، فوجدت أنه قد يبدأ في مراسلتها، و من يدري ربما يرى زوجها إحدى الرسائل حتى لو كانت عادية، فيسألها من هذا و لماذا تخاطبه؟ كذلك، حتى و لو لم يرى زوجها أي رسالة، من يدري ربما تتعلق بجمال و حينها تدق مسمارا في نعش حياتها الحالية المستقرة، تذكرت أولادها و كان ذلك حاسما لجعلها تقرر إغلاق الباب أمام ذلك.

مرت ثلاثة أيام على إرساله الطلب، و بعدها لم تجده، ألغاه جمال.

لاحظت منار تغير تصرفاته معها، لم يعد ينظر لها، قلقت و هاهي الآن تخسر متعة ذلك الشعور بالتهام عينيه لها، لقد كانت عيناه في السابق تنيكانها عوضها عن قضيبه.

بدأت تحاول لفت انتباهه و تكثف من تحياتها له و سلامها عليه عند مرورها، وصل به الأمر أن رد عليها بشكل جاف جدا حين تقابلا في الممر و نظرت إليه نظرة مختلطة دلال و عتاب و سخرية تقول له "مرحبا".

مرت أيام قررت فيها أن تتوقف عن ذلك فهي متزوجة و لا يجوز أن ترخص نفسها لرجل غريب.

و هي أيضا وسيلة لجعله لا يعتقد أنها سهلة.

مرت الأيام و عادت المياه إلى مجاريها بين الإثنين، رغم أن النظرات نقصت، مازال هناك شيء بينهما، لكن تلك الحادثة لم تمر مرور الكرام و قد غيرت الكثير، لم تعد تبدي لهفة حين تنظر إليه، لكنها بقيت تكن له مكانة خاصة و يرغب به جسدها و مازالت تسخن حين ينظر إليه أو يتقرب منها بطريقة أو بأخرى، هي تعرف أنه يزور مكتبهما من أجلها هي و هذا الإحساس يشعرها بالنشوة.

تدرك تماما أنه يتجرأ على لمسها كلما تسنى له ذلك.

حتى هديل زميلتها لاحظت أن جمال معجب بمنار، الأمر واضح و هو لا يجتهد في أن يخفيه أصلا.

تحدثت معها في الموضوع، و كانت كلتاهما تتبادلان النظرات دون أن ينتبه جمال لهما حين يزورهما، حين تذهبان معا للغداء أو للحمام، أحيانا تتحدثان عنه، كانتا تتفقان على أنه وسيم و جذاب، لكن لم تتطرقا لفكرة أن تمارس أي منهما معه الجنس، بدأتا تركزان على تصرفاته حين يكون مع منار، و كانت هديل تقول لمنار أنه سيأكلها بعينيه و أنه يتقرب منها، و منار تقول لها أعرف، تتبادلان الضحكات.

إذن منار تتلاعب بجمال؟ وجدت منار نفسها تتماشى مع هديل في أفكارها، بالطبع حتى لا تظهر بمظهر العاهرة التي ترغب في الرجال لخيانة زوجها، لكنها فعلا كانت مستمتعة و هي تتصرف مع هديل بذلك الشكل. هي في حد ذاتها أصبحت لا تعرف ما الذي تفكر به حقا، هل جمال فعلا يثيرها و تشتهيه، أم أنها تتلاعب به لأن فكرة أن رجل وسيم هائم بها ترضي أنوثتها و ترفع ثقتها لعنان السماء؟ أم أنها أيضا استفادت من تهييجه لها بنظراته و محاولاته للتقرب منها لكي ترفع درجة استنفارها الجنسية و تزيد من تفكيرها في النيك؟

النساء متقلبات عادة و لا يعرفن في كثير من الأحيان بماذا يشعرن.

لكن المؤكد بين كل الأفكار و الفوضى في عقل منار و مشاعرها، أن رغباتها الجنسية بشكل عام أصبحت فتيلا ينتظر فقط عود الثقاب لإشعاله.

في يوم من الأيام ذهبت تتسوق من أحد محلات الساعات، كان البائع ماهرا في الحديث و صاحب لسان معسول، كان يرمقها بنظراته و هو يحدثها عن الساعات التي لديه.

و بما أن منار جريئة العينين و لا تجد حرجا في إيصال لغة العينين للرجال، نظرت له نظرة تظهر لمعة عينيها حين تغزل البائع بجمال معصمها و كيف أن الموديل الجديد من الساعات سيلائمها، و انتقل لمدح "الستايل" الخاص بها ككل و كيف أنها ذواقة و جذابة.

كان البائع من نوعية الرجال الواثقين الذين تعودوا بشكل احترافي على التعامل مع النساء، كان يجيد العزف على الوتر المطلوب لكي يستميلهن، يعرف كيف يرمي شباكه و يتغزل بطريقة تأسر القلوب.

كان شكله مقبولا، و هو شاب في الخامسة و الثلاثين، إسمه وليد. لكن ثقته في نفسه عند الحديث و نظرته الثاقبة في عيني من يخاطب من النساء، تجعلها جذابا. الثقة يا سادة هي ما يعوض نقص الوسامة. يمكن لأن رجل عادي الملامح أن يغزو عشرات النساء بفضل ثقته و مهارات التواصل لديه.

كان المحل حينها فارغا، حيث قارب موعد الإغلاق. كان وليد يمسك بمعصم منار و هو يجرب إحدى الساعات و يمدح منظرها الجميل.

"كنت أعرف منذ البداية أنه أحسن موديلاتنا، لكني لم أكن أعرف أنه سيبدو خرافيا بهذا الشكل حتى رأيته على معصمك الجميل"

ابتسمت منار و كانت تنظر للساعة و أحيانا ترفع نظرها لتقابل عيني وليد و هو يمدحها.

انتقل وليد للمس أصابع يدها برقة و هو ممسك بها و يواصل تغزله بها.

اختلطت الأحاسيس داخل منار، لكن شيئا داخلها كان قد وقع أسيرا في شراك وليد.

جذب وليد منار و أبعدها عن مرمى نظر المارين من أمام باب المحل و اقترب بها لزاوية لا يمكن لأحد أن يراها لأنها مغلقة بباب يؤدي لغرفة علوية فيها بقية السلع.

مازال ممسكا بيدها، تبعته منار دون أن تعترض رغم خوفها و توجسها.

لكن صوت الشهوة داخلها جعلها تواصل المسير.

توقف بها وليد و هو يرميها بوابل من كلمات الغزل، ثم اقترب منها و همس في أذنها بكل ثقة :

"هل تعرفين أنك مغرية جدا؟"

ثم أعاد رأسه للخلف و نظر في عينيها و ابتسامة تعلو محياه.

لم تجد منار ما تجيب به سوى إبقاء عينيها في عينيه دون حراك، بينما بدأت ابتسامة خفيفة ترتسم على شفتيها.

و ماهي إلا لحظات حتى بدأ وليد يقرب شفتيه من شفتيها، ثم أطبق عليهما في قبلة طويلة، ثوان معدودة مرت قبل أن تتفاعل معه منار، فبدأت تبادله القبل. و هي تحيط عنقه بيديها.

كان كل منهما يلتهم شفاه الآخر، ينزل ليمتص شفتها السفلية ثم يصعد ليرتشف شفتها العلوية. كانت هي كذلك تكرر نفس الأمر.

ترك وليد شفتيها و نزل يقبل رقبتها، هنا صدرت آهات خفيفة من منار.

انطلق مارد الشهوة من قمقمه، لم يعد للعقل سلطان.

تذكر وليد أن المحل مفتوح، فتوقف عن التقبيل وسط استنكار واضح و استغراب من منار.

123456...8