هرة يحبها أحمد مؤبدا

Story Info
Hayam, a cat that Ahmad loved forever.
22.7k words
0
12
00
Story does not have any tags
Share this Story

Font Size

Default Font Size

Font Spacing

Default Font Spacing

Font Face

Default Font Face

Reading Theme

Default Theme (White)
You need to Log In or Sign Up to have your customization saved in your Literotica profile.
PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

هرة يحبها احمد مؤبدا 1

استيقظ احمد من نومه متلهفا على الحديث معها. انه المصرى العذراوى السبتمبرى العاشق الثلاثينى لهذه الناضجة السورية المتزوجة وذات العيال الحوتية المارسية الاربعينية التى التقاها بالفيسبوك. هرة يحبها احمد مؤبدا.. او هدوء الياسمين الاسطورى المبارك.. قطة سوريا وسائر المشرق.

لقد تطابقت ميولهما التنويرية والعلمانية واللادينية جدا. فى حواراتهما التى دامت لسنوات. واعجب بروحها الحلوة وانوثتها الطاغية فى لسانها وكلامها وملامحها وابتسامتها وبدنها. لكن كان يمنعه من تحقيق حلمه بالاقتران بها. انها متزوجة وتحب زوجها. وبعد المسافة بين مصر وسوريا او بين كسله وارادته. راها اما له واختا كبرى وحبيبة فى ان واحد. يحبها رومانسيا جدا وانسانيا ويشتهيها جسديا جدا ايضا.


ذات يوم وهو يمر فى سور الازبكية بحثا عن بعض الكتب. عثر على كتاب عن السفر عبر الزمن ووسائله. كان كتابا غريبا ونادرا. لم يسمع يوما ان السفر عبر الزمن قد تحقق بالفعل. فاصل فى الثمن مع البائع صديقه. واخذه بثمن كبير رغم المفاصلة. قال له انه كتاب عجيب ونادر ومجرب وعليه الا يعطيه لايدى غير امينة. وطالبه ان يقرا او يتلو القسم فى اول الكتاب ويعاهد الاب الكونى واسرته على الوفاء بالعهد والا عوقب بشدة.

انتاب احمد مزيج من الفضول والخوف مما قاله البائع والتعليمات التى لقنها له. عاد بالكتاب المجلد القديم الى منزله. والقى التحية على امه التى يحيا معها بمفردهما. جلس فى غرفته امام مكتبه وحوله تدور مكتبته الواسعة الشاسعة. وامسك بالكتاب يتفحصه. كان مقفلا الان. ما الذى اقفله. كأن الجلد ملتحم بالورق فى مستطيل او متوازى مستطيلات واحد. لمسه بحنان وفكر فيها. فبدا الجلد ينحسر وينفك الالتحام ويظهر جانب الورق .. عجيب .. فتح الكتاب العجائبى وقرا. قضى يومه كله يقراه بتركيز. مر على طرق كثيرة للسفر عبر الزمن لكنها تحتاج لتصنيع ادوات هندسية او فلكية خاصة. ليس لديه قطع غيارها ولا يعرف اصلا كيفية تركيبها. تحتاج الى مهندس او ما شابه. لكنه توقف اخيرا عند طريقة بالتركيز والايحاء والتنويم المغناطيسى الذاتى. تشبه جدا ما فعله كريستوفر ريف فى فيلم صمهوير إن تايم. قرا الطريقة بكل تفاصيلها ولم يصدق انها بهذه السهولة ودون حاجة لالات ولا ادوات. فقط تحتاج لصفاء ذهنى وتركيز عقلى بحت. فاذا ركز جيدا فى العصر الذى يريد العودة اليه بالمكان واليوم والساعة. واغمض عينيه. سرعان ما ينتقل بجسده وروحه وكل كيانه الى هذا العصر بالمكان والوقت واليوم والساعة بالضبط كما اراد. قرر ان يعود الى عام 1974 عام ميلاد حبيبته الحسناء وقبل ولادته هو بسبع سنوات فقط ليرى قصتها من بدايتها. او لعله يعود الى بعدها بعشر سنوات حين كانت طفلة ليشترى لها بعض البونبون والحلوى ويبقى معها يوما او يومين. او حين تزوجت فى التسعينات. يريد ان يرى صندوق مجوهراتها واقراطها الذهبية والمجوهرة واساور يدها وذراعها وخلاخيلها. يريد ان يعيش كل مراحل حياتها ويراها ويلتقيها فيها.


لعلهما عشاق ومتزوجين فى كوكب او كون موازيين. او زمن مضى او زمن لاحق. ما يعلمه ان روحه ملتصقة بروحها منذ القديم لعل ذلك من الاف السنين. لعلهما عشاق ومتزوجين فى حياة سابقة تناسخية. كم يتمنى لو روحها وبدنها ينقسمان ويلدان نسخة له كما نسختها التى مع زوجها واولادها.

ولكنه الان قرر ان يركز ليذهب اليها وهى شابة فى ضيعتها المليئة بالينابيع قبل ان تتزوج. ركز بعينيه مغمضتين وبعقله وبدا يتكلم كلمات الايحاء. ليعود اليها وهى شابة فى 1994 قبل زواجها. فتح عينيه ولفحه الهواء العليل ووجد نفسه وسط حقل قمح وشعير. والساعة متاخرة بالثانية صباحا. راها مقبلة مع اسرتها لتقوم بالحصاد. ترتدى كنزة وبنطال جينز. جميلة جدا جمالها براق ووجهها البسام الذى عرفه وهى اربعينية كان رائعا وهى عشرينية تماما مثل روعته بالعصر الحالى. كم يود لو يذهب فيقبل خدها وهى وسط اهلها. بل ويخطفها ممسكا بيدها ويركضان معا مبتعدين عن اهلها وليكن ما يكون. يود لو ينتحى بها جانبا ويجلسان تحت تلك الشجرة الضخمة الجذع جدا والكثيفة الاوراق. تجلس "هرة يحبها احمد مؤبدا" او "هدوء الياسمين الاسطورى المبارك" حافية القدمين ببساطة وكسل جواره. يتناجيان بمشاعر الحب.


كل هذا دار بخلد احمد. وهو يراها قادمة مع اهلها من منزلها البعيد بكيلومترين عن ارضها وحقلها. والقمر البدر ليلة تمامه قد اضاء وجهها بشدة وتوحد معها. فاصبحت بدر الارض كما انه بدر السماء. ذلك البياض العجيب فيها كم يعشقه ويهيم به. نطق دون ان يشعر: كم احبك يا ماما. يا اختى. يا حبيبتى. يا زوجتى... حين احببتك كتب حبى لك قسيمة زواج بينى وبينك. لا يهم ان نلتقى بالحاضر او الواقع. لا يهم ان تتركى زوجك او اولادك او اسرتك من اجلى. ولا افرض عليك ايا من ذلك. لكننا متزوجين بالفعل بتوقيع حبى لك.

تنهد احمد واختبا خلف شجرة يراقب هرته الحمصية الطرطوسية الهرة التى يحبها احمد مؤبدا. ويستمتع بهدوئها وطيبتها .. هدوء الياسمين الاسطورى المبارك. جلس على الارض المعشوشبة يراقبها وهى تغنى اغانى الريف السورى.. وتحصد بالمنجل سيقان القمح والشعير.. انهم يعملون منذ ما بعد منتصف الليل وحتى التاسعة صباحا. ظل واقفا يراقبها وهى تحصد المحصولين مع اهلها. لا يمل. والهواء الصيفى يلفح وجهه. كم يود لو يقترب منها ويمرر يده على شعرها وظهرها بحنان وهى تفعل ما تفعله. او يمسك يدها اليسرى حين لا تعمل بها شيئا احيانا. او يضع خده على خدها ويشم عبق شعرها ويتامل عن قرب الملتحم جمال وجهها الهادئ الياسمينى الاسطورى المبارك. ولكن يستحيل ان يستطيع فعل ذلك وهى لا تفارق اهلها ابدا وهم من حولها. ليتها تشرد عنهم بعيدا قليلا لعله يتسنى له حينها ان يكلمها ويتقرب منها ويعبر لها عن حبه وشوقه.


نعس قليلا ثم استيقظ عند الفجر. فوجد الاخرين قد ناموا قليلا. وهى جالسة وسطهم تتامل السماء بفضول شديد. تحب الفلك مثله. نظر حيث تنظر فوجد زحل والمشترى والزهرة كنجوم صغيرة فى السماء. ثم نظر فراى كوكبة العذراء وكوكبة الميزان وكوكبة العقرب. وراى عيون غرام "هرته التى يحبها احمد مؤبدا". او "هدوء الياسمين الاسطورى المبارك". معلقة بالبدر. يا لشبابها وبراءتها وبساطتها. كم هى جميلة وحلوة بيضاء كالقشدة.

وجدها قد نهضت من بيت اهلها. وقررت الوقوف عند تبة قريبة معشوشبة. وجلست تحت شجرة ضخمة الجذع هناك. شعر بانها فرصته. اقترب منها والقى عليها التحية وجلس. فزعت وقالت بلهجتها السورية الحلوة. من انت ؟. قال: اسمى احمد. قالت: وماذا تفعل هنا. ثم لهجتك. هل انت مصرى. قال: نعم. انا اعرفك ولكنك لا تعرفينى. لعلك عرفتنى فى كون موازى او كنا زوجين عاشقين. لعل.. لا بالتاكيد نحن زوجان عاشقان فى ارض موازية او كون موازى يا عزيزى. لعلك ستعرفيننى فى المستقبل. لعلنا رفعنا او سنرفع على يد الهة الاوليمب او عين شمس او الاقصر او اثينا او اسكندنافيا الى السماء لنصبح نجمتين اضخم من الشمس مئات المرات ونبعد عن الارض مئات السنين الضوئية. ما يدريك يا غرام.

نظرت اليه بوجهها البسام الطيب الودود وقالت بدهشة. ومن اين تعرف اسمى ؟ مد يده وسلمها مظروفا يحوى رسالة وملفوف باناقة بشريط ساتان. قال: لا تقرايه الا فى بيتك ووحدك. ثم قبل خدها وشفتها. وانحنى ليقبل يدها وقدمها. استغربت مما يفعل. ولكن شئ ما منعها من شتمه او ابعاده. تلقت القبلات فى صمت. ووجدته يعانقها ويضمها ويشمها ويبكى متهدجا لمدة طويلة لا تدرى كم بقيت فى حضنه لعله عشر دقائق او نصف ساعة حتى ثم نهض وانصرف. نادت عليه. انتظر لم اعرف اسمك. من انت.

قال بابتسامة حزينة وهو يبتعد. انا هو.

ابتعد كأن لم يكن.

اختبأ احمد على مبعدة من غرام التى عادت الى اسرتها بعدما بقيت تهضم ما فعله وقاله فى حيرة لمدة طويلة. استيقظ اهلها واكملوا الحصاد ووضعوا المحصود فى المخزن الغلالى. وفى التاسعة صباحا ككل يوم انصرفوا الى منزلهم. تتبعهم احمد دون ان يلاحظه او تلاحظه غرام التى كانت تسير بطريقة مختلفة الان. كانت تسير فى الثانية بعد منتصف الليل. بطريقة عادية ملولة وربما حزينة. الان تسير فى سعادة ودلال انثوى غريب. وجذل. كانت تتحسس من ان لاخر جيب بنطالها الجينز فى حنان. اذن هنا خبات رسالته.

وصلوا الضيعة اخيرا وعرف احمد منزلها. انتظر بعض الوقت ثم نظر من نافذة المنزل فوجدهم جالسين يتناولون الفطور معا. كانت غرام تضحك وتثرثر وتتناول الطعام بنهم. لقد بعث فيها روحا جديدة. كشف جانب المراة الجذلة المرغوبة من تحت الطبقة الباردة الخامدة الاولى فيها او عليها.


انتهوا من تناول الفطور. ودخلوا ليناموا. اسرع احمد يتتبع حبيبة قلبه غرام من النوافذ. حتى وجدها دخلت غرفة بالدور الارضى قريبة من الفسحة السماوية ذات الفسقية التى تناول فيها اهلها الفطور. التف حول المنزل الى جانبه الاخر ووجد نافذة غرفة غرام اخيرا. نظر بحذر. سمع مواء هررة صغيرة وامهن. اولادها اولاد غرام. هرة تربى هرة واولاد هرة. قالت غرام. كيف حالكن اليوم. اشتقتن لى. كم احبكن يا جميلات. ساحكى لك اليوم يا امهن عن هذا الشاب المصرى الوسيم الابيض الممتلئ الذى التقانى اليوم فى ارضنا خلال نوم اهلى مستريحين قليلا من عمل الحصاد. كم هو وسيم ولطيف ووضئ. قال احمد فى نفسه. بل انت الفاتنة الوضيئة البسامة لقد كنت تجلسين وسط اهلك وانتم تتناولون فطوركم. وكنت تلمعين ببريق غير عادى عجيب كأنك الشمس او نجم قلب العقرب. او احدى شموس كوكبة الجبار. او القمر او الزهرة يا غروم يا حلوة. وهم من حولك فضاء اسود خاو.

شاهد احمد غرام وهى تطعم قططها. وانصرفت القطط خارج الغرفة بعد احساسهم بالشبع. واخذت غرام تبدل ثيابها. حتى صارت عارية وحافية تماما. كانت فاتنة البدن مثل تماثيل برنينى او كانوفا. او مثل لوحات روبنز. تاملت بدنها فى المرآة مطولا. تتلمسه فى حنان وحب. وتسترجع قبلات هذا الشاب المجهول لها. تناولت بعض اقراطها واساورها وخلاخيلها وارتدتها. ثم ارتدت ثوب نوم بحمالات كومبليزون قصير اسود اللون ساتان له كرانيش دانتيل. كانت تدويرة عجيزتها النصف عارية شديدة الاغراء والنصوع. وساقاها مكشوفتان وكذلك ذراعاها وبداية صدرها. استلقت الهرة التى يحبها احمد مؤبدا. على الفراش. وتناولت من مكتبتها المجاورة للفراش احدى رواياتها وكتبها المفضلة وفتحته وبدات تقرا. كم كان احمد يود لو يدخل الغرفة ويستلقى جوارها يضمها ويقبلها ويقبل مجوهراتها وحليها التى ترتديها. اخفت غرام الخطاب الذى اعطاه لها فى طيات الكومودينو جوارها تحت بعض جواربها الطويلة وسوتياناتها. بعدما تشممته وتحسسته. قررت الا تقراه بل ستدخره للمستقبل لعله يزورها ويعطيها غيره. ما جدوى ان تقراه وتتعلق به وهو وهم وخيال. وهى واقعية بطبعها. لو ارادها فليتقدم لها ماذا يمنعه. او لعله يتسلى. لولا الخطاب لقالت انه وهم بالفعل تخيلته خلال الفجر. روح الحقل ربما او روح حفيد تحتمس الثالث.

هرة يحبها احمد مؤبدا 2

لعله يا فتاة. روح حفيد تحتمس الثالث نابليون الشرق القديم. الذى اقام الامبراطورية المصرية الممتدة من ليبيا الى تركيا وسوريا ولبنان وفلسطين. والى السودان. جاءت تتفقد حفيدة احدى زوجاته الملكيات السوريات. جاءت تعيد الغرام القديم مع الحفيدة غرام.

تنهدت غرام. وتوقفت عن القراءة وجلست على مقعدها امام مرآتها الكبيرة. تمشط شعرها الطويل الناعم الوفير الغزير. بتراخ ودلال وتشرد فى هذا الغريب. لو تعلم كم هو متمرد وغربى الطباع ربما اكثر منها لما تركته يفلت من يدها ومن حياتها. لقد ضاق ذرعا بالقمع العربى البدوى الشرق اوسطى للحريات الدينية والسياسية والابداعية والجنسية. وبالاخوانية والسلفية والازهرية.. لو تعلم ما يحيق ببلادها سوريا بعد عقدين فقط او اقل وبعد انتشار وباء التحجب والتنقب والالتحاء. وزوال كل محبة شاملة او سلام شامل او حريات. مع صعود التعصب الاسلامى والعروبى والعداوة تجاه اسرائيل وتجاه الحضارات القديمة الاصلية وتجاه القيم الغربية والاممية والعالمية وتجاه الصين وروسيا وايران واوروبا وامريكا.

كان فى غرفتها مكتب وعليه وعلى الحائط جواره لوحات رسمتها بفرشاتها وبموهبتها. كانت غرام رسامة ماهرة. تشكيلية. منذ نعومة اظافرها وهى ترسم روائع من الطبيعة الغناء الخضراء السورية حولها وفى ارجاء سوريا بالساحل وبالداخل. كما ترسم وجهها من المرآة ووجوه اهلها واصدقائها واقاربها. وتقلد لوحات الرسامين الكبار منذ ميكلانجلو ورفائيل الى روبنز وجويا وغيرهم.

وكان احمد يعلم ذلك عنها من قبل من حوارها معه على الماسنجر فى المستقبل. ولذلك لم ياتى اليها وحده. بل احضر معه ادوات نحت الصلصال ونحت الجص وايضا ادوات نحت المرمر. وكتابا عن كيفية صب القوالب وصهر البرونز وصبه فى قالب لصنع تمثال منه. كان يود ان تتعلم غرام النحت ايضا. فتكون رسامة ونحاتة مثل ميكلانجلو. فليسمها اسما مزدوجا ما. ملك كوكب او نفرتارى آمبر او حتشبسوت جنيفر. او فليسمها كاسم مونيكا بيلوتشى او كيت ونسليت المزدوج. او فليسمها مؤنث الرسام والنحات ميكلانجلو. يسميها ميكلانجيلا.

نظر احمد الى نافذة غرفة غرام. دق على زجاجها المفتوح. بعدما وضع على افريز النافذة كل الادوات والكتاب. ملفوفة بشريط ساتان انيق ايضا. فنهضت غرام ونظرت لم تجد احدا ووجدت هذه الادوات والكتاب. وعليها ورقة اهداء منه هو. امبراطور الحلم الممتد دائما حول السنين والنجوم المتجنب حياة مليئة بالدموع الاكثر ايمانا بالحريات من مصر دولته. ابو خوفو احمد بن تحتمس الكمتى امير المؤمنين.

انصرف احمد ولم ير غرفة غرام تفتح ويدخل اليها زوجها .. ماذا لو راى وصدم.. كان يظنها لا تزال بنتا لم تتزوج بعد. كان يظنها تزوجت بعد عام او عامين من بلوغها العشرين ولم يدر انها تزوجت فى السابعة عشرة اى قبل عامها هذا بثلاثة اعوام. كان زوجها موجودا ضمن اهلها حتى ولم يعرف انه زوجها لانها لم تصفه له ولم تره صورته. لو عاد ونظر الان لاحترق كمدا وغيرة والما. لكن الاب الكونى واسرته زوجته واولاده كما بالبوليدايزم والديانات الفرعونية والرومانية والاغريقية رافوا به ولم يجعلوه يعود لينظر. فظل سعيدا يظن انه التقاها قبل زواجها. لم يرها وهى ترحب بزوجها بالقبلات والاحضان. وقد نسيت امره تماما. ولم يسمعها وهى تدلل زوجها. لم يرهما وهما يتعانقان ويتجردان ويمارسان الحب فى سعادة وهناء. ولم ير طفلها الرضيع الاول الذى سيتكون الليلة فى رحمها.

*****

عاد احمد الى زمنه فرحا وحزينا. فرحا لانه التقى غرام وجها لوجه وتكلم معها مباشرة. اصبحت انسانة من لحم ودم امامه. احتضنها وقبلها. وتحسس بدنها الذى لطالما اشتاق للمسه بعدما طال تخيله لها عبر صورها الفيسبوكية وعبر حديثها معه على الماسنجر. اقترب منها اخيرا ولم يعد بينهما مسافة مئات الكيلومترات بين مصر وسوريا والقاهرة وحمص. بل اقترب ودنا منها حتى صار قاب قوسين او ادنى من ربته السورية الحلوة. واختفت المسافات التى تبلغ عدة مترات قليلة هذه ايضا حين لمسها واحتضنها وقبلها. وحزينا لانه تركها مرة اخرى. ود لو يغير التاريخ رغم ان ذلك محظور ورغم انها ستحب ذلك الزوج الذى سيتقدم لها.

فتح الفيسبوك والماسنجر. وكلم غرام الحاضر. كان اليوم الجمعة اجازتها بعد عمل شاق ومضنى وانشغالها فيه وفى منزلها. وجدها تريه صور تماثيل نحتتها. لقد تغير التاريخ بالفعل. كانت تريه فقط اشغالها النسوية واشغال الخرز ولوحاتها التى ترسمها. واليوم تعلمت النحت. نعم لقد اخفت هديته من ادوات نحت وكتاب نحت وقوالب. تحت الفراش. بعيدا عن عيون زوجها. ليس لانه ضد النحت او الرسم ولكن لان ذلك سيفتح عليها تساؤلات منه من اعطاك هذه الهدية. وقد يخرب بيتها وحبها الكبير له والذى تعتزم ان تحافظ عليه لاخر لحظات عمرها.

******

استيقظت غرام فى الصباح التالى تعبة من كل تلك الاثارة الجديدة فى حياتها البسيطة. شاب مصرى غريب وغامض معجب بها ويحبها كل هذا الحب. اهو حب بلا غاية. ام بلا امل له قبل ان يكون لها. هل سيصمد هذا الحب الكبير لصدها له ولمعرفته انها متزوجة وتعشق زوجها فوق كل عشق بالوجود وتعشق اولادها. نهضت وتاملت شمس الصباح من النافذة وهى ملتفة بالملاءة لا تزال متجردة من ليلة امس المشوقة مع زوجها وحبيبها. لا تزال تشعر بنهر الحب الحليبى الذى اساله فى كرنك لذتها. لا تزال تهضم قبلاته وعناقه وكل افعاله واقواله خلال ممارسته الحب معها. هى حساسة جدا تجاه الحب. تتذكر كل فعل او قول يفعله زوجها معها من حب ورغبة. لكن هذا الشاب اشعرها بانها لا تزال بكرا لم تعرف رجلا ولم تتزوج بعد. اعاد هذا الاحساس وهذا التشويق. اصبحت تشعر كما لو كانت قد انقسمت امراتين امراة متزوجة وعاشقة لزوجها تحيا فى 1994. وامراة مراهقة لا تزال بكرا لم يتقدم لها احد بعد فى 1990. لكنها سرعان ما نفضت هذا الشعور. واسرعت الى زوجها تقبل وجهه وتعانقه وتعود لتنضم اليه فى الفراش. وعيونها على تحت السرير حيث الهدية التى اعطاها لها المصرى الغامض.

******

فى ذلك اليوم بالحاضر جلس احمد بعدما كلم غرام الحاضر يفكر .. لقد كان يريد لقاءها مرة اخرى.. لقد عاد لتوه من عندها من عند غرام 1994 وحمص سوريا 1994 الى غرام 2019 والقاهرة 2019. يريد العودة ولكن الى زمن اقرب.. الى 2009 او 2016 مثلا. الى حمص السورية ايضا.

لكنه قرر كارها ورغما عنه ان يؤجل ذلك الى وقت لاحق. لان خطاب الاعارة الذى انتظره طويلا قد اتاه. شعر ببعض الشجن والضيق لا يدرى السبب وراءه تحديدا. لكنه نهض فجاة وترك المنزل ليتجول فى القاهرة كما لو كان يشبع منها نظره وروحه وقلبه وحواسه للمرة الاخيرة قبل السفر الطويل. نزل الى منطقته المفضلة.. القاهرة القديمة. القلعة. دخل من اسوار القلعة. زار مسجد محمد على. والمساجد المملوكية داخل السور. خرج الى شارع شيخون ومساجده واثاره واسبلته. اتجه الى السيدة سكينة والسيدة نفيسة. اتجه الى السيدة زينب والى عمرو بن العاص. والى المغربلين والسروجية والجمالية. فى كل مسجد يرى وجه غرام البسام الطيب فى شبابها وفى نضوجها اليوم. وفى كل صوت بشوارع القاهرة القديمة يسمع صوتها الانثوى ودلالها ورقتها فى الكلام والرد على غزله لها. لقد كانت مهلمة مثله ولكن للغة الانجليزية. مادته المفضلة ايضا. لكنه معلم تاريخ وربما جغرافيا او دراسات اجتماعية حسب المرحلة التعليمية التى يدرس لها.

انتهى به المآل عند الكنيسة المعلقة. مكث هناك بعض الوقت لكنه انطلق بعدها الى النيل الشاسع عند المعادى. "احمد احمد اهذا انت؟" . "من ؟ انور وجدى ؟ اهلا وسهلا".. "اهلا باسماعيل يس". كان هذا زميل احمد منذ الثانوية و الجامعة محمد محمود. كان وسيما وقوى الشخصية وظريفا مثل انور وجدى لذلك اسماه احمد بذلك الاسم واشتهر به بين اصدقائهما. وبالمقابل قرر محمد محمود تسمية احمد اسماعيل يس. قال له محمد. تعال لاضيفك فى هذا الكازينو على النيل. واحدثك. قال احمد. نعم متشوق انا لاعلم اخبارك.

جلس الرجلان. وبدا محمد محمود يتحدث. روى لاحمد قصته او ماساته. امه المريضة بخشونة الركبتين والتهاب اعصاب الساقين وهبوط الرحم والضعيفة القلب بدعاماته. وشرسة الطباع وعصبية جدا. تعجب احمد فقد عرف ام محمد محمود والتقاها كثيرا كانت قوية كما عرفها. وصحيحة البدن. ماذا جرى. لقد مرت سنون وتغير الحال ومات والد محمد محمود. واحاط به اخوة طامعون كارهون له ولامهم هم وزوجاتهم واولادهم. واصر محمد على اصطحاب احمد معه الى منزله.

رفض احمد وحاول الاعتذار لكن اضطر للرضوخ تحت الحاح انور وجدى. كان منزله فى الجماميز لا يزال. دخل وراى احمد فتاة فائقة الجمال. يا للهول نفس ملامح غرام الشاورماوورمان كما يسميها لعشقها اليومى للشاورما. ارتاع احمد من شبهها العجيب بحبيبة قلبه السورية الحمصية ذات البعل والعيال غرام. ضحك محمد محمود. اختى الصغيرة الا تذكرها يا احمد. تلك التى كانت طفلة اخر مرة زرتنا فيها.

قال احمد. اه كوكب ؟.

قال محمد محمود. نعم. قال احمد. لقد كبرت كثيرا واصبحت امراة وعروسا.

اقتربت كوكب من احمد واخيها محمد محمود. ونهض احمد وصافحها. كانت تشبه غرام جدا فى وجهها الوضئ البسام الطيب وملامحها وشعرها. وحتى قوامها وبدنها. قالت. ازيك يا احمد ؟. يا للروعة صوتها مثل صوت غرام. صدقت الحكمة القائلة بان الاب الكونى واسرته يخلقون من الشبه اربعين. ام اننى اتخيل. قال احمد فى نفسه. قالت كوكب ساذهب واعد لكما بعض المشروبات واتيكما ببعض الحلوى. قال محمد. انها ربة منزل ممتازة تطبخ كافة الاصناف وتغسل وتنظف وتقوم بالاشغال الفنية النسوية من تريكو وكروشيه وكنافاه وتفصيل ومكرمية الخ. اخرج احمد من جيبه ومحفظته صورة غرام التى يحتفظ بها منذ بداية تعارفهما بالفيسبوك. واراها لمحمد محمود والذى قال فى دهشة. من هذه انها تشبه غرام لحد التطابق. كأنها اختها التوام. قال احمد. صديقة سورية اعرفها. قال محمد. لولا انك اول مرة تزورنا منذ زمن طويل لقلت انك صورت اختى دون علمى وتريد خداعى.

سمعا خطوات كوكب. فاعاد احمد صورة غرام بصورة الى محفظته وجيبه. ظهرت كوكب وهى تحمل صينية عليها اكواب العصير المثلج وبعض الحلوى الشرقية والغربية التى تعدها. وضعت الصينية على مائدة القهوة التى امام اخيها وصديقه. وسالت اخاها ايحتاج منها شيئا اخر فاجاب بالنفى. فجلست فى غرفتها المفتوحة الباب المواجهة لاحمد تماما. فراها تمسك بلوفرا ما تكمل نسجه بابر التريكو. كان بيتا قديما عالى السقف له باب بشراعتين وضلفتين وهو الطراز الذى يروق لاحمد جدا. ليته وجد فى المدن الجديدة ايضا. نهض مع صديقه والتقى بام محمد فى غرفتها. مجهدة ولا تستطيع الحراك الا بالكرسى المتحرك. وتضع القسطرة البولية لضعف كليتها. وعند خروجه غافل محمد والقى وريقة عليها رقم هاتفه المحمول السامسونج الذكى فى ارض غرفة كوكب. راتها وتظاهرت انها لم ترها. انصرف احمد على وعد بزيارة اخرى.

بالصباح التالى رن هاتف احمد. كانت كوكب. تساءلت لماذا فعل ذلك وانه كان بامكانها ابلاغ اخيها عن وريقته. قال احمد. اريد الحديث معك فى كازينو "....." بالمعادى. او نتمشى فى اى مكان. قالت له كوكب. بل نبدا اياما بالكلام فى ماسنجر الفيسبوك فاذا ارتحنا لبعضنا نلتقى. كانت مشكلة احمد ان وقته ضيق. كان يظن ان الاعارة ستتم بعد اسبوع لكنه اكتشف انه اخطا فى قراءة التاريخ فى الخطاب. لا يزال امامه شهرا قبل السفر. ولكنه وقت ضيق ايضا.

بدا احمد يحادث كوكب بالكتابة وبالصوت ايضا والصورة بالماسنجر. لم تعجبه لهجتها المصرية. كان يتمنى لو تتحدث باللهجة السورية لتشبه حبيبة قلبه غروم كما يدللها. كان وجهها وبدنها وصوتها يتطابقان مع غروم ولكن روحها تختلف بشكل ما. وهذا ضايق احمد اكثر. لقد علم من اخيها ان عيد ميلادها بعد ايام قليلة. كان يومها الموافق 26 ابريل. واما عيد ميلادها ففى اول مايو.

كلما راها احمد ذاب قلبه شوقا شديدا لغروم او لها. لرقتها وانوثتها السورية الحمصية العجيبة. لكل هذه الجاذبية الحسية التى تشع منها وتسيطر على حواسه. كلما راها احمد ود لو حمل وجهها وراسها بين يديه وداعب انفها بانفه. لكنه يشعر بمتعة جراء ذلك فقط نتيجة تخيله المتقن الشديد انها غروم.

هرة يحبها احمد مؤبدا 3

جلست كوكب الثورية وامامها احمد العذراوى فى كازينو بالمعادى اخيرا بعد فترة من الكلام والكتابة عبر الماسنجر والفايبر والواتساب والايمو. اتفقت مع غروم الشابة الحلوة وليس غروم الناضجة الحلوة جدا و فقط فى الصوت والملامح والبدن الى حد التطابق. وايضا فى بعض الاشغال الفنية. لكنها لم تكن مثلها رسامة او نحاتة. او حتى تعرف لغات اخرى. كانت ضحلة ثقافيا حتى .. فى القراءة والسينما. باختصار كانت عادية وليست موهوبة او مبهرة مثل غروم. لكنها كانت مطيعة وميالة لاحمد. كما كانت كما عرف هو ذات ميول مازوخية بعض الشئ. وهذا وافق هواه السادى المتسلط الخفيف. قالت له ذات مرة انها تحب ان تتلقى الشتائم وقالت اشتمنى فالشتائم لن تهدمنى او تقتلنى. اصبح يسعد كثيرا حين يناديها يا وسخة. وهى كذلك كانت تسعد بذلك. وتقول: الوسخة تحت امرك يا سى احمد. الوسخة بتحبك موووت. وهكذا. قرر ان يجعلها نسخة من غروم.. لقد تعرف بصديق سورى كبير السن جدا مقيم فى مصر وهو يعتبر احمد مثل ابنه ويعتبر استاذه الجامعى وابوه الثانى بعد ابيه المتوفى. وطلب منه ان يعلم كوكب او ملك كوكب كما اسماها ليقربها من اللقب الذى اطلقه على حبيبته غروم غرام الهرة التى يحبها احمد مؤبدا. هدوء الياسمين الاسطورى المبارك. ق.ج.س. م.ف.ف. القشطة اللى جوه السوتيان. ومهلبية فى الفستان. يعلمها اللهجة السورية. وامرها احمد ايضا ان تذهب الى بعض معارفه من التشكيليين ايضا من كبار السن. لتتعلم منهم النحت والرسم. كان يشبه جيمس ستيوارت مع كيم نوفاك فى فيلم فرتيجو.