هرة يحبها أحمد مؤبدا

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

انتزهت غرام فرصة الاجازة الاسبوعية وقررت دعوة احمد للتنزه معهم فى المدينة حمص.. ليرى معالمها وتشرحها له. كان نورس مشغولا بمامورية عمل جاءته على غفلة. فاضطر للاعتذار. كما ان الابن والابنة اهتما بالهاتف المحمول الذكى اكثر من النزهات كعادة ابناء جيلهما. فنزلت غرام واحمد وحدهما.. كانا يمشيان بتؤدة لانهما ممتلئين وايضا للاستمتاع بالمعالم والشوارع. كانا فرحين بالنزهة ووجودهما معا فرح عشاق جدد بعشقهما المكتشف حديثا. نسيا امتلاءهما وطاردا بعضهما فى الحدائق والشوارع مع الضحك والجذل. ولم يرق ذلك لمعظم المارة لان البلاد مطحونة فى الحرب ضد داعش والاخوان لها 8 سنوات ورغم انها تعافت لحد كبير لصلابة الدولة والشعب والحزب. الا ان الدماء والخراب والشهداء من الجيش ابن الشعب السورى قد حفرت اثارها السوداء فى قلوب الناس اثارا لا تمحى لعقود قادمة. مع ذلك كان بعض المارة يشجعانهما لان الانسان بطبعه يحب العافية والصحة والسعادة خصوصا فى احلك الظروف يجوع للسعادة لتعويض سواد الايام والسنين الماضية. جلست غرام على كورنيش نهر العاصى وجوارها احمد يشبك اصابعه فى اصابعها فتغلق يدها على يده ويتاملان النهر الجميل معا ثم يعودان ليتفرسان فى وجهيهما بحب وانبهار وسعادة.. زارا جامع خالد بن الوليد وقلعة الحصن ومتحف حمص. حكت له غروم كيف نجا الحماصنة من اجرام تيمورلنك المغولى المسلم بان تظاهروا بالجنون وبان نهر العاصى يصيب من يشرب منه بالجنون. وقالت. ساصنع لك باطرش "بابا غنوج" ستاكل اصابعك خلفه.

مع مرور الايام والشهور دون ان يجد احمد مكانا اخر يعيش فيه فندقا كان او منزلا منفصلا خاصة مع قلة ما معه من مال وحتى لو كان معه مال وفير وتوفرت غرفة بفندق او منزل دائم فى حمص او مدينة سورية اخرى. لما قبل ان يرحل. خصوصا ان نورس قد استلطفه جدا واعتاد على وجوده وكذلك ابن وابنة غرام. اصبحا يعتبرانه مثل خالهما شقيق امهما فينادونه يا خال احمد. ومع بزوغ موهبة احمد فى الكتابة المسرحية والاخراج. قرر صاحب الشركة وهو ذو معارف واسعة بقيادات حزب البعث وايضا الحزب السورى القومى الاجتماعى. قرر دعوة احمد الى مسرح البعث. كى يعرض نصوصه وموهبته على قيادات الحزب والمسؤولين على النشاط الفنى والثقافى فيه. عرفهم صاحب الشركة بان احمد مصرى ومعتز بفرعونيته جدا. ومؤرخ. وانه كما قال قد خطب امراة سورية تكبره بسبع سنوات. كلها حكمة وهدوء ورقة وحنان وحب فياض وامومة وتنور وثقافة وحرية وقيم غربية لم يجدها فى امراة سواها فى مصر او العالم بالاضافة لوجهها الممتلئ القمرى الوضئ الابيض وابتسامتها الطيبة البسيطة الساحرة. يقول انها ليس كمثلها امراة فى الكوكب. حين تكلمه بلهجتها السورية يذوب. ولا يمل من النظر الى وجهها الوضئ الناصع البياض وعيونها الصغيرة الضاحكة وابتسامتها الطيبة. والطيبة التى تشع من كل كيانها.. فهو ليس بغريب عن سوريا وشعبها. لقد خطب تلك السيدة السورية رسميا منذ شهر او 3 شهور ولكنه يراسلها بالفيسبوك والماسنجر منذ سنوات. وسرعان ما تعلم منها اللهجة ومطبخ سوريا وجوها وعاداتها. اى نعم لم يرها ابدا صاحب الشركة ولا نورس وكان احمد يتهرب من تقديمها لهما كلما طلبا ذلك. لكنهما يثقان فى صدقه. ويشعران باعراض الحب عليه. فحب قمر سورى مغموس بالعسل له اعراضه المعروفة وهى بادية جدا على محيا احمد وتصرفاته. هذا المصرى العاشق.

اعجب مسؤولو النشاط الفنى والثقافى والمسرحى البعثيون بنصوص احمد. وكان حلم حياته ان يمثل هذه النصوص مع بطلة النصوص. فلكل نصوصه بطل وبطلة. لكنه فاجا الجميع بما فيهم نورس بانه يريد غرام هى من تقوم معه بدور البطلة. ظنوا انه سيطلب ان تمون خطيبته السورية معه مثلا. لكنه اخبرهم ان خطيبته لا تفقه شيئا فى التمثيل ولا تحبه ولا تريد تجريبه. لكنه راى من غرام موهبة عالية ولا يخفى سرا اذ يقول انه عرض عليها بعض النصوص واعجبتها بل وجعلها تمثل صفحة من سيناريو احدى مسرحياته.

استغربت غرام لاحقا حين عرفت بما يريد احمد. ورفضت بشدة فى البداية ولعدة اسابيع. لكن الحاح احمد وحبها الشديد له حتى ولو لم يدر ولو لم تبدى. اضافة لموافقة نورس والحاح صاحب الشركة والمسؤولين البعثيين عليها لتوافق. كل ذلك جعلها ترضخ. لم تكن غرام معقدة بعقد الشرق الاوسط وشمال افريقيا العربية البدوية الدينية. وكذلك نورس. ولم تكن غرام ترتدى على وجهها او راسها تلك الاغطية الدينية او العباءة الخليجية وهى علامات مرض شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا او دول الشوشف mena اختصارا. وكذلك لم يفعل اولادها ولا اطلق زوجها لحية اخوانية او سلفية او عقلية. كانت اسرتها متنورة خالية من الوباء المتمكن الان من بدن وعقل شعوب الشوشف. الذى انتشر بفعل الحكام والمحكومين معا.

فى الصباح السبتمبرى التالى يوم 14 ايلول اليوم السابق على عيد ميلاد احمد تعطرت غرام وتكحلت كحلها الحوتى الاذارى المارسى المثير. وانطلقت مع احمد باذن زوجها نورس بل وبالحاح منه. الى خشبة مسرح البعث. حيث سيمثلان معا مسرحيتهما الاولى لاول مرة فى حياتهما. كان قلباهما ينتفضان فرحا وقلقا وترقبا. وتشابكت يداهما. وقد غادر نورس الى العمل وكذلك غادر الاولاد للمدرسة والجامعة. اخذ احمد ينظر مسرورا الى خدها ووجهها وهى تسير معه بسرعة مثل طفلة جذلة مع ابيها الذى يدللها. ونظرت غرام اليه وهو مسرور مثل طفل مغتبط باصطحاب امه له الى محل اللعب والدمى ومحل الحلوى والبونبون والشوكولا.

دخلا الى المسرح. بعدما صعدا درجاته الخارجية وتاملت غرام المسرح من الخارج واعمدته الرومانية وجمالونه الرومانى المثلث طويلا حتى جذبها احمد الى داخل البوابتين العملاقتين الى داخل المسرح.. انبهرت غرام بانها ولاول مرة فى حياتها وحياة احمد ايضا لن تكون فى موضع المتفرجين. بل ستصعد الخشبة وتمثل عليها فتعود بالزمان والمكان. وتحيا احدى حيواتها التاريخية السابقة فى حياتها الحالية الان. بواسطة الفن العبقرى التمثيل.

رحب بهما مدير مسرح البعث. وقال ان احمد كاتب عبقرى سد فراغات الدراما التاريخية السورية بمسرحياته. وفراغات المسرح العربى عموما. وقد اوضح للمدير ان حلم حياته تحويل مسرحياته هذه الى مسلسلات سورية او مصرية تاريخية ايضا. وجلست غرام واحمد فى المقاعد الاولى الامامية امام ستائر المسرح القرمزية العملاقة والشاسعة. واخرج المدير عدة كراريس طويلة مجلدة الكعب. هى كل مسرحيات احمد. مسرحية المعز والعزيز بالله الفاطمى. مسرحية حتشبسوت. مسرحية تحتمس الثالث. مسرحية رمسيس الثانى. مسرحية بناة الاهرام. مسرحية احمس. مسرحية عشاق مصر عبر العصور. مسرحية حتحور وخونسو. مسرحية رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر. مسرحية اتاتورك وتاريخ اسيا الصغرى. مسرحية عشاق حول العالمين القديم والجديد عبر التاريخ. مسرحية عشاق ايران عبر العصور. لقد كان غزير الانتاج خصوصا منذ ما بعد 2011. قال المدير لغرام. ان احمد متحمس لك جدا يا غرام. ورفض ان يمثل دور البطولة مع احد سواك. يقول ان الكيمياء بينكما ملائمة. وحين ينظر فى محياك ينطلق لسانه بكلمات البطل فورا ويندمج فى الدور. على كل حال لقد قررت اختيار اربع مسرحيات ستمثلانها معا. واستبعدت رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر لانها اباحية الى حد كبير وتدور احداثها بين ابن يعشق امه كعشق رجل لامراة وهما فى رحلة حول مصر باوتوبيس فى آر. واصلا لا اتوقع نشر مثلها فى دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا كله فضلا عن تمثيلها. بسبب العلاقة المحارمية التى هى محورها وايضا مشاهد ممارسات الحب الجماعية والمتنوعة فيها. ولا اعتقد انك تستطيع نشرها الا باسم مستعار وخارج المنطقة اى فى الولايات المتحدة او اوروبا فرنسا او حتى اسرائيل ربما. رغم انى لا انكر انها رائعة ومذهلة. وكذلك مسرحية حتحور وخونسو الا ان السبب انها لادينية يمكن ان تستثير شعوب الشرق الاوسط وشمال افريقيا من خير امة. وتميل للربوبية المتعددة ايضا. لقد اقترح احمد حتى يا غرام ان تحترفى التمثيل معه او حتى كهواية وتمثلان بعض المسلسلات والافلام الامريكية والصينية والمصرية والمكسيكية اللاتينية.

هرة يحبها احمد مؤبدا 5

بدات بروفات المسرحيات الاربع. تحتمس الثالث. عشاق مصر عبر العصور. المعز والعزيز بالله الفاطمى. وعشاق حول العالمين القديم والجديد عبر التاريخ. حتى ان احمد قد اطلع مدير المسرح على محاولات اولى له مثل رواية ميكروباص الغرام عن مصرى جامعى وخطيبته وامه اكتشف بابا سحريا فى عابدين لو دخله بميكروباصه يعود بالزمن لاى عصر هو ومن معه. وحول الباب الذكى الميكروباص لالة زمن لا تحتاج لدخول الباب بل تعمل من تلقاء نفسها. ورواية المصرى الاخير عن احمد وهو مصرى علمانى متنور وحرياتى ربوبى او عابر للمسيحية الغربية. عشق سورية هى سلاف وهى ابنة السفير السورى فى مصر وتزوجا ولما اندلعت احداث الربيع الاخوانوسلفى الاوبامى الاردوغانى الخليجى. انطلق العاشقان المساكنان الى كندا حيث اقاما بقية حياتهما. مساكنة لعشر سنوات ثم تزوجا وانجبا ولدا وبنتا منصور وحورية. واللذين تزوجا بكنديين او امريكيين مسيحيين. وقبل بلوغهما كندا طافا العالم بالسفينة العملاقة نجمة المتوسط ثم بالطائرة لدول اوروبا واسيا والامريكتين واستراليا. ولما هدد الاخوانوسلفيون والخلايجة والازهريون الغرب واحتلوا اوروبا وقتلوا وسبوا اطلق الغرب قنبلة نهاية العالم السيانيدية ليبقى فقط الغربيون والمتنورون فى الملاجئ ليكونوا عالما نظيفا خاليا من الراسمالية وحليفها الخليجى والازهرى والاخوانوسلفى. وتناسخت روح احمد وسلاف لاحقا. واصبح بيتهما بكندا وقبرهما او مقامهما ببيتهما القديم بالصليبة بالقاهرة مزارا لكل الاحرار والمتنورين والعشاق.

ارتدت غروم ازياء تاريخية متعددة وكذلك احمد. استمتعا بذلك جدا وانبهرت غروم بانطلاق لسانها وموهبتها مع احمد مما لم تكن تعرفه عن نفسها. قامت بدور زوجة تحتمس الثالث السورية. وكذلك بدور زوجتى المعز والعزيز. وبدور الحبيبة فى كل عصور مصر وعصور العالمين الجديد والقديم. بينما قام احمد بدور الحبيب فى كل عصور مصر وكل عصور العالمين الجديد والقديم. ودور تحتمس الثالث ودورى المعز والعزيز بالله الفاطميين.

اندمجت غرام فى كل دور وكذلك احمد. شعر كل منهما والمخرج يوجههما ويعطى الارشادات. شعر كل منهما بانهما عادا بالفعل لحيواتهما السابقة على مدى قرون ما بعد الميلاد العشرين وقرون ما قبل الميلاد الثلاثين بل وقبلها ايضا الى عصور ما قبل التاريخ والعصر الحجرى. خصوصا فى مسرحية عشاق حول العالمين القديم والجديد عبر التاريخ. حيث مثلت غرام ادوار كثيرة ليس لشخصيات مشهورة بل عامية مغمورة من خيال احمد لكن خيال يناسب العصور.. عشاق من المانيا الكبرى اى الامبراطورية الالمانية مثلا او الرايخ الثانى. وعاشقان من الامبراطورية البيزنطية.. وعاشقان من الامبراطورية الرومانية .. وعاشقان من القبائل الجرمانية.. وعاشقان من الهنود الحمر او احدهما من الهنود الحمر والاخر من الاسبان او الفرنسيين او الانجليز. وعاشقان من مصر الفرعونية او احدهما من مصر الفرعونية والاخرى من سوريا السومرية او البابلية.. عاشقان من فارس الساسانية او ايران الكبرى. وادخل فيها احمد تناسخ الارواح ايضا.. كانت هذه المسرحية بالذات رائعة. حتى انها اى غرام مثلت مع احمد دور بارامسيومين عاشقين .. ودور عنصرين عاشقين من عناصر الجدول الدورى فى قلب نجمة انفجرت منذ مليارات السنين وانطلق العنصران كغبار نجوم الى موضع كوكب الارض وتشكل منهما ومن غيرهما من العناصر. ثم اصبحا جبلين عاشقين ونهرين عاشقين وشجرتين عاشقتين.. استمر الحب بينهما خالدا. وكلما ماتا نسيا حياتهما السابقة ليبدا حياة جديدة يهيمان ببعضهما هياما رهيبا ليس بعده هيام ابدا. وليس كمثله هيام. غرام امراة ليس كمثلها شئ. كما ابدع احمد وغروم فى مسرحية عشاق مصر عبر العصور حيث مثلا دور عشاق فرعونيين وبطلميين ورومان وبيزنطيين وامويين وعباسيين وطولونيين واخشيديين وفاطميين ومماليك وايوبيين وعثمانيين وعلويين وناصريين.

مرت الايام واستمرت البروفات بين احمد وغرام وابطال اخرين لبقية شخصيات المسرحيات الاربع. ولما عرضت المسرحيات الاربع للجمهور اخيرا بطولة احمد وغروم لاقت نجاحا باهرا وطبقت شهرة احمد وملهمته غروم الافاق حتى بدات تنسج حولهما القصص وقال الناس انهما على علاقة سرية. وتعجبوا انهما ليسا زوجين او عاشقين من شدة اندماجهما فى ادوار الحب لبعضهما بالمسرحيات ومدى نجاحهما كدويتو معا. وتعجبوا ان احمد اعزب وان غرام منزوجة بغيره بشخص ليست من الوسط المسرحى. ونسوا انها هى نفسها تلك اول تجاربها فى المسرح اصلا وكذلك احمد. فهى ايضا ليست من الوسط الفنى والمسرحى.

بعدما خرجا من مسرح البعث. قال احمد وهو يمسك بيده يد غروم كعادته لا يحب تركها ابدا. غروم الا تحبين ان تزورى القاهرة ومصر يوما ما. بلد حبيبك وزوجك الثانى. قالت غرام. بلى مبلا احب ولكن لم تسنح لى الفرصة والان لن تسنح ايضا. ولو ذهبت اتظن انى ساذهب بمفردى او معك وحدنا ويسمح بذلك نورس او اولادى. كلا بالطبع. قال احمد. بل تستطيعين الذهاب معى.. كما جئت اليك الان بالسر الذى لم ابح به لاحد. فقط اغمضى عينيك الان وسنعود الى مصر قبل الاشهر الثلاثة الاخيرة التى كنت مقيما معكم فيها. فلن يشعر نورس واولادك باى غياب.. اغمضت غروم عينيها وامسك احمد يديها وعانقها بقوة والتحم الجسدان بالعناق. واخيرا قال. افتحى عينيك. ففتحت غرام عينيها ووجدت نفسها فى الجمالية بالقاهرة الفاطمية.. انبهرت وقالت كيف فعلتها. قال وغمز بعينه. للحب طرقه الغامضة. امسك احمد يد غرام وسار معها يشرح لها تاريخ هذا المسجد وذاك وهذا الحى. ويريها محلات العطارين والعقادين والحدادين والخيامية وغيرهم. ويعيشها فى العصر الفاطمى تارة والايوبى تارة والعثمانى والمملوكى خلال الشرح. كانت غرام سعيدة ومنبهرة وراسها يدور وتشرد فى سماء القاهرة وفى اثارها وتاريخها...

بعدما انهى جولته معها فى الجمالية وفى كورنيش النيل والتحرير ووسط البلد والقاهرة الخديوية مع شئ من تاريخ حزب الوفد والقاهرة ومصر فى النصف الاول من القرن العشرين. قال لغرام. يا غروم. قالت. نعم يا حبيبى. قال. سنذهب لنزور ماما. بدا على غرام القلق والخوف. شعر بذلك فقال لها. لا تخافى انها لطيفة جدا وستحبك. قالت غرام. اشك بذلك. لو عرفت عمرى وزواجى لن تحبنى بل بالعكس. قال احمد. انا من اختار حبيبتى وزوجتى لا هى. زفرت غرام وقالت. لا تؤذ امك من اجلى فانا ام واعلم قلب الام. ومهما كان موقفها فانا احبها لانها ام مثلى ولانها ام احمد.

ذهبا الى منزل احمد وامه.. التقيت المراتان وكان لقاء دبلوماسيا واجتماعيا لطيفا. استجوبتها امه استجوابا طويلا عن حياتها حتى رغم ان احمد لم يخبرها انها زوجته. فقط اخبرها انها حبيبته السورية التى يذوب لها قلبه ويشتهيها جسده ولا يقوى على فراقها ويود لو يلتصق بها وجوارها كل لحظة. لم تخفى غرام عنها شيئا وتعمدت ذلك لكى ترى رد فعلها. تعجبت ام احمد الجالسة على كرسيها المتحرك وتعانى من خشونة الركبتين والتهاب الاعصاب واجرت عملية تركيب دعامات بالقلب. ولكنها لم تعقب او تهاجم غرام. بل ظلت محافظة على ودها معها كما لو انها لم تقل شيئا غريبا او يغضب اى ام شرق اوسطية من اجل ابنها. خصوصا انها وجدت فى محيا ابنها احمد هيامه الكبير بغرام. عيونه معلقة بوجه هذه المراة الوضيئة البسامة كما لو ان حياته معتمدة على ذلك. ويده لا تفارق يدها حتى وان ابعدت يدها يعود ليمسكها بقوة ويحتضن يدها فى يده بل ويدلكها ايضا بحب وحنان. كثيرا ما يلصق جنبه بجنب غرام ايضا خلال حديثها مع امه. وكثيرا ما يطوق ظهرها بذراعه. حتى انه لم يخجل امام امه وانحنى ليقبل خد غروم ما بين الفينة والاخرى. حتى انه انحنى ليقبل قدمى امه وقدمى غروم ايضا. كلها كانت مؤشرات لامه لئلا تؤذيها بكلمة فهى حبيبة قلب احمد. يفضلها على كل النساء. وهى امه البديلة والثانية والتى لا تزال صحيحة وشابة. اعجبت غرام بلوحات الكنافاه ومفارش اللاسيه والكروشيه والبلوفرات التريكو ومزهريات المكرمية المعلقة التى صنعتها ام احمد ونشرتها فى البيت منذ سنين وربما عقود. ووجدت ام احمد تشابها كبيرا بينها وبين غرام. فعلمت سر تمسك احمد بغرام. لكنها تعترف ان غرام اكثر هدوءا وحكمة منها بكثير. هى انفعالية ونكدية كثيرا على عكسها. غرام لديها ثبات انفعالى وحكمة شديدة. اعتقد انها لو فى مصيبة او موقف حرج ستتعامل معه بمنتهى الهدوء والحكمة. امراة حكيمة اغلى من اللآلئ. تناولت غرام طعاما مصريا من طبخ ام احمد. ثم قررت المغادرة. عانقتها ام احمد بقوة وكذلك هى. تفهمت كل امراة مقام الاخرى واهميتها فى حياة احمد. وفى حياة بعضهما. وجدت ام احمد من غرام شهامة ومساعدة وصبرا على حركتها بالكرسى وعلى انينها من الام اعصاب الساقين والام خشونة الركبتين. كانها تؤكد لها انها لن تضيق بها او منها. حتى ان غرام عرضت على احمد وامه نقل الام الى سوريا الى حمص لتعيش فى بيت مجاور لمنزل غرام وتعتنى بها مما يجب. انصرفت غرام الى منزل احمد المنفصل القريب من منزل امه على وعد ان يوافيها احمد بعد قليل...

لما انصرفت غرام. واصبح احمد وامه بمفردهما. قالت له امه. ولكنها متزوجة واكبر منك سنا يا احمد. من همه اتجوز واحدة قد امه. هكذا قالت له امه بعد ان قدم لها غروم.

قال احمد. ليست بمثل عمرك يا ماما. بل هى اكبر منى فقط بسبع سنين. اى لا شئ. ولو اكبر منى بعشرين سنة حتى. لا يهم. لاننى احبها واهيم بها هياما ليس بعده هيام. ليس كمثلها امراة. قالت امه. ولكنها متزوجة ولها اولاد يا احمد. اكمل احمد. وتحبهم جدا جدا ومتمسكة بزوجها الذى تعشقه وباولادها. قالت امه. انت قلت بنفسك. فلماذا تكون خرابا للبيوت. قال احمد. لن اخرب بيتها ابدا ولا يمكن ان يطاوعنى قلبى ان اتعسها. لكنى ايضا لا اقوى على فراقها. لقد قالت لى مرارا اتركنى وانسانى او اعتبرنى اما لك او اختا فقط. وابحث عن فتاة من عمرك او اصغر ومن مصر بلدك. ستجد كثيرات وانت وسيم واستغرب انك لم تلتقى بفتيات كثيرات يقعن فى حبك بمنتهى السهولة والبساطة. انت نجم مشع يا احمد.. قالت امه. امراة محترمة وشريفة. فلماذا لا تسمع نصيحتها. قال احمد. هى امراة محترمة وفيها كل الصفات الجميلة يا اماه مهما قالت او فعلت. ولا استطيع الاستماع لنصيحتها واعلم انها تنصحها من وراء قلبها المعذب مثل قلبى. لن اخرب بيتها ولكنى ايضا اعيش معها ومع زوجها واولادها الان. واطمع فقط بقربى منها وان منحتنى بعض لياليها وايامها لى وحدى دونهم فشكرا لها. الم ترى الدبلة الثانية فى يدها. قالت امه فى فزع واستغراب. اهذه دبلتك. قال احمد. نعم. قالت امه. انت مجنون وهى مجنونة الا تخشى ان يلاحظ زوجها الدبلة الاخرى. قال احمد. لن يلاحظ لانها تغلف يدها دوما الان بقفاز ساتان اسود بحجة انها تبرد وتتالم منها بسرعة وهو مصدق حتى الان. انه يعتبرنى صديقا حميما الان واننى امثل مسرحيات مع زوجته وزوجتى غروم. قالت امه. اعتبرتها زوجتك ايضا معه ؟ يا للجنون. قال احمد. ليس جنونا يا اماه. بل هو الحب. قالت امه. وهل حدث بينكما .. شئ ؟

قال احمد. نعم لاول مرة فى حياتى وحياتها نذوق شهد بعضنا كاملا. هناك. قالت امه. هناك. فى بيت زوجها واولادها. قال احمد. نعم يا ماما. ولكن مرة واحدة. اما هنا فتكرر لقاؤنا كثيرا بعيدا عن بلادها وزوجها واولادها. وان كانت مشتاقة كثيرا لهم. قالت امه. هذا طبيعى. انت قاس يا احمد ان تفعل بها ذلك وتشتت قلبها. حرام عليك. ثم ما تفعله بان تجعلها زوجة لرجلين يخالف كل شرع ودين ابراهيمى. ويخالف القانون ويستفز المجتمع. قال احمد. الحب ليس مخالفا ولا حراما. ولا شان لاحد بنا. قالت امه. ولكن هذا حب بلا مستقبل. انها تشبه اخت صديقك محمد محمود التى اريتنى اياها من فترة.. ماذا كان اسمها ؟. الا تتزوجها وتنسى غرام هذه ؟. قال احمد. ليست مثلها يا ماما. ولعلى اتزوج الاثنتين. وكل شبيهة بغرام فى هذا الكوكب او الاكوان والكواكب الموازية. قالت امه. كن واقعيا. انت الان مجنون تماما. ثم اضافت. ولو فرضنا انك تزوجت غرام ولو عرفيا بما ان القانون يمنع او حتى غيرت اسمها او زورت بطاقة هوية باسم اخر او باسمها ولكن بحالة اجتماعية انها انسة. وتزوجتما بقسيمة زواج رسمية. فكيف سيقبل زوجها واولادها بك وبوضعك هذا. هل ستبقيه سر وماذا لو انكشف. ام ستجهر به له ولاولادها فماذا سيكون رد فعلهما سوى الفضيحة والرفض وربما قتلك وقتلها. قال احمد. بل سيقبلون لانها تريدنى وتحبنى بقدر حبها لهم. سيرضخون. لانهم يحبونها جدا جدا. وسيضحون من اجل هذا الحب. قالت امه. لا تكن واثقا هكذا. انت فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا يا بنى. فى العالم العربى. قال احمد. سيرضخون. انا واثق من ذلك. سيرفضون اولا وربما يقاطعونها وربما يضربوننى... ولكن بعد اسابيع او شهور من الخصام والصراع سيقبلون. لانهم سيتذكرون حبها وتضحيتها من اجلهم. وسيقبلون بى فردا جديدا فى اسرتهم الصغيرة تحت اى اسم او تصنيف يريدونه. اخ مفقود او اخو الزوج.. ايا كان. قالت امه. انت تتوهم وتحلم. ولو فرضنا ان ذلك حصل كما تتفاءل. الا تريد اولادا يحملون اسمك يا احمد.

ضحك وقال. هههههههه انت لم تلاحظى اذن. قالت امه. الاحظ ماذا. قال احمد. لم تلاحظى ابدا. غريب. قالت امه. ماذا الاحظ. اخبرنى يا ولد. ماذا تقصد والاحظ ماذا. قال احمد. بطن غروم. قالت امه. اهى حبلى ؟. ضحك احمد وقال. نعم فى توامين ولد وبنت. وبذلك يكون لديها اربعة. اثنان من زوج واثنان من زوج اخر. قالت امه. حبلى منك ؟ قال احمد فى سعادة. نعم. قالت امه. انت متاكد فلعلهم اولاد زوجها. قال احمد. انا ايضا زوجها يا ماما انسيت. قالت امه. حسنا اسفة اقصد زوجها الاقدم الاول. قال احمد. لا. لم يمسها طيلة ستة اشهر مضت. كبروا وفترت الرغبة مع العمل ونضوج الاولاد وطول مدة الزواج. لهم اكثر من خمسة وعشرين سنة متزوجان الان. اجتازا اليوبيل الفضى. وقد حبلت من تلك المرة التى القتينا فيها هناك. هنا اكتشفت ان الطمث انقطع لشهرين متتابعين. فقررت الاختبار هنا فى القاهرة. وباركت لها مسؤولة التحاليل. وفحصنا بالسونار فكانا ولدا وبنتا. لها 3 اشهر حبلى او 4 اشهر الان. قالت امه. ولكن هكذا ستفضحها يا بنى امام زوجها واولادها.. قال احمد. لقد قلت لها حان الوقت لنصارحهم بحبنا وارتباطنا ولكنها خائفة من ردة فعلهم. قالت امه. عندها حق. قال احمد. لذلك فهى ستغرى زوجها حالما نعود ليضاجعها مرة. فيظن الاولاد اولاده. قالت امه. ولكن هذا خداع يا بنى. ثم الن تغار انت. قال احمد. هو زوجها مثلى وقد اتفقت معها الا اعوق علاقتها به وباولادها ابدا وهذا حقها. لا يمكن ان اكون سببا فى خراب علاقتها بهم او اضطرابها باى حال من الاحوال. قالت امه. ولكن الا تخشى ان تفضلهم عليك او تفضلك عليهم . المراة يا بنى قد تميل بعاطفتها. قال احمد انت لا تعرفين غرام جيدا يا ماما. انها امراة حكيمة وعاقلة ومتزنة اكثر مما يتصور احد. ربما لانها حوتية. او لانها من نوع نادر من النساء. المراة الحكيمة الاغلى من اللآلئ. قالت امه. نعم انا لاحظت هدوءها وحكمتها. لا استطيع ان انكر انها امراة مميزة جدا والحكمة تشع منها وكذلك الطيبة الشديدة. لك كل الحق ان تحبها وتهيم بها كل هذا الهيام. ولكن طريقها صعب شائك لك ولها بسبب ظروف زواجها واولادها. عموما هذه حياتك وانت حر بها. وانا موافقة على من اختارها قلبك رغم معارضتى لظروفها. ولكن احذر من ان تفشل وتشعر بالتعاسة لاحقا فانا نصحتك وعملت ما يجب على.

ودع احمد امه ليذهب الى منزله. فتح الباب بالمفتاح ودخل. فوجد غرام جالسة تنتظره فى قلق. نظرت اليه. فقال وهو يهز كتفيه. مر الامر بسلام. قالت غرام. لا اصدقك يا احمد. قال احمد. جادلتنى لبعض الوقت وابدت اعتراضها على عمرك وزواجك. قالت غرام. الم اقل لك. قال احمد. ثم استسلمت لرغبتى لما عرفت انى احب فوق كل حب احبه رجل لامراة يا امراتى فى كل العصور والبلاد والاكوان الموازية. انت بتاعتى يا غروم. حتى لو كنتى بتاعة نورس واولادك. انما انتى دلوقتى بتاعتى اكتر. نورس شبع منك وانا لسه بابتدى ادوقك واتمتع بيكى فى حياتى. وولادى منك او ولادك منى كمان انتى بتاعتهم اكتر من ولادك منه. عشان لسه صغيرين. قالت غرام. لقد كبرت انا يا احمد. واخشى من هذا الحمل. وقد يولدوا يتامى الام. وحتى لو نجوت انا وعشت فقد كبرت وحين يبلغون العشرين ساكون عجوزا فى الستين ونيف. ساكون بعمر جدتهم يا احمد. اخشى عليهم وعليك. قال احمد وهو يضم غرام. ويقبل يديها وقدميها. لا تقلقى من الغد. ولا تفترضى السوء فيه. فكم من اناس فى الثمانين وليس الستين وفى قمة الصحة والحيوية. واستمتعى باجازتك معى فى القاهرة. وهو شهور عسل لنا ايضا يا ام اولادى. ضحكت غرام وانهضها ونهضت معه وقالت. ماذا ستسميهم يا ولد. قال. احبك حين تنادينى بولد. ساسميهم تحتمس ونفرتارى. ضحكت وقالت. حسنا يا ابن تحتمس. قال احمد. وابن غروم واخوها وزوجها وحبيبها وافتخر. غروم. قالت. نعم يا روح قلب غروم. قال. ارتد لى اليوم ثوب زفافك مثل ليلتنا الاولى بمنزلكم فى حمص. وسنشرب شراب الورد كالعروسين كما فاجاتنى يومها ايضا. اشتقت للوردة المتهدلة كرنك اللذة او غروم الصغيرة التى يخرج منها الاولاد والعسل الغرومى المقدس. والتى تعانق مسلتى ونهر حبى العاجى الفياض بالنهاية. قالت غروم ضاحكة. توقف يا فاجر. كم انت قليل الادب. حسنا سارتديه لك. اارتدى لك فستان فرح امك المرة القادمة. اعرفك يا فاجر يا قذر.