هرة يحبها أحمد مؤبدا

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

قرر احمد فجاة ترك كوكب وكل شئ والانطلاق مرة اخرى فى رحلة التنويم المغناطيسى والايحاء التى تؤدى به الى المكان والزمن الذى يريد بمجرد التفكير المركز فيه.

قرر هذه المرة الذهاب الى غروم فى العصر الحالى. ودون ان يخبرها. وفوجئت به عند المغرب فى حمص جوارها فى المطبخ. وهى تعد الطعام طعام الغداء قبل مجئ زوجها الحبيب من عمله. فزعت من وجوده وكادت تسكب الطنجرة الساخنة على نفسها. لولا عناية الاب الكونى واسرته. فكأنما يد خفية ملائكية او الهية اسرية اعادت الطنجرة فوق البوتاجاز. الانها امراة طيبة ام لانها رومانسية ومحيط من الحنان الفياض الغزير. ام لئلا ينكسر قلب زوجها واولادها وقلب احمد. وجدت غروم احمد يضمها فجاة فذكرها حين كانت طفلة شقية تعانق شجرة التين بجسدها الصغير وتقتنص وتسرق التين وتذهب للكروم الخضراء الاوراق المصفوفة باعواد الخشب ومغروسة فى الارض السورية المقدسة الخصبة. وترى العناقيد الخضراء والبنفسجية والحمراء فيها مثل اقراط غروم المجوهرة الثمينة المتدلية من اذنيها الان. وجدت غروم احمد يضمها بقوة فجاة فلا فكاك ولا مهرب منه. وهل كانت تريد الهرب حقا. لقد تملصت قليلا ولكن استسلمت لقلبها الذى يحبه. ويقبل خدها وفمها بشراهة وجوع وشراهة حتى ادمى شفتها ولعق الدم مثل دراكولا متوحش. وتحركت يده لتلمس المرتفعات الردفية والمنخفضات السهلية الظهرية لحبيبته المتزوجة الحوتية السريانية. وفك عناقه بها وهى مذهولة صامتة ساكنة لا تدرى اين هى ولا من هى ولا من زوجها او اولادها. وعيها ذهب الى المجهول واللامعنى واللامكان واللازمان. لماذا فك عناقها. اتراه مل منها او فترت حرارة حبه ورغبته الرومانسية والشبقة فى ان. لكنها فوجئت بيده تعبث فى القاف جيم سين كما يختصره او القشطة جوه السوتيان.. حبيباه نهداها. تعلم ذلك. كم تغزل فيهما وهما يتحاوران عبر الماسنجر وكم اعرب عن رغبته فى لمسهما ورؤيتهما وحفظ وزنهما وشكلهما وليونتهما فى ذاكرته ليستمتع بكل ما بامكانهما اعطاءه له. ولحبه لهما ول "غروم الصغيرة" معبد لذتها الكرنكى التدمرى السفلى موطن مسلته الفرعونية بصروحه او شفاهه كالوردة المتهدلة. ولوجه غروم ولبدنها. اختصر لها لقبا من ضمن القابها العديدة التى اسماها بها. لقد اسماها هرة يحبها احمد مؤبدا. واسماها هدوء الياسمين الاسطورى المبارك. واسماها ملك كوكب. واسماها قطة سوريا الكبرى وسائر المشرق. فكان تلقيبه لها بالاحرف الست المختصرة: ق.ج.س.م.ف.ف. يا قشطة جوه السوتيان ومهلبية فى الفستان.. كانت بيضاء وطرية ويناسبها اللقب تناسب المفتاح فى القفل.

افاقت غروم لنفسها حين لمس احمد الق.ج.س. فابتعدت وهربت الى غرفتها مثل الغزالة النافرة من غزالها. وجدته امامها على الفور. قالت. اذن هو انت. انت الغريب المصرى الغامض الذى قابلته حين كان عمرى عشرين عاما. قال احمد وهو يمسح على كتفيها بخفة ولا تزال تدير له ظهرها الان. نعم انا هو. قالت دون ان تستدير ودون ان تعرض نفسها لرؤية وجهه الوضئ كوجهها والابيض كبياضها.. وعيونه التى تشع وتشتعل بحبه لها واشتهائه ايضا.. عيونه عجيبة يا فتاة. قالت فى نفسها. ما كل هذا العشق الذى يغرقنى فيه بهما.. ارى نفسى فى عيونه.. ارى فى عيونه انواعا واصنافا شتى من حبه نحوى.. ارى فى عيونه ما اراه فى عيون اولادى نحوى. حب ابن لامه. وارى فى عيونه ما اراه فى عيون زوجى. حب زوج لزوجته ورجل لامراة وحبيب لحبيبة. وارى فى عيونه اشتهاء طاغ لى وحدى. اشتهاء يخيف ويثير بشدة ايضا. اشعر حين ضمنى كما لو كنت غزالا بين مخالب وانياب ليث. ما كل هذا الجوع الذى يملكه نحوى. كلا لن يعشقنى او يضاجعنى بكل هذا الجوع. بل سيمزقنى باسنانه مثل الكانيبال. ارى فى عيونه ايضا احتراما وتقديسا لى. كما لو كانت ربته او بطلته الخارقة. كل هذا المزيج المتصارع الذى يخبو بعضه ويظهر بعضه فى عيونه المتوهجة بحبه لى مزيج غريب ومخيف لم اعهده باحد من قبل.

اجلسها احمد امام مرآتها. قالت له غرام: سياتى زوجى واولادى فى اية لحظة. فماذا اقول له ولهم حين يرونك فى غرفتى وفى البيت فى غيابهم. اتريد ان تخرب بيتى وترضى لى الفضيحة يا احمد. اهذا كان وعدك لى واتفاقنا. اهكذا يكون حبك لى باتعاسى وتدمير حياتى. صمتت وتركت يده تعبث كما تشاء وتشتهى ويشتهى فى القشطة اللى جوه السوتيان. من فوق القماش ومن تحته وعلى اللحم المقدس السريانى. ثم ابعدتها بقوة وعنف فجاة. تناول احمد فى هدوء مشطها وايضا توكة شعرها العاجية. فرفع توكتها الى فمه وقبلها بخشوع وتقديس. ثم رفعها الى انفها يشم فيها عطورها وانوثتها وعبق شعرها الطبيعى. قالت بلهجتها السورية فكانت كمن يتساقط العسل من فمها: اتعلم يا احمد ان هذه التوكة عندى من قبل زفافى على زوجى نورس. اهدتنى اياها امى. كان ابى قاسيا جدا على فى طفولتى يضربنى بعنف وشدة لاتفه الاسباب. ذكريات طفولتى لذلك سيئة. قال احمد. لن ياتى زوجك قبل ساعتين على الاقل هو واولادك فانا اعلم موعدهم. قالت. ولكن كيف اتيت الى هنا اليوم وكيف اتيت الى وانا شابة. حتى انى اتوهم انى رايتك واخذت منك بعض البونبون الطرى فى طفولتى.

قال احمد. يا غرام لم تتوهمى. بل كنت حاضرا حتى وامك تلدك يا امراة وحملتك رضيعة بين ذراعى. انا احبك يا غروم منذ كنت بويضة فى رحم امك وحيوانا منويا فى خصية ابيك. بل ومن قبل ذلك فى ارض العدم والنسيان حين كنت انا وانت نقطتان متجاورتان فى بحر الخلق السائل المتعدد الالوان المبقبق كماء البركان الذى يغترف منه الاب الكونى واسرته ويخلقون بشرا ونجوما وكواكب وحيوانات واشجار كما يشتهون. ومن قبل حين كنا فاطميين وبيزنطيين فى حيواتنا السابقة يا امراة. قالت.ولكن كيف. قال احمد. لا تسالى. فللحب طرقه الغامضة وللاب الكونى واسرته طرقهم صحيح ان بعضهم يخلق ويدعم القتلى والاشرار والشرق اوسطيين قامعى الحريات والراسماليين والدواعش والازهريين والاخوان والسلفيين. ولكن بعضهم الاخر يخلق ويدعم العشق والعشاق والعلوم والفنون والتنوير والاداب وحتى البورن والايروتيكا 😃😃.

بدا يمشط شعرها الطويل والغزير امام المرآة فى حب وحنان. ومد يده ليمسك انامل يدها فيفركها قليلا ثم رفعها لفمه يقبلها ويمص اصابعها. وهو يقول بهدوء ويستمر بالتمشيط. ثم ينزل بفمه ليشم شعر غروم ويقبله. وقبل اذنها ولعق قرطها الذى على شكل عناقيد العنب. لماذا لا تتزوجينى مع زوجك يا غروم. لماذا يستفرد بالقشطة والمهلبية والامومة والانوثة والرقة والنعومة والحنان وحده. لماذا يستفرد بالثقافة والعلمانية واللادينية والتنوير والحريات وعقل غروم المتوقد القارئ وحده. لماذا لا يكون لى منك ولد. مثلما له منك ولد وبنت. ارنى قسيمة زواجك يا غروم. ابتعد احمد قليلا عن الكرسى ونهضت غرام دون جدل ولا كلام كانها منومة. وعبثت فى الدولاب كعادتها وهى طفلة. لكن هذا عبث هادف واعى. حتى اخرجت قسيمة زواجها على نورس. جلست مرة اخرى مثل الفتاة المطيعة الخاضعة تنتظر اوامر سيدها سى احمد. قرب احمد راسه من خدها والصق خده بخدها وهو يريها. وثيقة بديعة الخط والطباعة تراثية. مقدسة لان اسمك واسم حبيبك وزوجك عليها. كم اود ان احفر اسمى جوار اسمه. فانا لا احبك اقل منه. انت تستحقين حبا اضافيا يا غروم. عبث فى جيبه واخرج دبلتين ذهبيتين رفيعتين. تناول يد غروم اليسرى واضاف دبلته الى دبلة نورس. فاصبح فى اصبعها الخنصر الايسر دبلتان لزوجين. اترين اسمى الرباعى منقوشا على دبلتك من الداخل يا غروم. امبراطور الحلم الممتد دائما..حول السنين والنجوم..المتجنب حياة مليئة بالدموع..الاكثر ايمانا بالحريات من مصر دولته. اترين تاريخ زواجنا انه تاريخ ميلادك مارس 1974... لم اكتب ميلادية او بعد الميلاد. فلقد كنا زوجين وعاشقين مرارا حتى فى 1974 قبل الميلاد وقبلها ايضا ومنذ كنا نياتدرتال واصبحنا هومو سابينز ومنذ العصر الحجرى وكنا من انسان الكهوف.

نهضت غرام وقالت بهدوء. انا واقعية يا احمد. لست خيالية مثلك. خيالك جميل لا انكر ذلك. ولكن لا يمكن تحقيقه. اتظننى لا اعرف ما يعتمل فى عينيك حين ترانى. كل هذا الوله والشغف. والنيران. فى عينيك اتون اكبر من اتون الشمس ومفاعلاتها النووية. فى عينيك نجوم كوكبة الجبار وكوكبة الجوزاء وكوكبة العذراء وكوكبة العقرب وكوكبة الميزان وغيرها من كوكبات نصف الكرة الشمالى تتحد كلها وتظهر حين ترانى. اتظن كل هذه الطاقة ستسمح لك ان تحافظ على زواجى بحبيبى الاول والاساسى. وعلى علاقتى باولادى. مهما كنت انت طارئ واصغر منى مثل اولادى وغر طائش. ان طاقة هذه النجوم التى توازى غرامك بى بروحى وبدنى وقلبى وعقلى وحياتى وكلى ستدمر اسرتى بلمحة عين. لن ترضى ابدا الا ان اكون مكرسة لك بكاملى فلا اولاد من غيرك ولا زوج ينافسك فى ايامى وليالى. قال احمد. نسيت شيئا مهما. قالت غرام وهى تخفى بيدها اليمنى يدها اليسرى حياء من الدبلتين ومنظرهما الغريب بنظرها. ما هو. قال احمد. ان نفس هذه الطاقة ولانها مكرسة لحبك قد تضر كل الناس الا انت ومن تحبين. ان عبوسا على وجهك يا غروم يكدر يومى ويسوده. فما بالك ان احرمك من حبيبك ومن اولادك. بل كل ما اطمع فيه بعض ايامك ولياليك. وولد وبنت. تربيهما او اربيهما او نربيهما معا لا يهم.

مد احمد يده فانهضها وسار معها لا تفارق يده يدها ثم دفعها برقة بالغة لتجلس على الفراش بل وتستلقى باشارة منه. لم تجادل او تقاوم. اخرج من جعبته تاجا ساسانيا اثريا. اهو مقلد او مسروق من متحف طهران. و اصلى. ام مسروق من زمن الخلافة والغزو والاجتياح العربى الهولاكوى الاستيطانى لايران الساسانية. ووضعه على راسها. قبل شفتيها مرتين وخديها. ثم قال وكيان نورانى يراه ولا تراه غروم يلقنه كالملقن فى المسرحيات. اتذكرين يا غروم حين كنت اميرة فارسية بنت كسرى شاهنشاه وكدت ان تصبحى ملكة فارس يوما. واختلفت مع ابيك واسرتك الملكية حين رايتنى فلاحا فارسيا بسيطا واحببتك واحببتنى وتشاجرت ولم يكن ابوك ولا امك ولا اسرتك ليوافقوا على زواج اميرة باحد العامة. ويوم نوينا ان تهربى ونتزوج فى بيزنطة. وليكن ما يكون. اجتاح العرب بلادك وبلادى وسبوك... اتذكرين حين خطفوك منى ومن اسرتك وبلادك يا روح قلبى وضموك لحريم هذه الخليفة الراشدى ام كان امويا او عباسيا. اذلك واغتصبك. حتى تمكنت من تهريبك وهربنا الى القسطنطينية. وتزوجنا ونجونا وسعدنا. ها هو تاجك يا امير البياض الفارسى والسريانى. ثم قال حين راى الشمس تدخل من نافذة غرفة غروم لتسقط على وجهها وسمع هديل يمامة عاشقة متضامنة معه:

بوركت الشمس لانها داعبت وجهك الكريم واقتبست منه ضياءها كما تفعل كل صباح يا مليكة كل زمان ومكان. وبورك شباك نافذة غرفتك لانها امر فاطاع واشرق بنور وجهك الملكى وظنه الناس مشرقا بنور الشمس ولم يعلموا ان شمس السماء لصة تسرق نورها من نور وجهك الوهاج كل صباح وجدائلك الساطعة بصفرتها. وبورك الفراش لانه يحمل مليكة احمد بن تحتمس صاحب الابداع والقلم الرومانسى ويحظى بعطرها ويحمل اجمل مكونات العالم: عقلها ويدها وروحها وقلبها ووجهها القمرى الوهاج. وبوركت اليمامة لانها اقتبست شيئا من لهيب حبك لمليكك ابن تحتمس امير المؤمنين ابو خوفو الكمتى فعشقت وهدلت ولعطفك عليها ببعض من نيران قلبك شكرت. يا هيرا وإشتار واثينا ومنيرفا معا.

ثم نزل ونزع عن قدمى غرام الشبشب. وقال. يا لهما من قدمين جميلتين مثل صاحبتهما. ابتهل لغروم بعدد اصابع يدها او قدمها وامدحها واشكرها على وجودها فى حياتى. وقبل قدمى غروم بخشوع وتعبد وتقديس. من الكعب الى الاصابع. واشبع عينيه من جمالهما. متطلعا الى اشباع عينيه ببقية الق.ج.س.م.ف.ف. يوما ما اخر. لكن ليس الان. قالت غرام. ما كل هذه الكلمات الحلوة التى تتساقط من فمك من اجلى يا احمد. ابحث عن مصرية من سنك وتحبك وسنجل مثلك. وانا واثقة انك ستجد. لا ادرى كيف لا تجد من تحبك. انت تحب بسهولة من اى فتاة. رد عليها احمد نفس رده المعتاد بانه لن تقبل به ولن تحبه وتتشابه بعقليتها معه سواها او سورية مثلها او ابنتها. ثم انه لا يريد سواها.

زفرت غرام وقد فشلت ككل مرة فى ابعاده عنها. وقالت وقد شردت تفكر وهو يضع يده على الق.ج.س. وكشف عنها الغطاء ونزع السوتيان وراهما. عملاقين كالجبلين جميلين مثل جبلين من الكيكة الاسفنجية الطرية الرجراجة الحلوة الدهنية المغطاة قمتها بقمع من الشوكولاتة. ويتحسس ويعبث بها كما يشاء. حلم حياتك هذا كنت تريد ان تراهما وتلمسهما. قال. واقبل وامتص كالطفل ايضا. وفعل ما قال. ثم جلس جوارها. ويده تستعمل الق.ج.س كالمسبحة. قالت غرام بعد شرود وتفكير. وكيف عرفت بهذه القصة القديمة التى لعلها تعود للقرن السابع الميلادى او الثامن. الغريب انك لما قصصتها على ذكرتنى بها. قال احمد للكائن النورانى المبعوث من الاب الكونى واسرته. ااخبرها. قالت غرام. من الذى تتملم معه ؟ صمت احمد واستمع. ثم قال. يا غرام انا ايضا رايت ذلك فى حلم بالامس. لا اكلم احدا. انت تتوهمين.

ثم قال: اتذكرين حين كنت مسترجلة وتقصين شعرك كالصبيان فى عهد المماليك ايام على الزيبق. تماما كما كنت تقصينه فى طفولتك فى هذه الحياة الحالية. كنا عياقا انا وانت. نسرق الفواكه من الاسواق. على سبيل الفكاهة. ونستمتع بالركض من الباعة والتجار. نختطف جوال او جوالين من الطحين من دكان شهبندر التجار او جوال كمون من كبير العطارين الجشع اصحاب المصالح مع سنقر الكلبى. لنسلمهما لصاحبنا وزعيمنا على الزيبق ليوزعهما بمعرفته على الفقراء. كنت تعيشين فى دمشق. وانا بالقاهرة. ثم ارتحلت الى فى رحلة خطرة وصعبة لتلقينى بالقاهرة وننضم لعلى الزيبق.. كنا روميين قد التقينا فى الطفولة انا وانت حين اختطفنا تجار العرب والمماليك من صقلية او ايطاليا. وتعاهدنا على اللقاء وافترقنا بين سيدين ومشتريين هذا من دمشق وهذا من القاهرة.

اتذكرين ايضا. لقد رايتك نبيلة رومانية. وكنت شقيقك من الاب والام. ولكننى احببتك ورايتك حبيبة. كنا مكيين او يثربيين حتى فى حياة سابقة لا ادرى قبل القرن السابع ام بعده وكنت امى ومتزوجة بابى وانا ابنك.. واغرمت بك ايضا.. لكن علاقتنا وئدت فى مهدها بسبب انها حب محظور... لقد لاحقنا سوء الحظ فى بعض الحيوات اما لانه حب محارم. او لزواج احدنا او كلينا باخرين وبعد المسافة دوما بين سوريا ومصر. وكان احدنا يموت او يقتل اذا استسلم لعاطفته ورغبته .. لكن اتذكرين فى معظم حيواتنا كنت سورية وكنت مصريا.. فى عهد الاسكندر والبطالمة والسلوقيين. وعهود الاسر المصرية القديمة بالدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة وفى العصر البابلى والاشورى والسومرى. وفى العهد الطولونى والفاطمى والمملوكى والاموى والعباسى.. كنا نلتقى.. معظم حيواتنا كانت لقاء وزواج متين عن حب موله رغم معوقات الاهل وفارق السن وربما الديانة او اللغة والفارق الاجتماعى او المالى. احيانا اكون اعلى او اكبر منك وانت اقل واصغر. واحيانا العكس.. قليل من حيواتنا لحسن الحظ يا غروم كانت منحوسة بالمحارم او الزواج باخرين.

قالت غرام. لا ادرى يا احمد. كما ترى فانا شاردة وحائرة فيما تقول. كأنك تبالغ بخيالك الوقاد كعادتك. ولكننى مع ذلك اشعر ان كلامك مالوف.. اشعر بذلك فى عظمى ولحمى وروحى وقلبى وعقلى... لكنه هذا لا يعقل.. كل هذا لا يعقل.. ابعد احمد يده على الق.ب.س. القشطة اللى اصبحت بره السوتيان. فسارعت غرام بستر نفسها بسوتيانها وملابسها المنزلية من جديد على الفور. كأنما كانت تنتظر ملله او شبعه. كانت بالفعل حائرة بين عاطفتها وامومتها وانوثتها وبين وفائها وخوفها على اسرتها وخوفها من ان تخسرهم او تخسر احمد. كانت تحبه منذ راته بصورة الغريب. وكانت تحب غريب الماسنجر ايضا. وان لم تعلم انهما شخص واحد.. قالت له غرام. خذ صندوقى الخشبى الكبير من اسفل فراشى. اسحبه. واحذر فهو ثقيل. قال احمد. ماذا به يا غروم ؟ قالت. افتحه فقط وسترى. نزل احمد وسحب الصندوق الخشبى المنقوش بنقوش هندسية اسلامية ويميل لونه الى البنى الشفاف. وفتحه. فوجد بعض التماثيل الصغيرة وبعض ازاميل وادوات النحت وقطع مرمرية صغيرة مهشمة وغير منتظمة الشكل. قالت له غرام حين نظر اليها متسائلا. اخرج تمثال المراة العارية وتمثال الرجل النصفى. راس وصدر. بحث احمد واخرجهما. كانت التمثال النصفى المرمرى يصور راسه ووجهه باتقان.. وكتبت غرام تحته بالسريانية نقشا باسمها واسمه الغريب المصرى امبراطور الحلم الممتد دائما حول السنين والنجوم المتجنب حياة مليئة بالدموع الاكثر ايمانا بالحريات من مصر دولته. وكلمة حبيبى وزوجى الثانى. قالت له غرام. نحته من الذاكرة رغم انى رايتك او رايت الغريب المصرى مرة واحدة منذ عشرين سنة ونيف الان. كيف كنت هناك واصبحت هنا. مكانا وزمانا... كيف كيف.

قال احمد. هذا سر يا غروم.. سمها معجزة. سمها عجيبة. سمها اية. سمها اسطورة. ثم اضاف. اتعلمين ان الاب الكونى واسرته سيرفعون يوما فى كوكبة جديدة بكوننا او كون موازى او كون لاحق على كوننا بعد انكماشه الكبير وانفجاره مرة اخرى. سيرفعون اكثر عاشقين ابديين ينتصر حبهما رغم صعاب الحيوات المتتالية منذ البروتوزوا حتى تموت الشمس. انها مسابقة يعلمها الجميع. ولكنهم لا يصدقونها ويهتمون بالحروب والتكفير والتعصب والطمع ويسفكون الدماء ويحاربون الحرية والمحبة والسلام والاشتراكية خصوصا الشرق اوسطيون اتباع ايديولوجية الالفية والنصف الاخيرة. تصورى لو تكونت كوكبة لرجل وامراة بعدد نجوم كثيرة وتسمى كوكبة غرام احمد او الامبراطور المصرى وهرته السريانية العظمى. كان يدلك قدم غرام فى هذه الاثناء. ثم ارتمى جوارها يضع راسه على صدرها السمين الكبير الطرى المستور الان بالملابس. وشعر بيدها تعبث بشعره بامومة وحنان. قالت له بهدوء. انت مجنون يا احمد يا ابن تحتمس يا ابو خوفو الكمتى يا امبراطور الحلم.. لا ادرى كيف ولكنك تلفق قصصا منمقة لتبهرنى. وانا منبهرة دون قصص. واعزك مثل ابنى واخى. ولكن عليك ان تبحث عن بديل لى. وتدعنى. مصرية شابة تناسبك. سنجلة.. والان هيا انصرف لاكمل الطعام. لان زوجى واولادى على وشك الوصول.

نهض احمد وقال. امللت منى يا هرابة. قالت غرام. لست هرابة. ولكن كيف ستبقى. اتريد خراب بيتى وفضيحتى. قال. سانصرف الان. زفرت غرام وتنفست الصعداء وبدات تطمئن بعد قلق وخوف الفضيحة امام زوجها واولادها. ثم قال. اعطنى قبلة اولا. قالت غرام. حسنا خلصنى وانصرف. وفوجئت بقبلته الطويلة والعميقة والتى تحولت بنهايتها الى فرنسية وتبادل رضاب وتعارك ألسنة.

عاد نورس زوج غرام وبعده بقليل ابنها وابنتها. تناولوا الغداء معا واخذت غرام تثرثر معهم فى الدراسة والعمل. وفجاة دق الباب. قال نورس وهو ينهض. سافتح انا. وفتح. اهلااااااا صديقى. تفضل. جئت فى موعدك تماما نضبط الساعات عليك. رفعت غرام راسها وكادت تغص. انه احمد. لقد عاد. ماذا جاء به. ولماذا يناديه زوجها بصديقى.. كيف يعرفان بعضهما ومتى.


هرة يحبها احمد مؤبدا 4

صمتت غرام وتوقفت عن تناول الطعام. وزوجها نورس يجلس احمد على المائدة ويقول لها. يا غرام. اعطه طبقا من طعامك الشهى. لابد انه جائع. احمد موظف مصرى سيعمل فى شركتنا من اليوم. جاء من مصر هذا الصباح من فرع شركتنا فى بلاده. وحتى يتوفر له غرفة او منزل جوارنا فى حمص يا غرام. سيبيت ويبقى معنا هنا فى غرفة الضيوف الخاوية التى لا نحتاجها.

نظر احمد الى يد غروم اليسرى فوجدها مغطاة بقفاز ساتان طويل اسود.. قال فى نفسه. ايتها الماكرة. اخفيت دبلتى لملاصقة لدبلة نورس بهذه الطريقة. سالها نورس عن سبب ارتدائها القفاز. فقد كانت المرة الاولى التى يراها فيها ترتديه. قالت بسبب البرد. شعرت بالبرد بيدى اليسرى لان الشتاء هذا العام بارد جدا وقارس.. انهوا الطعام.. كان شيخ المحاشى وايضا كبة لبنية وايضا حلوى كنافة ونمورة. قال احمد لغروم. اهذا كله من طبخك. صمتت غرام فاجاب عنها نورس. بالطبع غرام ربة منزل مذهلة تتقن كافة حلوى واطباق مطبخنا السورى. لو بقيت معنا اياما اخرى لاذاقتك النعيم من يديها ومن طبخها. اترى لوحات الكنافاه وتعاليق المكرمية ومفارش الكروشيه المنتشرة بارجاء المنزل وهذا البلوفر الصوفى والكوفية التى ارتديها وهذه اللوحات الكلاسيكية المرسومة بالفرشاة وهذه التماثيل لى وللاولاد ولشخصيات تاريخية او وطنية. كل هذا من صنع يد غرام حبيبتى وزوجتى. وقال نورس لغروم. اوصلى ضيفنا المصرى الى غرفته.. قالت. حاضر. دخلت غروم واحمد الى غرفة الضيوف.. ضمها بقوة على الفور فابعدته. وقالت. احمد. قال. عيون احمد انت يا غروم. قالت غرام. لماذا عدت هنا. وماذا تريد حقا. هل ستبقى معنا هنا اياما واسابيع. لماذا لا تذهب لزوجى وتعتذر منه وتستاذن وترحل عن حياتى واسرتى. قال احمد. هو احبنى وضيفنى فكيف ارفض الدعوة. لقد رفضتها من وراء قلبى لكنه صمم ووافق تصميمه مراد قلبى. يا غروم لن اضايقك. فقط ساراقبك وانت تمارسين حياتك بالمنزل وابقى بقربك اشم عطرك واراك تطبخين وتشتغلين بالابرة وتنحتين وترسمين.

انصرفت غرام. وفى الصباح التالى انصرف نورس وتذرع احمد للبقاء ببعض التوعك الصحى. فقال له نورس. سيضيقون بك فى شركتى فى يومك الاول تتوعك. قال احمد. ما ذنبى. هكذا حصل. لعله بسبب حلاوة طعام امراتك يا صديقى. ضحك نورس وقال. لقد كنت تاكل بنهم وحب بالامس وكأنك تضاجع حبيبتك التى طال غيابك عنها. ثم اضاف. حسنا لتعتنى به يا غرام. لعله يذهب للعمل غدا. انصرف نورس والولد والبنت. وخرج احمد الى محيط المنزل وجلس على السهل الاخضر السورى تحت شجرة عملاقة قديمة لعلها نفس الشجرة التى التقى عندها بغرام وهى بنت عشرين. وبينما هو جالس يتامل. اذ جاءت غرام تحمل اليه الفطور وبعض حلواها الجديدة. كان فطورا سوريا اصيلا يتالف من الفول والفلافل والحمص والفتة، بالإضافة إلى المكدوس واللبنة والجبنة والبيض والزيتون والمربيات. جلست جواره وقالت. فطورك يا احمد. بالتاكيد انت تتضور جوعا. قال احمد. اسعدنى اهتمامك. قالت بسرعة. كيف لا اهتم وانت حب.. وانت زو.. وانت صديقى منذ زمن طويل واعزك جدا. قال. ساكل ولكن على شرط اطعمك بيدى وتطعمينى بيدك. ضحكت وخجلت وقالت. حسنا لا باس.

ومدت غرام يدها تطعمه ومد احمد يده يطعمها. وهما متلاصقان كتفا بكتف وخدا على خد. وكان ينتهز التفاتها حتى يقبل خدها من ان لاخر. ويمسك يدها يقبلها. ويتاملان السماء والشمس والمحيط السهلى والشجرى امامهما ويتنقش هواء سوريا الذى تتنشقه حبيبة قلبه غرام طوال عقود. يتنشقه للمرة الثانية مع ثانى زيارة زمكانية له لسوريا. ولف ذراعه يتحسس ظهرها او يطوق خصرها. همس. كم احبك يا امراة. كم احبك واشتهيك. واحب كل ما يتعلق بك وكل من تحبينهم. وضمها بقوة وضحك ومص عنقها. قالت. ستظهر هذه العلامة يا احمد. قال. لا لن تظهر. مص خفيف.

جلسا صامتين متلاصقين. لم يدعها احمد تبعد عن التصاقه بها ولم ترغب غرام اصلا فى الابتعاد. مجرد تلاصق بالجنب دون شقاوة. يستمعان لتغريد الطيور بانواعها. ونسيم الهواء. ونور الشمس. وخضرة وشجر السهل السورى المنبسط امامهما. اصرت غرام ان يشرب كوب الحليب كله. وقالت كى تقوى وتشتد وتحافظ على صحتك يا احمد اسمع كلام ماما غرام. كان سعيدا بامومتها وحنانها.

اخيرا نعس وراسه على كتف غرام. بعد قليل افاق ونهض الى الداخل. تناول الغداء والعشاء مع نورس وابن وابنة غرام. ثم دخل لينام. خلال الليل شعر بشفاه تقبل جبينه وخده وفمه برقة. وتصلح وضع البطانية فوق بدنه.. بامومة وحنان. وحب زوجى ايضا. كانه زوجها الثانى. وحتى وهو نائم كانت يده اللعوب تعرف طريقها خلال ذلك الى حبيبيه ق.ج.س. وفى الصباح ذهب احمد مع نورس الى العمل. وخرج نورس وتذرع احمد بشئ نسيه فعاد للمنزل واختلس قبلة عميقة ساخنة مم فم غروم الحلوة وعناقا ودمعت عيناه وهو يغدق على خديها بالقبلات وينزل ليقبل يديها وقدميها ويقول لها باركينى يا ربتى. وامى واختى وحبيبتى وزوجتى وكل من لى.

عاد احمد مساء. واخذ من اسفل فراشه تمثال غروم المرمرى النصفى الذى نحتته من اجله لراسه وصدره. ووضعه جوار تمثاليها اللذين يصورانها عارية حافية بوضعيتين لفينوس. تمثال غروم المستلقية على جنبها والثانى تمثال لغروم الواقفة. كلاهما عارية وحافية فيه. وبوجهها الحلو وشعرها وكافة تفاصيل وتضاريس بدنها وليس بدن فينوس. قبل التمثالين الغروميين بتقديس وتبجيل وخشوع وحب عبادة كما يفعل فى طقوسه كل مساء. تاملهما طويلا. ثم اخفاهما اسفل الفراش فى صندوق خشبى جلبته له غروممن اجل ذلك الغرض مع تمثاله النصفى. ومثل كل ليلة كانت غرام تاتى لتطمئن عليه فى بحر الليل ووسطه. تتمم على غطائه وتنفسه وتتفقد حرارته وتتحسس شعره وتهمس له بتطمينات ام لطفلها وزوجة لزوجها. فيبتسم حتى ولو لم يصحو. فتبتسم غرام وتداعب انفه وتقبل خده وجبينه وشفتيه قبلة امومية سريعة فيها كثير من الحب وقليل من الشهوة فحبه عميق فى قلبها والحب ابقى وادوم من الرغبة الموسمية المؤقتة العابرة. الحب هو البناء والرغبة هى زينة البناء فقط. لو لم بكن البناء موجودا ومتينا وراسخا ومغروسا بعمق وثبات فى اعماق الارض وله اساس صلب. لسقطت الزينة والحياة بينهما باسرع من البرق. وكان لحنان وامومة غرام وقرب احمد منها وهى شموس كونه وحياته كما انه ودون ان يعلم ورغم مكابرتها وتضحيتها فهو احد النجوم الاربع الكبرى والاساسية فى حياتها بعد زوجها وابنها وابنتها. ومشاعرها نحوه ايضا متنوعة كتنوع مشاعره فهى تراه حبيبها وزوجها واخوها وابنها. لكن حبها لاسرتها يتغلب ويجعلها تضحى وترغب بابعاده عنها ولا تمل يوميا من ان تقول له اذهب لمصر عد الى مصر فلابد من ان فتاة حلوة وطيبة واجمل منى واحسن منى من كل وجه تنتظرك فى مكان ما. فقط عليك الصبر والبحث والتفتيش عنها فلا يمكننى ان اصدق ان مثلك لا يجد حبيبات كثيرات وفتيات عديدات يرتمين تحت قدميه. انت لا تعلم قيمة نفسك. فيقول لها. ليس كمثلك امراة يا غروم فمن اين اتى بمثلك فى مصر او سواها. قيمتى انت وحدك تعرفينها. لانك تعرفيننى منذ كنا عناصر فى قلب نجم انفجر منذ مليارات السنين واطلق عناصره بالفضاء الكونى الرهيب المسافات الممتدة لملايين ومليارات السنوات الضوئية والفراسخ الفلكية. حتى كان قدرك يا ذرة غرام وبذرتها الحلوة ان تسقطى وتنبتى فى سوريا وقدرك يا ذرة احمد بن تحتمس ان تسقطى وتنبتى فى مصر ونكون جبلين او سهلين او شجرتين او بارامسيومين او اسد ولبؤة او غزال وغزالة او شمبانزيين ثم انسانين. ثم وضع راسه بعد زفرتها الاستسلامية المعتادة على حجرها. كابن مع امه. وسرعان ما امتدت يد غرام تلاطف شعره الغزير الناعم. وتناول يدها فقبلها بخشوع شديد يدهشها حين يبديه كل مرة. وطوق ظهرها بذراعيه لا يريدها ان تفلت منه او تهرب. يرعبه ان تهرب. ونظر لعيونها وقال ارجوك يا ربتى والهتى قبلينى. فنزلت غرام على وجهه الحلو الحليق الابيض مثلها. وقبلت شفتيه بهدوء ثم اغرقت وجهه بالقبلات.