هرة يحبها أحمد مؤبدا

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

هرة يحبها احمد مؤبدا 6

جلس احمد بعد يوم حب وعسل ساخن بينه وبين زوجته السورية غرام التى هى زوجة نورس ايضا فى ان واحد. وفتح مشغل اسطوانات الدى فى دى والتلفاز المسطح. ليشاهد مسرحياتهما معا مسجلة على الدى فى دى. خصوصا مسرحيته الكبرى عشاق حول العالمين القديم والجديد عبر العصور. حيث مثلت غرام واحمد مجموعة متنوعة من العشاق. من كل المهن والاديان والدول. من الهند القديمة والهند الحديثة. من بريطانيا. من استراليا. من فرنسا. من افغانستان الديمقراطية قبيل اسلمتها واخونتها ومسلفتها ودعشنتها. من باكستان. من العراق. من بارثيا. من الامبراطورية السلوقية. من المغول. من المانيا الهتلرية الرايخ الثالث. ومن الاتحاد السوفيتى. ومن يوغوسلافيا. اخذ احمد يستمع لكلمات غروم وادائها معه بتركيز وكذلك يستمع لكلماته وادائه معها. شعر انهما اشخاص مختلفة فى هذه المسرحية والمسرحيات الاخرى التى كتبها ومثلاها معا. وشعر بالحب الفياض بينهما. والاندماج الروحى. شكر الاب الكونى واسرته ان نورس لم يلاحظ ولم يغار من تمثيلهما معا بالمسرحيات بل دعمهما وشجعهما. كان متنورا ومحترما. وهذا عزز حب احمد له. واحترامه لوجود غرام فى حياة نورس. وجعل احمد يضحى ويقرر ترك نصف وقت غرام على الاقل او حتى ثلاثة ارباعه لنورس ولاولاد نورس منها. وخشى ان يحتل تحتمس ونفرتارى ولديه من غروم جانبا كبيرا من اهتمامها به ووقتها معه فلا يعود يجدها ولو يوم معه.

سعد احمد كثيرا بالمسرحيات وضمها الى قلبه. استيقظت غروم ملفوفة بملاءة تستر عريها التام وحفائها. صبحت عليه. وجلست جواره. صباحووو احمد. صباحووو غروم يا قطة حمص وسوريا وسائر المشرق. كم احبك يا امراة. تعال اضنمك بحضنى. ضحكت وقالت. حسنا. شاهدت معه المسرحيات وبدات تعلق بهدوئها وحكمتها المعتادة ورزانتها العالية جدا والغالية على قلبه جدا. امراة عاقلة حكيمة.

ثم قال لها. ما رايك لو شاهدنا بالايام القادمة بعض افلام مديحة يسرى ونورا وشادية وفاتن حمامة وصباح. نعود للزمن الجميل معا... لعلنا حتى يا غروم بسر الحب انتقل معك الى زمن الاربعينات باى مكان بالعالم. قالت غرام مبتسمة ابتسامتها الهادئة الطيبة. انا طوع بنانك يا حبيبى. ولكن انظر. واشارت لبطنها. قال احمد. اه صحيح. فلنؤجل احلامى هذه الى ما بعد ولادتك يا ربتى ونجمتى لتلدين كواكبى وكواكبك وارباب صغار مثل امهم الالهة عشتار الحمصية الحوتية الحلوة. وساحلبك يا بقرتى واشرب حليبك معهما. واضعه فى زجاجات بالثلاجة. واشربه باردا وساخنا. واجلب منفحة واصنع منه جبنا لاكله ايضا.

ضحكت غروم بشئ من الحزن وقالت. انت متفائل جدا بحياتى ونجاتى. انا لا اظن انى ناجية. قال احمد واغرورقت عيناه بالدموع على الفور وبدا ينهار. لا لا تقولى ذلك ابدا. وضمها وقبل وجنتيها وانفها وبدا يزوم ويتنهد من تاثير حضنه لحبيبة قلبه التى يعشقها فوق كل عاشق ويهيم بها فوق كل هيام. ثم قال لها وهو يمسك وجهها الوضئ البسام الصبوح الطيب. ستنجين وتضحكين على تشاؤمك هذا. وسنربى اولادنا معا ومع نورس زوجك واولادك منه. قالت غروم. ولكنى اشعر بالتعب منذ بدا الحمل وثقل على يا احمد. بعد مضى الشهور الثلاثة هذه لابد ان نعود الى حمص فورا والى منزلى. لكى لا يرتاب نورس بشئ. وايضا لارتاح وارى ما اصنع بمتاعبى هذه. نزل احمد على قدميها الحافيتين يقبلهما ويدلكهما بلطف ورقة وحنان وحب. وقال. سنعود. وساعتنى بك فوق عنايتهم بك حتى تلدين اولادى. وبعدها وللابد. وساجلس عند قدميك ادلكهما وليقولوا ما يقولون. فليعتبرونى ابنك او اخوك.

قالت غروم وقد دمعت عيناها تاثرا. لا ادرى لماذا تحبنى كل هذا الحب يا احمد. وكان الافضل لك الارتباط بامراة خالية القلب والحياة الا منك وحدك. لا امراة ذات زوج وعيال. ومن دولة اخرى وبالتالى معلقة ومشغولة بوطنها عن وطنك وبلادك. جلس احمد جوارها وقبل خديها. واخذ يدلك يديها. ثم جلس عند قدميها وبدا يدلكهما بلطف وحب ويقبلهما اصابع واظافر وكف قدم وكعب. وقال لها. لانك تستحقين كل هذا الحب واكثر بكثير. انت تستحقين ان يحبك كل البشر لحكمتك وهدوئك وابتسامتك وطيبتك يا غروم. واستمر يدلك ويقبل قدمى غرام لنصف ساعة. ثم جلس جوارها وضمها بالجنب وهو يقبل جبينها ويشم شعرها ويقبل خديها وشفتيها.

ثم بعد قليل قال لها احمد وهو ينهض. هيا غيرى ثيابك لننزل ونتنزه معا فليلا. لتغيرى مزاجك الحزين. هيا يا امراة. ضحكت غرام ثم بدات ترتدى ثيابها. السوتيان وقشدة نهديها داخله يا قشطة جوه السوتيان. ومهلبية فى الفستان. والمثلث الذى يخفى كرنك لذتها او غروم الصغيرة الوردة ذات البتلات المتهدلة. فستان رائع ابيض مكشكش بنصفه السفلى وملئ بالازهار. وفوقه ارتدت معطفا شتويا انيقا وكلاسيكيا. وتركت شعرها الطويل السورى المموج ينسدل على ظهرها طويلا جدا.. وارتدت كعبها العالى الكلاسيكى المقفل الذى يعشقه احمد. راها احمد فضمها وقال. كم انا محظوظ بهذا الجمال الفتان. دعينى اضمك قليلا قبل ان ننزل امام الناس وانحرم من حضنك يا قطة حمص وسوريا وسائر المشرق. يا هرة يحبها احمد مؤبدا. وهدوء الياسمين الاسطورى المبارك.

ضحكت غرام وقالت. حسنا يبدو اننا لن ننزل اليوم. ضحك احمد وعانقها. احتضنها بقوة وقبل اذنها وهمس. احبك يا ام اولادى وحبيبة قلبى للابد. تنهد وضمها طويلا لمدة لا يعلم مداها احد. ثم لما شبع اخذ يدها فى يده ونزلا. كان الوقت بداية الليل. قالت له غرام. اين سنذهب. قال. سنجلس فى ميدان القلعة او بين الرفاعى والسلطان حسن. سيعجبك المكان. وستشاهدى حولنا مسجد قانى باى الرماح ودار المحفوظات. القاهرة ترحب بك يا غروم. ولكنك ستلفتين النظر. قالت ضاحكة. لماذا يا ابو حميد. قال. بنور وجهك الوضئ. لو سرنا فى شوارع مظلمة الان ستضيئينها بوجهك الناصع الحلو يا حلو يا ابيض. ضحكت طويلا. سارا حتى بلغا الميدان وجلست غرام حيث اشار لها احمد عند النافورة. تاملت المكان بفضول وقالت له. القاهرة جميلة يا احمد. قال لها. وسوريا كلها جميلة. ويكفيها انها اهدتنى هذه الهرة هذا الملاك. المدعو غروم. يا هذه الياسمينة الافلاكية الملاك. ما اروعك يا رائعة. وما اروع بلادك التى اهدتنى كل هذا العسل والقشدة والملبن يا ملبن يا ذات الحكمة والبسمة والطيبة والوضاءة يا غروم.

اخذ احمد يكلمها عن تاريخ المنطقة وعن سيرة على الزيبق والسير الشعبية الهلالية والبيبرسية الخ. وقال لها. كم اتمنى يا غروم لو اضيف تمجيد ملوك مصر القديمة باسمائهم وكذلك عبد الناصر العظيم الى نشيد بلادى بلادى. قالت غرام. اقتراح جميل يا احمد ولكن اتظن انهم هنا حكومة وشعبا سينفذونه. قال. كلا لا اظن. وحدق بعيونه فى وجه غروم فابتسمت له بهدوئها وطيبتها. وقال هامسا. بحبك يا حوتية. قالت. وانا بحبك يا عذراوى يا شقى. اخرجت غروم كيس الطعام الذى اعدته لاحمد قبل خروجهما الان. وناولته رغيفا سوريا ممتلئ بالطعام. فقال لها. لا اكل حتى تاكلى معى. قالت ضاحكة. كنت اعلم انك ستقول ذلك لذلك اعددت عدة ارغفة لك لو احتجت. قال. كلى معى يا غروم. قالت. ولكنك قد تحتاج لهم وحدك لا اريد ان تجوع هنا واحرمك من طعامك. قال. لا. انى شبعان برؤية وجهك والجلوس لصقك. بدات غروم تتناول رغبفا وتاكل فبدا ياكل ونظرت اليه فى حب وخجل. قالت. احمد. قال. نعم يا روح قلب احمد منذ الازل وللابد. قالت. ارجوك اذا شعرت انى عبء عليك او احببت فتاة من سنك ولا تزال انسة. فاخبرنى وسنبقى اصدقاء وستبقى ابنا لى كما انت الان. ساتقبل الامر ولا تحمل هما. وهذا من حقك. قال احمد. لا تقولى هذا يا غروم. قالت. فقط اخبرك. وبصدق. ثم قالت لتغير الموضوع وتقطع عليه الجدل. الان اخبرنى كنت اريد سؤالك كثيرا لماذا تقبل قدمى كل هذه القبلات وتدلكهما بل وتمص اصابعهما حتى. وتتاملهما بخشوع. قال احمد. لاسباب عديدة منها انى احبك كلك يا غروم. واهيم بك هياما غير معقول. وبالتالى اعشق كل ارجاء بدنك وعقلك وقلبك وروحك. والقدمان جزء يتجنبه او يهمله العاشق فى معشوقته. وانا لا احب اهمال اى بقعة من بقاع بدن حبيبتى بياض حمص Homs White على وزن بياض الثلج او سنووايت هاهاهاهاهاها. واننى كما تعلمين يا غروم اولى اهتماما مفرطا ايضا بيديك ووجهك وشعرك وبالقشطة اللى جوه السوتيان ق.ج.س. قالت ضاحكة. نعم انت تحب وجهى و الق.ج.س جدا. قال. وايضا لان هاتين القدمين الجميلتين هما من يحملان هذا البدن القمرى الفتان الذى اعشقه. وتحملان عقلك المتنور يا غروم ووجهك الوضئ البسام الطيوب. وتحملانك الى عملك بتدريس الانجليزية لتحسين دخل زوجك واولادك ودخلك. وتحملانك الى الطبخ والاشغال النسوية مما يسعد قلب زوجيك نورس وانا واولادك. ضحكت وقالت. يا ماكر. ستجنننى بشقاوتك. ثم تذكرت شيئا فبدا القلق على وجهها وقالت. احمد. من اين تنفق علينا الان. انا اتناول منك المال وننفق ونسيت ان اسال.

قال احمد. لا تخافى يا غروم. انا انفق من عائداتنا من تمثيلنا بالمسرحيات. قالت غروم. ولكن كنت ادخرتهم لك ولاولادك افضل يا احمد. كانت غروم مدبرة جدا وتحب الادخار وجنى المال لاسرتها. حتى انها عملت مع زوجها نورس فى التدريس وفى محل احذية وفى الفلاحة وبيع المحاصيل. قال احمد. احببت ان انزهك واسعدك قليلا يا غروم وسط انشغالك الشديد بالعمل والاسرة. قالت غرام. لنتنزه نزهات بسيطة غير مكلفة. مثل هذه النزعة البسيطة. وادخر اموالك للمستقبل. ستصبح ابا بعد شهور قليلة يا روح قلبى. قال. حسنا يا ماما. ضحكت غرام. وقالت. انت تحب مناداتى ماما. وانا احب ذلك ايضا واؤمن به. كما تحبنى كام واخت وصديقة وحبيبة وزوجة انا ايضا احبك كابن واخ وصديق وحبيب وزوج يا احمد.

ثم اضافت. اريد ان اعمل هذه الشهور التى ستقضيها معا هنا ولو فى دروس خصوصية لاوفر لك ولاسرتنا الجديدة دخلا معقولا يا احمد. رفض احمد مرارا ولكن غرام صممت. فرضخ وقال. حسنا ساتيك بالمنهج. ولى بعض معارفى منذ كنت مدرس تاريخ قبل ان اعمل فى شركتكم بالقاهرة وحمص. وهم يريدون خدمتى باى شكل وافضالى عليهم. فيمكننى عبرهم الحاقك بسناتر الدروس الخصوصية فى مادتك اللغة الانجليزية. قالت غرام وقبلت خد احمد بسرعة. شكرا يا احمد. نظر حوله خشية ردة فعل شعبه المتزمت ولكن لحسن الحظ كان الميدان خاليا فى تلك اللحظة لان اليوم كان باردا والمارة قلة.

جلسا قليلا ثم نهضا وعادا للمنزل. نفذ احمد وعده وبدات غرام العمل لشهرين. عملت غرام مع طالبات وطلبة الاعدادية والثانوية. واثبتت جدارتها ونشاطها رغم متاعب الحمل. وذات صباح توعكت غرام فذهبت مع احمد لطبيب النساء بعد الحاح منه ورفض منها. اخيرا رضخت وذهبت. فحصها الطبيب. وقال. يا مدام غرام. انت تعانين من سماكة الرحم منذ سنوات كما ارى. قالت. نعم هذا صحيح. قال. وتتعاطين ادوية لها بروجسترون ؟ قالت.نعم. قال. ولكنك حبلى فى سن اربعينية متاخرة. وهذه سن خطرة. لماذا فعلت ذلك. ضحكت غرام ونظرت لاحمد وقالت. الحب. قال الطبيب. عموما مبروك لكما وساكتب لك بعض المقويات اضافة لادوية علاج سماكة الرحم. قالت غرام فى قلق. صارحنى يا دكتور. هل هناك ضرر او خطر على حياة الطفلين او حياتى ؟ قال الطبيب. لماذا تفكرين هكذا يا سيدتى. كلا بالطبع. باتباع التعليمات فلا خطر عليك ولا عليهما. وامامكم انتم الاربعة حياة مديدة تستمتعون بها مع بعضكم.

خرج احمد وغروم من العيادة التى كانت فى وسط البلد. وتمشيا قليلا واجلسها على اريكة من ارائك المشاة فى شارع الالفى. لترتاح قليلا. تنهدت غرام فى راحة. قال لها. ما رايك بوسط القاهرة يا غروم. القاهرة الخديوية وشوارعها ومبانيها. قالت غرام. جميلة يا احمد. القاهرة مدينة حبيبى وزوجى الثانى. الذى لم يدخل غرام الصغيرة وكرنك لذتها سوى مسلتين كان هو ثانيهما. كان الوقت نهارا. والمارة رائحون وغادون من العمل او اليه ومحلات الملابس والاحذية الخ نشطة. بعدما ارتاحت غروم قالت لاحمد. هلم بنا وارنى المنطقة. قال. ولكنك متعبة يا غروم يا بياض حمص. Homs White. قالت. كلا اصبحت بخير الان. ونهضا وسارا فى شوارع طلعت حرب وقصر النيل و 26 يوليو وشريف وعدلى والتحرير وذهبا لميدان العتبة الخضراء او الاوبرا القديمة او ابراهيم باشا ذى الحصان.

كانت غرام تتامل المارة بفضول واهتمام. وتتامل الشركات والمحلات والبنوك. ان المكان لا يزال جميلا مثل افلام الابيض والاسود المصرية التى عشقتها وشاهدتها بحب واعجاب منذ الطفولة حتى اليوم ... ولاحظ احمد انبهارها فربت على ظهرها مشجعا.

عادا الى المنزل. خجلت غرام حين قال لها احمد انه سيدهن لها الكريم المهبلى الذى وصفه الطبيب بنفسه. ورفضت. لكن احمد اصر. فوافقت على مضض. اراد ان يعانى بصحتها بقدر ما يستطيع. ساعدها بالغسول المهبلى والكريم ايضا وراقب تناولها الدواء الاقراص الفموية فى مواعيده. وكان يقبل باطن قدمى غرام كل صباح وكل مساء بحب وخشوع وتقديس. قال. غروم كم احبك. قالت. وانا ايضا يا احمد. كفاك تقبيلا وتاملا ولمسا لقدمى ووجهى ويدى ونهدى. قال. لا اشبع منك ابدا ومن صوتك ومن ثقافتك ومن حديثك عن حياتك وعن اى شئ. انت تستحقين ان يجلك كل الناس يا هرة يحبها احمد مؤبدا. وبدا ينظف لها اظافر قدميها ويقصها. ويطليها بالاوكلادور الاحمر الذى يحبه. كان يتعامل مع قدمى غروم ويديها ووجهها ونهديها كما لو كان جواهرجى مع مجوهراته. بحرص واجلال او مثل مؤمن مع كتاب دينه المقدس.

نهض ونام فى حضن حبيبته غرام ككل ليلة اخيرا وتغطيا بالبطانية. لم يرى نوما هنيئا مثل الذى ينعم به الان لصق صدر وخد امه الجديدة واخته الوحيدة وحبيبته وزوجته غروم. بياض حمص. التى لم تعرف رجلا سواه بعد زوجها نورس. هما الرجلان العظيمان فى حياتها. وكلاهما منحها نعمة الاولاد.

مرت الايام سريعة حتى حان موعد عودتهما الى زمنهما والى حمص ومنزل غروم واسرتها. لكن فى ذلك اليوم سمعا طرقا عنيفا على الياب. فتح احمد وفوجئ بكوكب تشتمه وتنعته بالخيانة وانها احبته. وسالته ماذا تفعل هذه المراة فى بيتك. قال. من اخبرك بعنوانى يا امراة. قالت. امك حكت لاخى كل شئ وهى لا تدرى اننى احبك وكنت مشروع زوجتك المستقبلية. هذه المراة تشبهنى وكانها انا بعد سنوات حين انضج. ما هذا. قالت غرام. من هذه يا احمد. حاولت كوكب التهجم على غرام. لكن احمد صفعها بقوة فبكت وقال. ابتعدى عن زوجتى انها حبلى باولادى. قالت كوكب. زوجتك كيف وهى متزوجة. امك اخبرت اخى بكل شيء. قال احمد. انصرفى من هنا لا اريد رؤيتك هنا مرة اخرى ايتها القذرة. بكت كوكب بشدة وقالت وهى تنزل عند قدمى احمد وتقبل ساقه وقدمه. ارجوك لا تطردنى يا احمد. انا احبك. ساموت لو تركتنى. وستندم. لكن احمد دفعها وضربها حتى سال دمها من شفتها. ودفعها للخارج واغلق الباب.

قالت غرام مذهولة. من هذه يا احمد. انها تشبهنى فى شبابى كثيرا. ولماذا عاملتها بهذه القسوة. احمد انا اخبرتك من قبل لا تربط نفسك بى اذا احببت احدا امراة ما. فلا تتردد باخبارى ولن احزن. ليس لاننى لا احبك. بل انا احبك كابنى واخى وصديقى قبل ان تكون حبيبى وزوجى. واعلم انى نصف او حتى ربع زوجة بالنسبة لك لاننى مرتبطة بزوجى نورس واولادى منه وحياتى معه. وانت من حقك الزواج بامراة مكرسة لك. سيبقى هذان تحتمس ونفرتارى اولادك واولادى واولاد نورس كما سنقنعه. ولن يتغير شئ. من الواضح انك احببتها لشبهها الشديد بى.

قص عليها احمد قصة كوكب. قالت له غرام وهى تقدم له طعام الغداء الشهى وتجلس وهو يحاول متابعة فيلم عفريتة اسماعيل يس ويدعوها لمتابعته معه. فتاة مسكينة. لقد لعبت بمشاعرها وكسرت قلبها يا احمد. قال. كلا لم افعل. لا ادرى يا غروم. كنت يائسا من ان تكونى لى وملكى ووجدتها صدفة عند صديقى. اخته. علمتها حتى اصبحت مثلك طباعا ولهجة كما انها مثلك جسدا ووجها. لكن لماذا اذهب للصورة الان ومعى الاصل.

فى تلك الليلة ادت غروم فى الفراش كل ادوار البورن والايروتيكا التى يشتهيها احمد من محارم ماذر و صن وانال وجنج بنج وانتراشيال وكل شيء. كانت تشبعه فى كل مجال. انوثة وامومة وجنس وحب وثقافة وجو سورى بكل شئ. وفى الصباح استيقظ لم يجدها. ووجد رسالة فى جانب الفراش الخاوى مكانها. تقول فيها انها سافرت جوا الى حمص. وقررت ان تلد وتربى الاولاد مع نورس وحدها. وعليه الا يلحق بها. وان يرتبط بكوكب والا يظلمها اكثر مما فعل بها بالامس. وانه لا يمكن ان تبنى سعادته معه على حساب معاناة كوكب.

قال احمد فى نفسه. لقد افسدت ماما الامر. شئ سئ. واخذ يحطم الاشياء فى الغرفة والمنزل كالمجنون وهو يبكى على غروم. لماذا لم تنتظر حتى يذهبان معا بطريقته. لماذا لم تمنحه فرصة للشرح وللبدء من جديد. لماذا ظهرت كوكب هذه الان. كنت اود ان اريك الاسكندرية والاقصر والاهرام يا غروم خلال هذا الاسبوع او الاسبوع القادم. لماذا افسدت سعادتنا بتعاطفك الابله مع هذه الفتاة القذرة. ولماذا سافرت وانت حبلى وضعيفة البدن والصحة. لماذا عرضت نفسك واولادنا للخطر.

هرة يحبها احمد مؤبدا 7

بات احمد ليلته باسوا حال. كان حائرا بين الذهاب لامه او الذهاب لصديقه محمد محمود. او السفر بالايحاء والتنويم فى لحظة الى منزل غروم واسرتها فى حمص. كيف ستلتقى غروم بنسختها هناك. لعلها ستبيت فى فندق حتى تنقضى الايام الباقية على الموعد. كان قلقا جدا عليها وعلى الصغار فى بطنها. هاتفها مغلق. كانت تخبئ جواز سفرها السورى ذى الصقر السورى للجمهورية العربية السورية. ولم يعلم بانه معها. كعادة النساء تحتاط للطوارئ.

وبينما ارهقه التفكير لم يدر بنفسه الا وقد راح فى نوم عميق. لم يعلم انه نام وظل عقله يظن انه يقظ. راى نفسه واقفا فى شرفة منزل غروم ليلا ويتامل سماء الليل الواسعة الحمصية السورية. فراى نجوما تتراص مثل الكوكبات ولكنها كثيرة وغير معقولة ولا موجودة فى اى خريطة للكوكبات التى عرفها وصنفها بطليموس ومن تلوه. وفجاة مرت بصفحة السماء امراة عملاقة كومض البرق. ليست ظاهرة فلكية علمية على الاطلاق. كانت تسير بتؤدة. وتتهادى. ابتسامتها. يا ابانا الكونى واسرتك. انها غرام. حبيبتى غرام. كانت تبدو مثل اميرة سريانية قادمة من عمق التاريخ. بارعة الحسن. اجمل من مادلين طبر بمراحل. شعرها الاسود الناعم الفاحم وعيونها وحاجباها البارعان. شعرها ينساب احيانا مسترسلا ثم يتحول بنفس اللحظة الى كعكة بيزنطية او رومانية او اغريقية. كانت ملابسها حريرية لامعة ملونة مثل الثياب السريانية. وفى قدميها الجميلتين صندل ذهبى لامع. وذراعاها عاريان. وكذلك معظم ساقيها. بياضها الخلاب وسمنتها المعتدلة باديان فى ذراعيها وساقيها وسمنة وكبر كفيها. وفى ذراعيها غوايش ذهبية. كانت تشع انوثة تماما كيوم عرسها وهى فى عمر 19. ثم وكأنها ارتدت رداء محبوكا يغلف الجسد فبدت كما هى الان. جميلة جملتها السنوات وهموم الاسرة والعمل. وظهر احمد جوارها راى نفسه فى السماء معها فسقط الرداء عنها وعادت بحالها الفتان الاول. كان مجرد رداء يخفى جمال روحها وجمالها. لكنه لم يخفى بسمتها ووجهها الطيب البدرى وعيونها الضاحكة الهادئة. قبلته فى خده وفى فمه وضمته طويلا ثم تركته فشع نورا مقتبسا من نورها. وبدت على وجهه الابتسامة بعد عبوس. وعاد ايضا وسقط رداء السنين عنه فبدا مراهقا تارة وطفلا جميلا تارة اخرى. حملته غرام على ذراعيها. وهدهدته كام مع طفلها ثم بدات تكلمه وتلاغيه وتحكى له قصة من قصص كتب الجنيات الملونة كتاب الجنيات الازرق والاصفر الخ من كتب اندرو لانج. سمعها احمد الرائى والمراقب للسماء فى حلمه. ثم انزلته على الارض وامسكت يده وسارا قليلا وهى لا تفلت يده من يدها. وتضاحكه وتسامره وتلتفت اليه من ان لاخر مثل معاملة الام الوحيدة مع ابنها الوحيد. وظلا يسيران فى عرض السماء جيئة وذهابا وبدت حولهما محلات وتحتهما رصيف كأنهما فى شارع. ثم كبر احمد فجاة وصارت تكلمه كاخت كبرى وتناديه خلال كلامها معه يا اخى الصغير. كانت الخلفية خلفهما فسيفساء سورية ورومانية وبيزنطية ومسيحية ارثوذكسية متنوعة.. وضع احمد خده على خدها فى السماء. وتنهد ويده تحتضن يدها.. ومن فوقهما تالقت كوكبتا ورمزا العذراء برجه والحوت برجها. راى الرائى ذلك. وراى نور غروم يمتد ليمنح احمد نورا مماثلا.. وراى حولهما تدور نجمة درزية واعلام كردية وصلبان سريانية وسيف العلويين وهلال سنى وقباب ذهبية اثناعشرية وحرف الايه اللادينى ورمز الانسان السعيد happy human رمز الانسانية العلمانية. كل الرموز تالقت واندمجت فيهما واختفت بداخلهما. وتالق النسر المصرى والصقر السورى فوق راسيهما. وتالقت شرائط عرضية حمراء وبيضاء وسوداء ونجمتان خضراوان فى دائرة كالهالة حولهما او كالفقاعة. سمع الرائى نشيدى بلادى بلادى بلادى و حماة الديار متداخلين وموسيقيين. فى اجواء السماء. وراى صندل غروم يختفى وتصبح حافية القدمين. وجلست متربعة فى السماء واستلقى احمد مستعرضا ووضع راسه فى حجرها. ضحكت غروم وانحنت لتقبل شفتيه طويلا وبهدوء ثم ارتفعت قليلا وبدات تكلمه وتلاطفه كانه طفلها وحبيبها وزوجها واخوها الصغير فى ان واحد. كانت عيونه معلقة بها ومنبهرة بها. كانبهار الفلكى بوجه القمر. والعابد الربوبى المتعدد بوجه الاب الكونى او زوجته او احد ابنائه وبناته.

وراى يدا عملاقة اطل بعدها وجه رجل اشيب الشعر حليق اللحية بسام الوجه تبدو عليه سمات الابوة الغامرة الكونية والحكمة اللانهائية المطلقة. يشبه اباه الراحل المثقف الطيب الثورى البرج بتاسع عشر من ايار. وتنشر رقا جلديا مكتوب عليه بالهيروغليفية والسريانية والعربية قسيمة زواج احمد وغرام.. والحروف على الرق تبرق كانها من نور وذهب. ثم مد يده الاخرى وكانت تحمل لوحا مرمريا منقوش عليه نفس القسيمة. كان الاب الكونى معبود البوليدايزم. يبارك اقترانهما ويؤكد انه قدر محتوم. حتى وسط هذه الظروف الصعبة. لكن كوكب ظهرت فى السماء ايضا واصبحت الرؤيا ضبابية لا يدرى الرائى احمد ما جرى تحديدا وما نتائج ظهور كوكب. وتبدد الاب الكونى وما معه فى يديه.. وبقيت كوكب واضحة وتبدد كل شئ. فعاد الخوف للرائى واستيقظ فزعا يائسا بعد الفرح والامل.

لم يكن الصباح حاملا له السعادة كما كان يحمله وهو يستيقظ فى حضن غروم وضماتها او قبلاتها او مجرد نومها بجواره. كان صباحا اسود وقاتما وحزينا وكئيبا عليه ككل صباح مر به منذ رحيل غروم. لا يزال عبقها الحوتى حالا فى المكان. لا يزال وجهها التفاحى الحوتى منطبعا فى ذاكرة منزل احمد. لو نطقت الجدران لقالت اين غروم اين غروم ربة هذا البيت وربة احمد وامه واخته وحبيبته وزوجته. اين بياض حمص. اين الطيبة البسامة الهادئة السريانية. تلك التى اسمها منطبع فى كل شبر من سوريا الكبرى. غرام الفاتنة بكل عمر لها. بطفولتها ومراهقتها. بشبابها ونضوجها. وان الحوتيات يزددن فتنة مع نضوجهن. ولكن غروم كانت فتنتها مضاعفة. وقلبها الطيب الذى يا لحظ من يدخله ويسكن فيه وينعم بحنانها فى كل لفظ تقوله له. وبرومانسيتها وبشهوتها ورغبتها ايضا. تلك الكاملة الاوصاف. تلك التى حين يقبلها احمد او يتاملها ويتامل وجهها وقدميها ويديها وسائر بدنها. ويلمسها ويكلمها. ويضمها ويمارس الحب معها. يشعر بانها تطوف به فى كل شبر من سوريا الكبرى. فى قبرص. وفى سيناء. فى سوريا. وفى لبنان. فى الاردن. وفى العراق. وفى الكويت وفى الاقاليم السورية الشمالية والاسكندرون. ويشعر بانها إلهة كل هذه البقاع. واسمها منقوش فى كل صخرة وفى قلب جذع كل شجرة فيها. وعلى قطرات مياه البحر المتوسط والخليج الفارسى وانهار دجلة والفرات وبردى والعاصى والاردن وعيون موسى. اسم غرام.. هرة يحبها احمد مؤبدا او هدوء الياسمين الاسطورى المبارك.. يعرفه تاريخ هذه البقاع كاملا. حين يلتحم بها احمد بضمة او قبلة او نظرة او لمسة او ممارسة حب يشعر انه يمتلك كل تلك البقاع فيها لانها ملكة سوريا الكبرى وقطة سوريا الكبرى.

دمعت عيون احمد حزنا على فراق غروم له. وتساءل فى تهدج وضعف. كيف طاوعها قلبها ان تفعل ذلك. كيف احيا من دونها. لقد اعتدت حلاوة وجودها فى المنزل. ووجودها فى الفراش. لقد اعتدت حلاوة قبلتها وضمتها وكرنك لذتها. كانت لحيته قد طالت. لم يعد يهتم بنظافة نفسه. ولم يعد ينام او ياكل الا قليلا. كان جسده يستسلم ويدنو من الموت. كان يطوف فى المنزل وفى الاماكن التى زاراها والافلام التى شاهداها معا. لعله يجدها قابعة فى احد تلك الاماكن او مختفية داخل شريط احد الافلام التى راوها معا. كان فراقها له يمزق قلبه ويدمع عينيه .. وهكذا المراة الحوتية فى حياة اى رجل خصوصا ان كان شريكها ورفيقها الطبيعى اى رجل برج العذراء. لها حلاوة لا يوجد فى سواها. طيبة وحنان وابتسام ورغبة ورومانسية وثقافة وتنوير وعلمانية. وفوق ذلك ان تكون سورية وسريانية. فماذا بعد ذلك من مزيد. ومن حلاوة... مليكة الحوتيات.. اللواتى يشععن طيبة وابتساما واغراء وانوثة طاغية من سهير رمزى الى جيسيكا بيل الى اورسولا اندريس وفردوس عبد الحميد وسميحة ايوب الى يسرا. وايميلى بلنت ودرو باريمور ومادلين طبر وليلى طاهر.