جمال الخجول ورحلته بين الشغف والعدم

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

في العلاقات مع النساء مشكلته أيضا أنه لا يعرف متى يرسم ذلك الخيط الرفيع بين الصداقة و الإعجاب، إن صارحهن مبكرا حتى بالتلميح، يخسرهن و يرفضنه، لهذا مع كل فشل يقرر أن لا يصارح، و يطيل فترة التقرب و يدخل من باب الصداقة، لكنه لا يصبر، بل أصبح مقتنعا أن الفتيات غالبا حين تقدم نفسك لهن كصديق، ستبقى مجرد صديق. و هذا الواقع فعلا.

على كل حال، قرر هذه المرة أن ينتظر بعد انتهاء وقت العمل ليذهب لمكتبها حيث يعرف أنها هذه الفترة تخرج متأخرة من العمل و بالتالي ستكون وحدها في مكتبها.

لا تعرفون كم الرهبة التي انتابته و هو ذاهب إليها، و لكنه قرر هزم كل ذلك.

"يكفي من الخوف، يكفي من الخجل، ما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟ ستقول لك لا؟ و مالمشكلة؟ أنت متعود على ذلك". كان يردد ذلك بصوت خافت و هو في طريقه لمكتبها.

جمال منذ أن دخل للعمل الجديد قبل سنة، أصبح مهووسا أكثر بمسألة خجله الإجتماعي و قلقه، شكّل العمل فرصة لمواجهة نفسه، حيث وجد نفسه في مواقف كثيرة تتطلب الكلام بثقة و ثبات، و لكنه عوضا عن ذلك تجده يتكلم بأدب و صوت خافت. و هو ما يقهره و يجعله يؤنب نفسه بعد ذلك.

العمل في شركة كبيرة يجعلك فعلا تخرج الملفات الخاصة بعيوبك و هواجسك من رفوف التجاهل و تضعها على طاولتك لدراستها و محاولة إيجاد حل لها.

وصل جمال لمكتب سناء، حين رأته، وقفت من مكتبها و همت بالخروج و كأنها ذاهبة لشأن ما، استوقفها و سلم عليها.

"سناء أريد أن أحادثك في موضوع ما"

"جمال، لدي عمل مهم الآن،هل هو موضوع عاجل؟" قالت ذلك و قد خرجت من المكتب و هو قد خرج وراءها.

شعر بالإهانة، بعيدا عن كل شيء، كيف لشخص يكلمه شخص ما و يخرج تاركه وراءه؟

واضح جدا أنها عرفت سبب قدومه و ارتبكت و تهربت منه.

طبعا بما أنهم في العمل فإن العمل يأتي أولا، فقال لها :

"لا ليس مستعجلا"

و خرج و عاد لمكتبه.

لكن ناره لم تهدأ، هدفه المنشود بإخراج كل ما عنده حتى يرتاح لم يتحقق.

قام على الفور بمراسلتها عبر تطبيقة التشات في العمل سائلا متى يمكن أن يكلمها.

قالت له أنها مستعجلة و ستذهب للمنزل. و خرجت.

"تبا، تبا، تبا"

ليس هناك من حل آخر بالنسبة لجمال، الليلة لن يهدأ له بال حتى يقول ما لديه.

لم يعد يتحمل الأفكار المشوشة في ذهنه التي تشغل عقله منذ أيام.

عاد للبيت و راسلها على الفايسبوك، و كرر طلب اللقاء، فأصرت أن يقول ما لديه الآن.

و كان ذلك، صارحها بكل شيء، طبعا ليس رغبته فيها جنسيا، لكن قال لها أنها لم تكن تعني له شيئا حين دخل للعمل قبل سنة، و مع مرور الوقت أعجب بها لأنه وجدها فتاة دافئة و طيبة. و زاد بكل غباء و أخبرها كيف أنه أصبح يتصرف بغرابة في وجودها، و قال لها أنه متأكد أنها تعرف أنه معجب بها. قال ذلك لأنه كان يائسا و مستسلما، و أصلا هي أظهرت بتصرفاتها ذلك اليوم أنها لا تريد علاقة معه.

قالت له بكل لباقة أنها تفضل أن يبقيا أصدقاء، و أنهما ناضجان و لن تتأثر علاقتهما المهنية بما حصل.

بدأ جمال يشعر بالراحة، فقد قال ما لديه، الآن عاد عقله متحكما، فأجابها إجابات متزنة رصينة في نفس السياق.

نام ليلتها قرير العين.

لكنه أمضى أسبوعين تقريبا بعدها مشوشا و غاضبا و محبطا، فها هو رفض آخر له.

في عز حربه من أجل تعزيز الثقة بالنفس، يتلقى ضربة موجعة.

شك في نفسه، في كل شيء، لكنه أرجع كل شيء في النهاية لعدم خبرته في التعامل مع النساء. كان يلوم نفسه لأنه عجز عن تقديم نفسه بصورته الحقيقية، الجميلة، المنطلقة، المميزة.

رغم الضربة الموجعة لازال جمال واثقا أنه شخص مميز جدا، و أن مشكلته مشكلة تواصل.

استمر في جلد ذاته، لأيام و أسابيع.

لم يكن الهدف سناء، الهدف كان كسر حاجز لطالما عجز عن تخطيه، و هو جعل فتاة هو معجب بها، تبادله نفس الشعور.

"تبا لك أيها الفاشل، ما تحاول فعله في التاسعة و العشرين، فعله غيرك في الخامسة عشر"

أمضى أياما يحلل شخصيته من ألفها إلى يائها. خلص إلى أنه فعلا رغم كل شيء و رغم كل السنين، عديم خبرة مع النساء. لا تجربة حقيقية و كاملة له معهن.

لم يخرج مع فتاة تبادله الشعور في موعد غرامي أبدا. كل قصصه و مغامراته هي محاولات وراء فتاة. كلها من طرف واحد. حتى من تعجب به، تبتعد لأنه مختلف.

جمال يعترف أن مهاراته الإجتماعية محدودة، لهذا لا يستوعب أحيانا كثيرة، تلميحات و جملا معينة، لو يعرض محادثاته على أناس آخرين، سيقولون له أن هؤلاء الفتيات لمحن لإعجابهن به و لم يفهم. بل و حتى ردوده عليهن معقدة و ليست بسيطة.

غيره من أول جملة يمسك الخيط و يجعل الفتاة في جيبه، بينما هو، مهمة مستحيلة، كل جملة تأتيه من فتاة، يحللها و يفكر فيها أكثر مما تستحق.

بعد فترة قصيرة خرج جمال من إحباطه، و لكن شعورا ظل يرافقه كل ما جمعه المكان بسناء، شعور العار، نعم، العار لأنه كشف لها جانبا مترددا ضعيفا و مهزوزا من شخصيته. ليس هكذا يملك جمال صورة عن نفسه، رغم كل شيء كل رجل فينا يحب أن يظهر في أحسن حالاته، و يؤمن فعلا أنه ذو شأن كبير.

مع مرور الوقت تضاءل شعور الإعجاب بسناء، و لكن بقي فقط شعور الشهوة.

الآن، جمال يشتهي سناء، و يشتهي منار.

الآن، سيتفرغ لاشتهاء منار، فهي معه في نفس الطابق، بينما سناء في الطابق الرابع، يرى منار ثلاث مرات في اليوم على الأقل، في حين يمكن أن يمر أسبوعان دون رؤية سناء.

منار، أصبحت رقم واحد في قائمة جمال الشهيرة.

كل يوم أصبح يراها أجمل و أكثر إثارة، بدأ يقترب منها و يزور مكتبها الذي يقاسمها فيه فتاة أخرى و شابان، الفتاة الأخرى، هديل، متزوجة هي الأخرى و أم لطفل صغير أنجبته بعد أن أنجبت منار ابنها بسنة. هديل هي الأخرى تهتم بجسدها، لكن ملامح وجهها ليست جميلة. بالنسبة لجمال، هديل خارج القائمة تماما. صحيح جسمها متناسق، لكن جمال من النوع الذي يؤمن أن الرغبة الجنسية يجب أن يرافقها نوع من الألفة، حتى للحد الأدنى.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الثانية

هذا الأمر كان متوفرا بقوة مع منار، أما مع هديل فهو منعدم.

هديل تتفوق على منار جسديا في شيء واحد فقط، صدرها، لديها نهدان جميلان، ليسا كبيرين لكنهما بارزان و نافران و شكلهما جميل، بينما منار صدرها متوسط إلى صغير، لكن الأمر ليس مهما، جمال يجد منار مثيرة جدا لأقصى الحدود في كل شيء، في جمالها و شكلها و تصرفاتها و كلامها و سحرها و جاذبيتها.

بدأ جمال يشعر أن رغبته في منار مختلفة عن كل الرغبات التي اعترته تجاه كل النساء اللاتي دخلن قائمته.

هناك فعلا مغناطيس عجيب يجذبه لها، هي فعلا أكثر أنثى وجدها مثيرة في كل شيء، لا يكن لها مشاعر حب، أبدا، لكن شهوته الجنسية تجاهها ذات طابع آخر و مستوى آخر لم يجربه في حياته أبدا، شيء لم يجد له تفسيرا واضحا.

ربما شعوره أنها معجبة به هو ما زاد في إحساس الألفة بينهما، ربما.

توطدت علاقة جمال و منار أكثر كزملاء، طبعا كان يزور جميع من في المكتب، و لم يظهر الأمر أنه زيارة لمنار، كان يأتي و يوجه حديثه للجميع و يمازحهم، لكن منار كانت أكثر من يتفاعل معه، لهذا أحيانا ينحصر الحديث بينهما تاركين البقية منشغلين بأعمالهم.

أصبحا يتبادلان الحلويات و الشوكولاطة. هي من بدأت بذلك حين دعته لأكل قطعة من البسكويت.

طبعا حين يأتي بالمأكولات للمكتب فهي للجميع، لكنه في قرارة نفسه لم يكن ليفعلها لو لم تكن منار موجودة. كان يعطي الحلويات لمنار، و هي من تتكفل بتوزيعها على زملائها.

في مرة من المرات تكلمت هديل و عاتبت جمال بمزاح -- في باطنه جد - على جلبه الأكل لمنار فقط.

في داخله، كان يقول "و من أنت أصلا، اذهبي للجحيم"، و لكنه وجدا ردا ديبلوماسيا متذرعا أن طاولة منار هي أول ما يعترضه حين يدخل المكتب.

و أصلا منار هي من تحضر له الحلويات و الشوكولاطة و تستدعيه ليأكل ما لذ و طاب، و ليست هديل.

هديل، مشكلتها الأخرى أنها تبدو متكبرة رغم أنها ليست جميلة. تمر من أمام المكاتب صامتة و لا تلقي التحية، عكس منار التي بمجرد مرورها تنتشر البهجة. تبهج العين بجمالها و تبهج الروح بتحاياها الدافئة.

لم يكن جمال وحده يشتهيها، هناك على الأقل زميل آخر،مروان، حين يدخل لمكتب جمال و زميله رئيس القسم، يعبر لهما صراحة عن شهوته تجاه منار، بعد أن تمر أمام مكتبهم.

هو الوحيد الذي يعبر، لكن جمال متأكد أن معظم، إن لم يكن كل رجال ذلك الطابق، و الطابق الذي تحته، يشتهونها.

و المؤكد أكثر، أنه لو تجمع كل شهوتهم لن تساوي جزءا ضئيلا من شهوة جمال و رغبته تجاهها، كما و كيفا.

حين يتخيل نفسه يمارس معها الجنس، يتخيل الأمر بكل شغف، يقبلها بعمق، تبادله القبلات بكل حب، يداعب بشرتها الناعمة، يد تمسك خدها و الأخرى تلعب في شعرها أثناء قبلاتهما. ينظر في عينيها دون توقف، تخترق نظرات كل منهما عيون الآخر.

تخرج آهاتها مع أنفاسها اللاهبة، تحيطه بذراعيها و هي تجلس في حضنه، يلصقها له بقوة و كأنهما جسد واحد.

يقبل كل سنتيمتر من جسدها الطري الناعم،يحملها و يقلّبها في كل الإتجاهات، هي قصيرة وصغيرة الحجم نسبيا و هو يرى القصيرات أكثر النساء أنوثة، يعود ليلتهم شفتيها و يرتشف من رحيق لعابها. لسانها يعانق لسانه و كأنه حبل نجاته.

يتخيلها امرأة ساخنة في السرير، تعرف ما تريد و تبادر دون خجل، توزع القبلات بسخاء على شفاه جمال و خده و رقبته و صدره و بطنه و ذكره.

حين يدخل قضيبه فيها، فإنه يراوح بين العنف و الرقة، السرعة و الهدوء، يقلبها في شتى الوضعيات، لكن المشترك بين كل الوضعيات أن جسمه ملتصق بها.

حين يضاجعها و هو خلفها، يمد يديه لتمسك صدرها وبزازها و تلامس رقبتها و بطنها، يقرب شفتيه من وجهها و يلثم خدها و عنقها و شفتيها، ينزل يده الأخرى لتعزف على بظرها. تأتيها نشوة مضاعفة، نشوة القضيب في كسها، و نشوة الأنامل في بظرها.

يمتعها في أكثر من مكان في جسمها في نفس الوقت، يداه و فمه و خده يتنقلون في كل الأماكن في جسدها الناعم. ظهرها ملامس لصدره يحتك به. يؤمن جمال أن المرأة يمكنها أن تنتشي من أي مكان في جسدها. لهذا يجب على الرجل أن ينوع من أماكن استثارتها في نفس الوقت.

ترتعش منار بين يديه من فرط اللذة التي تعتريها، لقد أوصلها جمال إلى السماء بما يفعله بها.

يفرغ جمال منيه في مهبلها، و ينزل العاشقان على السرير في عناق عنيف و وثيق، كلاهما يعتصر الآخر بقوة، وسط قبلات محمومة و ساخنة و وابل من كلمات الغزل المتبادل.

يظلان لدقائق في السرير و هي مستلقية عليه، تلاعب بأناملها شعرات من صدره، و تنظر بعينيها الجميلتين لعينيه، يتحادثان، يتغازلان، تبتسم و تقبل صدره بكل شغف و يدها تلاعب قضيبه الذي كان بداخلها.

يستحمان سويا، يعيدان الكرة مرة و اثنتين.

يودعان بعضهما بقبلات شغوفة كادت أن تورم شفتيهما، على أمل لقاء قريب.

غالبا ما يصل جمال ذروة شهوته و يقذف منيه و هو لم يكمل حتى ربع هذا السيناريو في مخيلته، من شدة التفاصيل التي تثيره فيه.

مرت الأشهر، جمال وصل لسن الثلاثين، و لم يتحرك قيد أنملة تجاه النساء، لم يمارس الجنس بعد، إيقاع حياته اليومية و سكنه في حي عائلي يمنعانه من جلب النساء، هذا لو نجح في ربط علاقة مع إحداهن.

و كل يوم يمر، تزيد رغبته في منار، رسميا أصبح مستعدا لكي يطارحها الغرام لو خير بينها و كل نساء العالم. كل النساء في كفة مع بعضهن.

لم يسبق له أن شعر بهذا القدر من الشهوة تجاه أي أنثى، رغم أنه شهواني جدا.

أصبح يهيج لمجرد سماع صوتها من مكتبها الذي يبعد عن مكتبه خمسة أمتار تقريبا، و حين يسمع وقع خطواتها التي حفظها عن ظهر قلب و هي آتية لتمر من أمام مكتبه في طريقها للحمام.

كلما تمر يشعر بالجنون يعتريه، يعض شفتيه، يتمتم بصوت خافت "ما أحلاكِ، ما أحلاكِ، ما أحلاكِ، ما أشهى جسدك يا حلوتي، تبا، تبا، تبا"

في الأثناء، كانت تأتيه فترات قصيرة جدا يتخيل فيها سناء في سيناريوهاته الجنسية المعهودة، سناء طويلة القامة مقارنة بالفتيات، ربما طولها مثل طول جمال أو أكثر بسنتيمترات قليلة.

طول قامتها جعل مؤخرتها أكثر عرضا و امتلاء، ليس امتلاء سمنة، بل امتلاء ملائما لحجم جسدها.

كانت تعجبه مؤخرتها من حيث الحجم، مع جسمها الطويل تبدو متناسقة جدا.

كان يتخيل نفسه أكثر شيء ينيكها في كسها من الخلف بشتى الوضعيات، وقوفا، ركوعا أو رقودا. طبعا فمؤخرة مثل تلك، كبيرة و طرية، ارتطام وسطه بها يجعلها ترتج و يتراقص لحمها جيئة و ذهابا.

طبعا لن تستغربوا إن علمتم أن جمال يتخيل أيضا أناسا آخرين يضاجعون سناء.

يفعل ذلك حين يجد أن استمناءه عليها قد أصابه بعض الملل و الرتابة حين يتخيل نفسه هو من ينيكها، فيخترع شخصيات وهمية تضاجعها، أو يتخيل زميلا آخر معهما يفعل ذلك او يتخيلها في جانج بانج من خمسة رجال من مختلف الاديان والدول والاعمار مثقفين وسيمين متنورين جامعيين او مع ثلاثة رجال او مع رجلين او مع سبعة رجال او مع عشرة رجال او اثنى عشرة رجلا او عشرين او ثلاثين او خمسين او مئة رجلا عاشقا رومانسيا لها متعبدا كالهة وليس مجرد نياكا او مشتهيا جنسيا لها.

كان ذلك كفيلا بجعله يقذف في دقائق معدودة.

هناك شيء خاص يثير الرجل أكثر حين يتخيل رجالا آخرين ينيكون المرأة التي يريدها.

تقريبا كل نساء قائمة جمال قد تخيلهن و هن يمارسن الجنس بنهم و شهوة مع غيره.

الآن سناء تأتي في مركز متقدم في قائمة جمال الجنسية، في أيام تكون في الثلاثة الأوائل، و أحيانا تصل للمركز الثاني، طبعا بفارق بعيد و شاسع عن منار، منار في مكانة لوحدها تتربع عليها و تهرب بسنين ضوئية في أعلى القائمة.

رغبة جمال في منار، جعلته يستغل الأمر في تحسين تعامله مع النساء، أصبح يحاول إثارة إعجابها دائما، لاحظ أنها بعد توطد علاقتهما، لم تعد تنظر إليه بنفس التركيز حين تمر أمام مكتبه، طبعا تنظر إليه، لكنها بعد أن تنظر قليلا، تشيح بنظرها إلى مكان آخر.

يبدو أنها بدأت تراه كصديق، أو كشخص مضمون بجانبها، فيما كان سابقا وجها جديدا مجهولا، و المجهول له سحره الخاص، إن اقتربت منه كثيرا، نقصت لذته.

كان هذا بعد مرور سنتين على أول لقاء بينهما. وجد جمال أن الوقت مناسب لكي يرسل لمنار طلب صداقة على الفايسبوك، كان سابقا قد قرر أن لا يفعل و ينتظرها هي، لكن كالعادة، قضيبه غلبه.

أرسل لها طلب الصداقة، كان واثقا أنها ستقبل، مر يوم، يومان، قرر جمال أنه إن لم تقبل في اليوم الثالث فإنه سيسحب الطلب، و ستتغير معاملته معها.

و فعلا حدث ذلك. يومها سحب الطلب، و قرر أن لا ينظر لها حين تمر أمام مكتبه، كانت تمر تقريبا في اليوم 3 مرات على الأقل، تجاهلها فيها جميعا، لم ينظر سوى لشاشة الحاسوب أمامه.

في المرات التي مرت فيها، بدأت تحاول لفت انتباهه، في كل مرة تمر تلقي عليه التحية بصوت خافت هامس، لكن مسموع.

كان ذلك دأب جمال طيلة الأسبوع، تجاهل، فقط يرد على أول تحية "صباح الخير"، حتى لا يظهر أنه غاضب منها بشكل صبياني.

طبعا توقف جمال عن زيارة مكتب منار، و توقفت الهدايا المتبادلة.

كانت كالعادة كلما مرت، تحييه، و تحاول لفت انتباهه بطريقة أو بأخرى، مرة بإصدار صوت بأصابع يدها، مرة بخربشة خفيفة على باب مكتبه، كل ذلك طبعا و هي تمشي، دون أن تتوقف، فالمكتب فيه زميل آخر مع جمال.

كان جمال غاضبا جدا منها، كيف تتجاهل طلب صداقته؟

"هل لأنها متزوجة و لا يجب أن تضيف الذكور؟ لا، فقائمة أصدقائها تحتوي على زملاء ذكور من شركتنا. لماذا إذن؟ هل لا أرتقي لمرتبة صديق؟ هل علاقتها بي أقل من علاقتها بزملائنا الذين في قائمة أصدقائها؟ أبدا، علاقتنا أكثر قربا من معظمهم.

لماذا؟ لماذا؟"

خلص جمال لتفسير وحيد، و هو أنها خائفة.

تخاف أن تكون الصداقة على الفايسبوك بوابة لنقل العلاقة خارج إطار العمل.

لأنها لا تلتقي بجمال إلا في العمل، لا وجود لأي إطار آخر يلتقيان به.

تخشى إن قبلت صداقته، أن تصبح بينهما محادثات، و المحادثات تؤدي لمغازلات، و المغازلات تجلب علاقة. و هو أمر لا تريده أي امرأة متزوجة و أم مستقرة في حياتها.

"لكن، تصرفاتها معي، حتى بعد رفضها لطلب الصداقة، تدل على أنها تحمل لي مكانة خاصة، بماذا يمكن تفسير قلقها من تجاهلي لها طوال هذا الأسبوع؟"

هكذا ربما هن النساء، لا يعرفن ما يريدن، أو يريدن امتلاك كل شيء،ربما نظرات جمال لها تشعرها بأنوثتها و أنها مرغوبة جدا، و هذا يكفيها. ربما فعلا تشتهي جمال و لكنها لا تجرؤ على أن تقدم على خطوة ليست بالهينة.

واصل جمال تجاهله لها، لكن الرغبة في داخله لا تزال قوية جدا جدا، ما العمل؟

بعد أسبوعين توقفت عن محاولات لفت انتباهه. و هذا ما قهر جمال و جعله يشعر أنه فشل فعلا. حيث أن في أول أسبوعين بعد الحادثة، كان يشعر بإرضاء كبريائه كلما مرت و حاولت لفت انتباهه و هو يتجاهلها، الآن توقفت عن ذلك.

ماذا يفعل يا ترى؟

قضيبه كالعادة يفكر مكانه، طبعا، و هل يخفى القمر؟

هذه المرة لم يتحرك بغباء كعادته، بل صادف أن كان هناك اجتماع لعدة موظفين بالإدارة، من بينهم جمال و منار، أثناء الإجتماع كان جمال مركزا على نفسه و كيف أن عليه أن يواصل حربه على الخجل الإجتماعي، فقرر أن يكون أكثر من يصدر التعاليق في الإجتماع، و كان يستغل الفرصة ليطلق تعاليقا طريفة و مضحكة، رغم حضور مديره. و حدث ذلك فعلا، و شعر جمال في تلك اللحظة بمخزون لا بأس به من الثقة، في أكثر من مناسبة تتفاعل منار مع تعاليقه و يوجهان الكلام لبعضهما، طبعا في العمل لا يجب خلط الشخصي بالمهني، لهذا لم يكن جمال يتجاهلها، و أصلا مرت فترة جعلته يبرد و ينقص غضبه منها.

بعد خروجهم من الإجتماع، عادت علاقتهما كما كانت.

بل قرر جمال أن يصبح أكثر جرأة، حيث رأى أنه عليه أن يلامس منار كلما أتيحت له الفرصة، لمسات تبدو في ظاهرها عفوية و طبيعية، من قبيل وضع أطراف اليد على زندها أثناء الكلام، أو مثلا حين تقدم له قطعة من المرطبات ليقضم منها، فيرفض مدعيا أنه يشعر بالشبع، و يمسك يمعصمها ليمنعها بلطف من ذلك، أو حين يرى جرحا طفيفا في يدها فيمسكها و يمرر اصبعه برفق فوق ذلك الجرح و هو يسألها عن سببه و مدى ألمه، و غير ذلك من الفرص التي قد تُفهم و لا تُفهم على أنها رغبة جنسية.

جمال أصبح يريدها أن تعرف أنه راغب فيها، لا يجتهد لإخفاء ذلك، لكن بحذر طبعا، فمن ناحية لا يريد أن يرمي أوراقه بسرعة و بوضوح حتى لا ترفضه، و من ناحية أخرى هم ليسوا وحدهم في العمل، دائما ما يكون هناك أحد الزملاء متواجدا معهم، كما أنه يعرف أن من لوائح العمل التي يتم التشدد فيها هي التحرش الجنسي، فإن أساء جمال مثلا تقدير إحدى لمساته أو كلمات غزله لها، قد تسبب له فضيحة و طردا من الشغل.

بخلاف اللمسات أصبح جمال يرمي عبارات غزل مبطنة.

قد علم منذ مدة أنها أم لطفلين و ليس طفلا واحدا فقط. لهذا و في يوم من الأيام و هو واقف يحادثها في مكتبها، شاهد على هاتفها صورة ولد عمره ست سنوات، قال لها :

"منار، هل هذا أخوك الصغير؟"

ضحكت و لم تخفي اتساع عينيها من الفرحة، قائلة :

"ذلك ابني و ليس أخي"

"مستحيل، كم عمره؟"

"ست سنوات"

"إذن فأنت قد تزوجت في سن الخامسة عشر، هذا ممنوع قانونا، سأشتكي بوالدك للمحكمة، لأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكون سنك أكبر من ثلاثة و عشرين"

واصلت ضحكها مزهوة، طبعا لا توجد امرأة لا تعشق أن تعطى عمرا أقل من عمرها.

هنا قال لها جمال :

"اسمعي، أنا أعرف أنك لست متزوجة، كل هذا مجرد تمثيلية حتى تبعدي الرجال عنك"

"صحيح"

"لن تنطلي علي حيلتك أيتها الماكرة"

واصلت ضحكها ثم قالت :

"على فكرة عندي أخ صغير آخر، أصغر من هذا"

تواصلت علاقتهما على هذا المنوال، حلويات متبادلة، مزاح، حديث عام، عرف جمال أنها تكبره بعامين.

في أحد الأيام و هو جالس في مكتبه، تأتيه رسالة على تطبيقة التشات الخاصة بالعمل من منار تدعوه فيها لمكتبها.

ذهب إليها، قالت له و عيناها تبتسمان و ترمقانه :

"قيل لي أن اليوم هو عيد ميلادك"

"نعم هذا صحيح"

"كل عام و أنت بخير" ثم غنت له :Happy Birthday to You(عيد ميلاد سعيد)

شعر جمال أن له مكانة خاصة عندها، لا تفعل هذا إطلاقا مع أي زميل آخر من الذكور، ربما فعلتها مع زميليها في المكتب، فهم طوال اليوم مع بعضهم و علاقتهم أكثر قربا من زملاء آخرين، و هي أصلا لا تحتاج لمناداتهما لتهنئتهما بعيد ميلاديهما.

"من أين عرفت أنه عيد ميلادي، من أخبرك؟ أهو حليم؟"

حليم زميلها في المكتب و هو صديق لجمال على الفايسبوك يمكنه رؤية تاريخ الميلاد.

"لا، بل هديل من أخبرتني"

هديل أيضا صديقة لجمال على الفايسبوك، تصوروا، هديل التي لا تصل علاقتها بجمال لعشر علاقة منار به، هديل صديقة لجمال بينما منار لا. يا للعجب.

نظر جمال لهديل، و قد كانت تنظر إليه وقت حديثه مع منار، العجيب أن هديل لم تهنئه لا وقتها و لا على الفايسبوك.

عاد جمال لمكتبه يفكر في الأمر.

"ما الذي يجعل هديل تخبر منار بأن اليوم هو عيد ميلادي الواحد و الثلاثون إذا لم تكن تعرف أن هناك شيئا ما بيني و بينها؟، هذا يعني أن هديل تعرف أن منار و جمال ليسا صديقين على الفايسبوك و لهذا أخبرتها؟"

خلص جمال إلى أن هديل تعرف أن هناك شيئا، و أن ذلك بتواطؤ من منار، فواضح جدا من تصرف منار أنها على الأقل أخبرت هديل شيئا ما، يبدو أنهما يتحدثان عن جمال حين تختليان، ربما منار أخبرت هديل بكل شيء، هل أخبرتها أن الإعجاب متبادل؟ أم أنها أخبرتها أن زميلهم جمال معجب بها و يشتهيها؟ هل تتلاعب منار بجمال؟ هل يا ترى حاصرت هديل منار بشكها فاضطرت منار لتقديم القصة على أنها من طرف واحد؟ هل هديل لا ترى مشكلة في ذلك و منار أخبرتها بأن الأمر متبادل؟ ألا يمكن أن تكون كلاهما تشتهيان جمال؟.

كلها أسئلة دارت في ذهنه، و لكنه رغم ذلك قال في قرارة نفسه أنه لا يهتم حتى إن عرفت هديل.

ثم فالنساء أصلا مثل الرجال حين يتحدثون عن الجنس و العلاقات، تجد من العادي مثلا أن صديقين من الرجال يتحدثان عن الجنس و عن إثارة نساء آخرين غير زوجاتهما.

بالنسبة لجمال يتحدث مع أصدقائه المتزوجين عن النساء و الجنس و اللذة و تجدهم يتفاعلون معه و يصفون رغباتهم في مؤخرة هذه و ثديي تلك، بالتالي من الوارد جدا أن تتحدث منار و هديل عنه في خلوتهما، و قد يصل الأمر للتعبير صراحة حتى و لو بالمزاح عما تشتهيان فعله معه.

بعد ذلك، فوجئ جمال أن هديل أصبحت تلقي التحية حين تمر أمام مكتبه، بل و أصبحت تبتسم له.

طبعا كما قلنا سابقا أن هديل ليست جميلة، لكن جسمها متناسق.

مؤخرتها عادية، مقبولة، ليست بإغراء و تكوير مؤخرة منار، صدرها رهيب، وجهها متوسط، لكن في المجمل، هي قابلة للنيك.

بدأ جمال يتقبل فكرة أن تدخل هديل قائمته، أصبح يشتهيها أيضا، لكن، يتخيل نفسه ينيكها بطريقة شهوانية خالية من التواصل و المشاعر.

تخيل نفسه يمسكها من شعرها و هو يرهزها في كسها من الخلف بقوة و سرعة، و هي تعوي و تصيح. و نهداها يتراقصان و يهتزان أمامها، فيمد يده ليمسك بهما و يعصرهما.

ثم يعود ليمسكها من وسطها، و بين الحين و الآخر يصفعها على مؤخرتها لتطلق آهة أخرى من أعماق قلبها.

يقلبها و يرميها على السرير على ظهرها، يعيد إدخال ذكره فيها و يبدأ في نيكها بسرعة، ثم يدفن وجهه بين نهديها يمرغه هناك، يمسك أحدهما بيد يعصره، و يمص حلمة الآخر.

يرفع جسده عنها قليلا و يفتح ساقيها أكثر و يدفعهما ليستقرا فوق كتفيها، و يقوي من إيقاع ضربات قضيبه لها. يزمجر كالأسد حين تقترب نشوته من أقصاها، في حين ترفع هي صوتها بالآهات غير آبهة حتى لو أسمعت كل المدينة صراخها، لتأتيها نشوتها و ترتعش تحته.

ما يهيجه في فكرة نيكه لهديل أيضا، أنها تبدو مغرورة، ليس لشكلها أو شيء من ذلك، لكنه غرور مألوف لدى مهندسي المعلوميات. ليس كل المهندسين هكذا، لكن هي قد تكون من تلك النوعية، كذلك هي من عائلة ميسورة الحال جدا، ربما ذلك سبب آخر. عموما، فكرة نيك فتاة مغرورة، فكرة مثيرة و مهيجة جدا لجمال، فهو كسر لـ "شوكتها".

مرات يتخيل نفسه أيضا ينيك هديل و منار معا.

هما معا طوال النهار، يبدو أنهما يتشاركان حتى لحظات المتعة.

تخيلهما و هما تلعبان بقضيبه و تتبادلانه مصه وسط ضحكات و مزاح، و هو ينظر لهما مزهوا باللحظة التي يعيشها. تتبادلان القبلات الساخنة، يهتاج هو أكثر من ذلك المنظر.

123456...8