منصور فتى الملجأ

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

الطفله : لا عمتو ال هناك دى قالتلي أصحيك

منصور نظر للخلف لم يجد أحد

أبتسم بحزن فقد علم من هى

__________

ف الملجأ دخل منصور يتسحب كالعاده

حتى لا يشعر مديرة الدار بقدومه

فيتفاجئ

بالمديره تتحدث على الهاتف بصوت منخفض

انتابه الفضول فوقف خلف الباب يسمع ما يقول

المديره : المصنع بتاعنا التاني محتاج شباب

مجهول : دفعة الشباب ال عندنا لسه صغيرين مش هيستحملوا شغل المصنع والبهدله

المديره بغضب : مش مهم المهم تجبهملي

مجهول : حاضر بكرا هيكونوا عندك بس خدي لعلمك مش هنقدر نخطف ولاد تاني دلوقتي خالص علشان محدش يشك ف الملجأ بتاعنا

المديره : خلاص وقفوا الخطف شويه ال كام ولد ال عندي دول هيأكلونا دهب

مجهول : خدي بالك رصيدي ف البنك معليش بقاله فتره

المديره : بكره هحولك نصيبك بس انت اتجدعن معايا واوعى حد يعرف بسرنا

مجهول : عيب عليكي ياناديه هانم الا قوليلي صحيح لسه الولد ال اسمه منصور مبيشتغلش ف المصنع زيه زي صحابه

المديره : لا الولد ده بالذات خليه بعيد ده دماغه شغاله وممكن يضيع كل مجهودنا ال عملناه

مجهول : مالو قلقانه منه نخلص عليه زي ماعملنا مع غيره كدا كدا الولاد ملهمش اهل يسألوا عليهم والموضوع مبيتكشفش

المديره : لا لا خليه لان دلوقتي الدار اتعرفت انها مش مترخصه وحد تاني أشتراها بس الولد طلع جدع ووقفتلها وبعدين مفيش منه قلق الصوره ال ادتهاله وأقنعته انهم اهله شاغله وقته وطول اليوم بتلف تدور عليهم

ثم قالت بضحك : ههههههههه مستني يلاقي ناس مش اهله وميتين من سنين

مجهول بضحك أيضاً: طول عمر دماغك شغاله يابرنسيسه

كان منصور يقف خلف باب الغرفه ويسمع تمتمت كلامها بصعوبه ولم يستطع سماع مايقول ذلك المجهول الذي تتحدث معه المديره

آثناء دخوله لغرفته مسرعا أصطدم بفاظه في طرقة المبنى

المديره سمعت صوت الوقعه اغلقت الهاتف بسرعه وجرت للخارج لترى من مستيقظ من الفتيان

دخل منصور بسرعه لسريره ووضع ملائته على وجهه

دخلت المديره بعده تمر على كل سرير وترى من به

منصور كان قلبه ينبض بشده لأنه لو ازاح الغطاء عن وجهه ستعرف ان منصور آتى متأخرا فشعره الطويل الاسكندنافى ما ذال مربوطا وماذال يرتدي الحذاء ف رجله وحقيبته معه ع السرير وايضا ينام بملابس الخروج

وصلت المديرة لسرير منصور وهمت برفع الغطاء

لكنها فوجئت بنادر يدخل من باب الغرفه

المديره بخوف ادارت ظهرها لتجد نادر قائله : نادر انت كنت بتعمل اي بره

نادر وهو يتثاؤب : كنت ف الحمام في حاجه

المديره بإرتباك وقلق : لا مفيش اطلع على سريرك

ثم خرجت من الغرفه

منصور ألتقط أنفاسه اخيرا وظل يفكر في كلام المديره ويربط الكلام ببعضه حتى يكون جمل مفيده يطلع منها بنتيجه

ظل منصور يفكر طول اليلل ويحدث نفسه بخوف وتوتر

معقوله تكون دي عصابه

طب المديره كانت بتكلم مين

والصوره ال معايا دي معقوله تكون مش صورتي انا وأهلي

انا الصبح هروح اواجهها بالكلام ال سمعته داه هو دا الحل الوحيد

‏اكيد ال سمعته غلط مش معقوله نكون مخطوفين لا لا يامنصور انت مسمعتش كويس اكيد في سوء تفاهم لا دا مش اكيد دا لازم

كانت نبضات قلبه عاليه جدا ونفسه يأخذه بصعوبه

‏ظل يهدأ نفسه ويقول : نام يامنصور نام مفيش حاجه تستدعي القلق كل ال سمعته مش حقيقي دا وهم

الفصل التاسع 9

"نهار يوم جديد"

لم يسطع منصور النوم طوال اليلل من التفكير

فجأه يأتي سمير بلهفه إليه ويشد الغطاء وهو يصرخ

منصور برعب : وربنا مانا انا معملتش حاجه

سمير احتضنه وظلت يقبله بفرح ويمسك بيده مجله

منصور بتعجب : هو في اي

سمير بفرح : بقى تخبي عني دانا اخوك وهفرحلك

منصور : اخبي عنك اي

سمير بمكر : اه اعمل مش فاهم قولي بقى سبت الحفله وروحت فين يابيه امبارح وكمان راجع متأخر

منصور تذكر الشركه : اه دا بس كان عندي مشوار وحصل شوية حاجات كدا هبقى احكيلك عليها

سمير بغمزه : شوية حاجات عليا انا بردو

منصور اعتدل من نومه بذهول : مش فاهم حاجه ماتقول في اي ع طول اي جو الألغاز داه

سمير فتح المجله بفرح ليريه صوره التي تملأ المجله والمكتوب عليها

: وجه جديد لشركة Sk لتصميم الأزياء

فتى وسيم ذو ملامح هادئه وجذابه يظهر لأول مره كموديل لعرض الأزياء الرجالية الذي تم بالأمس والفتى رغم شدة بساطته الا انه اعجب الكثير ....... الى اخره

منصور يقرأ الكلام المكتوب بصدمه

سمير بتعجب : اي مالك شكلك مش مبسوط يعني

منصور بذهول : انا بصراحه مش عارف افرح ولا ازعل بس انا مكنتش حابب كدا

سمير : تفرح طبعا انت خلاص ع طريق النجوميه يابني

منصور بلامبالاه : نجومية اي دا كان مجرد اتفاق بيني وبينه والموضوع داه مش هيتكرر تاني

سمير بتعجب : اتفاق اي انا لازم افهم كل حاجه

منصور تذكر ماحدث بالأمس وكلام المديره اذاح الغطاء وقام من ع السرير ربط شعره قائلا

: في حاجه لازم استفسر عنها ضروري دلوقتي اهم من كل داه

سمير بتعجب : حاجة اي

منصور : هتعرف دلوقتي انتو جهزتوا خلاص علشان تمشوا ع المصنع

سمير : اه فاضل 10 دقايق والباص يجي

منصور : هو صحيح ياسمير انت بتاخد كام من شغلك ف المصنع

سمير بضحكة استهزاء : بناخد كام اي دي بتدينا 200 جنيه كل شهر وبترميهم ف وشنا ولا اكننا بنشحت منها

منصور بذهول : عجيبه يعني مع ان المصنع دخله اكبر من كدا بكتير وانتوا ال شايلينه يعني مفروض مرتب كل واحده ميقلش عن 3الاف جنيه

سمير: 3000 اي انت بتحلم هي بتعتبر شغلنا عندها كرد جميل يعني لأنها مقعدانا ف بيت وكمان بتأكلنا وتشربنا ولبسنا وكل حاجه مسؤل منها

منصور وهي تفكر : ازاي كل حاجه مسؤله منها والدار دي اساسا بنتها بإستعطاف رجال الأعمال وكمان بيجلنا تبرعات ضخمه جدا من ناس كتير

سمير بتعجب: انت عايز توصل لاي يامنصور ما ادينا عايشين وساكتين مش احسن من قعدتنا ف الشارع ماتدخلش نفسك ف حوارات مش قدها

منصور : انا شاكك إن .....

فجأه تدخل المديره قائله : شاكك ف اي يامنصور

سمير بضحكة إرتباك : شاكك ان في حد سرق قميصها اللبنى وانا بقالي ساعه بقنعه انه اكيد ف الدولاب بس يتدور كويس

المديره بتعجب نظرت لسمير : اه القميص اللبنى قولتلي طب اتفضل يلا على الباص علشان مش معقول هيقف يستنى حضرتك

سمير قام بهلع : اي داه هو وصل انا اسف انا اسف

ثم مضى مسرعا

المديره جلست ع السرير بهدوء

منصور شعر بالخوف فلم يتبقى احد ف الدار غيرهم

نظرت لمنصور قائلة : الا قولي شغلك عامل اي

منصور بإرتباك : كويس هه كويس اوي

المديره : صورك مغرقه المجلات ممكن تفسير لداه

منصور بخوف : دا كان سوء تفاهم بس وأضطريت اوافق ع العرض بس اطمني الموضوع داه مش هيتكرر تاني

المديره بمكر : يعني افهم من الصور دي ان الدار بقت ف امان وان سيدة الاعمال سامية هانم رضيت علينا

منصور : انا....

فجأه قاطعه صوت رساله على هاتفه فتحها ليرى رساله من سامية مكتوب فيها

منصور ممكن تجيلي ع الشركه فوراً الموضوع متعلق بالصوره بتاعت اهلك

المديره بتعجب : اي في حاجه

منصور حذف الرساله بسرعه قائلا بإرتباك : لا مفيش دا بنت كانت طالبه مني سيشن ومفروض متأخرش عليها

ثم قال بعجله : انا اسف نكمل كلامنا بعدين مضطر ألبس بسرعه وأمشي

المديره : بما ان القاعده بتقول اهم حاجه الشغل فأنا هسيبك ونكمل كلامنا بعدين

خرجت المديره وهم منصور بإرتداء ملابسه بسرعه

وخرج مسرعا الى الشركه

____________

ف مصنع حياكة الملابس

الشباب فوجئوا بفتيان صغار ينتظروهم ف المصنع

دخل عليهم رئيسهم ف العمل قائلا

: كل شاب ياخد ولد صغير يعلمه ازاي يقعد ع المكنه

نور بصدمه : بس يافندم دول ولاد صغيرين مكن اي ال هيقعدوا عليه

سمير بتعجب أيضاً احتضن احد الفتيان الواقف بجانبه قائلا : هما الولاد دول جايين منين

الرئيس بغضب : محدش يدخل ف تفاصيل اشتغلوا وانتوا ساكتين الولاد دي زيكوا جبناهم من الشارع علشان نعلمهم ونربيهم ولما كبروا شويه قررنا نخليه يعتمدوا على نفسهم ويتعلموا حاجه تفيدهم بدل مايترموا ف الشارع

فريد : بس يافندم ...

قاطعه قائلا : مبسش كل واحد ينفذ ال اطلب منه اتفضلوا يلا

امسك كل فتى بيد طفل واخذه معه ليعلمه كيفية العمل والجميع كان في حالة بؤس وإستياء

اثناء العمل

سمع سمير صوت طفل يبكي جرى بسرعه ناحية الطفل ليجده ساقطا على الأرض ويمسك خده وكأن احد ضربه بالقلم

احتضنه سمير بحب ونظر للفتى الذي يعلمه وجده نادر

سمير بغضب : انت اي مش عندك دم

نادر وهو يأكل لبان بطريقه مستفزه: بطل الأفوره دي وسيب الواد واتفضل ع مكانك

الفتى يمسك بيد سمير بقوه

سمير بغضب : وانت مين ادالك الحق تضربه

نادر : لانه غبي مبيفهمش بقالي ساعه بشرحله يحط الخيط ازاي ف المكن وده مبيفهمش

سمير بغضب : ده طفل صغير اتعامل معاه بلطف شويه بطل الجحود داه

نادر بغضب : هو دا ال عندي

سمير نظر للفتى الذي يمسك يده بقوه والدموع تتساقط من عينه التي يملؤها الخوف

قال بثبات : خلاص انا هاخده

نادر بضحك : وال عندك هتعمل فيه اي

سمير اوقف الفتى من ع الأرض وهو يحتضنه قائلا : هعلم الأتنين

نادر صوت ضحكاته تعالت : ههههههههه ومالوا ياقلبي يلا ف داهيه

___________

ف الشركه

منصور اخبر السكرتيره ان سامية هانم طلبت رؤيته

دخلت السكرتيره لتخبرها ان منصور بالخارج

اخبرتها ان تدخله ع الفور

دخل منصور بقلق قائلا

: حضرتك طلبتى تشوفيني بخصوص الصوره اكيد مضعتش منك مش كدا

سامية : طب اقعد الأول خد نفسك

منصور جلس بتوتر

سامية وهى تمسك الصوره : انا وضحت الصوره فعلا ولما وضحت ظهر تاريخ إلتقاطها على جمب تحت

منصور امسك بالصوره بتعجب : بردو مش فاهم قصد حضرتك

سامية : انت عندك كام سنه

منصور :21

سامية : وف الصوره دي تقريبا عندك سنه

منصور ينظر للصوره بتمعن

سامية : التاريخ عندك بيقول إن تاريخ الألتقاط كان 1985 يعني قبل ماتتولد بكتير

ياما انت كبير ومش عارف تاريخ ميلادك

منصور وهو ينظر للصوره بدأ يربط كلام المديره أمس على الهاتف مع المجهول بكلام سامية عن الصوره

سامية : انا عارفة انك مصدوم بس انا اسفة كان لازم اعرفك الحقيقيه ال ف الصوره دي مش انت ولا دول اهلك حتى بص لشكل الولد الصغير مش شبهك خالص

منصور بدأت الدموع تنهمر من عينه رغماً عنه

سامية انت كويس

منصور بحزن وبكاء : كل الفتره دي كنت بدور على وهم وكان عندي أمل كبير اني الاقيهم دانا لفيت مصر كلها ورجلي دي ورمت من كتر المشي وانا بدور عليهم وف الآخر يطلع وهم

سامية : انا اسفة بجد بس دي الحقيقه

دخلت حنان عليهم المكتب فجاه وهى تقول بفرح

: نجمنا هنا ومتقوليش بردو

ثم مدت يدها لتسلم على منصور

لكن منصور كان يمسك بالصوره وينظر لها وهو يبكي

حنان بتعجب نظرت لسامية : هو في اي مش مفروض يكون فرحان دي صوره مغرقه المجلات

سامية وهى تلمح لها : شش مش وقته دلوقتي

حنان لم تفهم تلميحاتها ردت قائلة : في اي ياجماعه ماتفهموني

لم يتمالك منصور نفسه فقام بسرعه وخرج من المكتب راكضا وهو يبكي

حنان بذهول : استاذ منصور استاذ منصور انا اسفة لو دايقتك

سامية ردت قائلة : سبيه دلوقتي الصدمه ال هو فيها كبيره واكيد محتاج يكون لوحده

حنان بتعجب : صدمة اي ماتفهميني اي الحوار

سامية : الصوره ال معاه كان مفكر انهم اهله وبقاله سنين بيدور عليهم وف الاخر طلعت الصوره مش لأهله

حنان : اها هو دا الموضوع بصراحه الولد ده تعب اوي ف حياته بس شكل ربنا هيعوضه خير اوي

سامية : مين عالم

حنان بفخر : بس اي رأيك ف ااصور ال ع المجلات مش قولتلك الولد ده هيبقى موديل وبإمتياز

سامية : اه صحيح فكرتيني ممكن اعرف يا استاذة حنان ياحضرة المدير التفيذي للفرع هارون دخل الشركه هنا امبارح ازاي

حنان بإرتباك : ع فكره هارون مش هيسكت الواد ده مش سهل

سامية بكبرياء : ماانتى عارفة انا مبرحمش خليه يجرب ويقف ف طريقي مره واحده بس وانا هنسفه من قدامي

____________

هرب منصور لمكان هادئ وجلس على شط البحر والصوره في يده ينظر لها وهو يبكي

تذكر حين كان طفلا ف العام العاشر من عمره

حين نادت عليه المديره قائله

"منصور تعالي انت دايما بتسال عن اهلك فانا كنت شايلالك حاجه لما تكبر ادهالك

خد الصوره دي بتاعتك انت واهلك كانت ف ايدك وقت ما لقيتك قدام الملجأ انا شايفه ان جه الاوان تاخدها وتبدأ تدور عليهم"

تذكر حينما اخذها وكاد قلبه من شدة الفرح يطير

كان يتحرك بلهفه بين اصدقائه ويخبرهم بفخر وحل ان هذه والدته وهذا هو والده الذي يحمله ف الصوره ويحتضنه بشده

تذكر ركضه ف الشوارع يسأل الماره عنهم وكله أمل انه سيجدهم

كان يحدث نفسه قائلا

"اتمنى لو انني لم اعرف الحقيقه حتى لو كان مجرد وهم ع الأقل كان لدي سبب للبقاء على قيد الحياه

في كل مره كنت اشعر بالضعف انظر لتلك الصوره واشد ع نفسي لأقوى من أجل العثور عليهم

عندما يضع كل منا رأسه على وسادته يتخيل حلم ييريد تحقيقه يظل يتخيله كل يوم بنفس الصوره ونفس الكلام ولا يمل

لحظة لقائي بأهلي ذلك كان حلمي

حينما اضع رأسي اليوم على وسادتي بماذا عليا أن احلم لم يعد لدي شئ يشعرني حتى أن عليا البقاء

اشعر اني ممزق وتائه كل ما تمنيته من الحياه ان اعرف من انا والى من انتمي فالمرء دون مكان ينتمي اليه يشعر بالفراغ الداخلي الذي حتما يجعله يتلاشى ببطئ ليصبح سراب

ليفوق من سرحانه على صوت شاب يرفع صوته على امه قائلا

: قولتلك كام مره انا مش بردان وبردو نزلتي ورايا من البيت علشان تديني الجاكيت الناس تقول عليا اي دلوقتي عيل وامه بتجري وراه

الأم : يابني انا مقصدش بس انا عارفه انك هترجع متأخر والجو بيبرد باليلل وخايفه عليك تتعب اقولك خده ومتبلسوش بس خليه معاك علشان قلبي يبقى مطمن

الشاب اخذ منها الجاكيت بضيق

: يوووه انا عارف اني مش هخلص يارتني اسافر وابعد عنكوا الواحد نفسه يحس بالحريه بقى

هاتي الزفت داه واتفضلي ارجعي ع البيت انا ماشي

رجعت الأم ومنصور يراقب ملامح وجهها التي رغم تعنيف ابنها لها الا انه عندما أخذ الجاكيت فرحت جدا وكأنها اطمئنت عليه

وضع كلتا يديه على جسده وكأنه يحضن نفسه من نسمات البرد القارس قائلا

: لو يعلم كم من اليتامى يحترق قلوبهم لرؤية امهاتهم ولو لمره واحده بالعمر لظل يقبل رجليها ليل نهار

ظل جالسا لفتره طويله حتى جن الظلام واختلط

لا تشعر بشئ سوا اليأس والأحباط

واذا بالشاب الذي شاهده يرفع صوته على والدته يمر عليها يبدو انه في طريق عودته للمنزل

لفت نظره انه كان يرتدي الجاكيت ويغلقه بإحكام ويضع يده داخل جيوبه من شدة البرد

ابتسم وهو يحدث نفسه ويتظر للسماء قائلا في صمت

: لطالما كرروا على مسمعي ان الأم تشعر وتحس بأبنائها فهل تشعرين بي الأن ياامي

الفصل العاشر 10

الوقت تأخر والجو كان مظلم وبدأت الأمطار بالتساقط

صاحب الكشك الذي امام البحر كان يراقبه منذ مجيئه

لاحظ انه جالس منذ ذمن ولم يتحرك

ذهب له قائلا وهو يحتمي في شمسيته من المطر

: يابني بقالك فتره قاعد هنا محتاج حاجه

منصور بشرود : ها لا شكرا

الرجل : طب قوم روح يلا البحر موجه هيعلى وفي اخبار عن عواصف وأمطار شديده

منصور وهو يمسح دموعه رد بإبتسامة حزن : معتقدش ان في عواصف اشد من ال جوايا دلوقتي

ثم قام من مكانه بيأس وأحباط والصوره ماذالت بيده والمطر يغرقها

الرجل ظل يراقبه وهو يمشي بإستياء وحزن وهو يقلب كفيه ع الآخر قائلا

: لا حول ولا قوة الا بالله ربنا يسترها معاك يابني

_________

كان يعبر الطريق بدون النظر الى الأمام

اصحاب السيارات كانو في حالة غضب

منهم من يضرب فرامل بسرعه قبل ان يصدمه ومنهم من يزمر حتى يمر بسرعه

لكنه كان في عالم آخر

ينظر لأسفل ويمشى ببطئ وكأنه يجر خيباته بثقل

‏فجأه تأتي سياره من بعيد لم ترى منصور من شدة المطر فكادت تصتدم به

‏لكن احدهم آتى بسرعه وجذبه بعيدا

‏قائلا : لو مش فارق معاك نفسك في ناس فارق معاهم وجودك

حاول رفع وجهه لأعلى ليرى من هو

"ف المستشفى"

منصور يفتح عينه فيرى سامية أمامه قائلا بتعجب: سامية هانم !

سامية : انا اسفة مكنتش اعرف ان حقيقة الصوره هتأثر عليك بالشكل داه

منصور اعتدل من نومته وهو يضع يده على رأسه من شدة الدوار : هو انا جيت هنا ازاي انا اخر حاجه فكرها اني كنت ماشي ع الطريق عادي

سامية : جيت هنا ازاي انا معرفش انا لقيت شخص بيتصل بيا وقالي انك موجود هنا فجتلك

منصور تذكر السياره التي كادت تصدمه وان احدهم أنقذه لكنه لم يرى وجهه

سامية بتعجب: سرحت ف اي

منصور بشرود : متأكدة انك متعرفيش مين جابني هنا

سامية : معرفش صدقني وبعدين تلاقي شخص عابر شافك واقع ف الشارع فجابك المستشفى المهم انت بقيت كويس دلوقتي

منصور : الحمدلله احسن اسف جدا تعبتك معايا

سامية : مفيش تعب ولا حاجه

منصور قام بتوتر : انا لازم اروح اتأخرت اوي

سامية : طيب حاول تهتم بنفسك اكتر من كدا واضح انك مقصر ف أكلك جامد

منصور وهو يرتدي حقيبته بقلق : هحاول ولتاني مره اسف تعبتك معايا

سامية بإبتسامه : تاني اسف ماشي براحتك يلا علشان اوصلك

منصور : لا لا انا هروح لوحدي متشكر جدا

سامية : انت لسه خارج من المستشفى تروح لوحدك ازاي وبعدين الجو بره مطره والدنيا غرقانه

منصور بعجله : متعود ع كدا انا لازم امشي اتأخرت اوي

فجأه وهو يحاول المشي شعر بالدوار فوضع يده على رآسه

سامية بغضب أمسكت ذراعيه : بقولك مينفعش تروح لوحدك انت مش شايف حالتك عامله ازاي

وافق منصور على الذهاب معها

ف السياره

سامية : اربط حزام الامان لأن المطر شديد وممكن يحصل اي حاجه

منصور بإحراج حاول ربطه لكنه لم يستطع فهو لم يركب سياره فارهه من قبل

سامية نظرت له فأوقفت السياره جانبا وربطته بنفسها

منصور بتوتر : شكرا

سامية أكملت طريقها قائلة

: عرفت مين ال ف الصوره دول

منصور بحزن : لا

بس انا ناوي اما اروح اسأل المسؤله عن الدار هي لي عملت فيا كدا وخلتني طول السنين دي كلها ادور ع وهم

سامية : يمكن متقصدش

منصور : لا اكيد في سر لأنها كمان لازم تفسرلي المكالمه ال سمعتها امبارح باليلل

سامية بتعجب : مكالمة اي

منصور : سمعت تخاطيف كلام عن الملجأ بس لحد دلوقتي بحاول اربط الأمور ببعضها

سامية بتعجب : تقصد اي يعني مش فاهمة

منصور : أقصد ان المديره دي مش لوحدها دي عصابه

سامية بضحك : هههههههه خيالك طلع واسع اوي عصابة اي بس

منصور بغيظ : كنت متوقع ردة الفعل دي

سامية : مقصدش بس الملجأ دا حاجه ظاهره للناس كلها شغل العصابات دا بيبقى من تحت لتحت ثم فين إثباتك ع كدا

منصور : للأسف كل ال معايا دلوقتي شوية شكوك ومعيش اي دليل لاي حاجه

سامية : خلاص لو انت شاكك بجد اجمع الأدله وبعدين واجهها محدش بيواجه حد بشوية شكوك

منصور بحزن : مبقاش عندي طاقه لاي حاجه حاسس بإحباط شديد ومعنديش اي شغف تجاه اي حاجه

سامية : انا اسفة على حصل من هارون امبارح ووعد مش هيتكرر تاني

منصور : هو حضرتك بقيتى حنينة فجأه كدا ازاي اه لتكونى فاكرة ان موضوع العرض دا هيتكرر تاني لا حضرتك بتحلمى يافندم دا كان إتفاق وخلص

سامية : يعني افهم انك مش عايز تشتغل معانا دي صورك عامله ضجه كبيره ومتقلقش كله بالحساب بعد كدا

منصور بغضب : هو حضرتك فاكرة اني طمعان ف فلوسك او بنزل اشتغل علشان الفلوس انا كنت بشتغل علشان الاقي اهلي انما انا اخر همي الفلوس يافندم ثم نزليني هنا يلا

سامية بضحك : طب خلاص اهدي ع العموم انا هفضل عند كلامي وباب شركتي مفتوح لو حبيت تشتغل ف اي وقت هساعدك

منصور : مش هحتاج اطمنى ممكن تنزليني هنا بقى

سامية : فاضل خطوتين ونوصل ليه تنزل هنا

منصور : علشان محدش ياخد باله انك وصلتيني لحد البيت هيحصلي مشاكل كتير بسبب الموضوع داه

سامية أوقفت السياره جانبا : وانا مش عايزة اسببلك مشاكل اتفضل

منصور بتعجب نظر : معرفش ليه انا مش مرتاح لمعاملتك متأكدة انك سامية هانم ال كانت عايزة تهد البيت

سامية بضحك : كنت خارجة من صدمه مأثره عليا بس انا مش وحش زي مانت فاكر

ثم ادارت السياره قائلة : خد بالك من نفسك سلام

دخل منصور دار الرعايه من الباب الخلفي يتسحب كالعاده رآى باب غرفة المديره مفتوح

نظر من بعيد لم يجد احد بالغرفه انتابه الفضول للدخول لتلك الغرفه التي لم يدخلها مطلقاً

تسحب ببطئ ودخل وقف دقيقه يفكر

اذا كانت المديره ليست بالخارج وأيضاً ليست هنا اين يمكن ان تكون

لم يجد شىيئا بالغرفه فخرج ودخل لغرفته

تسحب ببطئ حتى وصل لسريره

فجأه صوت احدهم يقول

كنت فين ياسعادت البيه لحد الساعه12 بليلل

منصور بخوف : خضتني ياسمير مش كدا

سمير : يا سلام يعني انا بيطلع عيني كل يوم وافضل اظبط ف سريرك واحط مخده مكانك كأنها انت علشان المديره لما تلف متاخدش بالها انك مش ف سريرك وكمان اسبلك باب المطبخ مفتوح علشان تدخل منه وف الاخر تقولي

خدتني ياثمير موش كدا

منصور بتعجب: هو انا بتمايص كدا وانا بتكلم

سمير بغضب : سبت كل كلامي ومسكت ف دي قولي بقيت بتتأخر بره كتير كدا ليه

منصور تذكر صورة والديها فألقى نفسه في حضنه وهو يبكي قائلا

: مطلعوش اهلي ياسمير طلعت بدور ع وهم

سمير بصدمه : ازاي مش اهلك مش فاهم حاجه

منصور : الصوره ال معايا مطلعتش صورة اهلي انا معرفش هي ليه عملت معايا كدا

سمير بحزن وصدمه : انت متأكد من كلامك داه

منصور مسح دموعه : للأسف متأكد بس انا مش هسيب حقي ولو ليا حاجه عند الست دي هاخدها

سمير : واي دخلها ف الموضوع

منصور : هي السبب ف كل حاجه انا متأكد

بس زي ماقالت سامية انا لازم اجمع الأدله الاول علشان اقدر اواجها

سمير بتعجب: سامية واي دخل سامية بالموضوع انت الفتره دي بقيت بتخبي عني حاجات كتير

منصور بإرتباك : لا أصل

سمير : انت كنت عند سامية تاني مش كدا

منصور بتوتر : قابلتها صدفه يعني الموضوع مكنش مرتب زي مانت فاكر

سمير : انا كل ال عايزه تخلي بالك من نفسك ومتدخلش ف حورات منتش ادها واوعي تبص لفوق احنا ال زينا لو بص فوق بيقع ع وشه وزي ماتعلمنا هنا المشي جمب الحيط هو الحل المناسب فاهم ولا لا

منصور : متقلقش عليا كل حاجه هتبقى تمام وحقي هعرف اجيبه

ثم تذكر الشخص الذي أنقذه ونقله للمستشفى فرد قائلا قولي عامل اي مع ايناس

سمير : مفيش بينا كلام انا سمعت انها هتسافر

منصور بصدمه : تسافر فين

سمير : تعرف يامنصور انا عارف ان الكلام ال اتكتب ع الكارت داه مش منها بس عملت نفسي مصدق انا من كتر حبي ليها متقبل اي حاجه منها حتى لو وهم

منصور بإبتسامة وجع : الحب

الحب دا رغم مرارته بس بنتلذذ بيه ورغم الألم ال بنحسه بس بمجرد مانسمع كلمة بحبك بتهون كل حاجه علينا

‏هو احنا البشر كدا ربنا خلقلنا قلب يحب ولو محبش ممكن يموت من الجفا