محاكمة حتحور وخونسو

PUBLIC BETA

Note: You can change font size, font face, and turn on dark mode by clicking the "A" icon tab in the Story Info Box.

You can temporarily switch back to a Classic Literotica® experience during our ongoing public Beta testing. Please consider leaving feedback on issues you experience or suggest improvements.

Click here

فى اليوم التالى اصطحبت حتحور خونسو الى شلتر الحيوانات الاليفة. حيث التقت حتحور بزميلات وزملاء لها فى الشلتر. وبدات تسال عن حال الحيوانات وهى القطط والكلاب وبعض الحيوانات الاخرى وليس بالضرورة ان تكون قططا منزلية بل منها قطط بلدية. فاجبنها عن اسئلتها. واخذت تتفحص الوافدين الجدد فى الاقفاص. وتتابع تغذيتهم وشرابهم. وخونسو ينصت باهتمام ويشاهد ما تقوم به حتحور وزملاؤها من مهام. حتى انها اشركته فى رعاية قطيطة صغيرة اعجبته. واخذ يربت عليها وهى تموء فى ضعف. جعلته مسؤولا عن تنظيفها ورعايتها واطعامها لوقت قصير.

وحين خرجت مع خونسو من الشلتر. بعدما امضيا فيه نحو الساعة سالته ما رايك. قال. لقد نسيت همومى كلها حين نزلت معك يا حتحت. ونسيتها اكثر وامتلات سعادة واملا وانا اقف معك فى الشلتر واعتنى بهذه القطيطة. ثم تشنج خونسو فجاة وسقط ارضا شبه مغشيا عليه واخذ جسده يتشنج كله. صرخت حتحور تستنجد باحد ولكن المكان كان خاليا ولا احد حولهما اطلاقا. ظل خونسو فى هذه الحال لنحو عشر دقائق وخرج الزبد من فمه. اخذت حتحور تبكى وتصرخ وهى لا تدرى ماذا تفعل وبمن تستنجد. ثم تذكرت هاتفها المحمول الذكى. فاخذت تفتش عنه فى حقيبة يدها بجنون وهى تعدل شعرها المموج قليلا الجميل المصرى وتحاول مسح دموعها. وكادت تهاتف اباها او ترسل له موقعهما بالجى بى اس لياتيهما بسرعة. لكنها سمعت خونسو يقول فى ضعف. اين انا. ماذا جرى يا حتحت. قالت. حمدا لامونرع واولاده القدامى والحاليين الابراهيميين والرومان والاغريق والفرس والهنود والبابليين على سلامتك. لقد اغمى عليك قليلا وكنت تتشنج كالمصروع. وحكت له صراخها وما كادت ان تفعله الان. قال خونسو وقد جلس على الارض يلهث. لقد شاهدت اشياء اخرى يا حتحت. قالت حتحور. ماذا شاهدت يا حبيب حتحت. قال. لقد شاهدت نفسى جالسا اتكلم مع صديق اخر يرتدى قبعة اسطوانية طويلة سوداء ويرتدى معطف طويل اسود وله اجنحة على الظهر. نتكلم بلغة غريبة امام نهر ووراءنا منازل ملونة وغريبة الشكل. قالت حتحور. ارسمها لى يا خونسو. واخرجت ورقة وقلم رصاص من حقيبتها. رسم خونسو البيوت بشكل سريع وكذلك النهر. وكنائس بالخلفية. قالت له حتحور. اظنها بمدينة اوروبية. الم تر شيئا اخر. قال. شاهدت بعض المراكب وعليها راية ثلاثية الالوان بالعرض اسود وابيض واحمر. قالت حتحور. هذا يشبه علمنا علم مصر. لكن معكوس. هل انت واثق من الالوان وترتيبها. ربما هو هنا فى مصر. قال خونسو. لا. انا واثق من الالوان واللغة ايضا غريبة. ولم اشاهد هذا فقط. قالت حتحور. وماذا شاهدت ايضا. قال. تغير المشهد ليصبح بيوتا كبيوت ريفية شاهدتها فى الافلام المصرية التى اريتنى بعضها يا حتحت. ولكن الناس يرتدون جونلات كتان وشعورهم مصففة بشكل مختلف ونصفهم العلوى عارى. والنساء يرتدين ما يشبه الجلباب الكتانى الابيض ولكن مكشكش وشعورهم مصففة بشكل غريب. وفى نهاية هذه القرية او المدينة شاهدت صروحا تشبه صروح معبد الاقصر. وتغير المشهد مرة ثالثة ورايت نفسى انكلم مع عدة نساء ورجال يرتدون الشعر الابيض المستعار ويرتدون قبعات مثل قبعات نابليون بونابرت الذى اريتنى اياه فى الفيلم التاريخى الوثائقى الذى شاهدناه بالامس ويرتدون ملابس ذات اكمام دانتيل وجوارب بيضاء طويلة واحذية صغيرة غريبة. وكنا فى قاعة مليئة بالتماثيل الجميلة واللوحات كما لو كانت فى قصر. وايضا يتكلمون لغة غريبة وفى الركن رجل يبدو كانه جندى او حارس يقف ممسكا رمح فى اعلاه راية زرقاء منقوش عليها زهور ذهبية كل زهرة ثلاثية الشكل. ثم تغير المشهد ورايت نفسى جالسا فى ما يشبه الحمام واسع ورخامى. وحولى رجال اشيبون وشباب يتكلمون معى ويرتدون جلابيب كتانية بيضاء مزينة باطار بنى اللون بما يشبه درجات السلم وعلى المكان حرس يرتدون جونلة حمراء او جلبابا احمر قصير وقصير الاكمام يعلوه درع معدنى صدرى وبطنى منقوش وله شراشيب معدنية ايضا وعلى رؤوسهم خوذات ذات شعر خيل احمر كالفرشاة.

قالت حتحور. فى الحقيقة ما تقوله غريب حقا. وما رايته غريب. كانك عشت فى عصور شتى. هذا غريب وغير منطقى ولا مفهوم. اتكون ممثلا سينمائيا ربما يا خونسو. ام يكون تناسخ ارواح. على كل حال انهض الان لئلا نلفت النظر وهيا نعود الى المنزل. وبالفعل نهض خونسو ويده فى يد حتحور. وانصرفا الى منزلها. دخلت حتحور تسبقه الى غرفته وفتحت الضلف الزجاجية ثم الشيش. فانارت شمس العصارى الغرفة بضوء جميل. قالت لخونسو وهو يستريح على الفراش. كل عام وانت بخير. شهر رمضان على الابواب. وبصراحة انا واسرتى لا علاقة لنا به من قريب ولا بعيد. هل تعرف رمضان يا خونسو. قال خونسو. لا لا اظن. ولكن حين ذكرت هذه الكلمة شعرت بضيق شديد فجائى لا ادرى ما سببه. ضحكت حتحور وقالت. يبدو انك شقى مثلى ولن تتعبنى هاهاها. على كل حال هذا شعور فطرى ومنطقى وطبيعى فوراء الكلمة قمع حريات وسجن وقانون ازدراء اديان وخدش حياء. ووراء الكلمة ايضا شوفونى السيكوباتى مشرف قصص منتدى ايروتيكى يسمى منتدى نسونجى الذى يتعبد برمضان ويتوقف عن النشاط ككاتب او مشرف. وبغير رمضان تراه مسلما غيورا جدا ومتعصبا يحذف من قصص الكتاب الايروتيكية اى كلمة تمس السلفية والاخوانية والتعصب الاسلامى او حتى مجرد كلمة الحمد لله او رحمه الله او وقوع القصة فى مناسبة اسلامية ما. واى ثقافة علمانية او لادينية او تنويرية او سياسية. ويدعم الاساءة للمسيحيين. بقصص اخرى. ويؤمن بمقص الرقيب. هل شوفونى ضابط امن وطنى مصرى او مجرد ملتحى سلفى اخوانى اردنى يدمر المنتدى من داخله باستعباد كل كاتب جرئ ومثقف وتقريب التافهين والذين لا هدف تنويرى سياسى ودينى وجنسى لهم. وراء كلمة رمضان ستجد غزو الفاروق العادل فوق العدل نفسه واحتلاله الاستيطانى لمصر وسوريا وايران والعراق الخ. ثم يلومون فتى فارسى غيور على حرية بلاده بان قتل المستعمر العربى عمر. ويلعنونه. رمضان يعنى داعش والاخوان والسلفيين وكل التعصب الاسلامى. حتى انهم هذه الايام يريدون تجريده من بعض ما خفف به المصريون وطاته وجفافه ووحشيته الاسلامية من فوازير ومسلسلات يريدونه زرنيخا خالصا بدل تخفيفه بالسكر البودرة.

سكتت حتحور قليلا وتاملت عيون خونسو المتعلقة بوجهها وتركيزه الواضح فى كلماتها رغم عدم فهمه معظمها بسبب ذاكرته المفقودة. واكملت قائلا. عموما وباختصار انا وانت سنقضى رمضان بملله ونوم الشعب طيلة النهار. سنقضيه فى كل نافع على عكس الصائمين طبعا. سنقضيه مع السينما والرسم والنحت .. مع الرياضة بكل انواعها . مع العلوم والفنون والاداب واللغات والعلمانية والحريات الكاملة والقيم الغربية والتنوير. ومع اسيا الصفراء وروسيا. بعيدا عن هؤلاء المتعصبين والنائمين الكسالى.

محاكمة حتحور وخونسو
الفصل الرابع

كان العاشر من مايو هو الموافق لعيد ميلاد حتحور. اخبرت ارسينوى برنيكى خونسو بذلك قبلها بيومين. لعلمها بحب خونسو لحتحور كاخت له وصديقة عزيزة. فتساءل خونسو وتشاور مع ارسينوى حول انسب هدية يهديها لحتحور فى عيد ميلادها. فكرت ارسينوى لفترة وقالت لخونسو. ما رايك ان تنزل معى ونختار لها هدية على ذوقك ؟ قال خونسو. حسنا انا موافق يا طنط. ولكن مع ارشاداتك لانك تعرفين ما تحبه وما تكرهه اكثر منى بالتاكيد. قالت ارسينوى. قل لى يا ماما. انا اعتبرك ابنى. ام انك لا تعتبرنى فى مقام امك. قال. بل اتشرف بذلك يا ط.. يا ماما. وفى اليوم التالى اعطت ارسينوى مبلغا من المال لخونسو ليشترى الهدية المناسبة التى رشحتها له ارسينوى ليقدمها لحتحور فى عيد ميلادها.

بدا رمضان. وانشغلت حتحور بامتحاناتها عن خونسو لنحو منتصف رمضان. حين فرغت من امتحاناتها. منذ ذلك اليوم وكانت تستلقى بالفراش جوار خونسو الذى يقبلها من خدها من ان لاخر فتضحك. ويلتصق بها. وتداعب قدماها قدميه. لكن لا يحاول معها باى شئ اكثر. وهى تقرا له فى نهار رمضان بعضا من كتبها او يشاهدان معا فيلما اجنبيا مما قرات له حتحور عنه فى رواية رشاد وخديجة ورحلة عبر مصر. كانا بينهما حب لكنه هادئ يتحكمان به. ويفضلان ان يكون بلا جنس. مجرد احتضان والتصاق وعناق. كاف جدا. تقرا له قليلا من الف ليلة وليلة النسخة الكاملة الايروتيكية. او بعض الفوازير. يشربان بعضا من الخشاف اى البلح المجفف المنقوع فى الماء والسكر. وياكلان بعضا من الكنافة والقطائف. ويلهوان بالفانوس الزينبى الذى اشترياه معا من السيدة زينب بعدما مرا معا على المعز لدين الله ليشاهداه فى اجواء رمضان.

اتى عيد الفطر بسخافة اجازاته وتعطيل المخابز ومحال الخضراوات فيه وشلل الحياة الكامل.. لكن خبزت حتحور حلوى العيد بانواعها واعجبت خونسو مما استمع الى تكبيرات العيد الكاملة التى اعجبته بشدة. فى اليوم التالى او فى ثالث ايام عيد الفطر والشوارع هادئة. وخونسو جالس فى الهواء الطلق جوار والد حتحور بطليموس الذى يقوم بزخرفة بعض الاخشاب زخرفة فنية. حتى فوجئ امامه بفتاة رثة الثياب تسير بصعوبة ظهرت فى الركن فى اخر درب الجماميز وتسير وهى تستند الى الحائط.. كانت متسخة الثياب جدا ومتسخة الوجه.. عندما اقتربت لم تستطع اكمال الطريق وصرخت ثم اغمى عليها. سارع بطليموس وخونسو بالاقتراب منها وحملها الى داخل المنزل. فوجئت ارسينوى وحتحور بهذه الفتاة الغريبة الغامضة المتسخة الوجه والجسد الرثة الثياب التى يحملها ابو حتحور وصديقها الحميم وهى مغمى عليها ويبدو عليها الضعف الشديد والهزال والجوع. كادا ان يرقداها على الفراش بالغرفة ولكن ارسينوى زمجرت لانها ستوسخ الفراش. قالت. من هذه ومن اين اتيتما بهذه المتشردة القذرة المتسولة ؟ قال بطليموس. لا يبدو عليها انها متسولة يا ارسينوى. بل تبدو بنت ناس وبنت عز. ولكن جار عليها الزمن او تعرضت لظروف عصيبة. امونرع واولاده القدامى والمحدثون اعلم بما جرى عليها من خطوب. وجدوا فى يد الفتاة عضة بحجم فك واسنان انسان وقد اسودت. لما راها خونسو فزع من غير سبب واضح له او لاسرة حتحور. ونهض بسرعة يجلب راس ثوم يفصص فصوصها وفوجئت حتحور بسكين محمرة من التسخين بشدة فى يده. دق الثوم فى الهاون الالومنيوم القديم وفركه على العضة فى يد الفتاة كما اسرع بكى العضة بالسكين وبعد قليل فوجئ الحضور بالعضة والاسوداد والثوم والكى كلها تختفى وتعود اليد الانثوية لطبيعتها.

قالت حتحور فى دهشة وتعجب. انت عملت ايه يا خونسو. وازاى فكرت تعمل كده اصلا. انت بتضحك علينا وعامل انك فاقد للذاكرة ولا ايه. قول بسرعة. نظر خونسو الى وجوه بطليموس وارسينوى وحتحور الناظرة اليه والمحدقة بشدة وتركيز ودهشة قوية واستغراب هائل وتساؤل. ثم قال ببطء. وحق امونرع واولاده القدامى والمحدثين وحق الهيروغليفية واليونانية واللاتينية والهندية والصينية والفارسية والسريانية والامازيغية انا لا ادرى كيف عرفت ذلك. ولا ادرى ما بها. ارجوكم صدقونى. ارجوك صدقينى يا حتحور انا لا احتمل نظرة الشك والريبة التى فى عيونك انها تمزقنى من الداخل. احتارت حتحور هل تصدقه ام تصدق شكوكها التى تخبرها انه يخفى شيئا ويدعى شيئا. قالت حتحور. حسنا انا اصدقك يا خونسو ولكن كيف عرفت .. لابد ان لكما صلة ببعض او من نفس المكان او البلد. لعلك طبيب يا خونسو. قال خونسو فى حيرة حقيقية. لا ادرى يا حتحور حقا. قالت حتحور. ولكنى لم ارى طبيبا يستعمل هذه الوسائل البدائية ثوم و سكين محماة.

قالت ارسينوى. حسنا. والان ماذا نفعل بهذه الفتاة. الا نبلغ الشرطة لعل اهلها يفتقدونها الان او يبحثون عنها. او لعل وراءها مصيبة لا نعلم عنها شيئا. قال بطليموس ناهرا زوجته. اسكتى يا امراة. انها فتاة مسكينة خذيها وحمميها. هيا. وادخلى معها يا حتحور ساعديها. قالت ارسينوى وهى تمصمص شفتيها. حسنا. شعر خونسو بالخجل وشعر بان ارسينوى تحمله فى صمت مسؤولية وجود هذه الفتاة فى بيتها. كانت الفتاة عظمها واضح وبارز قليلة اللحم. كما يقولون جلد على عظم. ليس عن رشاقة بل كما لو كانت تعانى من مجاعة كمجاعات افريقيا. وعيونها غائرة ... رفعت ارسينوى الفتاة واوقفتها ووضعت ذراع الفتاة حول عنقها وذراعها الاخرى حول عنق حتحور. سارتا بها صوب الحمام. ولما دخل الثلاثة. اغلقت حتحور الباب خلفها بعنف. بعد قليل خرجت حتحور ممسكة ملابس الفتاة المتسخة الممزقة الرثة فى يدها وذهبت الى المطبخ لترميها فى سلة المهملات. ودخلت غرفتها واحضرت قميص نوم منزلى من قمصانها فقد كان مقاس الفتاة شبيه بمقاسها. وحملته ودخلت الى الحمام. سمع خونسو وبطليموس صوت المياه واللوفة والفرشاة لوقت طويل ثم فى النهاية. توقف صوت المياه. وبعد قليل خرجت حتحور وارسينوى تسندان بينهما الفتاة. وتذهبان بها الى غرفة الضيوف الثانية فقد كان المنزل 4 غرف وصالة. غرفة لبطليموس وارسينوى وغرفة لحتحور. وغرفة لخونسو وغرفة للفتاة.

ارقدتاها على الفراش. ذهل خونسو من هيئة الفتاة النظيفة الان. كانت بيضاء منيرة ساطعة بشكل غير عادى وشعرها الاسود فاحم لامع ناعم وطويل جدا ولمعانه غير عادى لكن وجهها وان بدا فيه بعض الحسن والفتنة. الا انه قد شوهه غوران العيون وبروز عظامه وعظام جسدها بصفة عامة. وتساءل وهو يقف يتامل الفتاة والام وابنتها تنسحبان خارجتين من الغرفة .. تساؤل عن سرها كما تساءل كيف سيكون شكلها حين تسمن وتتغذى وتستعيد رونقها وإزهارها وصحتها. هل ستنهض ام ستبقى فى غيبوبة للابد. هل هى سليمة معافاة ام تعانى من مرض عضال خفى لا نعلمه. كل هذه الاسئلة دارت بخلد خونسو.

استلقى خونسو على فراشه وجاءت حتحور لتستلقى جواره بسويتشيرت اخضر وشورت جينز. رغم انهم فى شهر يونيو. الا انها تستطيع فعل ذلك بسبب التكييف الذى عندهم. نزل خونسو وقبل قدميها الجميلتين المطلية الاظافر بالاحمر مثل اظافر يديها. كانت تكره الاوكلادور القردى الاسود المقرف. تماما ككراهيتها لبعض اللادينيين العروبيين المعادين للسريان والكمتيين والامازيغ ولاحياء لغاتهم ولانتاج مسلسلات عن ملوكهم وتاريخهم قبل الغزو العربى الاسلامى والمؤيدين للاسلامى الاخوانى اردوغان والمعادين للحرية الجنسية ولجراة المراة فى الكتابة والمؤيدين للحجاب ولال سعود. والرافضين للسلام مع اسرائيل. والمؤيدين للتقاليد البدوية الشرقية العربية التى تقمع المراة. والمعادين لكشف الغزو العثمانى السلجوقى لبيزنطة وكشف حقيقة الغزو العربى الاسلامى المسمى الفتوحات الاسلامية. ولها معهم صولات وجولات. هم يتهمونها ويحاولون تجريدها من اللادينية والعلمانية. بينما الحقيقة انهم هم الاسلاميون العروبيون المتخفون المدعون العلمانية.

لم تستطع حتحور البقاء بهذه الثياب. فقررت النهوض وفتح ضلفة الدولاب لتستر نفسها وهى تبدل ملابسها لتصبح بكونبليزون ضيق قصير كالتوب الاسترتش ذى الحمالات الرفيعة وبقطعة سفلية كالبكينى. واستلقت مرة اخرى جوار خونسو. لم يتعجب خونسو. فهذه ليست المرة الاولى التى ترتدى فيها حتحور مثل هذه الملابس امام خونسو وتستلقى جواره. كانت علاقتهما غربية شبعانة خالية من سوء نية العرب والمسلمين المكبوتين المقموعين المعتادة. اى نعم بينهما جاذبية جنسية لكنها رزينة يتحكمان بها جيدا ويغمرها ويغلبها حب هادئ ووقور فهذا طبع برج حتحور الترابى اى الثور. وطبع برج خونسو ايضا وان كان اكثر عاطفية ظاهرة وانفعالية وعصبية والذى سيتكشف لنا ما هو برجه لاحقا. كان خونسو لا يطيق بعدها عن الفراش وعن جواره. يحب ان يتامل وجهها ويسمع صوتها وهى تتحدث عن مواقفها فى الجامعة ومع الناس فى السوق. ايضا وهى تقرا له من كتب التاريخ. كان يهيم عشقا بقراءة التاريخ.. الدولة الفاطمية والدولة البيزنطية ومصر الفرعونية ومصر البطلمية والامبراطورية الرومانية والاغريق والاسكندر. وتاريخ اوروبا فى العصور الوسطى والحديث وتاريخ الامريكيتين وحتى الدولة العربية الاسلامية والدولة العباسية والدولة الاموية وتاريخ المغرب والاندلس. كانا كما قلنا بنفس السن تقريبا. 17 سنة. وكانت فى السنة الاولى بالجامعة. متفوقة وبدات الدراسة مبكرا بعام عن اقرانها فالتحقت بالجامعة مبكرا. كانت مراهقة وهو مراهق. وكانت رقتها فى الكلام واناقة ملابسها ونوعيتها وعدم ارتدائها اى حجاب او عباءات. يجعلك لا تفرقها عن اى فتاة مراهقة امريكية ظريفة. غرفتها نفسها بديكوراتها مثل غرفة فتاة مراهقة امريكية اضافة للمسات علمية امريكية مثل نموذج متقن صغير لمكوك الفضاء الامريكى الشهير موضوع على البوفيه. ونموذج معلق فى الهواء للمجموعة الشمسية بشمسها وارضها وكواكبها وحتى القمر. ونموذج صغير لنوع شهير من الديناصورات.

لم يكن خونسو يلقى عليها بعبارات الغزل بل بعبارات الصداقة او يكتفى بقول اشتقت لك حين ذهبت اليوم للكلية. او يقول. اشتقت لحديثك او لمشاهدتنا الافلام معا. فتكتفى حتحور بالابتسام او تقول. وانا ايضا. ولماذا تشتاق انها سويعات قليلة وفى النهاية ساعود جوارك. كانت بينهما صحبة انسانية ورفقة وصداقة متينة تتكون وتنمو يوما بعد يوما كما لو كانت بيتا امريكيا حلوا يبنى طوبة طوبة وحائطا حائطا ودرجة سلم خشبية تلو درجة وعمود درابزين تلو عمود وغرفة تلو غرفة وبلاطة تلو بلاطة ومدخنة وجمالون وعلية. ونافذة تلو نافذة وحديقة امامية وحديقة خلفية وسور ومشاية وباب تلو باب وباب امامى. وكان اشتياقه لحتحور اشتياق عشرة بكسر العين. واشتياق انسان لانسان امضى معه الكثير من الوقت فيحن اليه حين يغيب. وليست مسالة شهوة او جنس. او حتى حب غرامى. اشتياقه لها اكثر دواما ومتانة وشمولية من مجرد اشتياق فتى لفتاة او حبيب لحبيبة او زوج لزوجة.

قالت له حتحور بهدوء. كنت مهتما كثيرا اليوم بهذه الفتاة. ما سرك معها. اخبرنى ولا تخف لن اتضايق. قال خونسو. بصفتى عبيد امونرع واولاده القدامى والمحدثين "عبيد تصغير عبد" او بنى امونرع اولاده "بنى تصغير ابن" وعبيد العلوم والفنون والاداب واللغات والرياضات الاولمبية. فاننى لا اكذب واقول صدقا اننى لا اعرف يا حتحت. هيئتها والعضة حركت شيئا فى ذاكرتى ولكن لا ادرى ما هو. قالت حتحور. لعلها تعجبك. قال خونسو. بل قولى لعلى اشفق عليها. لا اعتقد ان بهيئتها والمجاعة الواضحة التى تركت اثارها عليها يمكنها ان تعجب احدا. وعلى كل حال انا معجب بانسانة واحدة. حتى لو ظهر لاحقا ان لى جيرلفريند او زوجة ساتركها واطلقها وابقى جوار حتحت اللذيذة. احمر وجه حتحور وابتسمت بشكل خفيف ثم اخفت الابتسامة بسرعة وقالت. لا انا لا اخرب البيوت. وحين تستعيد ذاكرتك وترجع الى اهلك ستنسانى وتعود لحياتك. ولو تذكرتنى فانا من الان امنحك الاذن والحرية لتعود لحياتك او حبيبتك. وانا لا اتصور انه ليس لديك حبيبة. فانت وسيم ومهذب وطيب ومثقف.. لابد انك مثقف والا لم تكن لتكترث بما اقرا لك. الان هيا لننام. ولنرى ما سياتى به الغد.

راح الفتى والفتاة فى نوم عميق وهادئ. وراسه على كتفها او صدرها الكاعب الناهد الطرى الثقيل. وفى الصباح استيقظ حتحور الى جواره. كانت مبكرة عنه قليلا وانشط منه. وكأنها لا تذهب لقضاء الحاجة فى الحمام صباحا هذه الفتاة. يا للعجب. بحلول الظهيرة. سمع كل من فى البيت صرخة انثوية قادمة من غرفة الضيوف الثانية. هرع خونسو وحتحور وبطليموس وارسينوى الى حيث الفتاة المجهولة. التى بغيبوبتها الاقرب الى الموت كادت ان تصبح جين دو Jane Doe اى جثة فتاة مجهولة الاسم بالمصطلح الامريكى البوليسى. فوجدوها والحمد لامونرع واولاده قد افاقا. نظرت اليهم بتساؤل واستغراب. ونطقت بكلمات بالانجليزية. اين انا. قالت حتحور. انت فى القاهرة مصر. وجدناك مغشيا عليك ورثة الثياب ومتسخة ومصابة بعضة. من انت ومن اين اتيت. قالت الفتاة. وفى اى عام نحن ؟ قالت حتحور باستغراب. لماذا.. على كل حال نحن فى عام 2018. نهضت الفتاة فجاة وقالت. يااااه ماض. ولكننا كنا فى ماض اقدم واقدم منه من قبل. ثم نظرت الى خونسو بتركيز. وفجاة نهضت وامسكته بقوة. وقالت. انت .. انت .. ثم اغشى عليها مرة اخرى. اعادها بطليموس وخونسو الى الفراش. قرر بطليموس احضار الطبيب لها. وبالفعل جاء الطبيب وفحص الفتاة. قال. هى بحال انيميا شديدة وخطيرة. ساكتب لكم نظام غذائى لابد من الالتزام به بحذافيره. وكذلك مقويات مركزة وفيتامينات. ولن تظهر نتائج ذلك الا بعد شهر من الان. سلام. وانصرف. نزل بطليموس واشترى الادوية والاطعمة. بقيت الفتاة بعد ذلك لنحو اسبوع او اسبوعين تفيق صباحا فيحملها بطليموس وخونسو الى الحمام لتقضى حاجتها وتخرج متحاملة على نفسها فيحملانها من جديد الى غرفة الضيوف الثانية. فى نهاية الاسبوع الثالث تحسنت شهيتها للطعام ودب فيها النشاط نسبيا واصبحت ترفض ان يحملها احد وتتحامل على نفسها وتذهب الى الحمام وتعود. فى تلك الفترة لم يسالها احد عن قصتها. لانها كانت ضعيفة جدا لا تحتمل اى كلام معها. ومع بداية الاسبوع الرابع والاخير من الشهر اصبحت شبه معافاة. جلس حولها ظهرا خونسو وحتحور. سالها. هل يمكننى ان اطرح عليك بعض الاسئلة. ابتسمت الفتاة وقالت. بكل سرور. تفضل. قال خونسو. ما اسمك ؟ قالت. اسمى لمى ديمة. قالت حتحور. ومن اين اتيت ؟ قالت لمى ديمة. انا سورية علوية اسدية. ولكنى كنت اقيم مع اسرتى فى الولايات المتحدة. وازور سورية كل عام لمدة شهر واتجول فيها. قال خونسو. ولماذا اعتبرت عامنا هذا ماضيا ؟ قالت لمى. لو اخبرتكما لن تصدقانى. عموما انا من المستقبل ليس البعيد بعد عدة اعوام من الان. لا استطيع اخباركما باى عام بالضبط. قالت حتحور. وهل تعرفين خونسو ؟ قالت لمى. من خونسو. قالت حتحور. صديقى هذا اسمه خونسو. قالت لمى. لقد ظننته شخصا اعرفه ولكن لا .. بالتاكيد هو مجرد تشابه.

لكن لمى كانت لا تستطيع مقاومة ان تنظر لخونسو بحب جارف وتبدو فى ملامحها انها تعرفه. كانت لمى تفكر فى نفسها. امعقول ان يكون هو. لقد افترقنا ووعدنى بلقاء قريب اقرب مما اتصور. افترقنا وروما تقع هى وعواصم اوروبا كلها تحت سنابك جيش الزومبى الذين كانوا بشرا وتحولوا الى كلاب مسعورة تنقل سعارها وموتها ووحشيتها اللامتناهية بعض الانسان السليم وتجرده من انسانيته. كان الوباء قد انتشر اول ما انتشر فى دول الشوشف او المينا اى الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ومنها عبر المتوسط الى اوروبا. لم ندرى ما جرى لروسيا او امريكا. كنا فى اوروبا فى رحلة شهر مساكنة عسلى بلا زواج نخطط لمستقبل مساكنتنا. حين فوجئنا بهذا الوباء. قال البعض انه بدا بالمريض رقم صفر فى مكة. والبعض قال انه بدا فى القاهرة. كان مصريا ايضا مثل خونسو هذا ويشبهه كانه توامه. العله يكون احمد حبيبى. لا ادرى. لن اكشف امره ها هنا. سانتظر واراقب واتعرف به اكثر. ولكنه لا يعرفنى. ام لعله يتظاهر بذلك فقط لوجوده فى مكان معادى او غير مامون. لن اخبرهما بشئ. حتى اتاكد من حقيقة هذا المكان. فلعلهم يكونوا ممن كانوا السبب فى هذا الوباء وفى الابوكاليبس عام 2045.

كانت حتحور هى الاخرى مرتابة فى هذه الفتاة لمى ديمة. خصوصا من جانب ادعائها عدم معرفتها بخونسو. وقررت بدورها الانتظار والترقب لترى ما قصتها وحقيقتها وما تخفيه. كانت لمى ديمة ايضا فى نفس عمر حتحور وخونسو 17 سنة. ونظر اليها خونسو. وقد تعرى جنباها وجزء من بطنها كما فى يوم عثوره هو وبطليموس عليها. ولكن شتان كم اختلفت وفرق الامر. الان لم تعد عظام حوضها بارزة ولم تعد ضلوعها بارزة وبطنها هابطة غائرة لاسفل. الان امتلا جسدها وبطنها وبدات تستعيد انسانيتها وانوثتها.. كانت تمتلئ اغراء وجاذبية حيوانية حسية غير عادية فى نظر خونسو .. قالت حتحور فجاة. لعلمك لقد كانت يدك معضوضة ومسودة. شحب وجه لمى ديمة على الفور ثم بدا عليه الاستغراب وتورد حين استطردت حتحور وهى تراقب ملامح وجهها. ولكن خونسو فعل امرا غريبا له ولنا. دق بصلا فى هاون وضغطه على يدك ثم كواها بسكين محماة فاختفت العضة كان لم تكن واستردت يدك لونها الطبيعى.

عندما سمعت لمى ما قالته لها حتحور اضطربت وقالت وهى تنظر بقوة لخونسو بنظرات متعددة المعانى. هل فعل ذلك ؟ عجبا. لعلك خيل لك ذلك. الم تساليه. قالت حتحور باصرار. لا لم يكن خيالا اطلاقا. لقد رايته وراه ابى وامى ايضا. قالت لمى ديمة باصرار هى الاخرى. لعلها هلوسة جماعية بسبب صدمتكم لرؤيتى على هذه الحال. صمتت حتحور ونظرت الى خونسو الذى ضاق ذرعا بنظراتهما. واشاح بوجهه تهربا من كلتيهما. كان بداخل حتحور بركان من الغضب وكادت ان تنفجر فى وجه خونسو ولمى. وكذلك كانت لمى تتساءل عن سر العلاقة بين خونسو وحتحور. وشعرت بكثير من الغيرة والتساؤل.

قطعت لمى الصمت المخيم على الغرفة قائلة. هل لديكما اسئلة اخرى لانى اود ان ارتاح قليلا. لانى شعرت بالتعب فجاة. نهضت حتحور وهى تمسك يد خونسو بقوة وكانها حركة تلقائية حين شعرت بالتهديد من هذه الفتاة الغامضة لعلاقتهما الوطيدة. وقال خونسو. سنتركك لترتاحى سلام. ردت لمى بهيام موجه له. سلام. وكادت ان تلفظ يا حبيبى. لكنها تراجعت بصعوبة.